سودانايل:
2024-11-22@05:06:29 GMT

صديق سرحان – ود مدني والإخضرار

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

abuzar_mohd5@hotmail.com

لي حق إذا اتهمت
فؤادي عندك إنت
يا حبيبي أنا بيك افتتنت
رحيق وسلسبيل الكاشف حين ينسكب في كأس صوت "صديق" ويسري عبر هواء مبتدأ الخريف الصديق، رفقة أمسية "مدنية" كاملة الدسم وتامة البهاء، ولم لا، فها هي اللحظات تمسك بتلابيب الأرواح وتحلق بها عروجا صوب سماوات الطرب الحقيقي النمير، لينساب العبير "صديق سرحان" ليس حالة عابرة في عوالم الشدو والغناء في بلدنا، وقطعا لم يكن حدثا طارئا يقع ويتجسد لبرهة من وقت العطاء والمنح ثم الإستماع والطرب، ولا يلبس أن يمضي مثل غيره، صديق بصوته الذي شرب وتشبع وارتوى من نبع التجلي في مدائح الصوفية، وبأداء يمسك بنواصي التفنن في صياغة "الميلودي" ويرص كل كلمة ويضعها حيث تندغم وتمتزج مع بقية الكلام، ثم يهز اليه بجذع التطريب السامق، فيتساقط الشدو رطبا شهيا صوت صديق وطريقة الأداء عنده، مثلما هي عند سيد الطرب والأداء والصوت الأعلى، سيدنا "بادي" وكأن حنجرته قد رضعت من حقول "حواشات" جزيرة الإخضرار، قبل أن تقع فيها الواقعة، التي ليس لوقعتها كاذبة، والتي جاءت خافضة ومهلكة وقاتلة، تلك الحقول النضيرة التي كانت تأخذ ندى صباحها من أغنيات العصافير وتستمد خضرة يومها من ألوان الملائكة، الجزيرة بنيليها الاثنين "تيمان الجنة" الازرق الجاي من ضحك السماء والابيض المارق من ابتسام الواطا.


نيلان لا يجريان في وعلى الارض فحسب، بل هما يسيحان في مسلك الدماء وفي الارواح، كما قال شيخنا التجاني بن يوسف البشير، فهما سليلا الفراديس.
الجزيرة التي كانت وستظل تستقبل وتقبل وتحتوي الاولياء والعاشقين والمبدعين.
هو ذا صوت صديق، وذاك هو تغريد الأداء عنده، معطون بعبق القباب ومضمخ بعطر المدائح.
حبيب الروح سلمت
وأنا بي لو علمت
أنا الأمين ووافي
وليك ودادي الصافي
دوما ما يبتدر صديق ترتيل الحفلة بهذه الأغنية، وليلتها لم تكن ساحة الحفلة بعيدة عن مهبط العبقري الأول، إبراهيم أحمد أبو جبل "الكاشف" في ود ازرق، جاءت اسراب الحسان تتهادى، وسارت ركبان الشباب جحافلا تمتطي النشوة مطية وتتأبط الفرح والخير وترتدي الجمال أيام كنا لا شايلين هم ولا عارفين بكره الجايينا كانت امسيات ود مدني ولياليها دائما مثل باحات يختلط فيها النور بالزهور والعطور، وتتعانق في رباها الأمال الخضراء والأمنيات الفرعاء وكأنها تترقب في كل حين وآن مقدم "سيرة" مضمخة بزغاريد الأهل وتبريكات الصحاب وفرحة الأحباب اقتربنا من ساحة المحفل، حيث تحتفل الكواكب بقمرها، ولا يتسنى لك معرفة ما اذا كانت احتفالا أم أنها روضة درية السمر اقول ليك اذا سمحت انا شايفك تبهرج كل ما ليك لمحت دلفنا الى حيث تجتمع الكواكب بكامل القها، وكانت الأغنية في خواتيم ترتيلها الغنية الجاية اكيد حتكون حقيبة هكذا علق "بدر ابو العاص" وهو اكثرنا معرفة بشؤون الغناء والموسيقى، فقد كان خازن جنان الطرب بيننا، وهو المترع والممتلئ بالموسيقى والمشبع بالايقاع، ويعرف ترتيب صديق سرحان لأغنيات الفاصل الإفتتاحي الأول ونحن نقول لأنفسنا، لا يهم بماذا سيشدو صديق تاليا، ونقول لصوته، اهطل حيثما وكيفما تريد، فسيأتينا خراج طربك العميم.
التجلي الأخر في غناء صديق كان مندلين ذلك الإنسان المبهر العجيب، "مضوي أحمد مضوي" والذي كان بدوره قبسا مدوزنا من هبات خالق الجمال، لم ولن نسمع ونرى عزفا على هذه الألة الصغيرة الكبيرة بمثل ما كان يبدع فيها ذلك المضوي، فقد كان يضيئ بالفعل بما يخرجه من تلكم الأوتار الأربعة، والتي قالت لزرياب سأكتفي بأوتاري الأربعة عن وترك الخامس، وسأجعل الطرب فرض كفاية يدخل المستمع اليه الى رحاب فردوس الطرب الأعلى، لكن شريطة أن يؤم جموع المنصتين، إمامنا مضوي، فلترقد روحك في سلام سرمدي وليقعدك الخالق مع من يصطفي ويحب، جزاءا بما بذلته للعالمين من جمال وإبداع وتجلي هكذا هو صديق سرحان وصوته السماوي الذي يشبع ويغني عن كل جوع وظمأ، صديق كون مهول من الفن الحقيقي الأتي من موهبة وفطرة طبيعية منحها له الخالق البديع، ليعم منحه ويشمل متحه كل الخلق، ولينال متذوقو الغناء حظهم منه ويأخذوا مؤونة عمرهم منه ليحفظوها في اعماق "مطمورة" الاستماع والإستمتاع الحقيقي بدر الحسن انت وبين الناس عرفت ان وصفوا المحاسن بسيماهم وصفت انا بعيونى شفت وصادق لو حلفت من تاثير عيونك خديتنى ورجفت ومن تاثير عيونى على خديك خفت أنا نحبك والله يا صديق وإيم الحق نحبك، ونسأل الخالق أن ينعم عليك بكل ما تحب وتشتهي

