ماذا تعني الانتخابات الأمريكية لأوكرانيا والشرق الأوسط والناتو؟
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، أبقت الولايات المتحدة أوكرانيا على أجهزة الإنعاش، من خلال جهد دبلوماسي عالمي وأكثر من 55 مليار دولار من المساعدات العسكرية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوية والبحرية، وأكثر من 2000 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات، وآلاف العربات المدرعة، وملايين قذائف المدفعية والهاون.
بدت هاريس أكثر استعداداً لانتقاد إسرائيل
وكتب أليستر دوبر في صحيفة التايمز البريطانية، أنه عندما زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض، الخميس، أدرك بشكل غير مريح، أن الدعم الاستثنائي، الذي أظهرته إدارة الرئيس جو بايدن لبلاده، يدخل الآن أسابيعه الأخيرة.
وقالت إن الدور الذي أعلنته أمريكا لنفسها كشرطي، والذي نشأ بدرجات متفاوتة من الحماس منذ أربعينيات القرن العشرين، بات الآن مطروحاً فعلياً على صناديق الاقتراع.
"It's pretty clear now that if he becomes President, Ukraine's outlook is pretty desperate.'
As President Zelenskyy's US visit creates friction, @IainDale and The Atlantic Council's Peter Dickinson discuss what a win for Trump could mean for the Russia-Ukraine war. pic.twitter.com/Vt2aG3C901
لكن بعيداً عن أمريكا، في العواصم الأوروبية، وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، في بكين وموسكو وطهران، تخضع هذه الانتخابات الأمريكية لدراسة مكثفة، ربما أكثر من أي انتخابات أخرى في التاريخ الحديث.
كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، التي لم تمنحها خلفيتها كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا وكعضو في مجلس الشيوخ سوى القليل من الخبرة في السياسة الخارجية، ظلت حتى الآن قريبة من قواعد اللعب الخاصة ببايدن. ومن ناحية أخرى، دفع ترامب بنظرة عالمية أكثر انعزالية، وأشار إلى أنه سيستأنف نهج التعامل ذاته مع القوى الأجنبية الذي انتهجه خلال ولايته الأولى.
وعندما وصف ترامب زيلينسكي، ذي الشخصية الكاريزمية في زمن الحرب، بأنه "أعظم بائع في التاريخ" لم يكن ذلك من قبيل المجاملة. وبدلاً من ذلك، كانت رسالته إلى الناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة هذا الأسبوع، هي أن معركة كييف الوجودية تضر بجيوبهم.
وقال: "في كل مرة يأتي فيها زيلينسكي إلى البلاد، يخرج ومعه 60 مليار دولار"، في إشارة إلى المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، والتي تمت المصادقة عليها أخيراً في أبريل (نيسان) بعد أشهر من معارضة بعض الجمهوريين. وأضاف أنه يريد أن تفوز هاريس بهذه الانتخابات بشدة، لكنني سأفعل ذلك بشكل مختلف – سأعمل على تحقيق السلام".
What the US election could mean for Ukraine, the Middle East and Nato https://t.co/O8nXNekI2G via @thetimes
— Nino Brodin (@Orgetorix) September 26, 2024
وهذا النهج يثير قلق حلف الناتو. وقد وعد ترامب بأنه سيجعل أعضاء التحالف يدفعون تكاليف الدفاع عن أنفسهم، واقترح أن تتحمل الدولة المضيفة كلفة القوات الأمريكية المتمركزة في أنحاء العالم، من الشرق الأوسط إلى ألمانيا وكوريا الجنوبية. ويزعم أنه إذا قلص أحد حلفاء الناتو من الإنفاق الدفاعي ثم تعرض لهجوم من روسيا، فإنه لن يرد.
ولم تقدم هاريس تفصيلاً دقيقاً لنهجها حيال أولويات السياسة الخارجية الحالية. لذلك من الصعب التنبؤ بما إذا كانت ستكون أكثر أو أقل تدخلاً من بايدن في بعض الأزمات مثل الحرب الأهلية في السودان، حيث قُتل أكثر من 150 ألف شخص، وتحولت العاصمة إلى خراب، وتم تهجير أكثر من 20 في المائة من السكان قسراً من منازلهم خلال العام ونصف العام الماضيين.
