على الرغم من التوقعات المتزايدة بشأن قرب دول غرب أفريقيا في التحرك عسكريا ضد النيجر، إثر اجتماع الخميس إلا أن هناك مؤشرات تكشف عن تراجع في مواقف الدول الداعمة  للتدخل العسكري.

تأجيل اجتماع إيكواس

أولى هذه الإشارات كان تأجيل اجتماع إيكواس اليوم السبت في أكرا عاصمة غانا، وكان سيضم رؤساء الأركان للدول الأعضاء في منظمة إيكواس، إلا أنه قبل انعقاد الاجتماع كشفت مصادر لوكالة "فرانس برس" عن تأجيله إلى أجل عير مسمة لـ"أسباب فنية".

وكان من المفترض أن يناقش الاجتماع الخطط العسكرية للتدخل في النيجر.

بلينكن يبحث عن حل دبلوماسي

وتزامنا مع إعلان تأجيل اجتماع إيكواس في غانا، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مباحثات مع محمد إيسوفو الرئيس السابق للنيجر.

بلينكن بحث مع إيسوفو تطورات الأوضاع في البلاد، مؤكدا استعداد واشنطن تبني مقاربات دبلوماسية لحل الأزمة في النيجر.

في الوقت نفسه، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تركز الجهود الدبلوماسية لحل النزاع في النيجر، مضيفا أنه يعتقد أن هناك مساحة لإعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية، واشنطن تريد حلا سلميا لهذه القضية من دون عنف".

وكان "إيسوفو" من أول الشخصيات التي بادرت بالوساطة بين بازوم وقادة الانقلاب، وهو حليف لبازوم وينتمي لنفس الحزب السياسي.

وذكرت وكالة رويترز في مستهل أغسطس الجاري، قالت فيه أن سبب الانقلاب هو خروج بازوم عن نهج سلفه إيسوفو، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع تشياني قائد الانقلاب، حيث استمر الأخير رئيسا للحرس الرئاسي لعقد من الزمان مع الرئيس السابق، وفور بدء الانقلاب انخرط الرئيس النيجري السابق في وساطة بين بازوم وتشياني إلا أن جهوده لم تسفر عن شئ إلى الآن.

وإيسوفو هو شخص قريب من الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، وهو من قاد الانقلاب ضد الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو الماضي.

انقسام إقليمي

الخيار العسكري لإيكواس المدعوم غربيا، لم يحصل على الإجماع الإقليمي وهناك انقسام داخل "الإيكواس" نفسها، حيث بدأت المعارضة من مالي وبوركينا فاسو اللذين أعلنا أن التدخل في النيجر بمثابة إعلان حرب عليهما.

وأعلنت الجزائر وتشاد أيضا أن الخيار العسكري بمثابة كارثة ليس على النيجر وحده وإنما على المنطقة كلها، وتهديدا لمصالح لأمنهما القومي.

حرب الإرهاب وحرب النيجر

ويشير كاميرون هدسون الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في الشؤون الأفريقية إلى أن الخيار العسكري في النيجر سيصرف الاهتمام عن قضية مهمة وهي مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وأضاف "هدسون" في مقاله المنشور اليوم السبت بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن التدخل قد يؤدي لصرف الانتباه وكذلك الموارد الأمنية بعيدا عن القتال المستمر ضد الجهاديين، وقد يتم تركيزهم بدلاً من ذلك، على الدول المجاورة المنخرطة بالفعل في المعركة نفسها ضد التطرف أو تخشى الوقوع فيها، وفي كلتا الحالتين، فإن الجهاديين يستعدون للفوز دون إطلاق رصاصة واحدة.

الدعم الشعبي للانقلاب

أشار مراقبين إلى أن قادة الانقلاب في النيجر، استفادوا من الإجراءات العقابية التي أعلنتها بعض الدول لاسيما قطع إمدادات الطاقة من دول إيكواس، وهو الأمر الذي تسبب في تأجيج مشاعر الشعب النيجري تجاه المجموعة التي تسعى للتدخل عسكريا في بلادهم، وانصب الغضب على الإيكواس بدلا من سلط الانقلاب.

وذكر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت أن تأثير عقوبات إيكواس واضح للغاية، فقد ارتفعت أسعار كل شيء تقريبا، وتفتقر البنوك إلى السيولة، لذا لا يمكن لعملائها سحب النقود، وانخفضت عائدات الدولة بنسبة 75٪ في أسبوع، لكن الكثيرين يقولون إن المعاناة التي تسببها مثل هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى حشد التأييد لقادة الانقلاب.

