الدكتور منجي على بدر يكتب: التحول للدعم النقدي.. بشروط
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
تدرس الحكومة والمجتمع المدنى إمكانية التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى، حيث تباينت الآراء فى هذا الشأن، إلا أن الأغلبية تساند التوجه للدعم النقدى لما له من مزايا مع محدودية مثالبه.
ويستفيد ما يزيد على 71 مليون مواطن من منظومة دعم الخبز، كما يستفيد أيضاً ما يزيد على 61 مليون مواطن من منظومة السلع التموينية المدعمة، ويتم الصرف من خلال منافذ محددة، وبالتالى تقل المنافسة بين هذه المنافذ لطرح سلع ذات جودة عالية، لذلك وضمن أسباب أخرى، تستهدف الحكومة التوجه إلى الدعم النقدى، وإتاحة منافذ عديدة يستطيع من خلالها المواطن الحصول على السلع التى يرغب فى شرائها وفقاً لاحتياجاته، والأمر من الأهمية بمكان، حيث إنه يساعد فى ضبط أداء المالية العامة والموازنة العامة للدولة.
وقبل التطبيق، نرى ضرورة توافر مجموعة من الضوابط لإنجاح التحول للدعم النقدى؛ تتضمن تحديد فئة المستحقين للدعم، ومَن سيحصل عليه؛ هل الأسرة أم كل فرد على حدة، وتحديد قيمة الدعم، وهل سيتم ربط القيمة النقدية بمعدل التضخم؟ مع ضرورة تشكيل لجنة من الحكومة والمجتمع المدنى لمراجعة قيمة الدعم بشكل دورى، طبقاً لتطور أسعار السلع الاستراتيجية فى الأسواق.
ونظراً لأهمية وحساسية التحول للدعم النقدى مجتمعياً، نؤكد أن الإجراءات الرقابية الشاملة هى السبيل الأمثل لضمان نجاح هذا التحول وتحقيق فوائد مستدامة للاقتصاد والمجتمع، ويجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتفادى أى آثار سلبية محتملة لهذا التحول، لا سيما فيما يتعلق بارتفاع الأسعار.
وأول هذه الإجراءات يتمثل فى وضع آلية دقيقة وشفافة لتحديد المستحقين للدعم النقدى، لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجاً دون تلاعب أو استغلال، وتعزيز الرقابة على الأسواق لمنع أى محاولات لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.
وعليه، فإنه قبل اتخاذ قرار التحوّل إلى الدعم النقدى، يجب أن يكون الهدف هو التحسين والتطوير للمنظومة وصولاً للعدالة الكاملة، وأن الأمن الغذائى هو عامل مهم من عوامل الأمن القومى، والدول التى تدعم المنتجات الغذائية فى العالم كثيرة، وهناك صور للدعم العينى مثل كوبونات الغذاء فى الولايات المتحدة، بالإضافة لدعم منتجات زراعية كالحبوب بشكل عام، وأيضاً توجيه أشكال مختلفة من الدعم لمنتجى تلك السلع الأساسية، كما يحدث فى الهند، وكذا منتجات الوقود التى يتم دعم منتجيها وليس المستهلكين مع مراقبة تأثير ذلك على السعر النهائى للمستهلك.
وهناك عدد من التجارب الآسيوية لدعم المنتج الغذائى الضرورى فى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، كما تمتلك الهند شبكة كبيرة من المنافذ التى تقدّم منتجات غذائية مدعّمة للمواطنين، لأن الغذاء المتوازن هو عنصر مهم للصحة العامة فى المجتمع، والوقاية ضد الأمراض للصغار والكبار وتحسين إنتاجية العامل فى الأجل الطويل.
