سودانايل:
2025-03-18@16:43:16 GMT

السودان يضع قدميه على طريق الخلاص

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

بدأ السودان يضع قدميه على طريق الخلاص، عبر ثلاث مسارات، مساران وطنيان و مسار أخر مضاد و يشكل عقبة في طريق الخلاص.. أن حل أي أزمة مهما كان تعقيدها تبدأ عندما تستطيع القوى القائدة لإدارة الصراع أن تضع الفكرة السياسية و العسكرية أمام الشعب، و كل مكوناته الفاعلة لكي يكون طريقا للجدل فيه، و الجدل هو أهم العناصر التي تنقل المجتمع من أدوات العنف إلي أدوات الحوار.

. و الحوار نفسه؛ يعد أهم وسيلة هادفة إلي إبعاد أدوات العنف، و أيضا خلق الأرضية المطلوبة لأيجاد الثقة بين الفرقاء..
أن العقبة الكبيرة التي تعيق عملية إيجاد الحلول للقضية السودانية، هي الأجندة الخارجية و التي تتمحور في ثلاث دول صاحبة التخطيط في إندلاع الأزمة السودانية و وصولها للحرب. و بدأت الأزمة السودانية تأخذ منعطفها الخطير عندما بدأت ما يسمى بالرباعية و التي تتكون من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و هي التي كانت تقدم الأفكار لبعض القوى السياسية السودانية، و كانت تعتقد تلك الدول إن القوى السياسية التي كانت ترعاها سوف تنفذ لها أجندتها إذا استطاعت أن توصلها للحكم.. و على هامش اجتماعات الجمعية العامة أجتمعت هذه الدول لكي تحدد للسودان مسارا يسير عليه و بموجبه تنتهي الحرب، و بعد اجتماعها أصدرت بيانا قالت في مقدمته (أعربت أمريكا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى عن القلق العميق إزاء الوضع المتدهور فى السودان ، داعين إلى ضرورة وقف الحرب وإرساء دعائم السلام ودعم الشعب السودانى وتطلعاته نحو مستقبل سلمى مزدهر و ديمقراطي) أن وجود هذه الدول يمثل خطرا على وحدة السودان و مستقبله.. أن مستقبل السودان و وحدته و ديمقراطيته يحدده شعب السودان من خلال الحوار المفتوح بين كل مكوناته، و الوصول إلي توافق وطني و انتخابات عامة يختار فيها الشعب ممثليه.. أن الأجندة الخارجية هي التي تسبب في الحرب و هي التي عقدت الأزمة السياسية..
و في فقرة أخرى يقول البيان (دعا المشاركون جميع الجهات الفاعلة الأجنبية الامتناع عن تقديم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة، وذلك - بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تم التعهد بها في باريس وتركيز جهودهم نحو تهيئة الظروف لحل تفاوضي للصراع) كيف تقنع هذه الدول السودانيين أن الاجتماع ضم الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا بالسلاح و التشوين، و الإعلام و كل إحتياجات الميليشيا و اتباعها.. السؤال لماذا أعاقت بريطانيا شكوى السودان ضد الأمارات في مجلس الأمن؟ لماذا أصرت فرنسا أن يكون للأمارات وجود لها في ورشة باريس؟ لماذا أصرت أمريكا أن تكون ألأمارات مشاركة في مفاوضات جنيف؟ هذه الدول لا اعتقد صالحة أن تكون وسيطا في حرب السودان هي داعمة بطريق غير مباشر للميليشيا، إنما كانت هي المخطط للذي قاد للحرب.. و أنها على أصرار كامل أنها تريد أن تخرج الأمارات من إي مساءلات مستقبلا عن التخريب الذي أحدثته في السودان .. لذلك قالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان في كلمته بالقول ( لن يكون مقبولا لحكومة و شعب السودان مشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين و تشريدهم سواء بلإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو قدمت الدعم السياسي أو أي من أنواع الدعم في ما يلي العدوان على الدولة السودانية و شعبها) أن حديث البرهان بالفعل يعبر عن قناعة كبيرة وسط الشعب، لا يمكن أن تساهم دول شاركت في العدوان في حل مشكلة الحرب في السودان..
في الجانب العسكري أكد البرهان لابد من التخلص من الميليشيا إذا كان عبر التفاوض من خلال تنفيذ " اتفاق جدة" و الموقع في 11 مايو 2023م و تجميع عناصر الميليشيا في معسكرات، و تجريدها من السلاح، و أيضا وضع حلا أخر عندما قال البرهان في الجمعية العامة ( أكد أننا ما ضون في هزيمة و دحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم و مساندة) أن المسألة العسكرية وضعت في خيارين التفاوض يعني موافق تجريد الميليشيا من سلاحها تماما أو مواصلة القتال حتى هزيمتها.. و الخيار عند الذين كانوا وراء المخطط..
القضية الأخرى هي المسار السياسي، و هو مرتبط بحل القضية العسكرية، لتهيئة البيئة الصالحة للعمل السياسي، يقول البرهانعن القضية السياسية (الإنتهاء من قضية الميليشيا يعقبه عملية سياسية شاملة تعيد مسار الإنتقال السياسي الديمقراطي و وضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب و الانقلابات العسكرية) يشير هنا البرهان إلي " المؤتمر الدستوري" لأنه اجتماع جامع لكل القوى السياسية و من خلاله توضع الحلول و تمنع الحروب و الانقلابات.. و أي حوار منقوص لا يمكن أن يؤدي إلي حلول نهائية.. لكن السؤال هل القوى السياسية مهيأ لمثل هذه الحوارات و لديها مشاريع سياسية واضحة و مفصلة؟.. أم أنها تريد الشعب يعتمد على الهتافات و الشعارات.. التي درجت عليها.ز
أكد البرهان موقف القوات المسلحة من العملية السياسية بالقول ( أن القوات المسلحة السودانية و هي من أقدم مؤسسات الدولة، و تعمل بمهنية تامة دون الإرتهان لأي كيان سياسي، ملتزمة تماما بعملية التحول الديمقراطي و حق الشعب السوداني في اختيار من يحكمه و هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة) أن القوى السياسية إذا كانت بالفعل هي حريصة على التحول الديمقراطي يجب عليها أن تلتزم بالقواعد و العوامل التي تسهل طريق نجاحها، و الحرب أكدت تماما ليس هناك قوى لها فضل على الأخرين، و لها الحق أن تضع شروطا على مشاركة الأخرين إدعاء بطرح مصطلحات واهية لا تستطيع أن تصمد أمام المتغيرات في البلاد .. نسأل الله حسن البصيرة

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة هذه الدول

إقرأ أيضاً:

في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار

نظم مركز التكامل المصري السوداني ندوة مساء أمس “السبت” عن إعادة الإعمار في السودان، بمشاركة الملحق الثقافي بالسفارة السودانية بالقاهرة الدكتور عاصم أحمد حسن ممثلا للسفير عماد الدين عدوي، وبحضور عدد من الإعلاميين المصريين والسودانين والمهتمين بالعلاقات بين البلدين.

تشبيك إقتصادي

وابتدر اللقاء ممثل السفير السوداني الدكتور عاصم أحمد حسن، مشددا على الروابط الممتدة بين مصر والسودان منذ قديم الزمان، مقدما الشكر لمصر لوقوفها مع السودان في وقت الشدة، وقال نسعى لتطوير العلاقات لخدمة شعبي البلدين، مضيفا كنا ضيوف على مصر على مدى عامين لم نجد سوى الترحاب، ونريد التشبيك الإقتصادي مع مصر، وتابع لدينا إمكانيات ومواد خام تحتاج إلى عمل جديد، ونتطلع أن يكون لدينا إقتصاد المعرفة يعتمد على التعليم والتدريب والابتكار واستخدام التكنولوجيا، مؤكدا أن الاقتصاد السوداني يحتاج إلى نظرة أخرى خارج الصندوق بسبب ما دمرته الحرب، وقال نحتاج إلى عمل طفرة في الإنتاج من خلال اقتصاد المعرفة.

الواقع والمأمول

وتحدث رئيس مجلس إدارة المركز السوداني المصري للتكامل الدكتور عادل عبد العزيز عن إعادة الإعمار في السودان ومؤتمر رجال الأعمال المصري السوداني الأول الذي عقد بالقاهرة نوفمبر الماضي، وعن النسخة الثانية ببورتسودان والمتوقع انعقادها في شهر أبريل المقبل – وفق ما أعلنه السفير المصري بالسودان هاني صلاح – وقال عبد العزيز إن مصر لها الحق والأولوية في إعادة الإعمار للسودان، ولابد أن يكون لمصر جانب من المكاسب مقابل المساعدة والوقفة الحقيقية مع السودان في وقت الشدة، وعرض عبد العزيز ورقة المركز عن اسهام المؤسسات والشركات المصرية في إعادة إعمار السودان الواقع والمأمول، وأبانت الورقة أن مجمل الخسائر التي خلفتها الحرب في القطاعات الإقتصادية المختلفة في السودان حتى اللحظة بلغ 127 مليار دولار قابلة للزيادة.

الأولوية لمصر

وأوضح عبد العزيز أن مصر هي الأولى بإعمار السودان لسببين، وقال إن السبب الأول يرجع إلى أن العمليات الحربية في نهاياتها الآن، وماتبقى من عمليات تمشيط وتنظيف يجرى على قدم وساق، مضيفا أن السبب الثاني هو أن الدول والمنظمات والشركات الكبرى تحتاح للمعلومات قبل فترة معقولة للتخطيط للاسهام في إعادة الإعمار، واستعرض عبد العزيز من خلال الورقة مقومات الشراكة بين مصر والسودان، فيما يخص الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة الشمسية والمياه والأمطار والموقع المتميز التي يمتكلها السودان، في مقابل الامكانات والخبرة والمصانع والقدرة على حشد التمويل وفتح الأسواق التي تمتلكها مصر، كما استعرضت الورقة الأعمال الجاري تنفيذها بين البلدين في الربط الكهربائي والسككي والفرص المتاحة للتمويل في إطار الإعمار، إضافة إلى المشروعات الإقتصادية الأساسية لمرحلة مابعد الإعمار.

