سواليف:
2024-09-27@11:20:41 GMT

هل تحتمل إسرائيل كلفة حرب برية؟

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

هل تحتمل #إسرائيل #كلفة #حرب_برية؟ _ #ماهر_أبوطير

تتصاعد العمليات العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة اللبنانية، وبطبيعة الحال فإن خط التصعيد يرتفع يوما بعد يوم، مقارنة ببدايات حرب غزة التي تقترب من نهاية عامها الأول.

إسرائيل ترفع وتيرة العمليات لانها تريد تحقيق عدة أهداف، من بينها تعويض صورتها المتضررة ميدانيا في قطاع غزة، بعد أن تجرأت على المدنيين الفلسطينيين ولم تصل إلى أي أسير إسرائيلي، أو رأس قيادي من قيادات غزة، ولم تحقق الكثير من أهداف الحرب المعلنة، فيما أهداف الحرب غير المعلنة فتواجه عراقيل كثيرة، ومن أبرز هذه الأهداف الرغبة بتهجير الفلسطينيين، واقتطاع شمال القطاع وفصله عن الجنوب، والسيطرة على شواطئ غزة، من أجل نهب الغاز الفلسطيني وإعادة بناء المستوطنات داخل القطاع وغير ذلك من أهداف.

تجربة إسرائيل مع لبنان تجربة مختلفة، فقد احتلت إسرائيل بيروت، عام 1982 بهدف طرد التنظيمات الفلسطينية، وارتكبت مجازر معروفة، وبقيت تحتل مناطق في الجنوب اللبناني، وأنشأت شبكات أمنية وسياسية متعاونة ووظفت التناقضات السياسية والطائفية والمذهبية بين اللبنانيين من أجل تحقيق خروقات، ونفذت عمليات عسكرية في فترات متقطعة ضد لبنان، والكل يتذكر حرب 2006، وما نتج عنها من كلف على صعيد الحياة في جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/09/26

هذه المرة وجهت إسرائيل ضربات صعبة للبنانيين، من تفجيرات البيجر، إلى عمليات استهداف منصات الصواريخ وغيرها، ومن المؤكد انها لم تصل إلا لأقل القليل مما لدى اللبنانيين، لكنها تتدرج في خطواتها بهدف ردع حزب الله، واجباره على وقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، والعودة إلى ما وراء نهر الليطاني والسماح لمستوطني الشمال الفلسطيني بالعودة، مع الضغط أيضا من أجل أن تتحرك إيران لوقف كل جماعاتها عن الاستمرار بالحرب، والضغط على قطاع غزة لقبول صفقة أسرى، تعطي إسرائيل فرصة للتنفس قبل انتخابات واشنطن.

اضطرار إسرائيل لاجتياح جنوب لبنان، بشكل يؤدي إلى تطهير هذه المناطق من الأخطار، احتمال ضعيف يطرحه محللون باعتباره خيارا صعبا ومكلفا سوف تتجنبه إسرائيل، فيما يستبعده محللون آخرون لعجز إسرائيل عن كلفة تمدد الحرب وتوسعها بهذه الطريقة، وهي التي لا تحتمل كلفة الصواريخ والمسيرات عليها من جنوب لبنان، فكيف بالدخول البري إلى لبنان؟.

كل تجارب إسرائيل في #دخول #لبنان كانت سيئة عليها، وجيشها غير قادر على الحروب البرية في لبنان، خصوصا، مع اقتراب الشتاء ومواسم الثلوج والمطر، وتعرف إسرائيل أن دخولها البري سيكون الأخطر عليها في هذه الحرب، ولهذا تواصل الاستثمار في الحروب عن بعد، من خلال التذكير بتفجير خزانات الأمونيا، في ميناء بيروت، وصولا إلى تفجيرات البيجر، وسط تسريبات تتحدث عن تقنيات عسكرية متطورة قد تستعملها إسرائيل لمحو مناطق كاملة في الجنوب بشكل غير متوقع، وللأسف يتورط الإعلام العربي في تخويف اللبنانيين هنا.

