إيران... علاقة جيدة مع الغرب والاعتراف بمصالحها في المنطقة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
في 22 أيلول الحالي، استعرضت إيران مع بدء اسبوع الدفاع المقدس، عشرات الصواريخ الباليستية وكروز ومنصات إطلاقها ومن بينها 2 صاروخ خيبر شكن، 2 صاروخ فتاح، 4 صاروخ الحاج قاسم، 2 صاروخ قدر اتش، 2 صاروخ عماد، 3 صواريخ خرمشهر، 4 صواريخ سجيل، 2 صاروخ جها، فضلا عن صاروخ جهاد هو أحدث صاروخ باليستي يعمل بالوقود السائل للقوات الجوية للحرس الثوري، والذي تم عرضه لأول مرة في هذا الاستعراض.
إن مجرد استعراض ايران هذه التكنولوجيا العسكرية يعني من الوجهة المنطقية أن بعض هذه الطائرات المسيرة والصواريخ سوف تسلح بها حركات المقاومة في المنطقة لا سيما حزب الله لاستخدامها في حالات معينة لا سيما إذا تعرض إلى تهديد وجودي، فإيران تدعم الحزب عسكرياً ومادياً، من دون أن يعني ذلك أنها سوف تتدخل مباشرة في حال وقعت حرب شاملة بين حزب الله من جهة واسرائيل من جهة أخرى ، فهي تثق بقدرات الحزب وعوامل قوته والخبرات العسكرية التي راكمها في مواجهة إسرائيل، وإحباط مخططاتها، كما أنه لا يتعرض حتى الآن لخطر وجودي يستوجب تدخلاً مباشراً، علماً أنها في الوقت نفسه تعتبر أن توسيع الحرب ليس في مصلحة أحد، لا هي ولا الولايات المتحدة.
لكن تطورات اليومين الماضيين لا سيما ما شهدته نيويورك دفعت الكثير من المراقبين إلى القول أن هناك تحولاً في السياسة الإيرانية، فهي تريد علاقة جيدة مع الغرب مع الاعتراف بمصالحها الطبيعية في المنطقة، فالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفي كلمته أمام المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة قال" هدفي هو معالجة التحديات والعقبات القائمة مع هيكلة علاقات بلدي الخارجية إدراكا لضرورات ووقائع العالم المعاصر". وقال بزشكيان إن إيران تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز شراكات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية هادفة مع القوى العالمية وجيرانها على أساس التكافؤ". أما نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف فأشار في مقابلة تلفزيونية الى أننا نريد العودة للاتفاق النووي، ومشيراً إلى أن بلاده امتنعت عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية حتى الساعة لكي تعطي فرصة لوقف إطلاق النار، فهي لا تريد تعكير اجواء التفاوض، بالتوازي مع إعلان وزير الخارجية عباس عراقجي أن حزب الله لديه القدرة الكاملة على تدمير قواعد وقوات الكيان الإسرائيلي.
لا شك، أن ايران تفضل وصول المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، وتشير مصادر سياسية مطلعة على السياسة الأميركية إلى أن الفريق السياسي المحيط بهاريس ليس بعيداً عن الوزير ظريف الذي سيعمل على تدشين إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وفي السياق، يعتبر مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات حسان القطب في حديث لـ"لبنان24" أن هناك تغييراً في الموقف الإيراني الاستراتيجي، مع استلام القيادة الايرانية الجديدة والثلاثي الجديد(بزشكيان، ظريف، عراقجي) ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا بموافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي.. وتمثل هذا الموقف، بداية من إعلان ظريف ان هناك تململاً ايرانياً شعبياً من دعم القضية الفلسطينية على حساب مصالح الشعب الإيراني.. كما أن مواقف بزشكيان التي تطالب بفتح مفاوضات إيرانية – أميركية مباشرة.. لرفع العقوبات واستدراج استثمارات أجنبية بحوالي 100 مليار دولار للنهوض بالاقتصاد الإيراني المتعثر.. كما أن إعلانه أيضاً أن إيران لا تريد التوسع ونشر ثورتها الدينية في العالم العربي والإسلامي.. وامتناعها عن إرسال أسلحة إلى روسيا..
