adelmhjoubali49@gmail.com
• عندما تنضح حروف الكلام ، بطيب دواخل الود ، وعمق المشاعر الإنسانية العظيم ، وعبق الدبلوماسية الفخيم ، من لؤلوة قطرية جابرة للخواطر السودانية .
• يحس المرء صدق معانى الإخوة ، ودفء روح التضامن العربى المنشود ، والتكافل الإسلامى المعهود ، يمشى على قدمين من دولة كان لها ،وعبر أيدى الخيرين من ابنائها الكرام ،سبق كبير فى بناء المساجد ، ومد خدمات المياه ،بكل بقاع السودان الممتدة .
• و فور انتهاء الكلمة الرصينة ،التى أدلت بها لؤلؤة بنت راشد ابن محمد الخاطر، وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، خلال مشاركتها فى الاجتماع الوزارى ، رفيع المستوى ، المنعقد لتعزيز دعم الاستجابة الإنسانية فى السودان والمنطقة .
والذى عقدته المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي ، والأمم المتحدة، يوم الاربعاء الموافق ٢٥/سبتمبر الجارى ،وذلك على هامش أعمال الدورة الـ ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
• ضجت الوسائط السودانية المرهفة ، التى تقدر مشاعر الإخوة الصادقة ، و تبلل حناياها دموع الوفاء ، بعظيم الإمتنان وفائق التقدير ، و تتذوق قريحتها جزالة الحرف، وتستبين عقولها ، موضوعية الطرح ،و تستنشق أفئدتها طيب النفس القطرية التى فاح عبقها ، وظهر ألقها بالحديث الحصيف للوزيرة القديرة.
• والتى جاء بها أهمية الإسهام فى إعادة ملف السودان إلى الأجندة الدولية، ووضعه فى مكانه الصحيح على قائمة أولويات المجتمع الدولى .
• و تأكيد دولة قطر على مجموعة ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ يفترض أن ﺗﺸﻜﻞ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ أي ﻣﻘﺎرﺑﺔ دوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮداﻧﻲ.وقالت إن هذه المبادئ تتمثل فى :-
أولا - اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدة اﻟﺴﻮدان ووﺣﺪة وﺳﻼﻣﺔ أراﺿﻴﻪ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ الوطنية، ولو أضافت كلمة بعد إصلاحها ،التى كان يقتضيها واقع حال مؤسسات السودان ، التى كان من ضمن إفرازاتها ، الحرب الراهنة ، لأ كملت عظمة إتساق لغة الخطاب مع واقع الحال ، والتفكير فى المآل ، ويبدو أنها غلبت عليها فى هذا الشأن لغة الدبلوماسية وحساسية موضع الالم المعلوم .
ثانيا ـ - ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﺤﻘﻦ دﻣﺎﺋﻪ ، واﺳﺘﻌﺎدة أﻣﻨﻪ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ ،وﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺷﻌﺒﻪ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ.
وثالثا -ـ وﻗﻒ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ اﺑﺘﺪاء، وﻟﻤّﺎ ﺗﺰل ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﺑﺪلا من إﻃﻔﺎﺋﻬﺎ.
• واعتبرت أن الإجتماع يكتسي أهميته من أهمية البلد الذى تناقش مأساته ، السودان هذا البلد العزيز على قلوب جميع العرب وهو كبلد عريق وكبير، يطل على أحد أهم الممرات البحرية وتمتد حدوده مع عدد من أكبر الدول الأفريقية "مما يكسبه أهمية إستراتيجية، كما يجعل آثار وتداعيات الحرب فيه كارثية على منطقة القرن الأفريقي برمتها والمنطقة العربية عموما".
• ولفتت نظر العالم إلى حديث مديرعام منظمة الصحة العالمية عن خروج ٧٠-٨٠٪ من مرافق السودان الصحية عن العمل .
•و اشارات إلى أن اكبر مشكلة لجوء فى العالم يشهدها السودان اليوم ، والى توقف التعليم حيث بلغت نسبة الأطفال خارج المدارس ١٠٠٪ وان ١٤ مليون إنسان بالسودان يعانون من الجوع ، ببلد زراعى يعبره نهر النيل .
• وأشارت إلى البعدين السياسى والإنسانى للملف السودانى ،ويحب العمل بسرعة فى كليهما حتى لا يتحول ملف السودان لملف روتينى ، ويتحول الأشقاء الكرام فى السودان إلى مجموعة من اللاجئين .
• ومن المقتطفات الباذخة التى جاءات بخطابها المعبر ، قولها :- • عندما اجتمعنا فى نفس هذا المكان من العام الماضى كان يحدونا الامل أن نجتمع هذا العام بعد أن تضع الحرب أوزارها للتداول حول خطط التنمية وترميم ما أحدثته هذه الحرب من الآثار الدامية ، ترميم الحجر وترميم البشر كذلك .
• يجب تفعيل الوفاء بالتعهدات الدولية التى تم التزام بها بمؤتمر جنيف ٢٠٢٣ والبالغ قدرها ١,٦ مليار دولار وتعهدات مؤتمر باريس ٢٠٢٤ البالغة مبلغ وقدره اثنين مليار يورو لدعم السودانيين بالداخل وبالخارج .
