الوطن:
2025-05-01@05:19:20 GMT

الدكتور منجي على بدر يكتب: التحول للدعم النقدي.. بشروط

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

الدكتور منجي على بدر يكتب: التحول للدعم النقدي.. بشروط

 تدرس الحكومة والمجتمع المدنى إمكانية التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى، حيث تباينت الآراء فى هذا الشأن، إلا أن الأغلبية تساند التوجه للدعم النقدى لما له من مزايا مع محدودية مثالبه.

ويستفيد ما يزيد على 71 مليون مواطن من منظومة دعم الخبز، كما يستفيد أيضاً ما يزيد على 61 مليون مواطن من منظومة السلع التموينية المدعمة، ويتم الصرف من خلال منافذ محددة، وبالتالى تقل المنافسة بين هذه المنافذ لطرح سلع ذات جودة عالية، لذلك وضمن أسباب أخرى، تستهدف الحكومة التوجه إلى الدعم النقدى، وإتاحة منافذ عديدة يستطيع من خلالها المواطن الحصول على السلع التى يرغب فى شرائها وفقاً لاحتياجاته، والأمر من الأهمية بمكان، حيث إنه يساعد فى ضبط أداء المالية العامة والموازنة العامة للدولة.

وتطبق الحكومة المصرية منظومة لتوزيع سلع ضرورية بينها الخبز والزيت والسكر بأسعار منخفضة منذ عقود طويلة، من خلال «بطاقات تموينية»، لكن الحكومات المتعاقبة تشكو من الأعباء الاقتصادية لتلك المنظومة على الموازنة العامة للدولة فضلاً عن التشكك فى حقيقة وصول الدعم إلى مستحقيه. ونرى ضرورة توعية المواطن بأهمية التحول لمنظومة الدعم النقدى وشرح فوائده وبيان عيوبه مع ضرورة توفير قاعدة بيانات دقيقة للمستحقين للدعم النقدى. ومن مزايا منظومة الدعم النقدى، أنها تتضمن رفع وصاية الدولة على المواطن، ومنحه الحق فى اختيار السلع الخاصة باحتياجاته، إضافة إلى مواجهة الفساد فى تطبيق منظومة الدعم العينى، وأهمها وجود سعرين مختلفين للسلعة الواحدة.

وقبل التطبيق، نرى ضرورة توافر مجموعة من الضوابط لإنجاح التحول للدعم النقدى؛ تتضمن تحديد فئة المستحقين للدعم، ومَن سيحصل عليه؛ هل الأسرة أم كل فرد على حدة، وتحديد قيمة الدعم، وهل سيتم ربط القيمة النقدية بمعدل التضخم؟ مع ضرورة تشكيل لجنة من الحكومة والمجتمع المدنى لمراجعة قيمة الدعم بشكل دورى، طبقاً لتطور أسعار السلع الاستراتيجية فى الأسواق.

ونظراً لأهمية وحساسية التحول للدعم النقدى مجتمعياً، نؤكد أن الإجراءات الرقابية الشاملة هى السبيل الأمثل لضمان نجاح هذا التحول وتحقيق فوائد مستدامة للاقتصاد والمجتمع، ويجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتفادى أى آثار سلبية محتملة لهذا التحول، لا سيما فيما يتعلق بارتفاع الأسعار.

وأول هذه الإجراءات يتمثل فى وضع آلية دقيقة وشفافة لتحديد المستحقين للدعم النقدى، لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجاً دون تلاعب أو استغلال، وتعزيز الرقابة على الأسواق لمنع أى محاولات لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.

وعليه، فإنه قبل اتخاذ قرار التحوّل إلى الدعم النقدى، يجب أن يكون الهدف هو التحسين والتطوير للمنظومة وصولاً للعدالة الكاملة، وأن الأمن الغذائى هو عامل مهم من عوامل الأمن القومى، والدول التى تدعم المنتجات الغذائية فى العالم كثيرة، وهناك صور للدعم العينى مثل كوبونات الغذاء فى الولايات المتحدة، بالإضافة لدعم منتجات زراعية كالحبوب بشكل عام، وأيضاً توجيه أشكال مختلفة من الدعم لمنتجى تلك السلع الأساسية، كما يحدث فى الهند، وكذا منتجات الوقود التى يتم دعم منتجيها وليس المستهلكين مع مراقبة تأثير ذلك على السعر النهائى للمستهلك.

