الإمارات تطلق النسخة الثالثة من "تحدي تكنولوجيا الغذاء" العالمي بجائزة مالية قيمتها 2 مليون دولار
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة النسخة الثالثة من مسابقة تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي خلال الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية، والذي انعقد في مدينة نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سيواجه العالم تحدي إطعام نحو 2 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050. وفي ظل تزايد تحديات الأمن الغذائي عالميًا، يأتي تحدي تكنولوجيا الغذاء ليبرز الحلول التقنية الرائدة التي تسهم في تحويل أنظمة الغذاء لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي، خصوصًا في البيئات الأكثر تحديًا.
ويقدم تحدي تكنولوجيا الغذاء في نسخته الثالثة أكبر جائزة نقدية في تاريخ المسابقة، والتي ينظمها كل من تمكين ومكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات، بالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومبادرة كلينتون العالمية، وكل من مبادرة الإمارات الوطنية للحد من فقد وهدر الطعام "نعمة"، وسلال (الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة).
ويوسّع تحدي تكنولوجيا الغذاء نطاق اهتمامه هذا العام ليشمل ثلاثة مجالات رئيسية: الغذاء والمياه، الغذاء والطاقة، وفقدان وهدر الغذاء. وسيتوّج التحدي أربع شركات ناشئة لتحصل على جائزة نقدية بقيمة إجمالية تبلغ 2 مليون دولار، إلى جانب دعم طرح الحلول الفائزة في السوق والوصول إلى شبكة واسعة من الشركاء، لتنطلق هذه الشركات الأربع في مشاريع وشراكات جديدة لتطوير وتوسيع حلولها التقنية الرائدة، بداية في دولة الإمارات كمنصة إطلاق تمكّن هذه الشركات بعد ذلك من توسيع نطاق حلولها في الأسواق الأكثر احتياجًا في دول الجنوب العالمي، والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تواجه تحديات بيئية حالية من المرجح أن تصبح شائعة في العديد من الدول الأخرى مستقبلًا، نظرًا لمناخها الصحراوي الجاف، وندرة الأراضي الزراعية، وقلة موارد المياه العذبة. ولهذا، فإن تطوير تقنيات مبتكرة في دولة الإمارات لتوفير الغذاء في ظل تزايد السكان، والموارد المحدودة، والظروف المناخية الصعبة، يوفر حلولًا يمكن تطبيقها على نطاق عالمي.
وأطلق النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي الرئيستان المشاركتان للتحدي، وهما معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وريما المقرب، رئيس مجلس إدارة شركة "تمكين"؛ كما انضم التحدي في نسخته الثالثة لجهود مبادرة كلينتون العالمية نحو "الالتزام بالعمل".
وفي هذا السياق، صرحت معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء: "بعد الإعلان التاريخي في مؤتمر الأطراف (كوب 28) حول الزراعة المستدامة، وأنظمة الغذاء المرنة، والعمل المناخي، والإعلان عن الشراكة بين دولة الإمارات ومؤسسة غيتس بشأن الابتكار الزراعي، بات واضحًا أن أنظمة الإنتاج الغذائي تلعب دورًا محوريًا في أزمة المناخ العالمية. لذا، أصبحت الحاجة ملحّة لاتخاذ خطوات جريئة تقوم على الابتكار والتفكير التحويلي لإعادة تشكيل منظومة الغذاء، خاصة مع تزايد الطلب على الغذاء، والمياه، والطاقة"، وأضافت معاليها: "من خلال تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي، نهدف إلى تعزيز تضافر الجهود العالمية ومشاركة جميع الدول في طرح الأفكار وتطوير استراتيجيات لدعم قضية حيوية كالأمن الغذائي."
