في 22 أيلول الحالي، استعرضت إيران مع بدء اسبوع الدفاع المقدس، عشرات الصواريخ الباليستية وكروز ومنصات إطلاقها ومن بينها 2 صاروخ خيبر شكن، 2 صاروخ فتاح، 4 صاروخ الحاج قاسم، 2 صاروخ قدر اتش، 2 صاروخ عماد، 3 صواريخ خرمشهر، 4 صواريخ سجيل، 2 صاروخ جها، فضلا عن صاروخ جهاد هو أحدث صاروخ باليستي يعمل بالوقود السائل للقوات الجوية للحرس الثوري، والذي تم عرضه لأول مرة في هذا الاستعراض.

ويبلغ مدى هذا الصاروخ 1000 كيلومتر، كما تم عرض عدد من الطائرات المسيرة من أجيال "مهاجر" و"أبابيل" و"آرش" وأنظمة رادارات ومضادات جوية، منها منظومة "15 خرداد" و"صياد" و"دماوند" ونظام الرادار كاشف 99، إلى جانب أنظمة اتصالات ومركبات ودبابة "ذو الفقار" وزوارق رعد متعددة الأغراض. وتم عرض 21 صاروخا باليستيا،

إن مجرد استعراض ايران هذه التكنولوجيا العسكرية يعني من الوجهة المنطقية أن بعض هذه الطائرات المسيرة والصواريخ سوف تسلح بها حركات المقاومة في المنطقة لا سيما حزب الله لاستخدامها في حالات معينة لا سيما إذا تعرض إلى تهديد وجودي، فإيران تدعم الحزب عسكرياً ومادياً، من دون أن يعني ذلك أنها سوف تتدخل مباشرة في حال وقعت حرب شاملة بين حزب الله من جهة واسرائيل من جهة أخرى ، فهي تثق بقدرات الحزب وعوامل قوته والخبرات العسكرية التي راكمها في مواجهة إسرائيل، وإحباط مخططاتها، كما أنه لا يتعرض حتى الآن لخطر وجودي يستوجب تدخلاً مباشراً، علماً أنها في الوقت نفسه تعتبر أن توسيع الحرب ليس في مصلحة أحد، لا هي ولا الولايات المتحدة.

لكن تطورات اليومين الماضيين لا سيما ما شهدته نيويورك دفعت الكثير من المراقبين إلى القول أن هناك تحولاً في السياسة الإيرانية، فهي تريد علاقة جيدة مع الغرب مع الاعتراف بمصالحها الطبيعية في المنطقة، فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفي كلمته أمام المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة قال" هدفي هو معالجة التحديات والعقبات القائمة مع هيكلة علاقات بلدي الخارجية إدراكا لضرورات ووقائع العالم المعاصر". وقال بزشكيان إن إيران تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز شراكات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية هادفة مع القوى العالمية وجيرانها على أساس التكافؤ". أما نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف فأشار في مقابلة تلفزيونية الى أننا نريد العودة للاتفاق النووي، ومشيراً إلى أن بلاده امتنعت عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية حتى الساعة لكي تعطي فرصة لوقف إطلاق النار، فهي لا تريد تعكير اجواء التفاوض، بالتوازي مع إعلان وزير الخارجية عباس عراقجي أن حزب الله لديه القدرة الكاملة على تدمير قواعد وقوات الكيان الإسرائيلي.

لا شك، أن ايران تفضل وصول المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، وتشير مصادر سياسية مطلعة على السياسة الأميركية إلى أن الفريق السياسي المحيط بهاريس ليس بعيداً عن الوزير ظريف الذي سيعمل على تدشين إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وفي السياق، يعتبر مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات حسان القطب في حديث لـ"لبنان24" أن هناك تغييراً في الموقف الإيراني الاستراتيجي، مع استلام القيادة الايرانية الجديدة والثلاثي الجديد(بزشكيان، ظريف، عراقجي) ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي.. وتمثل هذا الموقف، بداية من إعلان ظريف ان هناك تململاً ايرانياً شعبياً من دعم القضية الفلسطينية على حساب مصالح الشعب الإيراني.. كما أن مواقف بزشكيان التي تطالب بفتح مفاوضات إيرانية – أميركية مباشرة.. لرفع العقوبات واستدراج استثمارات أجنبية بحوالي 100 مليار دولار للنهوض بالاقتصاد الإيراني المتعثر.. كما أن إعلانه أيضاً أن إيران لا تريد التوسع ونشر ثورتها الدينية في العالم العربي والإسلامي.. وامتناعها عن إرسال أسلحة إلى روسيا..

