سودانايل:
2025-04-17@07:35:53 GMT

السودان يضع قدميه على طريق الخلاص

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

بدأ السودان يضع قدميه على طريق الخلاص، عبر ثلاث مسارات، مساران وطنيان و مسار أخر مضاد و يشكل عقبة في طريق الخلاص.. أن حل أي أزمة مهما كان تعقيدها تبدأ عندما تستطيع القوى القائدة لإدارة الصراع أن تضع الفكرة السياسية و العسكرية أمام الشعب، و كل مكوناته الفاعلة لكي يكون طريقا للجدل فيه، و الجدل هو أهم العناصر التي تنقل المجتمع من أدوات العنف إلي أدوات الحوار.

. و الحوار نفسه؛ يعد أهم وسيلة هادفة إلي إبعاد أدوات العنف، و أيضا خلق الأرضية المطلوبة لأيجاد الثقة بين الفرقاء..
أن العقبة الكبيرة التي تعيق عملية إيجاد الحلول للقضية السودانية، هي الأجندة الخارجية و التي تتمحور في ثلاث دول صاحبة التخطيط في إندلاع الأزمة السودانية و وصولها للحرب. و بدأت الأزمة السودانية تأخذ منعطفها الخطير عندما بدأت ما يسمى بالرباعية و التي تتكون من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و هي التي كانت تقدم الأفكار لبعض القوى السياسية السودانية، و كانت تعتقد تلك الدول إن القوى السياسية التي كانت ترعاها سوف تنفذ لها أجندتها إذا استطاعت أن توصلها للحكم.. و على هامش اجتماعات الجمعية العامة أجتمعت هذه الدول لكي تحدد للسودان مسارا يسير عليه و بموجبه تنتهي الحرب، و بعد اجتماعها أصدرت بيانا قالت في مقدمته (أعربت أمريكا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى عن القلق العميق إزاء الوضع المتدهور فى السودان ، داعين إلى ضرورة وقف الحرب وإرساء دعائم السلام ودعم الشعب السودانى وتطلعاته نحو مستقبل سلمى مزدهر و ديمقراطي) أن وجود هذه الدول يمثل خطرا على وحدة السودان و مستقبله.. أن مستقبل السودان و وحدته و ديمقراطيته يحدده شعب السودان من خلال الحوار المفتوح بين كل مكوناته، و الوصول إلي توافق وطني و انتخابات عامة يختار فيها الشعب ممثليه.. أن الأجندة الخارجية هي التي تسبب في الحرب و هي التي عقدت الأزمة السياسية..
و في فقرة أخرى يقول البيان (دعا المشاركون جميع الجهات الفاعلة الأجنبية الامتناع عن تقديم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة، وذلك - بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تم التعهد بها في باريس وتركيز جهودهم نحو تهيئة الظروف لحل تفاوضي للصراع) كيف تقنع هذه الدول السودانيين أن الاجتماع ضم الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا بالسلاح و التشوين، و الإعلام و كل إحتياجات الميليشيا و اتباعها.. السؤال لماذا أعاقت بريطانيا شكوى السودان ضد الأمارات في مجلس الأمن؟ لماذا أصرت فرنسا أن يكون للأمارات وجود لها في ورشة باريس؟ لماذا أصرت أمريكا أن تكون ألأمارات مشاركة في مفاوضات جنيف؟ هذه الدول لا اعتقد صالحة أن تكون وسيطا في حرب السودان هي داعمة بطريق غير مباشر للميليشيا، إنما كانت هي المخطط للذي قاد للحرب.. و أنها على أصرار كامل أنها تريد أن تخرج الأمارات من إي مساءلات مستقبلا عن التخريب الذي أحدثته في السودان .. لذلك قالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان في كلمته بالقول ( لن يكون مقبولا لحكومة و شعب السودان مشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين و تشريدهم سواء بلإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو قدمت الدعم السياسي أو أي من أنواع الدعم في ما يلي العدوان على الدولة السودانية و شعبها) أن حديث البرهان بالفعل يعبر عن قناعة كبيرة وسط الشعب، لا يمكن أن تساهم دول شاركت في العدوان في حل مشكلة الحرب في السودان..
في الجانب العسكري أكد البرهان لابد من التخلص من الميليشيا إذا كان عبر التفاوض من خلال تنفيذ " اتفاق جدة" و الموقع في 11 مايو 2023م و تجميع عناصر الميليشيا في معسكرات، و تجريدها من السلاح، و أيضا وضع حلا أخر عندما قال البرهان في الجمعية العامة ( أكد أننا ما ضون في هزيمة و دحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم و مساندة) أن المسألة العسكرية وضعت في خيارين التفاوض يعني موافق تجريد الميليشيا من سلاحها تماما أو مواصلة القتال حتى هزيمتها.. و الخيار عند الذين كانوا وراء المخطط..
القضية الأخرى هي المسار السياسي، و هو مرتبط بحل القضية العسكرية، لتهيئة البيئة الصالحة للعمل السياسي، يقول البرهانعن القضية السياسية (الإنتهاء من قضية الميليشيا يعقبه عملية سياسية شاملة تعيد مسار الإنتقال السياسي الديمقراطي و وضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب و الانقلابات العسكرية) يشير هنا البرهان إلي " المؤتمر الدستوري" لأنه اجتماع جامع لكل القوى السياسية و من خلاله توضع الحلول و تمنع الحروب و الانقلابات.. و أي حوار منقوص لا يمكن أن يؤدي إلي حلول نهائية.. لكن السؤال هل القوى السياسية مهيأ لمثل هذه الحوارات و لديها مشاريع سياسية واضحة و مفصلة؟.. أم أنها تريد الشعب يعتمد على الهتافات و الشعارات.. التي درجت عليها.ز
أكد البرهان موقف القوات المسلحة من العملية السياسية بالقول ( أن القوات المسلحة السودانية و هي من أقدم مؤسسات الدولة، و تعمل بمهنية تامة دون الإرتهان لأي كيان سياسي، ملتزمة تماما بعملية التحول الديمقراطي و حق الشعب السوداني في اختيار من يحكمه و هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة) أن القوى السياسية إذا كانت بالفعل هي حريصة على التحول الديمقراطي يجب عليها أن تلتزم بالقواعد و العوامل التي تسهل طريق نجاحها، و الحرب أكدت تماما ليس هناك قوى لها فضل على الأخرين، و لها الحق أن تضع شروطا على مشاركة الأخرين إدعاء بطرح مصطلحات واهية لا تستطيع أن تصمد أمام المتغيرات في البلاد .. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة هذه الدول