وهناك عدد من التجارب الآسيوية لدعم المنتج الغذائى الضرورى فى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، كما تمتلك الهند شبكة كبيرة من المنافذ التى تقدّم منتجات غذائية مدعّمة للمواطنين، لأن الغذاء المتوازن هو عنصر مهم للصحة العامة فى المجتمع، والوقاية ضد الأمراض للصغار والكبار وتحسين إنتاجية العامل فى الأجل الطويل.

إن توفير النقود للفقراء مطلب عادل ويلبّى احتياجاتهم التى لا يحق لأحد أن يفرض وصاية عليها أو يحدد لهم أولويات إنفاقهم، ولكن الدولة أيضاً يجب أن تكون لها أولويات فيما يتعلق بالأمن الغذائى للمجتمع وتحديد مستهدفاته، لينعكس إيجاباً على الصحة العامة للمواطنين، ويقلل من فاتورة الرعاية الصحية، وعليه، يكون استمرار الدعم العينى جزئياً ضرورياً للمجتمع، خاصة أن العناصر الأساسية للشرطة والجيش والعمالة الفنية والعادية تأتى من الريف والأحياء الشعبية، وقيل سابقاً إن صحة مصر بصفة عامة تأتى من الريف. ونقول إنه فى المرحلة الأولى للتحول للدعم النقدى يكون الدعم بصرف كوبونات لشراء ما يحتاجه المواطن من محلات تعطى فاتورة للمستهلك عند الشراء، ومن ثم ننشط القطاع الرسمى من جهة ونشجع القطاع غير الرسمى إلى الانضمام للقطاع الرسمى من جهة أخرى.

ونقترح على «الحوار الوطنى» خاصة مع بدء التطبيق فى المرحلة الأولى للدعم النقدى أن يتم سؤال الأسرة المصرية وخاصة المرأة المصرية: هل تفضل الدعم العينى أم النقدى؟؟ وبالتالى يكون تطبيق النظامين (نقدى وعينى) اختيارياً، ومع الوقت ستتحول الأسرة من تلقاء نفسها إلى الدعم النقدى؛ وبالتالى تتحمل المسئولية كاملة فى الاختيار.

* عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدعم النقدى الموازنة العامة للدولة بطاقات التموين

إقرأ أيضاً:

د. حسن محمد صالح يكتب: مجزرة صالحة (ما بضولا نار)

مليشيا الدعم السريع ترتكب أفظع المجازر بصالحة غرب أم درمان في رابعة نهار الاحد ٢٧ ابريل ٢٠٢٥م ضد مدنيين عزل أبرياء بينهم أطفال وشيوخ وربما نساء في مواقع أخرى بعيدة عن الأنظار .

وهي جريمة موثقة وتم توثيقها بواسطة المليشيا نفسها من بداية العدوان حتى نهايته الدراماتيكية .

وهو جرم لم يعد الإعلام في حاجة للسؤال عنه بإتاحة مساحة لمرتكبيه لتبريره من قبل مستشاري قائد المليشيا المتمردة أو جماعة صمود لكون مبررات قتل المواطنين عند هذه المليشيا المارقة الحاقدة وحلفائها أكثر من أعداد من قامت بقتلهم منذ بداية هذه الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م .

كان على قناة الجزيرة مباشر والأستاذ المذيع بالقناة أحمد طه مقدم برنامج حرب السودان المنسية الاكتفاء بالمعلومات التي نقلها مراسل الجزيرة مباشر من الميدان وهي معلومات وافية يضاف إليها الفيديو المباشر لعمليات التعذيب والسباب التي تعرض لها المواطنون الأبرياء قبل قتلهم وحرقهم على يد المليشيا التي أعلنت بعضمة لسانها إنها أحضرتهم من حي المهندسين بأم درمان وقامت بقتلهم لكي تفرح أنصار الدعم السريع بهذه المجزرة البشعة .
٢-!
الدعم السريع لا يحتاج إلى مبرر لقتل مواطن برئ حتى تطرح وسيلة إعلامية محترمة سؤالًا موضوعيًا على مستشاره أو ناطق بإسم جماعة صمود أو سياسي مراوغ ومخاتل مثل الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف أو خالد سلك .