وبدت هاريس أكثر استعداداً لانتقاد إسرائيل، في حين لا تزال تصف التزام واشنطن بأمن الدولة العبرية بأنه "مضمون". وفي يوليو (تموز)، عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قالت: "إلى كل من يدعو إلى وقف النار وإلى كل من يتوق إلى السلام، أنا أراك وأسمعك". وقال ترامب الأسبوع الماضي، إن إسرائيل ستختفي من الوجود في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، إذا فازت هاريس في الانتخابات.
إن إسرائيل وغزة ولبنان هي أيضاً القضية الوحيدة التي يتردد صداها بقوة في الانتخابات بسبب أهمية الناخبين اليهود والناخبين العرب الأمريكيين أو المسلمين، في التحالف الذي سيحتاج الديمقراطيون إلى حشده لتحقيق الفوز. ويتركز عدد كافٍ من هؤلاء الناخبين في الولايات المتأرجحة وستظهر ولاءاتهم الحاسمة في نوفمبر.
وسعت حملة ترامب إلى ربط إدارة بايدن-هاريس، ودعمها للمساعدات للفلسطينيين، بهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول). وقالت: "لقد ضحت كامالا بأكبر حليف لأمريكا على الإطلاق من أجل الحفاظ على الدعم، من قاعدتها المعادية للسامية، بينما تناضل إسرائيل من أجل وجودها، وبعد مرور عام تقريباً، كل ما يتعين على هاريس أن تظهره هو التزام عديم الفائدة بوقف النار الذي لا يمكنها تحقيقه".
كما تواصل حملة ترامب تذكير الناخبين بالانسحاب "الفاشل" للقوات الأمريكية من أفغانستان في عهد بايدن، ووصفه بأنه "من بين أكبر كوارث السياسة الخارجية في التاريخ الحديث".
وأظهر استطلاع أجراه معهد الشؤون العالمية في مجموعة أوراسيا، أن الناخبين في الولايات المتأرجحة الرئيسية يثقون بترامب أكثر في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. في حين أن غالبية الأمريكيين (53 في المائة) يثقون بهاريس على المستوى الوطني بشكل أكبر لمتابعة سياسة خارجية تفيدهم.
ويعتقد 58 في المائة، أن ترامب أقدر من هاريس على انهاء الحروب في أوكرانيا وغزة، وتتوقع النسبة نفسها منه، أن يرد بشكل أكثر فعالية إذا هاجمت الصين تايوان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية أحداث السودان إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل أکثر من
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتحدّث عن بادرة حسن نية إزاء لبنان.. ماذا يعني ذلك؟!
في الأيام الأخيرة، عادت احتمالات "التصعيد" في لبنان إلى الارتفاع، على وقع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والغارات شبه اليومية وغير المحصورة بمنطقة جنوب الليطاني، في سياق ما تسمّى بـ"حرية الحركة" التي احتفظ بها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة، بموجب تفاهم "ضمني" قال إنّه أبرمه مع الولايات المتحدة الأميركية، حتى ولو نفى المعنيّون في لبنان أن يكون الاتفاق قد نصّ عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتعزّزت هذه الاحتمالات أيضًا بعد المقابلة التلفزيونية الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. فعلى رغم تمسّكه بسياسة "الصبر" في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية التي لا تتوقف، إلا أنّه ترك انطباعًا بأنّها مجرّد "تكتيك مؤقت"، لا يتناقض مع الثوابت، مع تأكيده أن العمل المقاوم لا يمكن أن ينعدم، بل ألمح إلى أنّ الهدف من هذه الاستراتيجية، إثبات عدم قدرة الدولة على تحرير الأرض بالدبلوماسية، ما يكرّس شرعية المقاومة بصورة أو بأخرى.
إلا أنّ هذه الانطباعات تغيّرت في الساعات الأخيرة، واستُبدِلت احتمالات "التصعيد" بـ"انفراجة" بدت مفاجئة، خصوصًا مع إعلان إسرائيل عمّا سُمّيت بـ"بادرة حسن نيّة" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، استهلّتها بالإفراج عن خمسة أسرى كان قد احتجزهم في الآونة الأخيرة، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تمهيدًا لبدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، فما الذي يعنيه كلّ ذلك؟!
