الجزيرة:
2025-02-23@02:32:12 GMT

بأي مقابل منعت تونس عبور 61 ألف مهاجر نحو إيطاليا؟

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

بأي مقابل منعت تونس عبور 61 ألف مهاجر نحو إيطاليا؟

تونس- يعكس ارتفاع عمليات منع المهاجرين غير النظاميين من العبور للسواحل الإيطالية انطلاقا من تونس منذ بداية العام الجاري، انخراط النظام التونسي في المقاربة الأمنية بالبحر المتوسط التي يفرضها الاتحاد الأوروبي مقابل ما يقبضه من دعم مادي وسياسي، وفق مراقبين.

ومنذ يونيو/حزيران الماضي لم تنشر السلطات التونسية أية معلومات عن عدد عمليات إحباط حوادث الهجرة غير النظامية، لكن هذا الصمت خرقه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، حين كشف -حديثا- عن منع أكثر من 61 ألف مهاجر كانوا يسعون للعبور نحو إيطاليا.

وأثار هذا التصريح حفيظة النشطاء الحقوقيين العاملين في قضايا الهجرة؛ حيث يقول الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية) رمضان بن عمر، إنه "من المؤسف أن تحجب السلطات التونسية حصيلة هذا العمل الأمني عن الإعلام وتقدمه لنظيرتها الإيطالية".

رمضان بن عمر: هناك كلفة إنسانية باهظة جراء تبني تونس المقاربة الأمنية للهجرة غير النظامية (الجزيرة) دعم أوروبي

وهذه الحصيلة أعلى بقليل من عمليات إحباط الهجرة غير النظامية المرصودة في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق بن عمر في حديثه للجزيرة نت. واعتبر أن تشديد الرقابة البحرية لمنع المهاجرين "يعكس تبني النظام التونسي للمقاربة الأمنية للاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين".

ويرى أن منع أكثر من 61 ألف مهاجر من العبور إلى إيطاليا عبر تونس جاء نتيجة المساعدات المقدمة من الجانب الأوروبي على المستوى اللوجستي كالزوارق والدعمين المالي المباشر للموازنة والسياسي للنظام التونسي "رغم الانتهاكات المسجلة".

ولا تنخرط السلطات التونسية فحسب بتلك المقاربة الأمنية على مستوى اعتراض زوارق المهاجرين غير النظاميين في عرض البحر لمنع اجتيازهم للحدود، بل كذلك في عمليات طرد ممنهجة لكل المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في اتجاه الحدود الجزائرية والليبية، وفق قوله.

ويؤكد بن عمر أن هناك كلفة إنسانية باهظة جراء تبني السلطات التونسية لهذه المقاربة الأمنية مقابل الدعم المالي والسياسي من الجانب الأوروبي، لافتا إلى أن الأخير طلب قبل أيام من تونس التحقيق في مزاعم اعتداءات جنسية طالت مهاجرات في تونس.

وحول هذه المطالبة يقول: "هذه وقاحة لأننا نعتبر أن الاتحاد والسلطات شريكان في كل ما يحصل من انتهاكات يواجهها المهاجرون بتونس"، متهما الاتحاد الأوروبي بتوفير الدعم المادي والغطاء السياسي للممارسات القمعية للسلطات التونسية، وفق تعبيره.

خالد الطبابي يرى أن سياسات الهجرة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي وجدت صداها لدى النظام التونسي (الجزيرة) أجندة يمينية

من جانبه، يقول الباحث في علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في تونس خالد الطبابي، إن الحزب "اليميني المتطرف (إخوة إيطاليا)" الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، نجح إلى حد بعيد في تحقيق برامجه الانتخابية المتمثلة في الحد من تدفقات المهاجرين.

ويؤكد الطبابي أن سياسات الهجرة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي من أجل تشديد الرقابة البحرية في المتوسط وجدت صداها لدى النظام التونسي نتيجة ما يتلقاه من دعم على المستوى المادي واللوجستي والسياسي، لا سيما بعد مذكرة التفاهم الموقعة سنة 2023.

وفي يوليو/تموز 2023، وقّع الاتحاد مذكرة تفاهم مع تونس يقدم بمقتضاها مساعدات مالية للاقتصاد التونسي المتعثر إضافة إلى حزمة مالية لمكافحة الهجرة غير النظامية. وتعرّض الرئيس التونسي قيس سعيد لانتقادات من المعارضة بشأن هذا الاتفاق.