لا حاجة للسؤال عن ما هو معلوم وثابت بالممارسة اليومية لأنهم ظلوا على الدوام يقتلون المواطنين داخل منازلهم والفرق الوحيد أنهم هذه المرة قاموا بإخراجهم من بيوتهم وجمعوهم في مكان واحد ثم قتلوهم. هؤلاء الأوباش يقتلون أبناء الشعب السوداني تحت أي ذريعة أو مبرر للقتل، اما لأنهم شماليون جعليون أو شايقية أو دناقلة وهذا مسلسل من القتل الممنهج على الهوية العرقية .

وأما لأنهم كيزان أو فلول أو دولة ٥٦ وهذا قتل على الهوية السياسية وقتلوا الناس في ولاية الجزيرة لأن القائد أبو عاقلة كيكل انسلخ عن مليشيا الدعم السريع وبالتالي عليهم الانتقام من المواطنين الأبرياء لخروج كيكل عنهم .

قتلوا الوالي خميس أبكر والي غرب دارفور ودفنوا المساليت أحياء وشردوهم من ديارهم لأسباب عنصرية مع أنهم يقطنون معهم في نفس الولاية فهل تنتمي هذه المليشيا إلى أي مروءة أو شعور إنساني أو إلى السودان بأهله الكرام البررة؟.
٣-
مستشارو المليشيا يتحدثون بلغة الثأر عن حواضن اجتماعية لهم في دارفور ويزعمون أن الجيش والبرهان يقتل حواضن للمليشيا في دارفور وهذا يمنحهم قتل المواطنين في صالحة وضرب المنشآت المدنية في نهر النيل والشمالية وهم الذين كانوا حتى وقت قريب يدعون القومية وقد استشاط المتمرد محمد حمدان دقلو حميدتي قائد مليشيا آل دقلو الإرهابية غضبًا لأن الصحفي عبد الماجد عبد الحميد سأله في لقاء تلفزيوني لماذا لا تتصالح مع الشيخ موسى هلال وأنتم أبناء قبيلة واحدة هي قبيلة الرزيقات؟.
٤-
قال حميدتي قبل أن يقذف الميكروفون ويغادر البرنامج أنا لست رزيقي والدعم السريع قومي. انت الآن ممكن تقول للبرهان انت جعلي؟ الآن صاروا يتحدثون عن حاضنة اجتماعية في دارفور فقط لأنهم هربوا وعردوا من الخرطوم والجزيرة ونهر النيل إلى دارفور وهم الذين ارتكبوا أكبر المجازر في دارفور وهاجموا مدينة الفاشر أكثر من مئتي هجوم هذا غير التدوين بالمدافع والضرب بالمسيرات وقتل الناس في معسكر زمزم للنازحين .
٥-
وكما أورد الأستاذ محمد حامد جمعة نوار في زاويته أمس لا داعي للحزن على ما قامت به مليشيا آل دقلو في حق مواطني صالحة رغم الألم واللوعة والحسرة التي تركتها لأن الفعل الذي قامت به المليشيا هو جريمة حرب يحاكم عليها القانون الدولي والإنساني وهي جريمة موثقة تحتاج إلى من يحملها إلى محكمة الجنايات الدولية للقصاص من المنفذين والمحرضين والممولين لهذه المليشيا التي ترتكب جرائم ضد الأبرياء من خطف وإخفاء قسري واعتقال في ظروف بالغة التعقيد وقتل للمواطنين وتدمير البنيات الأساسية .

أخيرًا :
الشعب السوداني لا يستجدي إدانة هذه الأفعال من أحد ولكن صمت المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية يدل علي التواطؤ على قتل السودانيين وتدمير البنيات الأساسية من ماء وكهرباء ومستشفيات وغيرها . اللهم تقبل الشهداء وأشفي الجرحى ورد الأسرى والمخطوفين. وأنصر القوات المسلحة والمجاهدين نصرًا عزيزًا مؤزرًا .
د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د. حسن محمد صالح يكتب: مجزرة صالحة (ما بضولا نار)
  • شهادات ميدانية تتحدث عن مجزرة دموية للدعم السريع بحق سكان الفاشر
  • برلماني: التحول إلى الدعم النقدي يتطلب تعويضا ماليا يواكب التضخم
  • للدعم وجه آخر
  • رئيس النيابة الإدارية يشهد افتتاح مقري مجمع النيابات الإدارية بقنا وتدشين منظومة التحول الرقمي
  • «تيته» تبحث مع السفير الكوري تعزيز الدعم الدولي لتوحيد المؤسسات
  • الجيش السوداني: مقتل 41 مدنيا بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
  • مجزرة الصالحة صدمة سودانية جديدة واتهامات للدعم السريع بارتكابها