مَن يستطيع أن يقنع إسرائيل وحزب الله بالنزول عن شجرة التصعيد؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
في الوقت الذي كانت كلٌ من الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية توجه نداء مشتركًا لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" في لبنان، كان لبنان يتعرّض لأعتى الغارات التي شنّها العدو الإسرائيلي تاركًا وراءه المزيد من الضحايا المدنيين والكثير من الدمار والخراب، وكأنه يسدّ أذنيه لكي لا يسمع صوت الحق الآتي من نيويورك، التي توجّه إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حاملًا معه همّ جميع اللبنانيين، والذي رحب بالنداء الداعي إلى وقف لإطلاق النار حتى ولو كان "مؤقتًا"، مبديًا خشيته من أن تضرب تل أبيب بهذا النداء بعرض الحائط كما كانت تفعل دائمًا في غزة.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك "لقد عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الديبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب المزيد من التصعيد عبر الحدود"، مشيرين إلى أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".
ويهدف هذا النداء كما كشف عنه وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الذي سيزور لبنان الأسبوع المقبل، إلى وقف لإطلاق النار لمدة 21 يومًا لمنع تطور النزاع الراهن بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة، التي رأى أنها "غير حتمية" شرط أن تنخرط كل الأطراف "بحزم" في إيجاد حلّ سلمي للنزاع. وحذّر من أنّ "الوضع في لبنان اليوم يهدّد بالوصول إلى نقطة اللاعودة". وأضاف أنّ "التوترات بين "حزب الله" وإسرائيل اليوم تهدّد بدفع المنطقة إلى صراع شامل لا يمكن التكهن بعواقبه".
ولكن هل يكفي أن تصدر كل من الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية والعربية مثل هكذا نداء لكي توقف كل من إسرائيل و"حزب الله" إطلاق النار من كلا الجانبين، وهل في استطاعة هذه الدول أن تفرض على "تل أبيب" و"حارة حريك" حلًا منزلًا بـ "الباراشوت"، وهل لدى هذين الفريقين النية الجدّية للالتزام بما يتم التوافق عليه في نيويورك؟
التجارب السابقة مع اسرائيل، وفق أكثر من مرجع ديبلوماسي، لا تشجّع كثيرًا على الذهاب بعيدًا في المجال التفاؤلي، ولذلك ربط الرئيس ميقاتي نجاح المبادرة الأميركية – الأممية بمدى استعداد تل أبيب للقبول بوقف إطلاق مؤقت للنار، وذلك استنادًا إلى إفشالها أكثر من مرّة الجهود الديبلوماسية التي بُذلت لوقف النار في غزة، وبالتالي فإنها لن توقف حربها على لبنان قبل أن تحقّق أهدافها، سواء تلك المعلنة أو تلك المضمرة، وهي كثيرة.
أمّا المقربون من "حزب الله" فيؤكدون أن "الحزب" باق على موقفه، وهو أن لا فك للارتباط القائم بين غزة ولبنان، على رغم كل ما تقوم به إسرائيل من استهدافات لقيادات حزبية، وما تتعرّض له بيئته من قصف صاروخي وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
هي مسألة وقت، كما تقول مصادر ديبلوماسية، التي تعوّل كثيرًا على اتصالات ولقاءات الرئيس ميقاتي في نيويورك، الذي يواصل مساعيه المضنية على رغم المعوقات الكثيرة، التي تواجه أي حل عقلاني، لأن رائحة البارود تضرب خلايا الدماغ، وتمنع المعنيين مباشرة بالحل، أي إسرائيل و"حزب الله" من التفكير في ما هو مفيد للجميع. صحيح أن قرار الحرب أسهل بكثير من قرار وقفها والسير بالحل السلمي، ولكن عبثًا يقرأ داوود مزاميره، على من لا يريد أن يسمع إلا ما يناسبه من كلام يتماشى مع مشروعه.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لإطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
قال وزير دفاع إسرائيل يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.