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رحيل شيخ المصورين السودانيين مدني عبد الرحمن جاهوري 

تميز جاهوري بسمات شخصية بارزة، منها الأخلاق الرفيعة والالتزام المهني العالي، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في الوسط الإعلامي.

الخرطوم: التغيير

غيّب الموت فجر اليوم الثلاثاء بمستشفى عطبرة بولاية نهر النيل المصور الصحفي السوداني القدير مدني عبد الرحمن جاهوري.

نعت نقابة الصحفيين السودانيين، الراحل الذي اشتهر بلقب “شيخ المصورين” بفضل مسيرته المهنية الطويلة وإبداعاته التي زينت صفحات الصحف السودانية والعربية، ومنها “الأيام”، “الرأي العام”، “حكايات”، “الأهرام اليوم”، و”المجهر السياسي”، بالإضافة إلى عمله بصحيفتي “الجزيرة” و”الرياض” السعوديتين.

إلى جانب موهبته في التصوير الصحفي، كان جاهوري خطاطًا بارعًا، يجمع بين دقة الحرفة وجمال الإبداع الفني. وقد أسهمت موهبته المتعددة في إبراز شخصيته كإعلامي متميز، قادر على التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية بجمال فني وإحساس إنساني.

تميز جاهوري بسمات شخصية بارزة، منها الأخلاق الرفيعة والالتزام المهني العالي، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في الوسط الإعلامي.

طوال حياته المهنية، ظل مدني عبد الرحمن جاهوري مثالًا للصحفي المتفاني الذي يوثق الواقع بكل صدق وإبداع، متجاوزًا التحديات ليبقى أحد أعمدة الصحافة المصورة في السودان.

وذكرت نقابة الصحفيين السودانيين، أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للصحافة السودانية التي تفقد بفقده قامة سامقة أثرت المهنة بإبداعاتها، وتركت إرثًا يُحتذى به للأجيال القادمة.

 

الوسومالصحافة السودانية جاهوري نقابة الصحفيين السودانيين

مقالات مشابهة

  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • قضايا المرأة تعقد مائدة حوار حول "قانون مدني موحد لكل المصريين والمصريات"
  • إسرائيل.. مقتل مدني يبلغ من العمر 71 عاماً بعد دخوله إلى لبنان
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة جديدة والجمهور يتغزل: (جمال ودلال وأناقة وملكة وست بنات الجيل)
  • رسالة سنوية إلى صديق في العالم الآخر . . !
  • مراسل سانا: أصوات الانفجارات التي سمعت في مدينة تدمر ناجمة عن عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية والمدينة الصناعية فيها
  • محمد الشيخي: التشكيلة التي بدأ بها هيرفي رينارد اليوم كانت خاطئة
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
  • رحيل شيخ المصورين السودانيين مدني عبد الرحمن جاهوري