مواقف متضاربة رغم التنسيق.. توضيحات أميركية بشأن رد نتانياهو على مقترح الهدنة بلبنان
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
أفاد مسؤولون في البيت الأبيض، الخميس، بأن الولايات المتحدة نسقّت مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قبل أن يخرج الأخير ببيان ينفي فيه تقارير دعمه للهدنة.
وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، أن الخطة التي تم تقديمها "لم يتم إعدادها من فراغ، بل بعد مشاورات دقيقة ليس فقط مع الدول التي وقّعت عليه، بل أيضا مع إسرائيل".
وأضاف كيربي في إحاطة صحفية: "كان لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن الإسرائيليين كانوا على علم تام بكل كلمة وردت في البيان، أثناء صياغته وتقديمه. وما كنا لننشره لو لم نكن نعتقد أنه سيُستقبل بالجدية التي تم إعداده بها".
بدورها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، الخميس، على أن الدعوة لوقف إطلاق النار تم "تنسيقها" مع إسرائيل، كاشفة أن "المحادثات مستمرة" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان، وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".
وقال كيربي خلال المؤتمر الصحفي، إنه من وجهة نظر الأميركية، لا يوجد سبب لوقف مباحثات المسؤولين الأميركية مع نظرائهم الإسرائيليين، لكنه أضاف أنه "إذا كان هناك شيء قد تغير، فعليكم التحدث إلى رئيس الوزراء نتانياهو عن ماهية هذا التغيير".
واشنطن تسعى لوقف فوري للقتال بين إسرائيل وحزب الله واشنطن تسعى لوقف فوري للقتال بين إسرائيل وحزب اللهوبعد تصريحات كيربي، أصدر مكتب نتانياهو بيانا، أورد فيه أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، اجتمعوا، الخميس، لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في لبنان الذي توسطت فيه واشنطن وباريس، وأن المحادثات ستستمر في الأيام المقبلة.
وجاء في البيان أيضا، أنه "في وقت سابق من هذا الأسبوع، شاركت الولايات المتحدة مع إسرائيل نيتها في طرح اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان، مع شركاء دوليين وإقليميين آخرين"، موردا أن "إسرائيل تشارك أهداف المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة، لتمكين الناس على طول حدودنا الشمالية من العودة بأمان إلى منازلهم".
Due to a lot of misreporting around the US-led ceasefire initiative, it is important to clarify a few points.
Earlier this week, the US shared with Israel its intention to put forward, together with other international and regional partners, a ceasefire proposal in Lebanon.
وعبّر البيان عن تقدير إسرائيل للجهود الأميركية في هذا الصدد، معتبرة أن دور الولايات المتحدة "لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة".
وفي وقت سابق، الخميس، قال مكتب رئيس الوزراء إن التقارير عن وقف وشيك لإطلاق النار ضد حزب الله في لبنان "غير صحيحة".
وقال إن "هذا اقتراح أميركي فرنسي لم يرد عليه رئيس الوزراء حتى. كما أن الأخبار عن ما يسمى بتوجيه لتخفيف القتال في الشمال هي أيضا عكس الحقيقة تماما"، موضحا أن نتانياهو أمر الجيش الإسرائيلي بـ"مواصلة القتال بكل قوة، ووفقا للخطط التي قُدمت له".
The Prime Minister's Office:
The report about a ceasefire is incorrect. This is an American-French proposal that the Prime Minister has not even responded to.
The report about the purported directive to ease up on the fighting in the north is the opposite of the truth.
وعندما سُئل عن تعليقات نتانياهو، قال كيربي إنه "لا يستطيع الإجابة عن سؤال لماذا قال ما قاله"، مضيفا: "بالتأكيد لا يمكنني أن أبدأ في التكهن بشأن الاعتبارات التي أدت إلى ذلك البيان، سواء كانت سياسية أو عملياتية أو غير ذلك. هذه أسئلة يجب أن تُوجه إليه (نتانياهو) ويجب أن تتاح له الفرصة للإجابة عنها".