كل هذا يدل ، بحسب القطب، على أن ايران تشعر بعمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها وبالتالي عليها الالتفات إلى الداخل لاستيعاب القلق المحلي والذي ربما يتحول إلى ثورة شعبية. كما أن الدفاع عن حلفائها في المنطقة وأهمهم حزب الله قد يؤدي إلى خسارة ايران للحرب وبالتالي خسارة النظام وانهياره إلى جانب هزيمة المشروع، هذا فضلا عن أنها اعتبرت أن الامكانات التي وفرتها لحزب الله من سلاح ومال وتدريب ورعاية، كافية لصموده وبالتالي خروجه من أية معركة قوية وعنيفة، بأقل خسائر ممكنة من دون أن تتورط هي في الحرب.
لقد اختارت إيران حماية استقرار نظامها، وما شهدته أروقة الأمم المتحدة، بحسب المصادر المطلعة على السياسة الأميركية، أكبر بكثير من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فإيران اليوم ليست إيران العام 2006، مع تشديد المصادر على أن لا عداء أميركي- إيراني، وهناك تعاون حصل بين طهران وواشنطن وتظهر في الرد الإيراني المدروس على ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا،علماً أن واشنطن تعمل على تفاهم مع إيران وفي الوقت نفسه حفظ أمن إسرائيل التي لم تعد واشنطن قادرة على الضغط عليها كما كانت من قبل لا سيما وأنها دخلت في مرحلة الإنشغال بانتخاباتها الرئاسية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله لا سیما کما أن
إقرأ أيضاً:
إيران تتهم إسرائيل بتعطيل الحركة الجوية مع لبنان
سرايا - اتهمت إيران الجمعة إسرائيل بالتسبب باضطرابات في الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، بعدما أثار قرار منع طائرتين إيرانيتين من الهبوط في العاصمة اللبنانية احتجاجات.
واتهمت إسرائيل حزب الله مرارا باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل الأسلحة من إيران وقصفت عدة مرات محيط المطار أثناء حربها مع الحزب المدعوم من طهران التي انتهت أواخر العام الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن "التهديد من النظام الصهيوني لطائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين عطلت الرحلات العادية إلى مطار بيروت".
ولم يحدد البيان طبيعة التهديد المنسوب لإسرائيل، لكنه يأتي بعدما حذّر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من أن الجيش مستعد لـ"إحباط" أي محاولات من إيران لنقل الأموال أو الأسلحة إلى حزب الله.
ونفى مسؤولون لبنانيون ومن حزب الله الاتهامات الإسرائيلية بشأن استخدام مطار رفيق الحريري الدولي لتسليح الحزب.
ودان بقائي "انتهاكات (إسرائيل) الجسيمة والمتواصلة لمبادئ وقواعد القانون الدولي والانتهاكات لسيادة لبنان الوطنية".
ودعا "منظمة الطيران المدني الدولي" وهيئات عالمية أخرى إلى "وضع حد لسلوك إسرائيل الخطير ضد سلامة وأمن الطيران المدني".
أعلنت المديرية العامة للطيران المدني اللبنانية الخميس أنها قامت بـ"إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان موقتا، ومنها الرحلات الآتية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لغاية تاريخ 18 شباط/فبراير 2025".
وأضافت أنه "تم اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية الإضافية التي تتوافق مع المقاييس والمعايير الدولية".
ومساء الخميس، قطع العشرات من أنصار حزب الله مدخل مطار بيروت والطريق الدولية المؤدية اليه بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام ومسؤول في المطار.
وتجمع شبان رافعين رايات حزب الله الصفراء على الطريق المؤدية الى المطار، وأضرموا النيران في إطارات، ما أدى الى قطع الطريق، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس.
وبعد الاحتجاجات، أفادت السلطات بأنها تعمل على إعادة الركاب اللبنانيين العالقين في إيران على متن طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية.
لكن رئيس مجلس إدارة "مطار الإمام الخميني" سعيد شالاندري قال لوكالة "تسنيم" الإخبارية الإيرانية "من الطبيعي بأننا لا نوافق على طلبهم، لأنه إذا كانت ستكون هناك رحلة بين البلدين، فيجب أن تكون في الاتجاهين".
من جانبه، أكد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أن طهران يمكن أن توافق على تنفيذ شركة طيران الشرق الأوسط رحلات إجلاء "شرط عدم منع (السلطات اللبنانية) الرحلات الإيرانية".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1413
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-02-2025 06:41 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...