خارطة الإعلام الخاص بالإسلاميين السودانيين (الكيزان) على وسائل التواصل الاجتماعي والجهات الأمنية الرسمية تمثل شبكة معقدة من الحسابات والمنصات التي تعمل على تشكيل الرأي العام وتوجيه الخطاب السياسي في السودان. فيما يلي تفصيل لكيفية توزيع الإعلام الإسلامي في وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقته بالجهات الأمنية الرسمية -
الإعلام الإسلامي على وسائل التواصل الاجتماعي
الإسلاميون السودانيون لديهم حضور واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتمدون على مجموعة من المنصات والحسابات لترويج أفكارهم والدفاع عن مواقفهم السياسية.

هذه الحسابات والمنصات تشمل:
• الصفحات الرسمية للجماعات الإسلامية: بعض الصفحات العامة التي تُديرها قيادات الكيزان أو أنصارهم تعمل كمنصات تروج لأيديولوجياتهم. ينشط هؤلاء على منصات مثل فيسبوك وتويتر، حيث يتم نشر بيانات سياسية، مقالات تحليلية، وفيديوهات توجيهية.
• حسابات شخصية لقيادات بارزة: قادة إسلاميون مثل علي كرتي وشخصيات أخرى تستخدم حساباتها الشخصية للتواصل مع قواعدهم. هذه الحسابات تعمل على تحفيز الأنصار وتوجيه النقد للخصوم السياسيين، بالإضافة إلى نشر رؤيتهم حول الأحداث الجارية.
• المجموعات الخاصة والصفحات المغلقة: العديد من المناصرين ينشطون في مجموعات مغلقة على فيسبوك أو مجموعات واتساب، حيث يتم تنظيم النقاشات والتنسيق الإعلامي بعيدًا عن الرقابة العامة. هذه المجموعات تعتبر وسيلة للتواصل الداخلي وتوجيه الأنصار حول كيفية الرد على الأحداث السياسية وترويج الخطاب المعين.
• يوتيوب وتيليجرام وبعض الإسلاميين يعتمدون على قنوات يوتيوب لبث المقاطع الدعائية أو التحليلية، والتي تتعلق بمواقفهم تجاه الحكومة أو القوى المعارضة لهم. كما يستخدمون تطبيق تيليجرام للتواصل الآمن مع المتابعين، حيث يعتبر أقل عرضة للرقابة.
• تيك توك: على الرغم من أن منصات مثل تيك توك غالبًا ما ترتبط بالشباب والمحتوى الترفيهي، إلا أن الإسلاميين يحاولون استغلالها لنشر مقاطع قصيرة تتضمن رسائل دعائية ضد الحكومة الانتقالية أو القوى الديمقراطية.
العلاقات بين الإعلام الإسلامي والجهات الأمنية الرسمية
لدى الإسلاميين تاريخ طويل في استخدام الأجهزة الأمنية لتوجيه الإعلام والتأثير في السياسة العامة. خلال فترة حكمهم، كان الإعلام الرسمي في السودان يتبع بشكل مباشر تعليمات الأجهزة الأمنية. ومع تغير السلطة بعد ثورة ديسمبر، استمر جزء من هذه الشبكة الإعلامية تحت سيطرة الإسلاميين عبر وسائل غير رسمية.
• الدعم اللوجستي من الجهات الأمنية: تشير بعض التقارير إلى أن بعض الجماعات الإسلامية لا تزال تتلقى دعمًا لوجستيًا من جهات أمنية محسوبة على النظام السابق. هذا الدعم يشمل تزويدهم بالمعلومات الداخلية أو تسهيل بعض الأنشطة الإعلامية التي تعزز من خطابهم.
