لبنان ٢٤:
2024-09-27@07:35:26 GMT

تصريح الرئيس الإيراني: قراءة وابعاد

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

تصريح الرئيس الإيراني: قراءة وابعاد


فيما كانت قاعدة "حزب الله" مشدودة تماما إلى مجريات المواجهة الضارية مع الإسرائيليين، استشعرت مرارة جديدة وأمرا مثيرا للريبة مع الموقف المفاجئ الذي أطلقه الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، واعتبر فيه صراحة أن ليس لـ"حزب الله" قدرة على أن يواجه بمفرده الإسرائيليين لأنهم يحظون بدعم ضخم متنوع من حلفائهم. وسارع البعض إلى الاستنتاج أن هذا الكلام في أوج المواجهات على الحدود الجنوبية ينطوي على دعوة الحزب إلى وقف المواجهات والتفاعل بإيجابية مع عروض الحل والتسويات المطروحة أو الموعودة.


وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": وفي معرض تحليله لهذا المشهد المستجد، يقول الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور #سامي نادرلـ"النهار": "القول إن إيران قد تخلت عن حزب الله أو أنها على وشك أن تبيعه، بلا قيمة. الجليّ أن طهران التي وصل إلى سدة الرئاسة فيها إصلاحي، بدأت تعتمد أولويات مختلفة ورؤية أوسع وأعمق. بمعنى آخر، نجد أن إيران التي انتخبت بفارق كبير مرشح التيار الإصلاحي، تريد أن تثبت لمن يهمه الأمر في هذا العالم أنها باتت منفتحة على ما من شأنه إحياء مفاوضاتها مع واشنطن والمعسكر الغربي عموما، وفي هذا السبيل تسعى إلى كل ما يعرقل وصول ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن، اقتناعا منها بأن ذلك يفضي إلى وقائع ترى طهران أنها ليست من مصلحتها، وخصوصا أن لها تجربة مريرة مع ترامب الذي كان رئيسا لمرة واحدة في واشنطن".
ويضيف: "لقد اتخذ بزشكين هذا الموقف الانفتاحي في لحظة كانت فيها كل الاستطلاعات تشير إلى أن حظوظ ترامب في تصاعد، وأنه واصل إلى حيث يسابق. لذا ثمة من يدرج موقفه في خانة تقديم دعم معنوي لمرشحة الحزب الديموقراطي المنافسة لترامب" .


ويتابع نادر: "ثمة توجه إستراتيجي عند طهران حاليا لمساعدة المرشحة المنافسة على بلوغها البيت البيضاوي، لأن ذلك إن تحقق فهو فرصة لإحياء المفاوضات النووية مع واشنطن".
وردا على ما يثيره ذلك كله على وضع "حزب الله"، يجيب: "في تقديري أن الحزب واع لهذا الأمر، فهو يعرف أنه في وضع عسكري صعب ومتورط في مواجهة غير متكافئة أكلت إلى حد بعيد من الرصيد الذي حققه في مواجهة 2006، لذا هو ملزم الاستمرار في ما بدأه، لكنه يحرص على ألا تكون هناك حرب شاملة، وخصوصا أن إسرائيل تجد نفسها وقد تحررت من عبء حربها في غزة وعليها توجيه كل جهودها نحو الشمال" .

ويشير إلى أن "إيران لن تتخلى عن حليفها الحزب، لكنها مع أولوياتها الجديدة مجبرة على اتخاذ هذا الموقف الذي ينم عن أمرين: الاستعداد لخفض منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، والتجاوب مع كل ما يسهل وصول مرشحة الحزب الديموقراطي للتقليل من فرص فوز منافسها".
ولكنْ للباحث والأكاديمي طلال عتريسي القريب من "الجو الإيراني" وجهة نظر مختلفة، إذ يقول لـ"النهار": "لا بد من الإشارة استهلالا إلى أن ثمة ماكينة إعلامية معادية استغلت تصريح بزكشيان وضخمت الموضوع رغبة منها في زيادة التأثير السلبي على معنويات بيئة المقاومة. ومع وصول بزكشيان وفريقه الإصلاحي إلى الرئاسة في طهران كنا نرتقب أن يجنح إلى بعض الحياد عن خط السياسة الخارجية المعروف في إيران، وأن يبدو غير منخرط كليا في المواجهات التي يخوض غمارها حلفاء إيران في الإقليم. وهو بذلك يحاول أن يحذو حذو الإصلاحيين الذين سبقوه إلى تولّي الحكم في طهران، ويسعى إلى تكرار تجاربهم بما فيها التفاوض مع واشنطن والغرب للتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات. لذا بادر إلى هذا الموقف المثير، ولم يتراجع عنه رغم الضجة المثارة حوله، وهو ما يعني أنه يترجم اقتناعا يبدو راسخا عنده".
ويقدم الباحث في الشأن الإيراني الدكتور حسن فحص تفسيرا مباشرا للأمر إذ يقول: "إن الموقف الإيراني بلسان بزكشيان هو تعبير صريح عن رغبة طهران حاليا في عدم الانجرار إلى الحرب، مع مضيها في تقديم الدعم المعهود للحزب والحلفاء. وفي تقديري أن الإيرانيين سيبقون مصرين على هذا الموقف ما دام الحزب قادرا بإمكاناته الحالية على المواجهة وإدارة المعركة. أما إذا استشعروا بأي تغيير أو خطر على الحزب فسيبادرون إلى رفع سقف تدخلهم لأنه عندها تسقط الحسابات الإقليمية ويبرز دور الحسابات الوجودية".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الموقف حزب الله