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية مشاركة في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار، أن نتانياهو "غيّر موقفه"، متراجعا عن التزامات شفهية قدمها للإدارة الأميركية بدعم الخطوة "استجابة لضغوط سياسية متزايدة داخل إسرائيل".
ووفقا للمصادر التي لم تكشف هآرتس عن هويتها، فقد تم إطلاع نتانياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو حليف مقرب لرئيس الوزراء، بانتظام يومي الثلاثاء والأربعاء، على الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا.
بلينكن: التصعيد في لبنان سيجعل الوضع أكثر صعوبة أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.بدوره، صرح دبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن إسرائيل ولبنان "أعطيا موافقتهما السرية للوسطاء على الترتيب قبل إعلانه".
ومساء الخميس، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع على تفاصيل العملية، قوله إن انسحاب نتانياهو من مبادرة وقف إطلاق النار، التي كانت تشمل لبنان وغزة، "يقوض بشدة ما تبقى من العلاقات مع إدارة بايدن".
وعقب بث التقرير، قال مسؤول إسرائيلي آخر: "كما أوضحنا سابقاً، تم إطلاع إسرائيل على المقترح الأميركي، لكنها لم توافق عليه مطلقا".
رغم ذلك، أوردت "تايمز أوف إسرائيل" أنه لا يزال البيت الأبيض "يرى إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي" بين إسرائيل وحزب الله، واستمر في محادثاته مع الجانب الإسرائيلي حتى بعد تصريحات نتانياهو لدى وصوله إلى نيويورك.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول فرنسي للصحيفة، الخميس، بأن مباحثات رفيعة المستوى، عقدت بين الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، "وخلصنا منها إلى وجود أرضية مشتركة للمضي قدماً في الإعلان المشترك".
واستطرد المسؤول الفرنسي: "نتفهم أن على نتانياهو التعامل مع الضغوط السياسية الداخلية، لكننا ما زلنا نرى أن فرصة تحقيق وقف لإطلاق النار لإتاحة المجال للمفاوضات، لا تزال قائمة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بین إسرائیل وحزب الله الولایات المتحدة وقف إطلاق النار رئیس الوزراء البیت الأبیض فی لبنان Prime Minister
إقرأ أيضاً:
لبنان يسلم رداً مكتوباً على مقترح الهدنة الأميركي
دينا محمود (بيروت، لندن)
أخبار ذات صلة حملة هاريس تواجه أزمة مالية بعد خسارة الانتخابات الاتحاد الأوروبي: لا كلمات تُعبِّر عن مأساة غزةسلمت الحكومة اللبنانية، الولايات المتحدة رداً مكتوباً على مقترحها للهدنة، فيما من المقرر أن يصل اليوم الثلاثاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، جاء ذلك فيما قتل وأصيب عشرات اللبنانيين بغارات إسرائيلية استهدفت بلدات وقرى في قضائي صور والنبطية.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أمس، بأن الحكومة سلمت الولايات المتحدة رداً مكتوباً على مقترحها للهدنة، مشيرة إلى أن «حزب الله» لم يعط رئيس مجلس النواب نبيه بري أي رد مكتوب على مقترح وقف النار مع إسرائيل.
وفي السياق، قال مسؤول لبناني كبير، أمس، إن من المقرر أن يصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى العاصمة اللبنانية اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار، وذلك وسط سعي بيروت إلى إدخال تعديلات على كيفية مراقبة تنفيذ الهدنة المقترحة.
ومن المتوقع أن تركز زيارة مبعوث البيت الأبيض، التي أشارت عدة مصادر لبنانية إليها لكن لم تؤكدها واشنطن بعد، على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار قدمته الولايات المتحدة للحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي.