العقدة تكمن هنا في أن جبهة لبنان، ليست وحيدة، إذ ان صواريخ المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية واليمنية تنهمر على إسرائيل، فيما الأم الحاضنة في طهران تتفرج على المشهد وتوكل هذه المهمات لجماعات معينة نيابة عنها، لانها لا تريد الزج بالشعب الإيراني في حرب إقليمية، ولا تدمير إيران واقتصادها، وتفضل ربما الوصول إلى صفقة يتم من خلالها الاعتراف بنفوذ إيران في المنطقة، مقابل نفوذ إسرائيل في المنطقة، وهذا رأي يطرحه بعض المحللين، فيما يراه آخرون غمزا من قناة إيران ودوافعها الخفية وراء كل هذا المشهد الحساس.

خرج البعض ليقول ما هو أخطر، أي أن إيران عقدت صفقة سرية مع واشنطن بمعرفة إسرائيل، أدت إلى تخلي إيران عن حماس وحزب الله، مقابل مزايا لإيران في المنطقة ومساحات نفوذها، وأصحاب هذا الرأي يقولون إن الوضع اختلف جذريا من خلال الاغتيالات في طهران وبيروت، بما قد يؤشر على قبول إيران تصفير ملف المقاومة كليا، وإذا كان هذا الرأي يقوله بعض العرب، فهو أيضا يتطابق مع كلام يسربه الإسرائيليون، وقد تكون كل القصة صحيحة، وقد تكون جزءا من الحرب النفسية على المنطقة، وعلى من راهن من أهلها على دعم إيران.

احتلال إسرائيل للبنان سيكون آخر خيارات إسرائيل، وهو خيار مستعبد، كون الحرب البرية محسومة النتائج لصالح اللبنانيين فهم في أرضهم، مقابل عدو جرب سابقا كلفة الحرب البرية.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إسرائيل كلفة حرب برية دخول لبنان

إقرأ أيضاً:

الحرب على لبنان.. أهداف ووقائع واستشراف

محمد فوّاز **

انطلقت حرب لبنان الثالثة - التي أطلق عليه الإسرائيلي اسم "سهام الشمال"- بشراسة غير مسبوقة، ففي يومها المفتوح الأول وفي قصف لمركز في الجنوب والبقاع، سقط 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة في أقل من 24 ساعة إضافة الى 1853 مصابًا موزعين على 54 مستشفى بحسب وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض. 

أما وزير الداخلية فأكد في اليوم الثاني للحرب أن عدد النازحين إثر القصف الإسرائيلي بلغ أكثر من 20 ألف نازح. وتضاعفت الأرقام سريعا ليصل عدد النازحين في اليوم الثالث بحسب الأمم المتحدة الى حوالي 100 ألف نازح.

مشهد لبنان اليوم يشبه المشهد الغزّاوي في بداياته، فتكثر الأسئلة عن الأسباب والمصير والمآلات، فيربط البعض ما يحصل بأنه جنون نتنياهو. شخصيا، لا أتعاطف مع الآراء التي تصف نتنياهو بالمجنون الذي لا يعرف ما يفعل؛ أو الآراء القائلة إن نتنياهو يريد فقط خدمة مصالحه الشخصية والهروب من المحاسبة القضائية.

في جميع كتاباته، يلتزم نتنياهو بمنهجية واضحة؛ فهو يرى في انتصار 1967 نموذجاً يحتذى به، وهو القائل بجدوى الانتصارات العسكرية وبأنها الوحيدة القادرة على فرض السلام لإسرائيل. كذلك يعبّر دوماً عن عدم رضاه عن الحدود الحالية لإسرائيل، مؤكداً أن "أرض إسرائيل" تمتد من النيل إلى الفرات، وهو ما يعدّه جزءاً من الوعد الإلهي لبني إسرائيل وكذلك الوعد الذي قُدم لليهود في عصبة الأمم حينها، بحسب ما يكتب.

