"إكس" تتراجع أمام أوامر القضاء في البرازيل
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
في تراجع كبير عن موقفها، أبلغت شركة إكس المملوكة لإيلون ماسك المحكمة العليا في البرازيل بأنها امتثلت لأوامر وقف انتشار المعلومات المضللة، وطلبت من القاضي رفع الحظر على المنصة.
كان الملياردير قد تحدى لأكثر من 5 أشهر ما أسماه "الرقابة" في نزاع مع أحد القضاة، في واحدة من أكبر أسواق إكس.
وحجبت المحكمة المنصة أمام البرازيليين أواخر أغسطس (آب) الماضي.
ولا يزال قرار المحكمة بشأن عودة منصة إكس معلقاً، لكن مقربين من ماسك في البرازيل يعتقدون أن الخدمة ستعود في غضون أيام. في البرازيل.. إكس ترضخ جزئياً للمحكمة العليا - موقع 24بعد إغلاق منصة التواصل الاجتماعي إكس في البرازيل، رضخت الشركة جزئياً وعينت ممثلاً قانونياً في البلاد.
وفي وقت متأخر من أمس الخميس، قالت شركة إكس إن الوصول إلى الموقع في البرازيل "أمر ضروري لديمقراطية مزدهرة" وإنها تحترم سيادة البلدان التي تعمل فيها.
وأضاف فريق الشؤون الدولية بالشركة في منشور على المنصة "سنواصل الدفاع عن حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة من خلال العمليات القانونية".
كان القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي قاد حملة محلية ضد استغلال المعلومات المضللة سياسياً، أصدر قراراً بحظر المنصة التي كانت تسمى سابقاً تويتر بعد أن أغلق ماسك مكاتب الشركة في البرازيل.
وطالت المعركة القضائية بعد ذلك شركة ستارلينك لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لماسك بعدما أصدر مورايس قراراً بتجميد حساباتها البنكية، في خطوة دفعت ماسك إلى وصفه بأنه دكتاتور.
والبرازيل سادس أكبر سوق لإكس على مستوى العالم إذ يبلغ عدد مستخدميها حوالي 21.5 مليون.
وقال ثياغو دي أراغاو الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن :"كان ماسك خائفاً من خسارة حصته في السوق وأدرك أيضاً أن هذه معركة لا معنى لها وأن البرازيليين لم يديروا ظهورهم للقاضي ألكسندر دي مورايس كما كان يتوقع".
وفي محاولة أخيرة للالتفاف على حظر المنصة، استخدمت إكس خدمات سحابية تقدمها أطراف ثالثة، مما يسمح للبرازيليين بالوصول إليها رغم الحظر، لكن المحاولة كانت قصيرة الأجل خاصة بعد أن هدد مورايس بفرض غرامات باهظة على الشركة.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، تحركت إكس في اتجاه تصالحي وعينت ممثلاً قانونياً محلياً، كما طلب مورايس.
ولم ترد إكس على طلب للتعليق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إكس إيلون ماسك فی البرازیل
إقرأ أيضاً:
أسعار البن في العالم تتجه نحو الارتفاع .. بعد حرائق البرازيل
في صبيحة أحد أيام أيلول/سبتمبر 2024، اشتم مويسير دونيزيتي من البعيد رائحة حريق بينما كان يتفقد حالة أشجار البن الخاصة به. وبعد ساعات قليلة، أتت النيران على مزرعته.
ويقول هذا المنتج البرازيلي الصغير البالغ 54 عاما، “لقد كان الأمر محبطا: رؤية النيران تتقدم وتدمّر مزرعتنا وتصل إلى مسافة 20 مترا من منزلي”.
وتأثرت مئات المزارع الأخرى بهذا الحريق، وهو الأسوأ على الإطلاق الذي تم تسجيله في كاكوندي، المدينة التي تشهد أكبر إنتاج للبن في ولاية ساو باولو (جنوب شرق).
ورغم أن الحريق بدأ على الأرجح من كومة قمامة أضرم النار فيها أحد السكان، إلا أن انتشاره المدمر والخارج عن السيطرة بالكامل يرجع في المقام الأول إلى الجفاف الشديد الذي ضرب البرازيل العام الماضي.
ولارتفاع درجات الحرارة وانحباس المتساقطات التي تُسجل بصورة متقطعة في أماكن مثل كاكوندي تداعيات تتجلى على مستوى العالم.
