لم يكن باستطاعة إسرائيل ممارسة هذا التوحش في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، وممارسة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والآن ضد الشعب اللبناني لولا أنها خارج المساءلة والعقاب.
ولم يكن بمقدور إسرائيل أن تمارس القتل وعمليات الاغتيال واستهداف المدنيين لولا أنها تشعر بأنها طليقة اليدين وقادرة على أن تفعل ما تشاء، وقتما تشاء.ولم يكن بمقدور إسرائيل أن تنتهك القوانين الدولية والإنسانية وقرارات الشرعية الدولية، وقرارات محكمة العدل الدولية القاضية بوقف العدوان والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة لولا أنها ترى نفسها فوق القوانين، وقادرة على تحدي العالم والمجتمع الدولي.
ولم يكن بمقدور إسرائيل أن تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وحقه في العودة وإقامة دولته المستقلة بموجب القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، لولا أنها تستطيع أن تقول للعالم إن قراراته لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
ولم يكن بمقدور إسرائيل أن تعمل على توسيع رقعة الحرب وتهديد أمن المنطقة والعالم لولا أنها ترى أن لديها القدرة على تجاوز كل الخطوط الحمر من أجل تحقيق أهدافها في التوسع والتهويد والاستيطان وفرض الأمر الواقع على المنطقة بما يلبي إيديولوجيا التطرف الذي يتملك الفكر الصهيوني لدى حكومة بنيامين نتنياهو.
لم يكن بمقدور إسرائيل أن تفعل كل ذلك لولا أن الدول الغربية توفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري والمالي، وتغض الطرف عن جرائمها كي تفلت من أي عقاب، ولولا أن هذه الدول ترى أن ما ترتكبه إسرائيل من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني هو «دفاع عن النفس»، ولولا أن هذه الدول تمارس سياسة تضليل وازدواجية في المعايير بين ما تمارسه إسرائيل من جرائم بحق الإنسانية وبين ما تدعيه من دفاع عن حقوق الإنسان وتمسك بالشرعية الدولية.
إن الإفلات من العقاب، في القانون الدولي الإنساني، يعني عدم تقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة، وهذا بحد ذاته يشكل نكراناً لحق الضحايا في العدالة والإنصاف، وهو ما ينطبق على أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تمارس عمليات إبادة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حيث يمارسون مع بعض الدول الغربية ضغوطاً على المحكمة الجنائية الدولية، لمنعها من إصدار قرارات تدعو لملاحقة قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
إضافة إلى ذلك، فإن هناك تجاهلاً دولياً لتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح لمجلس الأمن أن يقرر «ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع يعتبر عملاً من أعمال العدوان»، وأن يقدّم توصيات «أو يلجأ إلى القيام بعمل عسكري أو غير عسكري لحفظ الأمن والسلم الدوليين».
إن إفلات إسرائيل من العقاب يُفضي إلى ارتكابها المزيد من جرائم القتل والإبادة وتهديد السلم العالمي، ما يدل على أن نظام العدالة الدولية يخضع لمعايير سياسية تتحكم بها الدول الكبرى لمصلحة إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل رفح لولا أنها لولا أن
إقرأ أيضاً:
كافة أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات يستعدون لهذا الأمر الهام.. (تفاصيل ما سيحدث خلال الساعات القادمة)
يمانيون/ تقارير استشعارا للمسؤولية تجاه نصرة الشعب الفلسطيني، واستجابة لدعوة السيد القائد بمواصلة التحرك الشعبي في إطار موقف اليمن الثابت والمبدئي، تستعد الجماهير اليمنية الوفية للخروج المليوني الأكبر يوم غد الجمعة تأكيدا على مواصلة السير على خط الجهاد في سبيل الله ونصرة قضية الأمة المركزية “فلسطين”.
على مدى 15 شهرا من الحرب العدوانية على غزة ظلت جماهير الشعب اليمني في حالة نفير عام واستمرت في الخروج المليوني إلى الساحات والميادين في عاصمة الصمود صنعاء وكافة المحافظات الحرة في إطار الموقف اليمني الشجاع المساند للشعب الفلسطيني الشقيق والذي شمل كافة المستويات الرسمية والشعبية وتوج بمشاركة القوات المسلحة بشكل مباشر في المعركة من خلال فرض حصار بحري على الكيان الصهيوني، وقصف أهدافه الحيوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا إلى التصدي للعدوان الهمجي الذي تشنه الولايات المتحدة الأمريكية على اليمن على خلفية موقفه البطولي المناصر لفلسطين وما شكله من تأثير على العدو الصهيوني.