منذ حوالي سنة، تلقت إسرائيل ضربة قاتلة في 7 أكتوبر. ويحاول نتنياهو استغلالها لتحقيق ارتداد عكسي للقضاء على المقاومة نهائي ا، عن طريق أمرين: أولاً، إنهاء الوضع في غزة سياسياً وعسكرياً، وفتح ملف اقتصادي وسياسي جديد للشرق الأوسط. ثانياً، القضاء على أي محاولات مقاومة للواقع الاستيطاني في الضفة الغربية. وثالثاً، توجيه ضربات قاصمة لحزب الله تُعجزه عن النهوض مجدداً، ما يجبره على الرضوخ لشروط إسرائيل التفاوضية. 

وفي حال نجحت إسرائيل في ذلك ستكون قد ثبتت أقدامها في المنطقة وفتحت الباب على شرق أوسط جديد لا معارضة حقيقية فيه لإسرائيل ويفتح الباب على مصراعيه لإعادة تنفيذ خطة دونالد ترامب المسامة بصفقة القرن، خاصة اذا عاود الأخير الوصول الى الرئاسة الأمريكية الأولى. وبذلك تكون القضية الفلسطينية قد انتهت للأبد وتربعت إسرائيل على عرش الشرق الأوسط لقرن قادم!!

لكن الواقع لا يعني بالضرورة تحقيق هذه الأهداف، فحتى الآن، لم تحقق إسرائيل نجاحاً كاملاً في النقطة الأولى والثانية، نظراً لعدم قدرتها على فرض شروطها في غزة واستمرار المقاومة، كما أن الوضع في الضفة الغربية لا يزال مفتوحاً على كافة الاحتمالات مع استمرار المقاومة.

إقليمياً.. إيران في حالة ارتباك وتخشى على نفسها لذلك تراهن على التهدئة والتفاوض مع أمريكا. بينما الولايات المتحدة تمر بفترة ضعف انتخابي تعزز التحكم الإسرائيلي بها، فهي رغم دعمها لمشروع إسرائيل، يبقى صراعها مع الوقت وحدود توسع الصراع وانعكاس ذلك على مصالحها.

من هذه الزاوية يمكن فهم ما يحدث في لبنان، فملفات غزة والضفة مفتوحة ويقف فيها نتنياهو رافضا الخضوع وعاجزا عن الحسم. عليه، يتحول الى لبنان محاولا تحقيق أهداف مرسومة سلفًا.

وتضع إسرائيل لافتة للحرب الشرسة التي تشنها على لبنان بفك ارتباط الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة وإعادة سكان شمال إسرائيل، لكن أهداف إسرائيل الحقيقية أعمق من هذا، ومن السذاجة اعتبار أن فتح حزب الله جبهة الإسناد يوم 8 أكتوبر هو السبب الرئيس والوحيد في الحرب الراهنة.

لقد كان معلوما أن ضربة لحزب الله كانت تتحضر قبل 7 أكتوبر تحت نظرية "جذ العشب" الإسرائيلية. لكن ظرف 7 أكتوبر بدّل الأوراق وقلب الأولويات دون أن تتغير الأهداف ليعود حزب الله لواجهة الاهتمام الإسرائيلي بعد استعصاء جبهة غزة بعد قرابة السنة على الحرب.

لذلك يمكن ايجاز أهداف إسرائيل الرئيسة في الحرب على لبنان فيما يلي:

1- ضرب حزب الله ضربات تُعجِّزه وتقوّده مستقبلا (على أقل تقدير) خاصة قيادته العامة والمعتقلة بالعمليات خلف خطوط العدو (وحدة الرضوان على الأخص) والصواريخ الدقيقة ومخازن الأسلحة واللوجستيات ونُظم القيادة والسيطرة، ووصولا إلى القادة الميدانيين والعناصر والمراكز أو المخازن التي ممكن أن تحتوي أسلحة أو يستفيد منها حزب الله. وهذا ما كانت إسرائيل تتحضر له منذ حرب 2006 وهو ما اتضح اليوم من حجم بنك الأهداف والمعلومات الذي تمتلكه.