وقد حاربت عائلة دونيزيتي لأربعة أيام لإخماد النيران التي شوهت المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بمزرعتهم الواقعة بين التلال الخضراء.
وأتت ألسنة اللهب على خمسة هكتارات من المزارع، حيث كان من المفترض أن يحصد مويسير ثلث إنتاج الأسرة.
ويوضح المزارع بحسرة بين أشجار البن المتفحمة “لم نخسر جزءا من محصول هذا العام فحسب، بل أيضا جزءا من محصول العام المقبل، لأننا سنضطر إلى الانتظار لثلاث إلى أربع سنوات حتى تصبح هذه الأرض منتجة مجددا”.
ويضيف “الطقس جاف للغاية منذ خمس سنوات تقريبا. في بعض الأحيان تنحبس الأمطار لأشهر. كما أن الطقس أكثر حرارة بكثير، وعندما تأتي فترة الإزهار، تجف القهوة وتجد صعوبة في المقاومة”.
كان عام 2024 هو الأكثر حرا على الإطلاق في البرازيل، مع تسجيل أكبر عدد لحرائق الغابات منذ 14 عاما. كانت معظم الحرائق بسبب البشر، وتفاقم انتشارها بسبب الجفاف.
يرتبط الحر والجفاف، بحسب الخبراء، بتغير المناخ.
– مشكلة متكررة –
تستحوذ البرازيل على أكثر من ثلث إنتاج القهوة في العالم، لذا فإن معاناة المزارعين البرازيليين لها تأثير قوي على الأسعار.
وقد ارتفع سعر قهوة أرابيكا، الصنف الأكثر استهلاكا، بنسبة 90% في عام 2024، وحطم رقمه القياسي المسجل في عام 1977 في 10 كانون الأول/ديسمبر، عند 3,48 دولارات للرطل في بورصة نيويورك.
ويقول المستشار البرازيلي المتخصص في القهوة غي كارفاليو “أعمل في هذه الصناعة منذ 35 عاما ولم أواجه مثل هذا الوضع الصعب من قبل”.
ويؤكد أنه “منذ الحصاد الكبير الأخير في عام 2020، نواجه باستمرار مشكلات تتعلق بالمناخ”.
ويلفت إلى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى حد كبير إلى “الإحباط” بسبب الحصاد المخيب للآمال لأربع سنوات متتالية في البرازيل، من 2021 إلى 2024، والتوقعات غير المتفائلة لعام 2025.
كما ثمة عوامل جيوسياسية، بينها الحواجز الجمركية التي وعد بها دونالد ترامب قبل عودته إلى البيت الأبيض، أو القواعد الأوروبية الجديدة بشأن المنتجات الناتجة عن إزالة الغابات.
– عودة إلى الجذور –
لكن بعض مزارعي البن البرازيليين يحاولون التكيف مع أزمة المناخ.
في ديفينولانديا، وهي بلدة تقع على بعد 25 كيلومترا من كاكوندي، أعاد سيرجيو لانغه إلى الموضة تقنية متوارثة منذ القدم: زراعة نباتات القهوة في ظل الأشجار لحمايتها من الحرارة.
ويقول المنتج البالغ 67 عاما “عندما وُلدت، كان الجو هنا باردا، وكانت المياه تتجمد في الشتاء”، “أما اليوم فلم يعد الأمر كذلك. ومع درجات الحرارة هذه، فإن نموذج الإنتاج الحالي سوف يصبح باليا قريبا”.
كما أن زراعة القهوة تحت ظلال الأشجار، كما كانت الحال في موطنها الأصلي في إفريقيا، لا تحميها من الحرارة فحسب، بل تسمح أيضا للحبوب بأن تنضج بشكل أبطأ.
ولذلك يصبح حجمها أكبر وطعمها أحلى، ما يزيد من قيمتها في السوق.
بالتعاون مع حوالي خمسين منتجا آخرين، أنشأ سيرجيو لانغه نموذج “زراعة القهوة المتجددة” في عام 2022: تتعايش النباتات مع أنواع أخرى، وتنمو بدون مبيدات حشرية، وتُروى بشكل طبيعي بمياه الينابيع.
ويشير لانغه بفخر إلى أشجار القهوة المزروعة في الغابة على سفح التل، قائلا “تنخفض الإنتاجية في البداية، ولكننا نتوقع نتيجة رائعة في غضون أربع أو خمس سنوات”.