• العلاقات مع أجهزة الأمن والمخابرات: على الرغم من أن جهاز الأمن والمخابرات في السودان قد شهد تغييرات بعد الثورة، لا يزال هناك تداخل بين بعض الأعضاء الذين لديهم ولاء للنظام السابق وبين النشاط الإعلامي للإسلاميين. بعض هؤلاء الأعضاء يوفرون معلومات للإسلاميين، مما يمكنهم من خلق حملات إعلامية مضادة لخطط الحكومة الانتقالية أو القوى الديمقراطية.
• الحملات الإعلامية المضادة: بعض الحملات الإعلامية التي تستهدف تشويه سمعة القوى الديمقراطية أو الحكومة الانتقالية تنطلق من منصات يسيطر عليها الإسلاميون. هذه الحملات تعتمد على نشر الشائعات والمعلومات المضللة، ويتم تنفيذها بتنسيق مع جهات أمنية تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية.
التكتيكات الإعلامية
الإسلاميون يعتمدون على عدة تكتيكات إعلامية لفرض رؤيتهم والتأثير في الرأي العام:
• التلاعب بالحقائق والأخبار الكاذبة: يعتمد الإعلام الإسلامي على ترويج الأخبار الكاذبة أو تحريف الوقائع لتشويه صورة القوى الديمقراطية أو المنافسين السياسيين. يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات بسرعة قبل أن يتم دحضها.
• الهجوم على القوى السياسية: عادةً ما تستهدف الحملات الإعلامية الإسلاميين القوى السياسية التي تسعى لإقصائهم. يتم استخدام لغة عنيفة وعدائية للتأثير في مشاعر القواعد الشعبية.
• دعم القضايا الدينية لتعبئة الأنصار: من خلال تسليط الضوء على القضايا الدينية وتوجيه الخطاب نحو الحفاظ على الهوية الإسلامية، يحاول الإسلاميون تجييش القواعد الشعبية ضد ما يعتبرونه تهديدًا "علمانيًا" أو "ليبراليًا".
4. تأثير الإعلام الإسلامي على الرأي العام
من خلال هذه الشبكة الإعلامية الواسعة والمنسقة، يعمل الإسلاميون على تشكيل الرأي العام السوداني وتوجيهه ضد خصومهم السياسيين. هناك قسم من الشعب السوداني، خاصة في الأرياف والمناطق التي تأثرت بحكمهم لفترة طويلة، ما زال يتعاطف مع خطابهم.
ومع ذلك، فإن وجود وسائل إعلام أخرى ومجموعة متنوعة من الأصوات على الساحة الإعلامية يقلل من هيمنتهم، خاصة مع ظهور وسائل إعلام مستقلة ونشاطات القوى الديمقراطية على وسائل التواصل.
رغم التغييرات التي شهدها السودان بعد الثورة، لا يزال للإسلاميين تأثير إعلامي قوي يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي والدعم اللوجستي من بعض الجهات الأمنية. توظيفهم لهذه الأدوات يعزز من قدرتهم على توجيه الرأي العام في صالحهم، معتمدين على خطاب ديني وسياسي يهدف إلى استعادة مكانتهم في السلطة.
أناين الاعلام الذي يمسي اعلام القوي المدنية من هذه الممارسات
الإعلام الخاص بالقوى المدنية في السودان، رغم تأثيره المتزايد، يواجه تحديات كبيرة في مواجهة الحملات الإعلامية المنسقة للإسلاميين. فيما يلي تحليل لموقع الإعلام المدني في هذه الخريطة الإعلامية، وكيف يواجه تلك الممارسات:
توزيع الإعلام المدني على وسائل التواصل الاجتماعي
القوى المدنية في السودان تعتمد بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارها والدفاع عن مواقفها السياسية، وخاصة في ظل سيطرة الإسلاميين سابقًا على مؤسسات الإعلام التقليدية:
• الصفحات الرسمية للجماعات المدنية: تشمل قوى الحرية والتغيير، التجمعات المهنية، ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل على نشر مواد توعوية وإعلامية تهدف إلى تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
• حسابات شخصيات بارزة: بعض قادة القوى المدنية والشباب الثوريين يعتمدون على منصاتهم الشخصية على تويتر وفيسبوك لنشر رسائل سياسية، التفاعل مع الجمهور، والرد على حملات التشويه التي تُنظم ضدهم.