وأظهر الاتفاق، بحسب بعض المراقبين، اصطفاف الاتحاد الأوروبي إلى جانب رئيس ينظر إليه معارضوه على أنه كرّس حكم الفرد وأجهض مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، لكن أنصاره يرون في ذلك الاتفاق مصلحة مشتركة لحماية الأمن القومي بين الطرفين.

سيادة ضائعة

ويقول الطبابي للجزيرة نت إن البيانات المتاحة حول منع المهاجرين غير النظاميين من قبل السلطات التونسية في عرض البحر، تناقض خطابات الرئيس سعيد المتعلقة بعدم قبول لعب دور حارس حدود الاتحاد الأوروبي وبالسيادة الوطنية وقضايا الهجرة.

ووفق رأيه، فإن النتيجة المباشرة لانخراط تونس في سياسة تشديد الرقابة البحرية في المتوسط ستكون المزيد من التدهور في النظام الديمقراطي وفي حماية حقوق الإنسان، قائلا إن "شروط الهجرة تتعارض مع شروط الديمقراطية وتؤدي دائما إلى صعود الاستبداد".

وكشفت آخر دراسة حول وضعية المهاجرين أنجزها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الناشط في مجال الهجرة، أن 60% من المهاجرين المستجوَبين قدِموا إلى تونس أساسا عبر الحدود الجزائرية وبنسبة أقل عبر الحدود التونسية الليبية.

ويأتي هؤلاء المهاجرون الأفارقة الذين يرغبون في العبور إلى السواحل الأوروبية -بحسب الدراسة- من 23 بلدا أفريقيا أغلبهم سيرا على الأقدام من السودان وغينا بيساو وسيراليون وساحل العاج. ويتمركز جلهم بمنطقة العامرة بمحافظة صفاقس المطلة على المتوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد الأوروبی السلطات التونسیة النظام التونسی غیر النظامیة بن عمر

إقرأ أيضاً:

سجن رئيس الاتحاد التونسي السابق 4 سنوات بتهم فساد وتدليس

ماجد محمد

أصدرت محكمة تونسية اليوم الخميس حكمًا بالسجن لمدة 4 سنوات على وديع الجريء، الرئيس السابق للاتحاد التونسي لكرة القدم، بتهم تتعلق بالفساد والتدليس واستغلال النفوذ.

ووفقًا لمصدر قضائي، أدانت المحكمة الابتدائية الأولى في تونس الجريء في قضية تتعلق بعقد المدير الفني للاتحاد، الصغير زويتة، والذي تم توقيعه “بالمخالفة للإجراءات الجاري بها العمل”. وشمل الحكم أيضًا حرمان الجريء من ممارسة الوظيفة نهائيًا.

وكانت وزارة الرياضة التونسية قد رفعت القضية ضد الجريء في عام 2023، متهمة إياه بمنح زويتة امتيازات غير قانونية في العقد، مما أضر بموارد الدولة.

وتم القبض على الجريء في أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين، يخضع للتحقيق في عدة قضايا أخرى تتعلق بالفساد المالي والإداري خلال فترة رئاسته للاتحاد.

وتولى الجريء رئاسة الاتحاد التونسي لكرة القدم منذ عام 2012، وأعيد انتخابه لثلاث ولايات متتالية، مما يجعله صاحب أطول فترة رئاسة في تاريخ الاتحاد.

وأفادت مصادر مقربة من الجريء أن فريق الدفاع عنه سيستأنف الحكم الصادر بحقه.

مقالات مشابهة

  • إيطاليا: مزارعون ينتفضون ضد زيت الزيتون التونسي ودعوات لحماية الإنتاج المحلي
  • السجن 4 سنوات للرئيس السابق للاتحاد التونسي.. ما السبب؟
  • منظمة الهجرة الدولية: 62,767 مهاجر غير شرعي ومقيم يتواجدون في مصراتة
  • إلى تونس.. كهربا في أحدث ظهور على انستجرام
  • سجن رئيس الاتحاد التونسي السابق 4 سنوات بتهم فساد وتدليس
  • أمريكا ترحل 200 مهاجر فنزويلي من غوانتانامو
  • السجن 4 سنوات لرئيس الاتحاد التونسي السابق وديع الجريء
  • السجن 4 سنوات للرئيس السابق للاتحاد التونسي لكرة القدم
  • مجلس النواب يشارك بورشة عمل لـ«منظمة الهجرة الدولية» في تونس
  • القضاء التونسي يفرج عن المعارضة سهام بن سدرين