لبنان ٢٤:
2025-03-17@12:58:38 GMT

موجة النزوح تخطّت الـ 250 ألفاً

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

موجة النزوح تخطّت الـ 250 ألفاً


كتبت" الاخبار":وفق التقديرات الأولية تخطّى عدد النازحين الـ 250 ألفاً، في غضون أربعة أيامٍ فقط من العدوان الإسرائيلي المتفلّت من أي قيود. تقصّد العدو إحداث موجة تهجير كبيرة دفعة واحدة من الجنوب والبقاع أربكت المعنيين بأعمال الإغاثة من الجهات الرسمية وغير الرسمية، من دون أن يعفي أحداً من التقصير، وسط بحر من النازحين لم يشهده لبنان حتى في الأيام الأولى لحرب تموز.


النزوح المستمر، أدّى إلى ارتفاع أعداد مراكز الإيواء إلى 572 مركزاً، 200 منها لم تعد قادرة على استقبال نازحين جدد. وتضم المراكز الـ 572 أكثر من 80 ألف نازحٍ يشكّلون أكثر من 15 ألف عائلة. وتتصدّر محافظة جبل لبنان القائمة باستقبالها ما يزيد على 25 ألف نازحٍ، تليها محافظة بيروت بـ 20 ألف نازحٍ، ثم صيدا والجوار بحوالي 13 ألف نازحٍ، والبقاع أكثر من 8000 نازح، يليه الشمال بـ 6500 نازح، وبعلبك - الهرمل أكثر من 5000 نازحٍ، ومن ثم عكار والنبطية.
على صعيد التحديات، لا تزال أزمة نقص الفرش حاضرة بقوة، ولليوم الثالث على التوالي بقيت الغالبية العظمى من النازحين تفترش أرض المدارس، بما في ذلك من قصدوا مدارس الجبل حيث درجات الحرارة بدأت تتدنّى ليلاً. وعلمت «الأخبار» أنّ «300 ألف فرشةٍ وبطانية كان قد خزّنها حزب الله، في مستودعين في الجنوب، احترقت جراء الاعتداءات الإسرائيلية». بالموازاة فإن «مصانع الفرش في الجنوب والبقاع غير قادرة على العمل بسبب الظروف الأمنية»، ما دفع إلى «تفعيل الاتصالات مع سوريا والعراق لاستيراد الفرش من البلدين لصالح الدولة والعمل الاجتماعي في حزب الله، بأسعارها المنطقية». وسيشكّل هذا الخيار المخرج الأفضل، وفق المصادر التي تؤكد احتكار التجّار الكبار في لبنان للفرش. فعلى سبيل المثال، طلبت إحدى الجهات من مصنع فرشٍ معروف شراء 4000 فرشة، فلم يوافق على بيعها سوى 100 فرشة، ما يطرح سؤالاً حول عدم وضع الدولة يدها على مستودعات الفرش المُخزّنة على امتداد الأراضي اللبنانية، وهي قادرة على فعل ذلك بحكم القانون، في حالات الطوارئ والحروب، مع دفع الثمن المنطقي لأصحابها، بعدما ارتفع سعر الفرشة من 8 دولارات إلى 25 دولاراً في اليوم الأول للنزوح، فيما سجّلت «بورصة الفرش» أمس بين 35 و40 دولاراً.
على صعيد التنظيم، ووفق المعطيات، قد نكون في الأيام المقبلة أمام إشكالية بين البلديات والجمعيات المحلية. فالبلديات تصرّ على أنّ المساعدات من أي جهة وصلت يجب أن توضع في مستودعات تعمل البلديات على تجهيزها، فيما ترفض الجمعيات التي تفضّل توزيع مساعداتها بنفسها هذا الطرح باعتبار أن لا ثقة بأن المساعدات ستُوزّع بعدالة، أو بأنها ستكون محمية من عمليات النهب والسرقة.
وبالفعل، أوقفت إحدى الجمعيات أمس توزيع المساعدات في عكار بعدما طلب محافظ عكار منها الحضور إلى المحافظة وتسجيل ما في حوزتها من مساعدات، على أن يتم توزيعها بتوجيه من المحافظة وفق ما تحدده من مراكز إيواء. الإشكالية، أن الجمعيات تعتبر، أن «المحافظين لا يقومون سوى بجمع الداتا وليسوا على الأرض، في حين أن الأمور المرتبطة بالبنى التحتية التي يطلبها النازحون كتوصيل إمدادات المياه أو الكهرباء إلى مراكز الإيواء، لم تستجب لها غالبية البلديات والمحافظين».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ألف نازح أکثر من