كل هذا يدل ، بحسب القطب، على أن ايران تشعر بعمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها وبالتالي عليها الالتفات إلى الداخل لاستيعاب القلق المحلي والذي ربما يتحول إلى ثورة شعبية. كما أن الدفاع عن حلفائها في المنطقة وأهمهم حزب الله قد يؤدي إلى خسارة ايران للحرب وبالتالي خسارة النظام وانهياره إلى جانب هزيمة المشروع، هذا فضلا عن أنها اعتبرت أن الامكانات التي وفرتها لحزب الله من سلاح ومال وتدريب ورعاية، كافية لصموده وبالتالي خروجه من أية معركة قوية وعنيفة، بأقل خسائر ممكنة من دون أن تتورط هي في الحرب.

لقد اختارت إيران حماية استقرار نظامها، وما شهدته أروقة الأمم المتحدة، بحسب المصادر المطلعة على السياسة الأميركية، أكبر بكثير من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فإيران اليوم ليست إيران العام 2006، مع تشديد المصادر على أن لا عداء أميركي- إيراني، وهناك تعاون حصل بين طهران وواشنطن وتظهر في الرد الإيراني المدروس على ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا،علماً أن واشنطن تعمل على تفاهم مع إيران وفي الوقت نفسه حفظ أمن إسرائيل التي لم تعد واشنطن قادرة على الضغط عليها كما كانت من قبل لا سيما وأنها دخلت في مرحلة الإنشغال بانتخاباتها الرئاسية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله لا سیما کما أن

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن الصواريخ الباليستية التي استهدف أحدها مقر الموساد؟

يسلط استهداف حزب الله لمقر جهاز استخبارات الاحتلال الخارجي "الموساد" في قلب تل أبيب، بصاروخ باليستي الأربعاء، الضوء على هذا النوع من الصواريخ، الذي يعتبر من الأسلحة الردعية، بسبب قوتها التدميرية، والمديات التي تصلها وطريقة إطلاقها.

وتعتبر الصواريخ الباليستية، مهمة لأسباب استراتيجية وعسكرية، بسبب القدرة الكبيرة على إيصال الرؤوس الحربية إلى أهداف بعيدة وبطريقة فعالة وسريعة زمنيا من لحظة الإطلاق حتى الإصابة.

إليك أهم ما يجب أن تعرفه عن الصواريخ الباليستية في التقرير التالي:


✅مبدأ عمل الصاروخ الباليستي هو إطلاق المقذوف كبير الحجم والمزود برأس حربي شديد الانفجار بأوزان مختلفة، بواسطة الوقود الصلب أو السائل، عبر عدة مراحل الأولى الدفع الأولي، والثانية بعد إطلاقه ووصوله إلى الغلاف الجوي سقوطه بشكل حر نحو هدفه المرسوم مسبقا، بالاعتماد على الجاذبية ومقاومة الهواء.

✅ تتحكم 3 عوامل بقدرات الصواريخ الباليستية، وهي نوع الرأس المتفجر، والمدى، والسرعة.

1️⃣ الصواريخ الباليستية تعتبر منصات فعالة لحمل الرؤوس النووية، وهي إحدى الأسلحة الاستراتيجية للدول من أجل ردع الأعداء، واستخدام هكذا سلاح يعني القدرة التدميرية الفائقة في حال استخدامه.

2️⃣ المدى البعيد والقدرة على ضرب أهداف حول العالم، فبعض الصواريخ الباليستية عابرة للقارات، وقادرة على ضرب أهداف على بعد آلاف الكيلومترات، ويوفر للدولة صاحبة الصاروخ القدرة في التأثير على النزاعات العالمية في حال استخدمتها.

3️⃣ السرعة الفائقة، تتجاوز بعض الصواريخ الباليستية سرعة الصوت، والتي تتجاوز 20 ماخ، وهو ما يشكل معضلة للأنظمة الدفاعية والرادارات بعدم القدرة على رصده واعتراضه، خاصة قبل إصابته للهدف.

✅ تطورت الصواريخ الباليستية مع الزمن، وباتت أكثر قدرة على إصابة أهدافها بدقة، وتدمير المواقع العسكرية المحصنة، أو إحداث دمار على مساحات واسعة، بفضل التقنيات التي زودت بها للمسار وتتبع الهدف.