إن توفير النقود للفقراء مطلب عادل ويلبّى احتياجاتهم التى لا يحق لأحد أن يفرض وصاية عليها أو يحدد لهم أولويات إنفاقهم، ولكن الدولة أيضاً يجب أن تكون لها أولويات فيما يتعلق بالأمن الغذائى للمجتمع وتحديد مستهدفاته، لينعكس إيجاباً على الصحة العامة للمواطنين، ويقلل من فاتورة الرعاية الصحية، وعليه، يكون استمرار الدعم العينى جزئياً ضرورياً للمجتمع، خاصة أن العناصر الأساسية للشرطة والجيش والعمالة الفنية والعادية تأتى من الريف والأحياء الشعبية، وقيل سابقاً إن صحة مصر بصفة عامة تأتى من الريف. ونقول إنه فى المرحلة الأولى للتحول للدعم النقدى يكون الدعم بصرف كوبونات لشراء ما يحتاجه المواطن من محلات تعطى فاتورة للمستهلك عند الشراء، ومن ثم ننشط القطاع الرسمى من جهة ونشجع القطاع غير الرسمى إلى الانضمام للقطاع الرسمى من جهة أخرى.
ونقترح على «الحوار الوطنى» خاصة مع بدء التطبيق فى المرحلة الأولى للدعم النقدى أن يتم سؤال الأسرة المصرية وخاصة المرأة المصرية: هل تفضل الدعم العينى أم النقدى؟؟ وبالتالى يكون تطبيق النظامين (نقدى وعينى) اختيارياً، ومع الوقت ستتحول الأسرة من تلقاء نفسها إلى الدعم النقدى؛ وبالتالى تتحمل المسئولية كاملة فى الاختيار.
* عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدعم النقدى الموازنة العامة للدولة بطاقات التموين
إقرأ أيضاً:
محافظ المنوفية يوجه بالمتابعة الدقيقة لمنظومات التصالح والتقنين
عقد اليوم اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية اجتماعا برؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء، ناقش خلاله الموقف التنفيذي لمنظومات التصالح على مخالفات البناء وتقنين أراضي أملاك الدولة، وذلك في إطار جهود الدولة في تقديم التيسيرات اللازمة للمواطنين لتقنين أوضاعهم والحفاظ علي حقوقهم، بحضور محمد موسي نائب المحافظ، واللواء ضياء الدين عبد الحميد السكرتير العام، واللواء عبد الله الديب السكرتير العام المساعد للمحافظة.
حيث تم إستعراض اخر مستجدات ملفي التصالح والتقنين وما تم إنجازه على أرض الواقع ومناقشة المعوقات، ووجه المحافظ بضرورة تضافر الجهود وتقديم كافة التيسيرات التي تسهم في التعامل مع أي تحديات تواجه تطبيق القانون وتذليل العقبات أول بأول لرفع نسب الآداء كونهم اهم الملفات التي تقع على رأس منظومة العمل.
خلال الاجتماع شدد محافظ المنوفية علي ضرورة التواجد الميداني بشكل مستمر بالشارع والتعامل الفوري مع كافة التعديات والإشغالات واتخاذ إجراءات صارمة حيال المخالفين لتسهيل الحركة المرورية للمركبات والمواطنين مع ضرورة المتابعة الشخصية للحد من عدم عودة تلك المخالفات مرة أخري، بالإضافة إلى تكثيف حملات منظومة النظافة والتأكد من رفع كافة المخلفات أولا بأول بكافة الشوارع الرئيسية والفرعية والميادين العامة للارتقاء بالمظهر العام واحداث تغيير حقيقي في مستوى النظافة وتحقيق رضا المواطنين، فيما أكد المحافظ وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور بضرورة متابعة تيسير الحالة المرورية بالشوارع لتخفيف الازدحام والاختناقات المرورية وحفاظاً على أمن وسلامة المواطنين.
هذا وتطرق الاجتماع نحو التوجيه بالاستعداد التام والجيد لاستقبال عيد الفطر المبارك بالمتابعة الدورية لكافة الأسواق ومدي توافر السلع الاستراتيجية بكميات كافية أمام المواطنين، فضلاً عن تكثيف الحملات التفتيشية المفاجئة علي المنشآت التموينية للتحقق من جودة السلع المعروضة والتفاعل الفوري مع أي بلاغ عن الغش التجاري حفاظا على حقوق المواطنين وحمايتهم ضد أي تلاعب.