وأعلن أمس الأول الخميس عن حكومة النيجر، بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب العسكري الذي بدأ في 26 يوليو الماضي بعد احتجاز قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني، للرئيس المنتخب محمد بازوم، في قصره الرئاسي بالعاصمة نيامي، ما دعا عدة دول ومنظمات دولية للتنديد بهذه الإجراءات، وبدأت “إيكواس” في اتخاذ خطوات تصيعيدية ضد سلطات الانقلاب في النيجر.

وعقدت قمة "إيكواس" في العاصمة النيجيرية أبوجا، وقررت المجموعة التحضير لنشر قوة احتياطية تابعة للإيكواس يمكنها القيام بغزو مسلح للنيجر من أجل تحرير الرئيس المنتخب محمد بازوم.

وأعلن الجيش في النيجر استعداده لصد أي تدخل أجنبي، وأصدر القادة أوامرهم لأفراد جيش النيجر برفع حالة التأهب، وهدد قادة الانقلاب بقتل الرئيس بازوم في حالة التدخل في البلاد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايكواس الخيار العسكري في النيجر النيجر تأجيل اجتماع إيكواس غانا وزير الخارجية الامريكي بلينكن محمد إيسوفو الجهود الدبلوماسية فی النیجر

إقرأ أيضاً:

تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة يدعم مؤشرات وول ستريت

ساعدت بيانات التضخم في فبراير، والتي جاءت أقل من المتوقع، في دفع مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى الارتفاع بعد يومين من الخسائر الفادحة. 

وسرعان ما انعكس الارتفاع المفاجئ في أسعار السندات، وارتفعت العائدات على جميع المستويات، وسط مخاوف من تصاعد الحرب التجارية.

وتقدمت مؤشرات الأسهم بعد موجة بيع وضعت "إس آند بي 500" على حافة تصحيح فني. 

وقادت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، التي تضررت بشدة خلال هبوط السوق الأخير، هذا الارتفاع.

وبينما خفف التباطؤ المفاجئ في أسعار المستهلك من حدة التوترات بين المتداولين، لا تزال السردية في وول ستريت تشير إلى أن هذه البيانات بمثابة "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالآثار المحتملة لرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية على الاقتصاد.

قلق بشأن الرسوم الجمركية

استمر القلق بشأن آثار سياسات الرئيس دونالد ترامب في التأثير على المعنويات، حيث تراجع مؤشر الأسهم الأمريكي لفترة وجيزة، بعد ارتفاع بنسبة 1.3%، قبل أن يعاود الارتفاع مجدداً.

وكان التأرجح اليومي بأكثر من 1% هو الجلسة الرابعة عشرة على التوالي التي يشهد فيها المؤشر هذا النطاق من التقلبات، وهي أطول سلسلة من هذا النوع منذ عام 2022.

وقال مارك هاكيت من "نايشن وايد": "خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، شعر المتداولون بأن شراء الأسهم في هذه السوق أشبه بمحاولة الإمساك بسكين خلال وقوعه". 

وأضاف: "لكن ظروف البيع المفرطة، والتشاؤم شبه الشامل، يشيران إلى احتمال حدوث ارتفاع مفاجئ".

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر، لكن العديد من المؤشرات لا تزال تشير إلى أن التضخم بدأ بالارتفاع مرة أخرى.

ومع فرض ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية، من المتوقع أن ترتفع أسعار مجموعة متنوعة من السلع، من المواد الغذائية إلى الملابس، ما يختبر مرونة المستهلكين والاقتصاد ككل.

وقالت إيلين زينتنر، من "مورغان ستانلي لإدارة الثروات"، إن "قراءة مؤشر أسعار المستهلك اليوم، والتي جاءت أقل من المتوقع، كانت بمثابة نفحة منعشة"، لكنها نبهت إلى أنه "لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة فوراً".

وأضافت: "نظراً لعدم اليقين بشأن تأثير سياسات التجارة والهجرة على الاقتصاد، سيرغبون في رؤية بيانات تضخم إيجابية لأكثر من شهر".

تحركات الأسهم الأمريكية 

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.5%، وصعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1%، في حين خسر مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.2%.

وواصلت أسهم شركة "تسلا" ارتفاعها الذي استمر يومين ليصل إلى 12%، بينما قادت شركة "إنفيديا"، أسهم شركات صناعة الرقائق إلى الارتفاع.

وفي الساعات الأخيرة من التداول، كشفت "إنتل" عن تعيينها الخبير المخضرم في هذا المجال ليب بو تان، رئيساً تنفيذياً جديداً لها.

وقدمت شركة "أدوبي" توقعات أعمال فاترة.

وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 4.31%. ولم يطرأ تغير يُذكر على مؤشر الدولار.

مراقبة لخطوات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة

تعدّ قراءة بيانات التضخم إيجابية بلا شك للأصول الخطرة، إذ تتزايد الثقة في عدم تسارع التضخم مجدداً كما أظهرت بيانات يناير، ما يمنح صانعي السياسات بعض الوقت لالتقاط الأنفاس، ما قد يسمح للاحتياطي الفيدرالي بتخفيف سياسته، في حال ظهور علامات ضعف في سوق العمل، وفقاً لجيف شولز من شركة "كلير بريدج إنفستمنت" (ClearBridge Investments).

وأضاف: "مع ذلك، سيحتاج الاحتياطي الفيدرالي أيضاً إلى التأكد من تعافي توقعات التضخم من ارتفاعها الأخير، قبل العودة لخفض أسعار الفائدة، فالسيطرة على التضخم هي ما يُقلق معظم محافظي البنوك المركزية، نظراً للتحدي الذي يُمثله في إطار استعادة استقرار الأسعار في المستقبل".

وبالنسبة لديفيد راسل من "ترايد ستايشون" (TradeStation)، لا يزال خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في يونيو مطروحاً على الطاولة، لأن التضخم لا يزال معتدلاً، وخاصةً في فئة الإسكان الرئيسية.

وقال: "يشعر البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي بارتياح لأن الرسوم الجمركية لم تؤثر على أسعار المستهلك". وأضاف: "هذا أمر إيجابي للمستثمرين لأن كمية هائلة من السلبية قد تم تسعيرها بالفعل في الأسهم".

راسل تابع أنه لأول مرة منذ عدة أسابيع، "قد نشهد استراحة من سلسلة الأخبار المقلقة. لم يحدث أي تغيير يُذكر، وقد يكون ذلك خبراً ساراً لوول ستريت. أصبح اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل أقل إثارة للقلق".

سيُقدم تقرير حكومي عن أسعار المنتجين، سيصدر يوم الخميس، رؤىً حول فئات إضافية تُسهم مباشرةً في مؤشر التضخم المُفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمُقرر صدوره في وقت لاحق من هذا الشهر.

توقعات خفض الفائدة في يونيو

لا يزال المتداولون يراهنون على خفض آخر لأسعار الفائدة في يونيو بمقدار ربع نقطة مئوية، مع توقع لتخفيف بنحو 70 نقطة أساس طوال عام 2025.

انخفض عائد سندات الخزانة لأجل عامين، والذي يعكس توقعات المتداولين لسياسة الاحتياطي الفيدرالي، بما يصل إلى أربع نقاط أساس، ليصل إلى أدنى مستوى له في الجلسة عند 3.90%، قبل أن ينتعش إلى 4%. كما شهد عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تقلبات حادة قبل أن يرتفع إلى 4.33%.

مع بداية عام 2025، كان القلق الاقتصادي الرئيسي للمستثمرين يتمحور حول التضخم. ولكن مع تصاعد الحرب التجارية، وتزايدت حالة عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية، تحول هذا القلق من التضخم إلى سوق العمل والاقتصاد ككل، وفقاً لبريت كينويل من "إي تورو" (eToro).

وقال: "في هذا الصدد، سيتطلب الأمر أكثر من بضعة تقارير تضخم مطمئنة لتهدئة مخاوف المستثمرين". وتابع: "في المستقبل، سيحتل الاحتياطي الفيدرالي مركز الاهتمام، ولكن ليس فقط بسبب رؤيته الأخيرة للتضخم. وسوف يرغب المستثمرون في سماع موقف لجنة السوق المفتوحة بشأن الاقتصاد وسوق العمل، في حين سيراقبون أيضاً التحديث ربع السنوي الذي سيقدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي لتوقعاته الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • مؤشرات أخلاقيات المنظمة (2)
  • عائلة السادات تحيى ذكرى العاشر من رمضان بمنزل الرئيس الراحل بمسقط رأسه
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • غزة: أبرز مؤشرات عودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي
  • إيكواس تفعل قوة احتياطية لمحاربة الإرهاب
  • مكتوم بن محمد يستقبل الرئيس التنفيذي لـ«ماستركارد» العالمية
  • نورهان: دوري في عائلة الحاج متولي كان وش السعد عليّ
  • تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة يدعم مؤشرات وول ستريت
  • الرئيس السيسي: تماسك الشعب المصري يمكننا من عبور التحديات.. أحمد موسى: ترامب تراجع عن فكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم| أخبار التوك شو