ومن جانبها، قالت ريما المقرب، رئيس مجلس إدارة شركة تمكين والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء: "يعد الابتكار محورًا أساسيًا في رؤية ونهج دولة الإمارات، فقد أدركنا أن تسريع وتيرة التقدم يتطلب دمج الأفكار الرائدة مع شراكات فعالة واستثمارات ذكية في مراحلها المبكرة، ولقد أثبت هذا النهج نجاحه في تحقيق نتائج نوعية على المستويين المحلي والدولي. ومن هذا المنطلق، يعمل تحدي تكنولوجيا الغذاء على تجسيد هذا التوجه من خلال انتقاء المبتكرين الواعدين وربطهم بشبكة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين، إذ نقدم لهم الموارد والدعم اللازم لتوسيع نطاق حلولهم وتسريع جهودهم نحو المساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للأمن الغذائي".
وأضاف روجر فورهيس، رئيس النمو العالمي والفرص في مؤسسة بيل وميليندا جيتس: "'تشكل تداعيات نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي أولوية قصوى لمؤسسة جيتس، حيث أشار تقريرنا السنوي الأخير إلى أن سوء تغذية الأطفال هو من بين أسوأ الأزمات الصحية العالمية. ومع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي عالميًا، واستمرار تغير المناخ في التأثير سلبًا على إنتاج المحاصيل وتربية الماشية، أصبح من الضروري دعم الحلول التكنولوجية المبتكرة التي تسهم في استقرار النظم الغذائية. نحن فخورون بالتعاون مع تحدي تكنولوجيا الغذاء، ودعم جهودهم في تعزيز الابتكار والتفكير التحويلي في التكنولوجيا الزراعية، لضمان مستقبل غذائي آمن للجميع".
يشار إلى أن تحدي تكنولوجيا الغذاء يحظى بدعم من المزيد من الجهات التي تسعى لتمكين منظومة تكنولوجيا الأمن الغذائي، بما في ذلك حاضنات الأعمال ومسرعات مشاريع الشركات الناشئة في دولة الإمارات مثل مجتمع الشركات الناشئة في الإمارات "Hub71"، مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، ومنصة "ستارت إيه دي" لدعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى المركز الدولي للزراعة الملحية، وتحالف الثورة الخضراء في إفريقيا (AGRA)، ومكتب التميمي وشركاه.
ومن الجدير بالذكر أن المسابقة استقطبت في نسخيتها الأوليين أكثر من 1،100 طلب للمشاركة من قبل الشركات الناشئة من 98 دولة، إذ استعرض المتنافسون عدة حلول مبتكرة، كان أبرزها تقديم تقنيات جديدة لتطوير البروتين النباتي سلبي الكربون ووسائل لتقليل هدر الطعام باستخدام التعرف على الصور بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب طرق الحفاظ على البنية الخلوية للطعام أثناء التجميد الفائق.
وقد واصل الفائزون في النسخ السابقة تحقيق نجاحات بارزة، حيث تمكنوا من جمع تمويل إضافي وإطلاق مشاريع مشتركة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة "آيريس" (التي كانت تُعرف سابقًا باسم مزارع البحر الأحمر)، والتي نجحت في جمع تمويل يتجاوز 34 مليون دولار منذ فوزها بالمسابقة، وتطبيق تقنياتها المتقدمة في مزارع "سلال" بأبوظبي.
سيتم إغلاق باب تقديم الطلبات للمشاركة في التحدي بتاريخ 12 ديسمبر 2024، ليتم اختيار المتأهلين للنهائيات خلال شهر أبريل 2025. ويمكن للمشاركين تقديم طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني: www.foodtechchallenge.com.
يمثل تحدي تكنولوجيا الغذاء مسابقة عالمية تهدف إلى اكتشاف ودعم الحلول الرائدة والمبتكرة والمعتمدة على التكنولوجيا، والتي تهدف إلى تطوير أنظمة غذائية قادرة على مواجهة التحديات المتزايدة في البيئات القاحلة والحارة والصعبة التي تعد من بين الأكثر تعرضًا لانعدام الأمن الغذائي، وتواجه نقص في الخدمات والابتكارات والاستثمارات الزراعية التقليدية.