• قطر دعمت السودان بعد الحرب بمبلغ خمسة وسبعون مليون دولار من صندوق قطر للتنمية وواحد وعشرون مليون دولار إضافية من المنظمات غير الربحية مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطرى وليس هذا منة من أحد أنما هو الواجب الذى تحتمه الإنسانية و اواصر العروبة وقيم الإسلام الحنيف .
• بزيارتى الأخيرة لبورتسودان وجدت أمرا تعجبت له وأكبرته إذ مازال السودان رغم الحرب وتدمير البنية التحتية والمنازل يستضيف عدد كبير من اللاجئين احتضنهم السودان وأهله معززين مكرمين قبل الحرب واستمر هذا بعد الحرب رغم نقص الغذاء والدواء بكل كرم وطيب نفس .
• تفأجات إبأن زيارتي لغزة أن العديد من الأطباء هم خريجى الجامعات السودانية وان السودان كان يقدم العديد من المنح الدراسية للأشقاء العرب ويعاملهم معاملة السودانى بالدراسة والعلاج وكل مناحى الحياة بكل شهامة وأصالة ومحبة وبكل تواضع وصبر وصمت .
• يحق لقطر أن تتبوأ مركزها الراهن تحت الشمس بهذا العالم المطرب ، طالما دأبت على نثر كنانتها وعجم عيدانها ووضع المقدرات فى مكانها الصحيح بكل المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والدبلوماسية والإعلامية .
لؤلؤة نثرت لؤلؤ حرف منضوم
و أضاءات بشعاع الكلمة ظلمة
ليل الخرطوم
يا بنت الخاطر جبر الخاطر
يجبر كسر المكلوم
دوحة خيرك صارت رمزا موشوم
بؤرة ضوء بظلام الزمن المشؤوم
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
تقرير: حسن اسحق/أقامت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية منتدي اسفيري بعنوان ’’ تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 ‘‘ يوم الخميس 6 فبراير 2025، استضافت فيه عدد من الباحثين في الشأن العام السوداني، تطرقت ’’ الشبكة المدنية ‘‘ الي أبرز أحداث العام الماضي، الممثلة في توقيع اتفاق تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ’’ تقدم‘‘ علي وثيقة مع قوات الدعم السريع في اثيوبيا، أعلنت فيها قوات الدعم السريع استعدادها لوقف إطلاق النار، والتفاوض المباشر مع الجيش السوداني، لكن الجيش رفض التوقيع علي هذه الوثيقة، واعتبرها تحالفا بين قوات الدعم وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية والدعم السريع.
فيما يتعلق بالتداعيات الإنسانية في العام الماضي، كانت كارثية، اعداد النازحين تقدر بالملايين، بينما بعض المناطق شهدت حالة نهب وقتل، وانعكس ذلك علي معاناة المواطنين المتزايدة، مع تزايد حالات النزوح في كل من الخرطوم ودارفور، من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان كانت متصاعدة، وكان في استهداف المدنيين خاصة النساء والأطفال، وممارسات طائفية وقبلية، وتخريب البنية التحتية.
شارت الشبكة المدنية الي اهمية دور المجتمع المدني في حماية المدنيين، بدوره واجه تحديات عديدة، منها عدم وجود الاستجابة الدولية فيما يحدث في انتهاكات في السودان، لعدم التزام أطراف الحرب بالقوانين الدولية، وهذا كان يشكل عائقا امام تخفيف المعاناة، اضافة الى تدهور الوضع الصحي، وانعدام الخدمات الصحية.
وارتفاع معدل الاصابات بالامراض المزمنة في المناطق المتأثرة بالصراع، ونقص في المستشفيات والمراكز الصحية، ادي الي انتشار الأمراض، الحميات والكوليرا، أما فيما يتعلق بالموسم الزراعي، بسبب انعدام الكهرباء، ونقص التقاوي الزراعية، بدوره ادى الى تراجع الانتاج الزراعي، وانعدام الأمن، جعل المزارعين بعيدين عن الزراعة.
الجهود الشعبية في مواجهة الأوضاع الانسانية
تطرقت الكاتبة مزن النيل والباحثة في سياسات الصناعة، إلى الجهود الشعبية في مواجهة الأوضاع الإنسانية الناتجة عن حرب، واضافة الى اهمية التركيز على الجهود الشعبية، مشيرة الي وجود ضعف في الاستجابة الدولية، كما اشار اليه تقرير ’’ الشبكة الشبابية ‘‘، مع إيقاف برامج المساعدات الامريكية في عام 2025، توضح مزن في هذا الشأن، أن التدخلات الدولية من الصعب الاعتماد عليها، لارتباطها بالمواقف الجيوسياسية، والانظمة التي تتحكم فيها، يمكن أن تتغير لاعتبارات مختلفة، اضافة لذلك، عدم قدرة المؤسسات الدولية في إجبار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع علي الالتزام بالقانون الدولي، وتعنت وتعطيل هذه المساعدات.