إقرأ أيضاً:

قصة الطفلة وسام.. رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان

بقلب ينبض بالأمل، ترسم الطفلة السودانية وسام زهرة في دفترها، وهي تتوسط زميلاتها داخل فصل يعج بأحلام العودة. بفضل لوازم مدرسية تمس الحاجة إليها وزعتها منظمة اليونيسف بدعم من صندوق “التعليم لا ينتظر”، استعاد أكثر من مئة ألف تلميذ سوداني حقهم في التعليم.

التغيير: وكالات

وسط همسات زميلاتها وهن يلملمن أغراضهن، غرقت وسام ذات التسع سنوات في عالم خيالها، ترسم صورة تنبض بالحياة. وعندما انتهت، أعادت أقلامها الملونة إلى حقيبتها، التي تحمل معها أملا لا ينضب، رغم قسوة النزوح التي عصفت بملايين الأطفال.

تقول وسام: “تركت ألعابي وكتبي وزيي المدرسي وحقيبتي وأقلامي. كان زيي جميلا”.

تواجه البلاد أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث يوجد أكثر من 17 مليون طفل في سن الدراسة خارج أسوار المدارس حاليا.

تضررت أو دمرت مئات المباني المدرسية منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023. ويتم استخدام العديد من المباني الأخرى كملاجئ للنازحين.

مع إعادة فتح 489 مدرسة، عاد ما يقرب من 120 ألف طفل إلى الفصول الدراسية في ولاية البحر الأحمر الساحلية. يواصل صندوق التعليم لا ينتظر – وهو صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة –  وشركاء مثل اليونيسف دعم الفتيات والصبيان في جميع أنحاء السودان لضمان مواصلة تعليمهم حتى في أصعب الظروف.

مرت وسام بمصاعب وأهوال تستعصي على الوصف، حيث اضطرت هي وعائلتها إلى الفرار من منزلهم في سنار طلبا للأمان في مدينة بورتسودان على السحل الشرقي للسودان، تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم تقريبا، بما في ذلك الزي المدرسي.

حقائب لمستقبل أكثر إشراقا

عندما أُعيد فتح المدارس أخيرا في بورتسودان، لم تستطع عائلة وسام تحمل تكاليف اللوازم المدرسية اللازمة.

مع كل خطوة تخطوها وسام وأشقاؤها نحو مدرستهم الجديدة في بورتسودان، كان شغفهم بالتعلم يتجدد، لكن ظلال النزوح ألقت بعبء نقص اللوازم المدرسية، مما حال دون اكتمال فرحتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة.

لحسن الحظ أن مدرسة وسام هي واحدة من العديد من المدارس في السودان التي تتلقى لوازم مدرسية حيوية بفضل دعم صندوق التعليم لا ينتظر.

من خلال هذه المبادرة، التي تهدف إلى ضمان حصول جميع الأطفال على الأدوات التي يحتاجونها للعودة إلى التعلم، تلقت وسام وأشقاؤها زيا مدرسيا جديدا وحقائب ظهر مليئة بالأدوات مثل الدفاتر وأقلام التلوين والطباشير والمساطر.

وعن ذلك تقول وسام: “أحب حقيبتي الجديدة. إنها أكبر بكثير من الحقيبة التي تركتها في المنزل”.

أكثر من مجرد حقيبة مدرسية

حقيبة الظهر الجديدة هذه تعني أكثر من مجرد كتب ولوازم مدرسية بالنسبة لوسام. إنها تحمل أحلامها بمستقبل أكثر إشراقا وسلاما في وطنها يسمح لها بالتعلم والنمو وتحقيق كامل إمكاناتها.

تدرس وسام حاليا في الصف الثالث، وهي تشارك بحماس في مناقشات الفصل وترفع يدها بثقة للإجابة عن الأسئلة. زيها الجديد يضيف معنى إلى شعورها بالفخر والانتماء.