"ضغط أميركي" على الخط
كثيرة هي "الفرضيات" التي تُطرَح حول خلفيات "الانفراجة" التي طرأت على خطّ الملف اللبناني الإسرائيلي في الساعات الحقيقية، أو ما سمّاه المسؤولون الإسرائيليون بـ"بادرة حسن النيّة"، ولا سيما أنّ هذه البادرة جاءت متزامنة مع المزيد من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أوحى لكثيرين بـ"انفصام" في مكانٍ ما، إذ كيف يمكن لبادرة حسن نيّة أن تستقيم، إذا لم تترافق مع تهدئة حقيقية، أقلّه باحترام الاتفاق المُبرَم قبل أشهر.
لعلّ أكثر هذه الفرضيات ترجيحًا تبقى أن تكون الولايات المتحدة مارست "ضغوطًا جدّية" على إسرائيل، من أجل المضيّ قدمًا بالاتفاق، خصوصًا في ضوء الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء كلّ أشكال الحروب في المنطقة، وفي العالم، من أجل التفرّغ لخططها، علمًا أنّ هذه الجهود لعبت دورًا مثلاً في تفادي عودة الاقتتال في غزة مثلاً، أقلّه حتى الآن، على الرغم من الانتكاسة التي تعرّض لها اتفاق الهدنة في أكثر من محطة.
ويقول العارفون إنّ "كلمة السرّ" في كلّ ذلك، تبقى في الحديث عن مفاوضات لترسيم الحدود البرية، وبالتالي لحلّ المسائل العالقة على هذا الصعيد، وهو ما قد يكون هدفًا حقيقيًا لإدارة ترامب في هذه المرحلة، من أجل تسطير إنجاز على هذا الخط، خصوصًا على مستوى حسم ما يُعرَف بالنقاط الـ13 العالقة على طول الخط الأزرق، والتي لطالما شكّلت مصدر توتر، منذ وُضع بعيد تحرير الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000.
سيناريوهات "مفتوحة"
لكنّ العارفين يشدّدون على أنّ "الانفراجة" التي تحقّقت لا تعني أنّ الأمور قد انتهت عمليًا، وأنّ المسار الدبلوماسي قد حُسِم على حساب الخيارات العسكرية، علمًا أنّ تل أبيب وصفتها بـ"بادرة حسن النية" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، ولعلّ هذه الإشارة تحمل بين طيّاتها "رمزية" لا بدّ من قراءة أبعادها، خصوصًا في ظلّ الإيحاء الغربيّ خصوصًا بأنّ "العهد الجديد" يحمل ملامح "المواجهة" مع مشروع "حزب الله"، بصورة أو بأخرى.
ويلفت هؤلاء إلى أنّ السيناريوهات تبقى بالتالي "مفتوحة" على كلّ الاحتمالات، إذ إنّ إسرائيل تريد القول إنّها "تبادر" إزاء لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، سواء بالإفراج عن دفعة أولى وغير كاملة من الأسرى، أو بالانفتاح على مفاوضات ترسيم الحدود البرية مع الجانب اللبناني، ولكنّها تترك أوراقها بيدها، وعلى الطاولة، تمامًا كما تفعل في غزة مثلاً، حيث تلوّح بالعودة إلى الحرب، إذا ما شعرت بأيّ مماطلة أو تسويف في مسار المفاوضات.
ولعلّ "تعمّد" إسرائيل الموازاة بين "بادرة حسن النيّة" هذه، وعملياتها العسكرية التي كثّفتها في الساعات الماضية، حيث عمدت إلى مواصلة سياسة الاستهدافات والاغتيالات الموجّهة ضدّ "حزب الله"، وكأنّها تقول إنّ الذهاب إلى المفاوضات، لا يعني أنّها في وارد التخلّي عن "حرية الحركة" التي كرّستها لنفسها منذ انتهاء الحرب، أو كأنّها ربما تستعيد مرّة أخرى سردّية "التفاوض تحت النار"، ولو خارج إطار الحرب التقليدية.
هو "سباق متجدّد" بين خياري الديبلوماسية والعسكر على ما يقول كثيرون، فإذا كان "حزب الله" لوّح قبل يومين بالعودة إلى "العمل المقاوم" في اللحظة المناسبة وفق قول أمينه العام، وإن كانت مؤجَّلة إلى إشعار آخر، فإنّ إسرائيل تقول إنّها "منفتحة" على التفاوض مع الإدارة الرسمية الجديدة في لبنان، الخارجة من عباءة "حزب الله"، من أجل فتح صفحة جديدة تُحَل معها النقاط الإشكاليّة، صفحة يبدو أنّها ستحافظ على غموضها حتى إثبات العكس.. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence"