السودان يضع قدميه على طريق الخلاص
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
بدأ السودان يضع قدميه على طريق الخلاص، عبر ثلاث مسارات، مساران وطنيان و مسار أخر مضاد و يشكل عقبة في طريق الخلاص.. أن حل أي أزمة مهما كان تعقيدها تبدأ عندما تستطيع القوى القائدة لإدارة الصراع أن تضع الفكرة السياسية و العسكرية أمام الشعب، و كل مكوناته الفاعلة لكي يكون طريقا للجدل فيه، و الجدل هو أهم العناصر التي تنقل المجتمع من أدوات العنف إلي أدوات الحوار.
أن العقبة الكبيرة التي تعيق عملية إيجاد الحلول للقضية السودانية، هي الأجندة الخارجية و التي تتمحور في ثلاث دول صاحبة التخطيط في إندلاع الأزمة السودانية و وصولها للحرب. و بدأت الأزمة السودانية تأخذ منعطفها الخطير عندما بدأت ما يسمى بالرباعية و التي تتكون من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و هي التي كانت تقدم الأفكار لبعض القوى السياسية السودانية، و كانت تعتقد تلك الدول إن القوى السياسية التي كانت ترعاها سوف تنفذ لها أجندتها إذا استطاعت أن توصلها للحكم.. و على هامش اجتماعات الجمعية العامة أجتمعت هذه الدول لكي تحدد للسودان مسارا يسير عليه و بموجبه تنتهي الحرب، و بعد اجتماعها أصدرت بيانا قالت في مقدمته (أعربت أمريكا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى عن القلق العميق إزاء الوضع المتدهور فى السودان ، داعين إلى ضرورة وقف الحرب وإرساء دعائم السلام ودعم الشعب السودانى وتطلعاته نحو مستقبل سلمى مزدهر و ديمقراطي) أن وجود هذه الدول يمثل خطرا على وحدة السودان و مستقبله.. أن مستقبل السودان و وحدته و ديمقراطيته يحدده شعب السودان من خلال الحوار المفتوح بين كل مكوناته، و الوصول إلي توافق وطني و انتخابات عامة يختار فيها الشعب ممثليه.. أن الأجندة الخارجية هي التي تسبب في الحرب و هي التي عقدت الأزمة السياسية..
و في فقرة أخرى يقول البيان (دعا المشاركون جميع الجهات الفاعلة الأجنبية الامتناع عن تقديم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة، وذلك - بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تم التعهد بها في باريس وتركيز جهودهم نحو تهيئة الظروف لحل تفاوضي للصراع) كيف تقنع هذه الدول السودانيين أن الاجتماع ضم الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا بالسلاح و التشوين، و الإعلام و كل إحتياجات الميليشيا و اتباعها.. السؤال لماذا أعاقت بريطانيا شكوى السودان ضد الأمارات في مجلس الأمن؟ لماذا أصرت فرنسا أن يكون للأمارات وجود لها في ورشة باريس؟ لماذا أصرت أمريكا أن تكون ألأمارات مشاركة في مفاوضات جنيف؟ هذه الدول لا اعتقد صالحة أن تكون وسيطا في حرب السودان هي داعمة بطريق غير مباشر للميليشيا، إنما كانت هي المخطط للذي قاد للحرب.. و أنها على أصرار كامل أنها تريد أن تخرج الأمارات من إي مساءلات مستقبلا عن التخريب الذي أحدثته في السودان .. لذلك قالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان في كلمته بالقول ( لن يكون مقبولا لحكومة و شعب السودان مشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين و تشريدهم سواء بلإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو قدمت الدعم السياسي أو أي من أنواع الدعم في ما يلي العدوان على الدولة السودانية و شعبها) أن حديث البرهان بالفعل يعبر عن قناعة كبيرة وسط الشعب، لا يمكن أن تساهم دول شاركت في العدوان في حل مشكلة الحرب في السودان..