لكن في لحظات عزلتها الهادئة، في خضم الفوضى التي أحاطت بها منذ بداية الحرب، تنبض وسام بالحياة. فبعد انتهاء اليوم الدراسي، تبقى وسام في الفصل الدراسي، منغمسة في رسوماتها.

الزهور الملونة، المرسومة بعناية فائقة، هي شهادة على إبداعها وتصميمها على البحث عن الجمال حتى في الظروف الصعبة.

بفضل مجموعة أقلام التلوين الجديدة التي تلقتها، يمكن لوسام الآن التعبير عن نفسها بطرق لم تكن قادرة عليها من قبل. وعن ذلك تقول: “سأشارك الألوان مع أشقائي”.

التعليم أمر بالغ الأهمية في أوقات الأزمات، ليس فقط للتعلم الأكاديمي، ولكن أيضا لتوفير شعور بالوضع الطبيعي والاستقرار والأمان.

في الواقع، مبادرة اللوازم المدرسية هي جزء من استجابة صندوق التعليم لا ينتظر الشاملة في السودان والدول المجاورة، والتي تدعم إنشاء مساحات آمنة للأطفال ومراكز تعليم مؤقتة وتدريب المعلمين وتوفير مواد تعليمية ودعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والمزيد.

توفر المدارس للأطفال النازحين مثل وسام مساحة آمنة للتعافي من صدمة الصراع. كما أنها تساعد في حماية الأطفال من الممارسات الضارة مثل زواج الأطفال وعمالة الأطفال والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة، مما يمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل.

تقول وسام: “المنزل أفضل من هنا، لكن لا يمكننا العودة بسبب الحرب. الحرب سيئة للغاية”. ومع ذلك، تظل وسام متفائلة. فبفضل الدعم الذي تلقته، تشعر الآن أن التعليم هو سبيلها للمضي للأمام.

الاحتياجات تتنامى

حتى الآن، وصل دعم صندوق التعليم لا ينتظر إلى 135 ألف فتاة وصبي متضررين من الأزمة في السودان.

وبلغ إجمالي استثمارات الصندوق في السودان 33.7 مليون دولار ويدعم بناء وإعادة تأهيل الفصول الدراسية وتوفير مواد التعلم والتدريس وتدريب المعلمين وتحسين الوصول إلى مياه الشرب والمرافق الصحية والمرافق الصحية المراعية للنوع الاجتماعي وتحسين الوصول إلى تعليم جيد وشامل وصديق للأطفال.

قدم الصندوق الأممي أيضا أكثر من 20 مليون دولار استجابة لاحتياجات تعليم اللاجئين الإقليمية، مع منح تم الإعلان عنها في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا.

لكن الاحتياجات في السودان، وفي الأزمات حول العالم، مستمرة في التنامي. فقد وجد تقرير حديث صادر عن صندوق التعليم لا ينتظر أن 234 مليون فتاة وصبي في سن الدراسة يتأثرون بالأزمات ويحتاجون إلى دعم عاجل للوصول إلى التعليم الجيد، هذا يمثل زيادة لا تقل عن 35 مليونا خلال السنوات الثلاث الماضية.

حقيبة الظهر الجديدة تمثل بالنسبة لوسام تذكيرا بكل ما اضطرت إلى تركه وراءها، وهي تحمل الآن ثقل كل ما تأمل في تحقيقه. ومع كل درس، تقترب خطوة من المستقبل الذي تستحقه، وهو المستقبل الذي تصمم الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات على خلقه.

 

الوسومآثار الحرب في السودان أطفال السودان والتعليم اليونسيف

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي قدّم أكثر من 4 مليارات يورو لدعم السوريين في الأردن منذ 2011
  • البلديات والنقل تطلق «مشروع حلول الإسكان الميسر» في أبوظبي
  • انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان
  • الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة ترسخ الأعمال التطوعية في شهر رمضان
  • 24 ألف نازح منذ بدء العدوان على مخيمي طولكرم ونور شمس
  • وهران.. فتح البلديات بالفترة المسائية
  • قصة الطفلة وسام.. رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
  • 14 الف نازح من ابناء الساحل السوري الى منطق الشمال
  • الحرب تفاقم أوضاع أكثر من 90 ألف نازح بولاية النيل الأبيض
  • معاناة رعاة الإبل في مأرب اليمنية بين النزوح والموت بالألغام