إلغاء مواد بالتعليم الثانوي يلقي بآلاف المعلمين المصريين في براثن البطالة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
القاهرة– أحدث قرار إلغاء بعض المواد الدراسية في مرحلة التعليم الثانوي في مصر، واستبعاد البعض الآخر خارج المجموع الكلي، تحولا جذريا في حياة آلاف المدرسين الذين كانوا يعتمدون على تدريس هذه المواد كمصدر رزق أساسي.
ووجد آلاف المدرسين أنفسهم فجأة بلا طلاب ولا دخل، مما زاد من الضغوط المالية والاجتماعية، وألقى بظلاله على مستقبل هؤلاء المدرسين، ودفعهم للبحث عن خيارات جديدة قد لا تكون متوافقة مع مؤهلاتهم وخبراتهم.
ويتجاوز عدد الطلاب الملتحقين بمرحلة التعليم الثانوي مليونين و100 ألف طالب، ويبلغ إجمالي عدد المعلمين المتعاقدين والمعينين حوالي 100 ألف معلم ومعلمة، وفق تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
تفاصيل القرارمنتصف أغسطس/آب الماضي فاجأ وزير التربية والتعليم الجديد محمد عبد اللطيف الجميع بعرض خطة إعادة هيكلة المرحلة الثانوية للتخفيف من أعباء الطلاب بتخفيض عدد المواد وإعادة تصميم المحتوى العلمي والمعرفي كالتالي:
إلغاء مادتي الجيولوجيا وعلوم البيئة للثانوية العامة بشعبة علمي علوم. إلغاء مادتي علم النفس والفلسفة للثانوية العامة بشعبة الأدبي. جعل اللغة الأجنبية الثانية ضمن المواد خارج المجموع. دمج مناهج الكيمياء والفيزياء والأحياء في مادة واحدة للأول الثانوي. إلغاء مادة الجغرافيا من الدراسة في الصف الأول الثانوي. دمج مواد الرياضيات في مادة واحدة.وبذلك تصبح مواد الصف الأول الثانوي 6 مواد بدلا من 10 مواد، ومواد الصف الثاني الثانوي 5 مواد بدلا من 8 مواد.
ويدرس طلاب شعبة العلمي علوم 5 مواد بدلا من 7 مواد، وهي (العربية-اللغة الأجنبية الأولى-الأحياء-الكيمياء-الفيزياء).
ويدرس طلاب شعبة العلمي رياضيات 5 مواد بدلا من 7 مواد، وهي (العربية-اللغة الأجنبية الأولى-الرياضيات-الكيمياء-الفيزياء).
وبالنسبة للشعبة الأدبية، يدرس الطلاب 5 مواد بدلا من 7 مواد، وهي (العربية- اللغة الأجنبية الأولى-التاريخ-الجغرافيا-الإحصاء).
تأثير سلبي على المدرسينوتعد الدروس الخصوصية مصدر رزق رئيسي لكثير من المدرسين في ظل تدني الأجور إلى أقل من 150 دولارا شهريا، لكن إلغاء ودمج وخروج بعض المواد من المجموع وضعهم أمام تحديات جديدة بسوق العمل، وأدى لبعض التأثيرات الرئيسية.
وتشمل تلك التأثيرات البطالة المفاجئة، حيث وجد المدرسون أنفسهم بلا دخل. واضطر البعض إلى إعادة النظر في مسارهم ومستقبلهم المهني، بينما واجه آخرون صعوبات في اكتساب مهارات جديدة للتكيف مع احتياجات سوق العمل، خاصة إذا كانوا قد استثمروا سنوات في تدريس مادة معينة أصبحت الآن غير مطلوبة.
خيارات صعبةجميع الخيارات المتاحة لم تكن سهلة، البعض اختار الانتقال إلى تدريس مواد أخرى ما زالت مطلوبة في النظام التعليمي، أو البحث عن فرص عمل بالمراحل التعليمية الأخرى مثل الابتدائية والإعدادية، بينما آخرون توجهوا إلى مجالات ومهن عمل أخرى مثل السياحة والتجارة أو حتى العمل سائقين.
ومنذ إعلان القرار برزت العديد من القصص التي توضح كيف تعامل المدرسون مع هذا التغيير المفاجئ الذي تطلب منهم المرونة والتكيف مع التغيرات، وعانى السواد الأعظم منهم من صعوبات كبيرة.