جاهزية السودان

وتساءل الحضور عن مدى جاهزية السودان الآن لاستقبال رجال الأعمال المصريين، وعن المناطق الآمنة التي يمكن الاستثمار بها، مؤكدين أن رأس المال جبان، ولا يمكن إقامة مشروعات في السودان الآن في ظل الحرب الدائرة، وأوضح الحضور أن هناك تساؤلات كثيرة من رجال الأعمال المصريين عن كيفية إقامة مشروعات في السودان في ظل الحرب وعن التوقيت المناسب لذلك. من جانبه أكد المستشار الفني بالسفارة السودانية بالقاهرة قريب الله عبد العزيز أن الوقت مناسب الآن للإعمار في السودان، وأن القوات المسلحة هي المسيطرة بصورة كبيرة على البلاد ولم يتبق لها في العاصمة سوى جيوب صغيرة للتمرد، وسوف تقضي عليها في الأيام القليلة المقبلة، وقال قريب الله إن الحرب الآن على مشارف النهاية، وإن القوات المسلحة الآن تمتلك زمام الأمر، مجددا التأكيد على أن مصر هي الأحق بأن تعيد الإعمار في السودان لوقوفها بجانبه في هذه الأزمة، مضيفا أن معظم الولايات في البلاد مرشحة الآن لإعادة الإعمار وخاصة الخرطوم التي أحدث بها الدعم السريع دمارا كبيرا، ماعدا ولايات دارفور والتي مازالت الحرب دائرة فيها.

تخفيف التعقيدات

وعاد المستشار الثقافي بالسفارة مجددا للحديث عن هروب رؤوس الأموال السودانية إلى كل من رواندا وسلطنة عمان واثيوبيا، وعن مغادرة 3000 آلاف طالب سوداني إلى رواندا بسبب التعقيدات في مصر، داعيا إلى تسهيل الإجراءات والتخفيف من التعقيدات في مصر منعا لهروب هذه الأموال، ومغادرة الطلبة وقال لابد من تسهيل التحويلات المصرفية، مؤكدا أن مصر هي الدولة التي وقفت جانب الشعب السوداني، وقال نشكر الرئيس السيسي وللحكومة والشعب المصري هذه الوقفة التي سجلها التاريخ، مضيفا أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو دعوة الجانب المصري للاستثمار في السودان وإعادة الإعمار، ونحن نحتاج اقتصاد المعرفة في السودان، مطالبا بتسهيل حركة رجال الأعمال السودانيين والحصول على الإقامة بمصر، وقال إن رجل الأعمال لم يأتي سائحا، وإنما يحتاج إقامة تمكنه من الدخول والخروج وهذا هو أساس الاستثمار، مؤكدا أن السودان آمن الآن، وقال إن قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” لديه آلة عسكرية وآلة إعلامية، وإن الآلة العسكرية انتهت، ولازالت الآلة الإعلامية موجودة، لافتا إلى أن هناك قصور في عمل الآلة الإعلامية في السودان ومصر تجاه الحرب، ووعد بتنظيم زيارات للصحفيين ورجال الأعمال المصريين إلى السودان لمعرفة الأوضاع على الأرض، وقال نريد عمل سوق حرة بين السودان ومصر، لأن لدينا منتجات كبيرة جدا هذا العام ومصر هي المنفذ الوحيد الآن للسلع السودانية.

متابعة التوصيات

بدوره أشار المدير العام لمركز التكامل السوداني المصري الدكتور عبد الله محمد عثمان إلى الإتفاق على تشكيل لجنة فنية لرؤساء المجموعات الاستشارية لمتابعة توصيات الملتقى الأول لرجال الأعمال المصريين والسودانيين، وقال إنهم في انتظار الإسراع بتشكيلها وصدور قرار من السفارة بذلك، مضيفا نتلقى يوميا إتصالات من رجال الأعمال المصريين عن ماذا بعد المنتدى الاقتصادي.

القاهرة- المحقق- صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار
  • أي فرصة سياسية للحكومة الموازية في السودان
  • هشام يكن: الشعب المصري في ظهر قيادته السياسية
  • بعد هزائم الدعم السريع.. هل ينجح البرهان في فرض سيطرته؟
  • وزير خارجية السودان: القوى المدنية مسؤولة عن الحرب.. ومصر المستهدف الرئيس مما يجري حاليًا
  • “عافية”.. خطوة من القنصلية السودانية في أسوان لتخفيف معاناة المهجرين
  • منصة محايدة!!
  • كيف كانت طبيعة ووظائف الدولة في فترة الحكم التركي؟
  • محمود فوزي: تجاوزنا التحديات بفضل الإرادة السياسية والتحالف بين القوى السياسية
  • مناوي يقول إنه ناقش مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أوضاع الحرب السودانية