تنقسم الصواريخ الباليستية إلى 3 أنواع وفقا للمديات التي يمكنها الوصول إليها، من نقطة الإطلاق وحتى الإصابة كالتالي:


❎ الصواريخ الباليستية قصيرة المدى SRBM، وتستخدم في النزاعات الإقليمية ولضرب الأهداف القريبة بين الدول، ومن أشهر الأمثلة عليها صواريخ سكود بي الروسية الشهيرة، ويتراوح مداها ما بين 30- 1000 كيلومتر.

❎ الصواريخ الباليستية متوسطة المدى MRBM، وتستخدم لضرب أهداف في نطاق أوسع من السابقة، ربما تكون بين قارات متجاورة، للردع على المستوى الإقليمي، من أشهر أمثلتها صاروخ شاهين 2 الباكستاني وبعض الطرازات من الصواريخ الإيرانية، ويتراوح مداها بين 1000- 3500 كيلومتر.

❎ الصواريخ الباليستية طويلة المدى، أو العابرة للقارات، ICBM وتستخدم لضرب أهداف على مستوى قارات متباعدة، ومن أشهر الأمثلة صاروخ أغني الهندي ويتراوح المدى ما بين 3500 كيلومتر وتفوق كذلك مدى 5500 كيلومتر.

وتعتبر هذه الصواريخ في الأغلب من أدوات الردع النووي بين القوى العظمى في العالم، من أبرز الصواريخ الحاملة للرؤوس النووي الصاروخ الأمريكية مينيوتمان 3 والروسي توبول أم.

لا يقتصر إطلاق الصواريخ الباليستية على المنصات الأرضية، فيمكن إطلاقها من خلال الغواصات النووية لدى القوى العظمى في العالم، ويتراوح مدى هذه الصواريخ ما بين 7 آلاف – 12 ألف كيلومتر، ومن أشهر الأمثلة عليها صاروخ ترايدنت 2 دي 5 الأمريكي.

من الصواريخ الصواريخ الباليستية حول العالم التالية:


✅ صاروخ مينيوتمان 3 الأمريكية، بمدى يصل إلى أكثر من 13 ألف كيلومتر وهو من الصواريخ العابرة للقارات، وقادر على حمل رؤوس نووية ويتميز بالاستجابة السريعة للتجهيز والإطلاق، من صوامع تحت الأرض.

✅ صاروخ ساتان آر 36 أم، أو الشيطان، وهو صاروخ روسي عابر للقارات، بمدى ما بين 10200 كيلومتر وحتى 16 ألف كيلومتر، ولديه قدرة شاملة على التدمير ومجهز ليحمل 10 رؤوس نووية مستقلة، ويطلق من صوامع مخبأة تحت الأرض.

✅ صاروخ دونغ فينغ 41 الصيني، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات، ومن أهم ما تملكه بكين من ترسانة صاروخية، وهو قادرة على حمل رؤوس نووية مستقلة وهو ما أكبر الصواريخ مديات حول العالم، بمدى يصل إلى أكثر من 15 ألف كيلومتر.

✅ صاروخ آغني 6 الهندي، صاروخ باليستي من فئة العابر للقارات، وهم من الأسلحة الاستراتيجية الرئيسية في برنامج الهند النووي، وهو قادر على حمل رؤوس نووية وقادر على الوصول إلى أوروبا، ومداه يتراوح ما بين 5 – 8 آلاف كيلومتر.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن الصواريخ الباليستية التي استهدف أحدها مقر الموساد؟
  • ‏الرئيس الإيراني: إسرائيل تسعى بأفعالها لجر إيران إلى الحرب
  • وزير الخارجية الإيراني: إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال اندلاع حرب شاملة في لبنان
  • أبرز القواعد والثكنات العسكرية التي استهدفها حزب الله
  • تصريحات مثيرة للرئيس الإيراني بشأن الحوثيين في اليمن.. هل تخلت إيران عن حلفائها؟
  • حزب الله أطلق منذ يوم أمس نحو 300 صاروخ باتجاه شمال إسرائيل
  • الرئيس الإيراني: "حزب الله" لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردًا
  • الرئيس الإيراني: "حزب الله" لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردا
  • حزب الله يعلن إطلاق 100 صاروخ على المستوطنات الإسرائيلية