تين هاج: فلسفة توتنهام في مصلحة اليونايتد!
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
لندن (د ب أ)
أخبار ذات صلة
طالب إريك تين هاج، المدير الفني لمانشستر يونايتد لاعبيه بضرورة الحسم أمام المرمى، قبل لقاء ناديه المهم مع ضيفه توتنهام.
ويلتقي مانشستر يونايتد مع توتنهام، الأحد، ضمن منافسات المرحلة السادسة لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، على ملعب «أولد ترافورد»، معقل الفريق الأحمر.
ويسعى اليونايتد لاستعادة نغمة الانتصارات التي غابت عنه في مباراتيه الماضيتين بمختلف المسابقات، حيث تعادل من دون أهداف مع مضيفه كريستال بالاس، بالدوري الإنجليزي، يوم السبت الماضي، قبل أن يتعادل 1-1 مع ضيفه تفينتي آنشخيده الهولندي، ببطولة الدوري الأوروبي.
وقال تين هاج في المؤتمر الصحفي، الذي عقده للحديث عن اللقاء: «المشكلة هي أننا لا نسجل عدداً كافياً من الأهداف، هذه هي النقطة الرئيسة، أعتقد أننا نمتلك القدرة على تسجيل الأهداف، ولكننا لا نسجل بما يكفي بالنظر إلى عدد الفرص التي نصنعها».
أضاف المدرب الهولندي في تصريحاته، التي نقلها الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر يونايتد «مبارياتنا ضد توتنهام دائماً تكون حماسية ومثيرة، وأعتقد أن مباراة الأحد ستكون مثيرة للاهتمام أيضاً.
أوضح تين هاج «كل منافس لديه نقاط قوة وضعف، ونقاط قوة توتنهام تتمركز في فلسفتهم، إنهم يهاجمون بقوة، ولكن هذا ينتج عنه مساحات فارغة في خط دفاعهم، هذه النقطة قد تكون مفيدة لنا، ولكن على أية حال سيحتاج أي فريق، لأن يكون في أفضل مستوياته أمام توتنهام».
شدد مدرب يونايتد «نريد أن نفرض سيطرتنا، ونحتاج لتقديم مستوى عالٍ، أنا واثق أننا سنصنع فرصاً للتهديف، ولكن المهم هو أن نترجم هذه الفرص إلى أهداف».
كشف تين هاج «أعتقد أن أي فريق يلعب 60 لقاء في الموسم سيمر بمباريات لا يكون أداؤه فيها مثالياً، ولكن ما يجعلني غير سعيد هو أن أرى رغبة أكبر في الفوز لدى الفريق المنافس، هذا الجانب الذهني مهم جداً في كرة القدم، وخاصة في هذا المستوى، لذا من المهم دائماً أن يكون لديك تعطش للفوز أكثر من منافسك».
وتطرق تين هاج للحديث عن أداء نجم الفريق البرتغالي برونو فيرنانديز، حيث قال: «أعتقد أنه أثبت في أكثر من مناسبة في الدوري الإنجليزي أنه قادر على صنع الفرص».
أشار تين هاج «أنا واثق من أنه سيستعيد مستواه، إنه يصنع الفرص بالفعل، وسيعود لصناعة وتسجيل الأهداف، أنا متأكد أنها مسألة وقت فقط».
فيما يتعلق بمستوى الفريق بشكل عام، قال مدرب يونايتد «يتعين علينا أن نقيم الموقف، نحن نعمل كل يوم ونحرز تقدماً، كنا بحاجة للتعاقد مع لاعبين جدد، وقررنا ضم لاعبين شباب».
وشدد «راسموس هويلاند وليني يورو وجوشوا زيركزي لاعبون مهمون، ونؤمن بقدراتهم حالياً وفي المستقبل أيضاً، لذا ينبغي علينا أن نجهزهم بالشكل المناسب».
وأتم تين هاج حديثه قائلاً: «هناك تحسن في مستوى الفريق، وعلينا أن نعمل مع اللاعبين الموجودين حالياً، وهذا يستغرق بعض الوقت، لدي مشكلة، وهي أنني شخص غير صبور، لكي أكون منصفاً، حققنا نجاحات في الموسمين الماضيين، وعلينا أن نواصل العمل بكل قوة لنحقق المزيد من النجاح».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإنجليزي البريميرليج مانشستر سيتي توتنهام
إقرأ أيضاً:
نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.
التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا
لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.
واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.
أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟
إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:
تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.
تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.
سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.
المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين
من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.
هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.
إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.
التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟
إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.
إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
zuhair.osman@aol.com