وعلى مدار 10 سنوات، استطاع أحمد سمير (مدرس جيولوجيا) بناء اسم قوي في عالم الدروس الخصوصية بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة) من خلال منصته التعليمية الكبيرة حيث كان يتوافد إليه الطلاب من كل حدب وصوب.
يقول سمير للجزيرة نت "بعد القرار الصادم بإلغاء الجيولوجيا كمادة أساسية في المرحلة الثانوية شعرت وكأني في نفق مظلم، فقد خسرت كل ما بنيته. لقد بدا وكأن مستقبلي المهني قد انتهى، وبدأ التساؤل حول ما الذي سيأتي بعد هذا؟".
وبدلاً من الاستسلام، قرر سمير التحول لتدريس مادة الأحياء. وكان يعلم أنه سيبدأ من الصفر في مجال جديد، وأنه لن يكون بنفس الشهرة والنجاح الذي حققه بالجيولوجيا، لكن كان عليه بناء قاعدة جديدة من الطلاب، وتحقيق نجاح في عالم تدريس مختلف.
أما عماد (مدرس فرنسية) فقد كان لأكثر من 10 سنوات يقدم الدعم الأكاديمي والمعنوي للطلاب للحصول على أعلى الدرجات. لكن، بعد القرار المفاجئ بإلغاء الفرنسية كمادة أساسية، ألغى الحصص الدراسية وأعاد أموال الشهر لأولياء الأمور. وبعيون ملؤها الحسرة، ودع طلابه متمنيا لهم النجاح والتفوق في مستقبلهم.
و"كان الخيار الوحيد أمامي" كما يقول عماد للجزيرة نت "هو مغادرة المجال التعليمي تماما لا أجيد لغة أخرى ولا عمل آخر، قررت البحث عن مصدر جديد للدخل، وكان العمل في مجال السياحة الخيار الأقرب".
وودّع عماد أسرته الصغيرة، وقضى أياما وأسابيع في التنقل بين المدن السياحية بحثًا عن رزقه. وكانت الحياة الجديدة قاسية عليه، إذ أنه كان دائما قريبا من عائلته، لكنه اضطر إلى التغرب عنها من أجل تأمين حياة كريمة لهم.
وكان محمد (مدرس جغرافيا) -الذي ذاع صيته بين طلاب الشعبة الأدبية- يبدأ يومه بتحضير دروسه وإلقائها على طلابه بحماس. ولكن القرار الوزاري بإلغاء مادته كمادة أساسية كان بمثابة ضربة قاسية لمستقبله المهني.
ولم ينتظر محمد طويلاً للبحث عن بديل، وقال للجزيرة نت "قررت استثمار سيارتي الشخصية للعمل سائق أجرة من خلال التطبيقات الذكية، ولن أجلس وأضع خدي على يدي أفكر في ما حل بي وزملائي".
ووجد هذا المعلم العاطل نفسه خلف عجلة القيادة بعد أن كان يقف أمام السبورة ينقل المعرفة، وأصبح الآن ينقل الركاب متنقلاً بين شوارع المدينة بحثا عن قوت يومه. وكان يرى في مرآة سيارته الأمامية الأيام الخوالي وانتقاله من عالم الكتب إلى عالم الطرق.
مصائب قوم عند آخرين فوائدورغم ما خلفه القرار من أضرار مادية ومعنوية على آلاف المدرسين وأسرهم، إلا أنه أشاع شعورا بالارتياح بين الطلاب والأسر المصرية إذ ساهم في تقليل عبء الثانوية العامة على الطلاب وأسرهم رغم ما أحدثته القرارات من لغط واضطراب.
ويرى البعض أن تخفيف المناهج وتناسب المواد مع قدرات الطلاب يمثلان خطوة إيجابية لتحسين مستوى التحصيل العلمي، وهو ما أكد عليه وزير التربية والتعليم بأن خطته الجديدة "حظيت بنسبة قبول كبيرة لما لها من أثر في تخفيف العبء على الأسرة المصرية، دون التقصير في المعارف التي سيدرسها الطلاب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللغة الأجنبیة مواد بدلا من
إقرأ أيضاً:
الإحصاء يعلن تراجع معدلات البطالة لـ6.4% بنهاية 2024
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم السبت نتائج بحث القوى العاملة للربع الرابع (أكتوبر- ديسمبر) لعام 2024، حيث بلغ معدل البطالة 6.4٪ من إجمالي قـــوة العمـــل بانخفاض 0.3٪ عن الربع السابق.