• المنصات الإعلامية المستقلة مثل قناة "سودان بوست" و**"باج نيوز"** و**"التيار"** التي تحاول تقديم إعلام متوازن ومستقل بعيدًا عن الاستقطاب السياسي. رغم ذلك، تواجه هذه المنصات تحديات مادية ومهنية في ظل بيئة إعلامية غير مستقرة.
• مجموعات واتساب: القوى المدنية تعتمد على منصات مثل واتساب للتنظيم والتواصل الداخلي، حيث تُستخدم هذه المجموعات كأداة للتنسيق والنقاش وتبادل الأفكار حول الحملات والرد على الهجمات الإعلامية.
التكتيكات الإعلامية للقوى المدنية
في مواجهة الإعلام الإسلامي الموجه، تعمل القوى المدنية على استخدام وسائل متنوعة للدفاع عن مواقفها والرد على الحملات الإعلامية المعادية. من بين التكتيكات التي تعتمدها:
• التركيز على الشفافية والمصداقية: الإعلام المدني يحرص على نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة في مواجهة الأخبار الكاذبة التي يتم الترويج لها من قبل الإسلاميين. يُعتمد في هذا السياق على تقارير موثوقة وأبحاث لشرح الأحداث السياسية بموضوعية.
• الخطاب القيمي القوى المدنية تستند في خطابها إلى قيم الديمقراطية، حقوق الإنسان، المساواة، والمواطنة. يتم استخدام هذا الخطاب لتعبئة الشباب والمجموعات المنادية بالإصلاح، وتوجيه النقد المباشر للخطابات العدائية التي تتبناها الجماعات الإسلامية.
• حملات التوعية الإعلام المدني يعتمد بشكل كبير على التوعية المجتمعية. تُنظم حملات توعية حول أهمية الديمقراطية، نبذ العنف، وإصلاح النظام القضائي والمؤسساتي. هذه الحملات تهدف إلى زيادة وعي الجمهور بأهمية الانتقال الديمقراطي ومحاربة الأفكار الرجعية.
• التحالفات الإعلامية الإعلام المدني يسعى لتشكيل تحالفات مع وسائل إعلام دولية ومنظمات حقوقية لنشر قضايا السودان على الساحة الدولية. يتمثل هذا في تقارير تخرج من منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تدعم قضايا الحريات والتحول الديمقراطي في السودان.
التحديات التي تواجه الإعلام المدني
على الرغم من جهود الإعلام المدني، فإنه يواجه العديد من التحديات في مواجهة الحملات الإعلامية الإسلامية:
• القدرات المالية المحدودة الإعلام المدني في السودان يعاني من ضعف التمويل مقارنة بالإعلام الإسلامي الذي يستفيد من دعم مالي ولوجستي، سواء من داخل السودان أو من جهات إقليمية.
• الهجمات السيبرانية والتشويش الإعلام المدني غالبًا ما يتعرض لهجمات سيبرانية أو محاولات لتشويش الخطاب عبر نشر الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة. الإسلاميون وأطراف أخرى قد تستهدف الحسابات الشخصية أو المنصات الإعلامية المدنية لمحاولة إسكاتها أو تشويه سمعتها.
• غياب الأمان المهني العديد من الصحفيين والناشطين الإعلاميين المدنيين يتعرضون للتهديدات والمضايقات، بل والاعتقال أحيانًا، مما يحد من حريتهم في التعبير ويضعف قدرتهم على إنتاج محتوى نقدي في بيئة آمنة.
• القمع الحكومي والتدخلات الأمنية: بالرغم من التغيرات السياسية، إلا أن بعض الجهات الأمنية لا تزال تعرقل عمل الإعلام المدني، سواء بالضغط المباشر أو التضييق على المنصات التي تنتقد النظام أو الإسلاميين.