في الجانب العسكري أكد البرهان لابد من التخلص من الميليشيا إذا كان عبر التفاوض من خلال تنفيذ " اتفاق جدة" و الموقع في 11 مايو 2023م و تجميع عناصر الميليشيا في معسكرات، و تجريدها من السلاح، و أيضا وضع حلا أخر عندما قال البرهان في الجمعية العامة ( أكد أننا ما ضون في هزيمة و دحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم و مساندة) أن المسألة العسكرية وضعت في خيارين التفاوض يعني موافق تجريد الميليشيا من سلاحها تماما أو مواصلة القتال حتى هزيمتها.. و الخيار عند الذين كانوا وراء المخطط..
القضية الأخرى هي المسار السياسي، و هو مرتبط بحل القضية العسكرية، لتهيئة البيئة الصالحة للعمل السياسي، يقول البرهانعن القضية السياسية (الإنتهاء من قضية الميليشيا يعقبه عملية سياسية شاملة تعيد مسار الإنتقال السياسي الديمقراطي و وضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب و الانقلابات العسكرية) يشير هنا البرهان إلي " المؤتمر الدستوري" لأنه اجتماع جامع لكل القوى السياسية و من خلاله توضع الحلول و تمنع الحروب و الانقلابات.. و أي حوار منقوص لا يمكن أن يؤدي إلي حلول نهائية.. لكن السؤال هل القوى السياسية مهيأ لمثل هذه الحوارات و لديها مشاريع سياسية واضحة و مفصلة؟.. أم أنها تريد الشعب يعتمد على الهتافات و الشعارات.. التي درجت عليها.ز
أكد البرهان موقف القوات المسلحة من العملية السياسية بالقول ( أن القوات المسلحة السودانية و هي من أقدم مؤسسات الدولة، و تعمل بمهنية تامة دون الإرتهان لأي كيان سياسي، ملتزمة تماما بعملية التحول الديمقراطي و حق الشعب السوداني في اختيار من يحكمه و هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة) أن القوى السياسية إذا كانت بالفعل هي حريصة على التحول الديمقراطي يجب عليها أن تلتزم بالقواعد و العوامل التي تسهل طريق نجاحها، و الحرب أكدت تماما ليس هناك قوى لها فضل على الأخرين، و لها الحق أن تضع شروطا على مشاركة الأخرين إدعاء بطرح مصطلحات واهية لا تستطيع أن تصمد أمام المتغيرات في البلاد .. نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة هذه الدول
إقرأ أيضاً:
قبائل خولان الطيال تدعو كافة القبائل اليمنية لتوحيد الصفوف من أجل الخلاص من هيمنة الحوثيين.
وجه مؤتمر قبائل خولان الطيال دعوة لكافة القبائل اليمنية لتوحيد الصفوف والرؤى من أجل الخلاص من هيمنة الحوثيين، مؤكداً على ضرورة تعزيز التكاتف الوطني تحت قيادة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية لاستعادة أمن واستقرار اليمن.
جاء ذلك في بيان صادر عن مؤتمر قبائل خولان الطيال أكد فيه التزامه الكامل بمواصلة النضال لاستعادة الدولة اليمنية والنظام الجمهوري في مواجهة الانقلاب الحوثي.
وأشار البيان إلى أن أبناء قبائل خولان الطيال، بجميع توجهاتهم السياسية، يقفون إلى جانب الشعب اليمني في نضاله المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن ضد الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي والتي تسببت في معاناة إنسانية كبيرة وتدمير ممنهج لمؤسسات الدولة والنسيج الاجتماعي في اليمن.
وأكد البيان أن قبائل خولان الطيال ستظل دائمًا حاملة لراية الجمهورية وكل الثوابت الوطنية، مشددًا على أن القبيلة ستستمر في النضال جنبًا إلى جنب مع القوى الوطنية لاستعادة كافة مناطق اليمن من قبضة مليشيا الحوثي. كما أكد على تضحيات أبناء القبيلة في مختلف الجبهات، مع الإشارة إلى المأساة التي عانت منها مناطق مثل صرواح جراء الحرب.
كما شدد البيان على رفض قبائل خولان الطيال للمحاولات الحوثية لاستغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تظل قضية العرب المركزية وأن اليمنيين قد دعموا نضال الشعب الفلسطيني منذ عقود. وأشار إلى أن الحوثيين يسعون لتوظيف هذه القضية لتكريس سلطتهم لصالح إيران على حساب مصالح الشعب اليمني.