أولاً: قـــــــــوة العـــــمل (وتشمل المشتغلون والمتعطلون):
سجل تقدير حجـــم قـــــوة العمــــل 33.124 مليون فرد مقابل 32.218 مليون فرد خلال الربع السابق بنسبة زياده مقدارها 2.8٪ وقد بلغت قوة العمل في الحضر 14.502 مليون فرد بينما بلغت في الريف 18.622 مليون فرد ، أما على مستوى النوع فقد بلغ حجم قوة العمل 26.555 مليون فرد للذكور بينما بلغت للإناث 6.569 مليون فرد.
ويرجع ذلك لارتفاع أعداد المشتغلين بمقدار (935) ألف مشتغل خلال الربع الحالي عن الربع السابق وانخفاض المتعطلين بمقدار (29) ألف متعطل مما أدى إلى ارتفاع قوة العمل بمقدار (906) ألف فرد
ثانيا: التغير فى أعداد المتعــــــــــطلون:
سجل عدد المتعطلين 2.130 مليون متعطل بنسبة 6.4٪ من إجمالي قوة العمل (1.042 مليون ذكور، 1.088 مليون إناث) مقــابـل 2.159 مليون متعطل عن الربع السابق بانخفاض قـدره (29) ألف متعطل بنسبة 1.3٪، وانخفاض قــدره (29) ألف متعطل عن الربع المماثل من العام السابق بنسبة 1.3٪.
• بلغ مـعدل البـطالة بين الذكــور 3.9٪ من إجمالى الذكور في قوة العمل خلال الربع الحالي بينما كان 4.2٪ في الربع السابق من عام 2024 مقابل 4.6% في الربع المماثل من العام السابق
• بلغ معدل البطالة بين الإناث 16.6٪ من إجمالي الإناث في قوة العمل خلال الربع الحالي ، بينما كان 18.2٪ في الربع السابق مقابل 17.7٪ في الربع المماثل من العام السابق .
المتعطلون طبقاً لفئات السن
10.4٪ لإجمالي الفئة العمـرية (15 ــ19سنة) في كلاً من
الربع الحالي والربع السابق .
- 33.3٪ لإجمالي الفئة العمـرية (20- 24 سنة) مقابل 33.6٪
في الربع السابق .
- 20.9٪ لإجمالي الفئة العمـرية (25- 29 سنة) مقابل 21.7 ٪
فى الربع السابق .
- 35.4٪ من إجمالي المتعطلين في الفئة العمرية (30 - 64 سنة)
مقابل 34.3٪ فى الربع السابق .
المتعطلون طبقاً لمحل الإقامة ( للحضر و الريف )
• بلغ معدل البطالة في الحضر 8.9٪ من إجمالى قوة العمل فى الحضر ، بينما كان 10.1٪ في الربع السابق مقابل 9.7٪ فى الربع المماثل من العام السابق .
• معدل البطالة في الريف يصل إلى 4.5٪ من إجمالى قوة العمل فى الريف ، بينما كان 4.0٪ في الربع السابق مقابل 4.8٪ في الربــع المماثل من العام السابق
المتعطلون طبقا للحالة التعليمية
84.2٪ نسبة المتعطلين من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية وما فوقها في الربع الحالي مقابل 84.5٪ في الربع السابق من إجمالي المتعطلين وفى الربع الحالي موزعة كالآتي:
- 15.9٪ تعليم أقل من المتوسط وما دونه مقابل 15.5٪ بالربع السابق و 17.2٪ للربع المماثل من العام السابق .
- 39.2٪ من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة مقابل 39.9٪ بالربع السابق و 39.6٪ للربع المماثل من العام السابق.
- 44.9٪ من حملة المؤهلات الجامعية وما فوقها مقابل 44.6٪ بالربع السابق بينما كان 43.1٪ في الربع المماثل من العام السابق.
ثالثا: المشتــــــغلون:
بلغ عـدد المشتغلين 30.994 مليون فرد بينما كان 30.059 مليون فرد في الربع السابق بنسبة زياده 3.1٪ وقد بلغ عدد المشتغلين في الحضر 13.207 مليون مشتغل بينما بلغ عدد المشتغلين في الريف 17.787 مليون مشتغل .