اوضحت مزن ان هذه ليس سياسات عرضية، بل هي من طبيعة المجتمع الدولي، وطبيعة الكيانات السودانية المرتبطة بالحرب، ان الجيش والدعم السريع وصلا السلطة عن طريق العنف، في ذات الوقت، وجد الطرفان قبولا دوليا، رغم خرق القوانين، والنظام العالمي يحبذ مبدأ السيطرة علي قيم العدالة، وما يجعل المجتمع الدولي قدراته ضعيفة.
تطرقت مزن الي اهمية العنصر الداخلي، والنظر الي المجهودات الشعبية وقدرتها علي مساعدة الناس اكبر، رغم قلة التمويل، وأسهمت في الحفاظ علي حياة الناس، وقبل الحرب معظم المنشآت الصناعة كانت موجودة في الخرطوم وولاية الجزيرة، ومعظم العاملين في هذا القطاع الخاص، فقدوا عملهم، خاصة بعد هجوم قوات الدعم السريع، علي ولاية الجزيرة، وأكدت الحكومة لم تقم بدور في تقديم مساعدات للمواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم.
أوضحت رغم ضعف المجهود الرسمي للدولة، إلا أن المجهود الشعبي كان أكثر كفاءة، واكثر اهتماما بحياة الناس، ورفع مستوي الحياة حتى في الأوضاع الصعبة، وان المجهودات الشعبية استخدمت موارد محدودة، وتضع النسبة الأكبر من التمويل الخارجي في الخدمة المباشرة للجهات المستفيدة من هذه الخدمات.
تطالب بتوفير الصحة النفسية و خلق مناخ ايجابي للاطفال، هذا يشمل الانشطة الثقافية، حتي هذه الجهود الشعبية واجهتها بعض النواقص والعيوب، إلا أنها الأقدر علي تلبية احتياجات المتضررين، ويجب أن هناك تفكير للحصول علي تمويل مستدام في الخدمات الاجتماعية، المدارة شعبيا، لانها اثبتت كفاءتها وعدالتها، من الادارة الحكومية الرسمية، وادارة المنظمات للخدمات.
الاشادة بالدور التوثيقي
يضيف دكتور قصي همرور شيخ الدين الباحث والاستشاري منذ بداية الحرب ما زال حجم المجاهيل اكبر، وحجم المعلومات الموثقة أصغر، وهذا جعل تلمس الدروب في هذا الجانب صعب، وهذا بدوره يقود الي الاشادة بالدور التوثيقي الذي تعمل عليه ’’ الشبكة الشبابية ‘‘، ويجب ان تكون هناك مصداقية في هذا العمل، في الأسابيع الأولى للحرب، كانت كل الأطراف السياسية الفاعلة، ليس القوات المسلحة والدعم السريع، كانت هذه الجهات تعتقد ان الحرب لن تستمر الى فترة طويلة، وتصل إلى سنة وزيادة، مع استمرار الازمة الاوضاع اصبحت مختلفة.
ذكر قصي خمسة عوامل اساسية في هذه التغييرات، العامل الأول أن الحرب كانت بعناصر داخلية في المجمل، وقدرات موجودة مسبقة داخل القوات المسلحة، ومنظومة قوات الدعم السريع، كانت لدرجة كبيرة اشتعال لمكونين متناقضين، بين مكونات السلطة، انفجرت فيها الاحتقانات الكبيرة المتراكمة، ولم تكن غائبة عن نظر الجميع، من دلائل أن الحرب بدأت بعناصر داخلية، في ذلك الوقت، رئيس المجلس السيادي لفترة ما يحارب في نائبه، من دون أن يعزله، وهذا يؤكد المجلس الانتقالي لم يكن كتلة صماء، بل داخله تناقضات ممكن تنفجر في أي لحظة، بينما كان السياسيين الذين يمثلون تطلعات الشعب، وصوت الحراك الثوري في المفاوضات، كانوا يتعاملون مع الطرفين باعتبارهم عساكر فحسب.
أضاف قصي أن العامل الثاني مع بداية الحرب كانت هناك جهتين فقط تحمل السلاح، مع استمرار الحرب، أصبحت هناك عدة جهات مسلحة، وكان هذا امرا متوقعا، وتعددت الجهات حاملة السلاح، وكل جهة لا يمكن أن توصف ان دوافعها ورؤيتها تتوافق مع المعسكر الكبير، داخل كل معسكر توجد هذه الجهات، مثلا، القوة المشتركة، قوات حركات الكفاح المسلح التي قررت التصدي لأطماع قوات الدعم السريع، وصارت حليف قتالي للجيش في هذه الحرب، وقوات درع السودان التي ارتمت في احضان قوات الدعم السريع، ثم عادت الي الجيش السوداني، و كتيبة البراء بن مالك هي تتبع للكيزان، المسؤولين عن إنشاء الدعم السريع، اضافة ظهور المستنفرين، دوافعهم لا تشبه دوافع الفصائل المسلحة الاخرى، لان جملة أسباب انضمام الى الحرب، نابعة من الضرر البليغ الذين وصل إلى المواطنين.
ishaghassan13@gmail.com