رد الإعلام المدني على ممارسات الإعلام الإسلامي
الإعلام المدني يعتمد على مجموعة من الاستراتيجيات لمواجهة الإعلام الإسلامي
• كشف التلاعب والتضليل: الإعلام المدني يقوم بشكل منهجي بكشف الأخبار الكاذبة التي يروج لها الإسلاميون. يتم ذلك من خلال تقارير تحليلية، مقالات نقدية، وبرامج إعلامية تعمل على تفنيد المزاعم ونشر الحقائق.
• التحفيز السياسي للمجتمع المدني: الإعلام المدني يسعى لخلق مساحة حوار تشاركية بين فئات المجتمع المختلفة. يركز على دور المجتمع المدني في البناء المؤسسي والديمقراطي، مما يجعله أكثر قربًا من الشارع السوداني مقارنة بالإعلام الإسلامي الذي يعتمد على خطاب سلطوي.
• الدعم الخارجي: القوى المدنية تعتمد على دعم المنظمات الدولية في مجال الإعلام والحريات، مما يوفر لهم منصات دولية للتعبير عن قضاياهم، ويشكل ضغطًا إضافيًا على السلطات السودانية التي تدعم الإعلام الإسلامي أو تغض الطرف عن انتهاكاته.
آفاق الإعلام المدني
رغم كل التحديات، فإن الإعلام المدني يتمتع بدعم شعبي متزايد، خاصة بين الشباب السوداني الذي يرى في هذه القوى الأمل في بناء مستقبل ديمقراطي حقيقي. مع الوقت، من المتوقع أن يتعزز هذا الإعلام بفعل التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكنه الوصول إلى جمهور أوسع ومحاربة التأثير الإعلامي للإسلاميين بشكل أكثر فعالية.
الإعلام المدني في السودان، رغم مواجهته تحديات كبيرة، يظل ركيزة أساسية في معركة مواجهة الإعلام الإسلامي. من خلال الشفافية والمصداقية والتحالفات الدولية، يسعى الإعلام المدني إلى فضح التلاعبات والرد على الحملات العدائية، إلا أنه يحتاج إلى المزيد من الدعم المالي والمؤسساتي ليصبح أكثر قوة وتأثيرًا في الساحة الإعلامية السودانية.

zuhair.osman@aol.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على وسائل التواصل الاجتماعی الحکومة الانتقالیة القوى الدیمقراطیة الحملات الإعلامیة الإعلام الإسلامی الأخبار الکاذبة الإعلام المدنی القوى المدنیة الرأی العام یعتمدون على المدنیة فی فی السودان والرد على على منصات فی مواجهة المدنی فی تعمل على من خلال التی ت على من

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام سورية: مقتل 5 جنود في ضربة إسرائيلية على ريف دمشق 

أعلنت وسائل وسائل إعلام سورية، مقتل 5 جنود في ضربة إسرائيلية على ريف دمشق، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل.

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام سورية: مقتل 5 جنود في ضربة إسرائيلية على ريف دمشق 
  • الدفاع المدني: 4 أدوات للسلامة ضرورية بالمنزل
  • إعلام سياسى لا يستحي
  • وزير الأوقاف يثمن دور الإعلام في إبراز استراتيجية الوزارة الكاملة لتطوير الخطاب الديني
  • المتحدة للخدمات الإعلامية تستعد لإطلاق قناة ناطقة بالإنجليزية - تفاصيل
  • ضجة حول اغتيال الإعلامية العراقية نور عباس.. ما الحقيقة؟
  • «الداخلية العراقية» تصدر بيانا حول حقيقة اغتيال الإعلامية نور عباس
  • وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء من جديد على طارق عفاش
  • «تيك توك» يحظر حسابات وسائل إعلام روسية حكومية