تنظّم دولة الإمارات العربية المتحدة تحدي تكنولوجيا الغذاء لتحفيز الابتكار في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تؤثر على الأمن الغذائي في عدد متزايد من الدول سنويًا، ونظرًا لتغير المناخ والتحولات الديموجرافية والتأثيرات على سلاسل التوريد. تم إطلاق النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء بناءً على ثلاث ركائز رئيسية تعتمد على العلاقة التكاملية بين الغذاء والماء والطاقة. وتمنح المسابقة الفرصة لأربعة فائزين للحصول على جائزة مشتركة قدرها 2 مليون دولار من خلال تطوير حلولهم في دولة الإمارات وفي المناطق التي تعاني من نقص الموارد في الجنوب العالمي.
يهدف تحدي تكنولوجيا الغذاء إلى تمكين المبتكرين من بناء عالم يتحقق فيه الأمن الغذائي للجميع. تقام المسابقة بالشراكة مع استراتيجية "نعمة"، المبادرة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من فقد وهدر الطعام، و"سلال"، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية في الإمارات، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومبادرة كلينتون العالمية، إلى جانب شركاء رئيسيين آخرين يعملون على تمكين النظام البيئي للتكنولوجيا الغذائية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة تحدی تکنولوجیا الغذاء النسخة الثالثة من فی دولة الإمارات الأمن الغذائی ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. التزام إماراتي بتعزيز التضامن والعمل الإنساني الدولي
ترجمت دولة الإمارات التزامها بتعزيز التضامن والتكافل الدولي، بمختلف صوره وأشكاله عبر برامج الدعم والمبادرات الإنسانية حول العالم.
ولعبت دولة الإمارات دوراً ريادياً مسجلة حضوراً وازناً في ساحات العمل الإنساني حول العالم خلال عام 2024، الذي شهد حصاداً وافراً من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الدولة، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإطلاق “مبادرة إرث زايد الإنساني” بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، حملة “وقف الأم” بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام.
وفي ضوء الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، عن تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار أمريكي للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، وذلك عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية.
وأعلنت دولة الإمارات عن تشكيل ” مجلس الشؤون الإنسانية الدولية “، الذي يختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية، فيما ستتولى “وكالة الإمارات للمساعدات الدولية” التي أعلن عن تشكيلها بمرسوم اتحادي، تنفيذ برامج المساعدات الخارجية للدولة.
وقدمت مبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، 55 مليون درهم إلى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد”.
وأثبتت دولة الإمارات دورها المحوري في تعزيز الاستجابة الدولية تجاه الأزمات والصراعات والكوارث التي يشهدها العالم.
وواصلت عملية “الفارس الشهم 3” التي أطلقتها الإمارات استجابة للأزمة في غزة، عملياتها الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار أطلقت الإمارات مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين، كما تم إطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، فيما واصلت إرسال المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً إلى القطاع.
ودشنت دولة الإمارات ست محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية يستفيد منها أكثر من مليون نسمة في داخل القطاع، كما نفذت مشروعات إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خانيونس وشمال غزة، فضلا عن حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في المحافظات ومراكز الإيواء المختلفة.
وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وتجاوبا مع ما يمر به لبنان من ظروف صعبة، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق، وتنفيذا لتوجيهات سموه أطلقت الإمارات حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم “الإمارات معك يا لبنان”، كما وجه سموه بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.
وأرسلت دولة الإمارات نحو 21 طائرة دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها (3 منها الى سوريا)، بالإضافة إلى باخرة حملت 2000 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.
ودعمت دولة الإمارات كافة الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتعهدت في 17 أبريل الماضي بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.
وأعلنت في سبتمبر الماضي عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وكثفت دولة الإمارات جهودها في إغاثة ونجدة المتضررين من الكوارث الطبيعية حول العالم، ومدت الإمارات يد العون للعديد من الدول مثل بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
وقدمت دولة الإمارات 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، فيما وقعت اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ.
الجدير بالذكر أن مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، حتى منتصف عام 2024، بلغت نحو 360 مليار درهم “98 مليار دولار أمريكي”.وام