2- إخضاع حزب الله ولبنان لاتفاق حده الأدنى قرار مجلس الأمن 1701؛ بما يطمئن إسرائيل على حدودها الشمالية ويحميها - وفق رؤيتها- من 7 أكتوبر لبناني مستقبلا(ومن هنا الاهتمام الكبير بالرضوان)

3- ضرب بيئة حزب الله الحاضنة ومحاولة سلخها عن الحزب بطرق مختلفة.

4- آنيا، إعادة سكان الشمال في إسرائيل، وفك الارتباط بين جبهات المقاومة.

بالمقابل: يدرك حزب الله أهداف إسرائيل جيدا ويضع أهدافه المضادة:

1- الاستمرار بعملية الإسناد ورفض فك ارتباط الجبهات.

2- منع عودة سكان الشمال الإسرائيلي.

3- حصر العمليات بالشق العسكري لعدم إعطاء أي ذريعة لتوسع الحرب الىالبنى التحتية اللبنانية.

4- محاولة الحفاظ على التناسب في التصعيد لتأكيد عدم تأثر هيكله العسكري وخاصة القيادة والسيطرة بالضربات الإسرائيلية ومحاولة الحفاظ على شيء من الردع.

حتى الآن أثبت حزب الله قدرته على الحفاظ على القيادة والسيطرة، بينما يواصل تصعيد هجماته تدريجيًا ويستعد لمعركة طويلة الأمد، رغم حجم الضربات التي تلقاها.

من جانبها، تستمر إسرائيل في قصف بنك أهدافها الواسع وتصادق يوميا على أهداف جديدة دون تحقيق هدفها المعلن وهو إيقاف جبهة الإسناد. لذلك، من المتوقع أن تستمر الضربات الإسرائيلية بالتصاعد في الكثافة والمدى، كما يتوقع أن يواصل حزب الله تقديم الجديد بشكل يعتبره متناسبا.

يتم تداول مقترح لوقف إطلاق نار لمدة شهر، لتمهيد الطريق لتطبيق القرار 1701 على لبنان دون أن تكون غزة خارج الإتفاق. ومع ذلك، من غير المرجح نجاح هذه الجولة من المفاوضات بسبب تمسك الأطراف بمواقفهم وصلابتهم على الأرض.

المشهد الحالي لا يدعو للتفاؤل، واحتمال العملية البرية انطلاقا من الجولان واردة خاصة إذا تعذر الحل السياسي، ما قد يدفع نتنياهو إلى محاولة مقايضة الأرض باتفاق.

كل ذلك يمكن تلخيصه بأن الحديث اليوم هو للميدان، حيث تستمر لعبة عض الأصابع بين حزب الله وإسرائيل على قاعدة الحياة أو الموت.

** باحث لبناني

مقالات مشابهة

  • تستعد لعملية برية.. إسرائيل: سنمنع نقل السلاح من إيران لحزب الله
  • الحرب على لبنان.. أهداف ووقائع واستشراف
  • ‏الرئيس الإيراني: إسرائيل تسعى بأفعالها لجر إيران إلى الحرب
  • العدد كبير جدًا.. كم بلغ عدد النازحين اللبنانيين خلال أيام على وقع الغارات الإسرائيلية؟
  • اليونان تعد بعلاج المصابين اللبنانيين في أوروبا
  • مصادر: واشنطن تحاول تفادي حرب إقليمية إذا شنت إسرائيل عملية برية في لبنان
  • كان: إسرائيل تستعد لعملية برية محتملة في لبنان
  • إعلام عبري: استعدادات داخل إسرائيل لتنفيذ عملية برية في لبنان
  • محمد سعد عبد الحفيظ: إسرائيل تسعى لجر إيران إلى حرب إقليمية