أمنياً، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أمس، إن الجيش الإسرائيلي نفذ تهديداته لمدينة النبطية جنوبي البلاد وشن 4 غارات وصفتها بـ«الأعنف منذ بدء العدوان» على مناطق سكنية ومراكز تجارية شملها التهديد، إضافة إلى 10 غارات على أحياء المدينة أدت إجمالاً إلى مقتل 15 لبنانياً، وإصابة العشرات.
وأشارت الوكالة إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنذر أمس الأول، سكان مناطق سكنية وتجارية بمدينة النبطية بإخلائها تمهيداً لقصفها.
وأوضحت الوكالة أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على مركز صحي في «عربصاليم» ما أدى لمقتل 6 مسعفين.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي شن 10 غارات عنيفة على أحياء وسط مدينة النبطية ومحيطها أدت لمقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين.
كما قتل لبناني في أثناء عمله في قطف الزيتون جراء غارة إسرائيلية على قضاء بنت جبيل، وفق الوكالة ذاتها.
وقالت الوكالة، نقلاً عن وزارة الصحة، إن الغارات الإسرائيلية على قضاء صور أمس الأول، أدت إلى مقتل 11 لبنانياً وإصابة 48 آخرين.
وفي السياق، رصدت إسرائيل، أمس، إطلاق 70 صاروخاً من لبنان نحو الجليلين الأعلى والغربي.
وقال الجيش الإسرائيلي: «بعد التنبيهات التي فُعّلت في منطقة الجليل الغربي، رُصد نحو 40 عملية إطلاق عبرت من الأراضي اللبنانية».
وتجدد انطلاق صفارات الإنذار في منطقة الجليل الغربي والجليل الأعلى شمال إسرائيل، وفق القناة 12 العبرية.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن محاولات اعتراض واكتشاف سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة.
وقبل ظهر أمس، أعلن الجيش رصده 30 صاروخاً أطلقت من لبنان تجاه الجليلين الأعلى والغربي، ما يرفع عدد الصواريخ التي رصدها منذ صباح أمس إلى 70.
وفي وقت سابق أمس، رصدت إسرائيل، سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من لبنان في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة «كريات شمونة» شمالاً.
ودوت صفارات الإنذارات في مستوطنة «نهاريا»، والعديد من المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الغربي والجليل الأعلى.
وفي ظل تواصل الهجوم الإسرائيلي، يشكو العاملون في مجال الإسعاف وخدمات الطوارئ في لبنان، من أن الأزمة الاقتصادية التي تجتاح هذا البلد منذ سنوات عدة، تقلص بشكل كبير قدرتهم على مد يد العون للمدنيين المتضررين، من التصعيد الراهن، ما يزيد من المخاطر التي تحدق بحياة كثير من هؤلاء الأشخاص.
وأشار عدد من كوادر فرق الإنقاذ، إلى أن حالة الانهيار المالي والاقتصادي المتفاقمة منذ أواخر عام 2019 والتي ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية في لبنان، قادت لأن يفتقر عناصر خدمات الطوارئ في البلاد، للمعدات الأساسية اللازمة لعملهم، بما يشمل مستلزمات الحماية الشخصية، وغيرها.
ويقود ذلك، وفقاً لما قاله مسعفون لبنانيون، إلى أن يُضطروا لشراء بعض هذه المعدات على نفقتهم الشخصية، ومن بينها الملابس الرسمية والقفازات، التي تتم الاستعانة بها خلال عمليات الإنقاذ، ونقل المصابين من المناطق التي تتعرض للغارات، إلى المراكز الطبية والمستشفيات التي لا تزال قيد التشغيل.
وفي وقائع عدة، اضطر المسعفون إلى استخدام معدات بدائية، مثل المعاول والمجاريف، لانتشال الجثث والجرحى من تحت أنقاض المباني التي ضربتها الغارات، وهو ما يقود لإطالة أمد عمليات البحث بشكل كبير، ومن ثم تقليص فرص من أصيبوا جراء تلك الضربات في النجاة.