الخروج المليوني لم يتوقف سوى لفترة قصيرة عقب التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي سرعان ما خرقه العدو الصهيوني المجرم باستئنافه للحصار وجرائم الإبادة في غزة، ليعود على إثر ذلك الخروج الجماهيري المليوني في اليمن وعلى نطاق أوسع تعبيرا عن الغضب الشديد إزاء عودة جرائم الحرب والإبادة والتجويع بحق أبناء قطاع غزة، ومطالبة القوات المسلحة اليمنية باستئناف العمليات العسكرية اليمنية لردع العدو الإسرائيلي المجرم.
عاش اليمنيون أيام عيد الفطر بقلوب مكلومة يملؤها الأسى والحزن، يشاطرون إخوانهم في غزة الألم ويستشعرون كل ما يحدث لهم من قتل وتنكيل وتجويع على أيدي الصهاينة المجرمين الذين لا يضعون أي اعتبار لعيد أو أي مناسبة دينية، معتبرين ذلك وصمة عار في جبين الأنظمة والحكومات العربية العميلة والإنسانية جمعاء، وسقوط مريع للمنظومة الدولية التي لطالما تشدقت بما تسميها قوانين ومواثيق حقوق الإنسان، وغيرها من الحقوق والعناوين والشعارات البراقة التي ظلت تخدع بها الشعوب لخدمة الامبريالية الغربية والصهيونية العالمية.
ومع انقضاء إجازة عيد الفطر ها هم اليمنيون يعاودون النفير ويستعدون للخروج الأكبر إلى كل الساحات دون كلل أو ملل، معلنين لكل العالم أنهم ثابتون على موقفهم المبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق والذي يعتبرونه التزاما دينيا ومسؤولية إنسانية وأخلاقية مهما ترتب عليه من مخاطر وتضحيات.
المسيرات الملايينية التي ستشهدها العاصمة صنعاء والمحافظات يوم غد الجمعة لن تكون كما قبله بل ستكون أوسع وأكبر بإذن الله، خصوصا في ظل ما يتعرض له اليمن من تصعيد عدواني أمريكي يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين داخل المنازل والأحياء السكنية ويمعن في استهداف المنشآت الاقتصادية والخدمية محاولا بذلك التغطية على فشله العسكري وعجزه عن إيقاف العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني.
سيخرج اليمنيون ليعلنون التحدي لهذا العدوان الأرعن ويؤكدون أن ما يرتكبه العدو الأمريكي من جرائم حرب لا يمكن أن تثني الشعب اليمني وقيادته وجيشه عن القيام بواجبهم المقدس في مناصرة الأشقاء في فلسطين، كما لا يمكنه أن يغطي من خلالها على هول ما يقترفه الصهاينة على أرض فلسطين من جرائم لم يسبق أن شهدتها الإنسانية.
كما سيؤكد اليمانيون من خلال الخروج الكبير أن العدوان الأمريكي وما يرتكبه من جرائم بحق أبناء الشعب لم يأت بجديد فقد سبق وأن ارتكب هو ومن تحالف معه من الأعراب مئات الجرائم المماثلة والأكثر منها فظاعة وإجراما منذ بداية العام 2015م فاستهدف صالات العزاء وحفلات الزفاف، والأسواق والمستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز المكفوفين، ولم تسلم من قصفهم حتى المقابر، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إلا أن كل تلك الجرائم لم تثني الشعب اليمني عن مساره الجهادي التحرري والوصول إلى ما هو عليه اليوم من مكانة وقوة.
سيستأنفون خروجهم الأسبوعي ليغيضون المجرم ترامب والسفاح نتنياهو وكل عملائهم من الأنظمة المطبعة والمرتزقة المنحطين الذين يواصلون خيانة الأمة والتغطية والتبرير لما يرتكبه العدو الأمريكي والصهيوني من جرائم ومذابح في غزة واليمن، بعد أن تجردوا من كل القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية واختاروا لأنفسهم السقوط المريع والارتماء في حضن الشيطان والسير معه في طريق الباطل.
وبزخم أوسع وعزيمة أقوى سيحرص كل اليمنيين على الخروج إدراكا منهم لخطورة التفريط وما سيكون له من عواقب وخيمة ونتائج كارثية لن يسلم منها الجميع بمن فيهم أولئك المنجرون خلف الشيطان وتحت عباءة الباطل، والذين لن يجنون من خيانتهم لشعوبهم سوى الخزي في الدنيا، والعذاب من الله سبحانه وتعالى.