رابح وخاسر.. مَنْ يقبل بهكذا تسوية؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
من الواضح أن هناك أجواء ديبلوماسية يتم تسريبها بشكل مكثف الى وسائل الاعلام الغربية والعربية والعبرية، وكلها توحي بأن التسوية قد تكون قريبة وان وقف اطلاق النار يقترب خلال ساعات ليتم بعد ذلك الدخول في موجة من المفاوضات الطويلة التي يمكن ان توصل الى حلول في غزة ولبنان من دون ان يكون هناك خاسر او رابح.
لكن المؤشرات الميدانية والتسريبات السياسية بحد ذاتها لا توحي أبداً أن الاتفاق قريب ويمكن إتمامه بسهولة كبيرة كما يتم الإيحاء، لذا من المبكر الحديث عن نجاح المفاوضات او فشلها، لكن الاكيد ان الامور لا تزال تحتاج الى مزيد من الوقت.
يعتبر بنيامين نتنياهو انه حقق انتصاراً معنوياً كبيراً في الايام الماضية وهو انطلاقاً من ذلك يمكنه الاعلان عن جهوزيته لوقف اطلاق النار في لبنان من دون اي تغيير في الواقع الحالي،حتى ان نتنياهو قد يكون مستعداً للقبول بالهدنة حتى من دون انسحاب "حزب الله" من جنوب الليطاني لانه في الاصل بات قادراً على اقناع المستوطنين بالعودة الى مستوطنات الحدودية مع لبنان على اعتبار أنه ردع الحزب من خلال الضربات القاسية والمؤلمة التي وجهها له. من هنا يطرح السؤال الاول عن امكانية نجاح جولة المفاوضات الحالية، هل يقبل "حزب الله" بالتسوية قبل استعادة الردع والتوازن وهذا لا يتم الا بعد إيلام إسرائيل بشكل جدي عبر المستوطنين،او عبر التهجير او حتى عبر استعراض القوة النارية؟
ما يطرح على انه تسوية يقوم على وقف اطلاق النار في لبنان تمهيداً للتفاوض، لكن هذا الامر يفرض سؤالا اساسيا هو، هل هناك ترابط بين جبهة لبنان وغزة، بمعنى، هل سيترافق وقف اطلاق النار في لبنان مع وقف اطلاق نار في غزة للتفاوض على الجبهتين؟ اذا كان الجواب نعم، وان اطلاق النار سيفرض في غزة ايضاً، فإن الحزب سيكون قد حقق انتصارا كبيرا بمعزل عن كل ما حصل في الايام الماضية، وسيظهر نفسه امام الرأي العام العربي انه استطاع وقف النار في قطاع غزة ،وسيكون قد فرض نظرية وحدة الساحات بعيداً عن الاثمان التي دفعت وعندها لن يكون بإمكان اسرائيل القيام بأي ضربة حتى للضفة الغربية من دون توقع اشتعال الجبهات من الجنوب الى اليمن فالعراق.
اما اذا كان الجواب هو عدم ربط الجبهات، فعندها سيكون نتنياهو قد انتصر انتصاراً كاملاً وفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة بالقوة النارية وهزم"حزب الله" عسكرياً واكتشف نقاط ضعفه، وهنا تطرح الاسئلة، لماذا يقبل الحزب بهذا الطرح اليوم ويقبل بالهزيمة الكاملة؟ ولماذا يقبل نتنياهو بالطرح الاول ويبقبل الهزيمة الكاملة؟ من الواضح أن الهوة كبيرة بين المتحاربين ولا يبدو ان ايا من الطرف قد شعر اليوم انه قد هزم، فالحزب دفع الثمن الاكبر الذي كان يتجنب دفعه، اي استهداف المدنيين، وعليه لا يمكن ان يكون جاهزاً لتقديم هذا التنازل في ظل وجود قدرات كبيرة لم تستخدم بعد.
وكذلك نتنياهو، فإسرائيل التي تدفع اليوم ثمنا كبيرا على حملتها الجوية وتخطيها للخطوط الحمر، فما الذي يدفعها للتنازل عن امور لم تكن قد قبلت فيها حتى قبل الهجوم الاخير؟ كلها اسئلة لا توجد اجابات عنها في هذه اللحظة بانتظار تطورات الميدان والايام المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف اطلاق النار النار فی من دون
إقرأ أيضاً:
مصر تقود جهودا إقليمية متواصلة لدعم تسوية القضية الفلسطينية
على مدار أكثر من 15 شهرا حاول الاحتلال الإسرائيلي تهجير سكان القطاع عبر العديد من الممارسات التي تنوعت بين القتل والدمار والتجويع والحصار، إلا أن مشاهد عودة النازحين إلى شمال القطاع كانت بمثابة أيقونة صمود أمام كل تلك المخططات.
جاء ذلك وفق تقرير تلفزيوني عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، بعنوان «مصر تقود جهودا إقليمية متواصلة لدعم تسوية القضية الفلسطينية»، مسلطًا الضوء على الجهود المصرية المتواصلة في دعم الشعب الفلسطيني.
وأشار التقرير إلى أن الدعم المصري ورفض مخطط التهجير عضد الصمود الفلسطيني، وكان بمثابة الركن الركين والحصن المتين الذي آوى إليه صبر الفلسطينيين، ليترجم في النهاية إلى ذلك المشهد المهيب الذي تجلى في عودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم فوق أراضيهم.
ونوه التقرير بأنه منذ بداية العدوان انطلق الدور المصري من محددات ثلاثة، وقف الحرب، وإدخال المساعدات ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وهكذا جاءت الخطوات المصرية بالتوازي مع تلك المحددات على كل الأصعدة ومختلف الاتجاهات من أجل إنقاذ قطاع غزة.