المشتغلون طبقاً للحالة العملية
بلغ عدد المشتغلين بأجــر نقدي 22.003 مليون مشتغل (18.433 مليون ذكور ، 3.570 مليون إناث) بنسبة 71.0٪ من إجمالـــــي المشتغلين بينما كانت 72.7٪ في الربع السابق، مقابل 71.9٪ في الربع المماثل من العام السابق .
• بلغ عدد المشتغلين أصحاب الأعمال التي يديرونها ويستخدمون آخرين 1.257 مليون مشتغل ( 1.213 مليون مشتغل ذكور، 44 ألف مشتغلة إناث) بنسبة 4.1٪ من إجمالــي المشتغلين بينما كان 3.1٪ في الربع السابق مقابل 2.9٪ في الربع المماثل من العام السابق
بلغ عدد المشتغلين ممن يعملون لحسابهم ولا يستخدمون أحد 6.388 مليون مشتغل (5.444 مليون مشتغل ذكور ، 944 ألف مشتغلة إناث) بنسبة 20.6٪ من إجمالي المشتغلين بينما كان 19.6٪ في الربع السابق مقابل 20.2٪ في الربع المماثل من العام السابق.
بلغ عدد المشتغلين المساهمون في أعمال - مشروعات ( داخل الأسرة ) بدون أجر 1.347 مليون مشتغل( 423 ألف مشتغل ذكور ، 924 ألف مشتغلة إناث) بنسبة 4.3٪ من إجمالي المشتغلين بينما كان 4.6٪ في الربع السابق مقابل 4.9٪ في الربع المماثل من العام السابق.
رابعاً: المساهمة في النشاط الاقتصادي:
• بلغ معـــدل المســـــاهمة فــي النشاط الاقتصادي 45.5٪ من جملة السكان (15 سنة فأكثر) خلال الربع الحالي بينما كان 44.4٪ خلال الربع السابق مقابل 43.1٪ في الربع المماثل من العام السابق .
• بلغ معدل المساهمة (الذكـور 71.3٪ مقابل 71.1٪ في الربع السابق مقابل 68.9٪ في الربع المماثل من العام السابق ، الإنــاث 18.5٪ بينما كان 16.4٪ في الربع السابق وكانت 16.0٪ في الربع المماثل من العام السابق)
• بلغ معـــدل المساهمـة (في الحضر 45.2٪ مقابل 45.8٪ في الريف) بينما كان ( في الحضر 44.3٪ مقابل 44.5٪ في الريف) في الربع السابق ( 42.7٪ في الحضر مقابل 43.5٪ في الريف) في الربع المماثل من العام السابق .
• سجلت الفئة العمرية (40 - 49 سنة) أعلى معدلات المساهمة في النشاط الاقتصادي حيث بلغت 59.9٪.
حقق نشاط الزراعة وصيد الأسماك أكبر نسبة مشاركة للمشتغلين في الأنشطة الاقتصادية حيث بلغ عدد المشتغلين في هذا النشـاط 5.740 مليون مشتغـــل ( 4.621 مليون ذكور ، 1.119 مليون إناث) بنسبة 18.5٪ من إجمالي المشتغلين محتلاً المركز الأول ضمن الأنشطة الاقتصادية.
2- بلغ عـدد المشـتغلين في نشاط تجارة الجملة والتجزئة 4.956 مليون مشتغل ( 4.089 مليون ذكور ، 867 ألف إناث) بنسبة 16.0٪ من اجمالي المشتغلين.
3- كـما بـلغ عـدد المشـتغلين في نشـاط الصناعات التحويلية 4.132 مليون مشتغل (3.657 مليون ذكور ، 475 ألف إناث) بنسبة 13.3٪ من إجمالي المشتغلين.
4- بلغ عدد المشتغلين في التشييد والبناء 3.990 مليون مشتغل (3.953 مليون ذكور، 37 ألف إناث) بنسبة 12.9٪ من إجمالي المشتغلين.
5- بلــغ عـدد المشـتغـلين في نشــاط النقـل والتـخزين 2.807 ملـيون مشتـغل (2.784 مليـون ذكور ، 23 ألف إناث) بنسبة 9.1٪ من إجمالي المشتغلين.