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن ومعادلة المكسب والخسارة

أن أية مبادرة أو دعوة لمؤتمر تتبناه الحكومة البريطانية يتعلق بشأن الحرب الدائرة في السودان، لا يخرج من دائرة التأمر التي تقوده الأمارات، و يكون الهدف منه هو إيجاد سبل لوصول مساعدات للميليشيا، أو محاولة لتبيض وجه الأمارات من الاتهام الموجه لها ليس من قبل السلطة و الشعب السوداني حتى لتقارير أجهزة الإعلام و الصحف و المنظمات العالمية.. أن التجربة أثبتت كل ما تقوم به الحكومة البريطانية إذا كانت عمالية أو ليبرالية هو الوقوف إلي جانب الأمارات صاحبة الاستثمارات و التجارة الكبيرة مع بريطانيا، و ليس عطفا على المواطنين الذين تقتلهم و تشردهم الميليشيا.. و أيضا مناصرة لحفنة من القيادات السياسية الذين جعلوا أمالهم في العودة للسلطة مرتبطة بالضغط على الشعب و الجيش من قبل القوى الخارجية.. لذلك تجد الأمارات ساعية سعيا حثيثا أن تجعل المجتمع الخارجي يضغط على السلطة في السودان لكي توافق على التفاوض مع الميليشيا.. و معلوم أن الهدف ليس التفاوض و لكن الوصول إلي " تسوية سياسية" تعيد الوضع الذي كان قبل الحرب.. و هو السعي الذي تقوم به الأمارات و الذين يدورون في فلكها من القيادات السودانية، و دائما يتعثرالمسعى و تبدأ في أخر،..و على الأمارات و الذين تعول عليهم يجب أن يدركوا أن الوصول للسلطة عبر العودة للوضع السياسي ما قبل الحرب أصبح مستحيلا..
في المؤتمر قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ( أن تحقيق السلام سيستغرق وقتا و جهدا دوليا متجددا و دبلوماسية صبورة.. و.. رغم انه وصف الحرب بالوحشية) و جاء على لسان بعض الوفود (أن المؤتمر لا يمثل محاولة للتوسط أو التعهد بتقديم المساعدات، بل يهدف إلي تحقيق مزيد من التماسك السياسي بشأن مستقبل السودان) إلا أن نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي كان أكثر وضوحا في كلمته التي قال فيها ( أن السعودية تحذر من الدعوات التي تنادي بتشكيل حكومة موازية، أو أي كيان بديل باعتبارها محاولات غير مشروعة تهدد المسار السياسي، و تعمق الانقسام ،و تعرقل جهود التوصل إلي حل وطني شامل) أن المحاولات التي تقوم بها الأمارات و الدول التي توظفهم من أجل أجندتها قد فشلوا في كل محاولاتهم من خلال مؤتمرات في دول أوروبية أو منظمات دولية.. و كما يقول المثل "صاحب الحاجة أرعن"
أن التدخلات الخارجية التي كانت عبر السفارات أو عناصر أجهزة المخابرات التي استباحت أرض السودان في الفترة الانتقالية، هي التي كانت سببا جوهريا في تعقيد المشكل الذي أدى للحرب.. و تدخل الدول مرة أخرى عبر ممثليها في السلك الدبلوماسي أو المخابرات لا تخدم عملية السلام و الاستقرار في السودان لأن هذه الدول لا تعمل إلا من أجل مصالحة أجندتها أولا.. معلوم أن القيادات السودانية التي تعلقت قلوبها بالسلطة، و اصبحت لا ترى غير مصلحتها، هي أيضا تعد سببا في تعقيد المشكل.. إذا يخرج رئيس تحالف " صمود" ببيان للمؤتمر يبين فيه غضبه بالشكوى التي قدمها السودان ضد الأمارات في المحكمة الدولية، و كان أحد من رفقا حمدوك جالسا مع هيئة الدفاع الأماراتية في المحكمة الدولية.. كما جاء على لسان مريم الصادق في اللقاء الذي أجرته معها قناة " BBC" أن يكون السودان خطرا على الدول التي تحيط به، لذلك تطالب المجتمع الدولي بالتدخل..
في الجانب الأخر من المشهد السياسي؛ نجد أن المسيرة الجماهيرية الكبيرة التي دعا إليها تجمع السودانيين الشرفاء بالخرج قد عبرت تماما عن المجتمع السوداني، و بينت للعالم كله أين تقف اغلبية السودانين في الحرب الدائرة في بلادهم، و خاصة أن المسيرة أيدت القوات المسلحة و وقوف الشعب معها، و أدانت التدخل الأماراتي في الحرب بدعمها المتواصل للميليشيا.. عكس مجموعة صمود التي كانت قد نشرت إعلانا لقيام ندوة للسودانيين في لندن، و للأسف أن الندوة كانت في نطاق ضيق، و كانت محروسة من قبل البوليس حتى لا يسمح بدخول ما تعتقد أنهم سوف يثيروا نقاشات ربما تفسد الهدف المطلوب منها.. إلا أن المسيرة التي جاء إليها الناس من كل فج عميق في بريطانيا، و بعض دول أوروبا، كانت رسالة بليغة، قد عكست بصورة حية مطالب الشعب، بأن تبتعد الأمارات من المشكل السوداني، و توقف دعمها العسكري و الوجستي إلي الميليشيا..و الحوار السياسي السوداني داخل السودان هو الطريق الوحيد للحل و الوصول لتوافق وطني..
أن التدخل الخارجي في الشأن السياسي السوداني بهذه الكثافة، و الذي يحصل لأول مرة في تاريخ السودان منذ الاستقلال، سوف لن يؤدي إل الاستقرار في البلاد، لآن التدخل لا يخدم الأجندة السودانية بل يخدم مصالحه، و على القيادات السياسية السودانية التي تعتقد الخارج وحده سوف يشكل لها رافعة للسلطة لا تدرك مخاطر هذا المسعى، لذلك يجب بعد وقف الحرب أن يكون طريق السلطة طريقا واحدا هو صناديق الاقتراع التي يقول فيها الشعب كلمته، لآن أية حكومة مدنية حزبية في الفترة الانتقالية سوف تكون فتح باب أخر للصراع الصفري... نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • البرهان إلي القاهرة.. وتعهدات من الحكومة المصرية بشأن الأزمة. السودانية
  • مرور عامان: تقرير خاص عن الحرب السودانية وتداعياتها الإنسانية
  • مؤتمر لندن ومعادلة المكسب والخسارة
  • هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة 
  • حميدتي يكشف عن حل وحيد يطرحه البرهان ويتهم الجيش بإغلاق كل الطرق السلمية
  • موقع أفريقي: هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
  • نائب رئيس حزب الامة القومي: الحرب التي شنتها المليشيا هدفت الى طمس هوية السودان
  • رسالة المبادرة السودانية ضد الحرب لمؤتمر بريطانيا