إقرأ أيضاً:

صدمة طهران.. هل ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية بالأراضي اللبنانية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا زالت إيران ووكلائها المنتشرين بدول المنطقة وخاصة «حزب الله اللبناني» في حالة صدمة وذهول إثر   تفجير الاحتلال الإسرائيلي لأجهزة الاتصال اللاسلكية لحزب الله «أجهزة البيجر»، ثم توالي الضربات والغارات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب المدعوم إيرانياً، فضلا عن بعض المناطق في البقاع (شرق البلاد)، بالإضافة إلى النبطية وصور وصيدا في جنوب لبنان، ورغم ذلك تكتفي إيران وحزبها اللبناني في إطلاق تهديدات بأنهم سيردون على هذه الهجمات. 

 

مزاعم إيران 

يأتي هذا في سياق، ما أعلنه الرئيس الإيراني «مسعود بزشكيان»  في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 25 سبتمبر 2024، قائلاً، " إن إرهاب إسرائيل في لبنان لا يمكن أن يمر دون رد"، ومضيفاً، " نسعى لتحقيق السلام للجميع وليس لدينا نية للصراع مع أي دولة، ولذلك طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب، ولذلك ينبغي إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا عبر الحوار والحرب في قطاع غزة".

 

تدل هذه التصريحات أن زعماء إيران كل ما يهمهم هو تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، وإعادة العلاقات الإيرانية مع الغرب التي تدهورت منذ هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر2023،  ومع زيادة دعم طهران للحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.

 

ورغم أن الرئيس الإيراني وبعض المسؤولين الإيرانيين، قد نفوا إمدادهم لحزب الله اللبناني بـ«أجهزة البيحر» إلى أن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني «أحمد بخشايش أردستاني» كشف في تصريحات له في 22 سبتمبر 2024، أن طهران شاركت في شراء أجهزة النداء اللاسلكي الخاصة بحزب الله" البيجر"، ومضيفاً، "طهران متورطة بالتأكيد في شراء هذه الأجهزة، لأن السفير الإيراني في بيروت «مجتبى أماني» كان يحمل واحدا منها".

 

وتجدر الإشارة أن تهديدات إيران بالرد، لم تختلف عن توعّد الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» لإسرائيل في أول خطاب له بعد الهجمات التي شهدها لبنان واستهدفت " أجهزة البيجر" بـ"حساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب"، وحول مكان أو زمان أو توقيت الرد المنتظر من الحزب، قال "نصر الله"، أن "الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون".

 

رد محدود

وفي ضوء ما تقدم، يبقي التساؤل عن طبيعة رد إيران ووكلائها على الهجمات الإسرائيلية التي كشفت حتى الوقت الراهن ضعف طهران وجميع أذرعها المنتشرين بدول المنطقة، وللإجابة عن هذا التساؤل، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي تعد مؤشر قوى  أنه يسعى بكل قواه لتجنب المواجهات المباشرة سواء في لبنان او ايران او دول المنطقة، حيث أن هذه الهجمات مجرد هجمات لتحييد حزب الله عن الدخول في حرب مع اسرائيل .

 

ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن مواجهة حزب الله مع اسرائيل خاسرة، فضلاً أن إيران خسرت الكثير  من جراء إسرائيل، حيث سبق وتعرضت لهجمات سيبرانية إسرائيلية على مفاعلاتها النووية ولم تكن لايران اي رد فعل.

 

وأضاف أن حدود الرد الايراني على الهجمات الإسرائيلية على وكيلها اللبناني، سيكون مجرد عمليات من الرد الدعائي عبر وسائل الإعلام، لانها سبق وتعرضت لهجمات عدة ابرزها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» على الأراضي الإيرانية، ورغم أنها توعدت بالرد، فهي حتى الآن لم تنفذ ذلك، وهو ما يدل أن طهران لن ترد ولن تدخل في مواجهة عسكرية مع اسرائيل، لأنها غير قادرة في الوقت ذاته على مواجهة أمريكا أيضا.

مقالات مشابهة

  • صدمة طهران.. هل ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية بالأراضي اللبنانية؟
  • هل تتدخل طهران ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان؟.. نائب الرئيس الإيراني يجيب
  • ‏الرئيس الإيراني: إسرائيل تسعى بأفعالها لجر إيران إلى الحرب
  • هل نفضت إيران يدها من الحزب..؟
  • الرئيس الإيراني: مستعدون للعمل مع القوى العالمية لحل الأزمة النووية
  • الرئيس الإيراني يشدد على ضرورة وقف العمليات الإسرائيلية في غزة
  • مصادر لأكسيوس: حزب الله حث إيران في الأيام الأخيرة على شن هجوم على إسرائيل لكن طهران امتنعت
  • حزب الله طلب من إيران مهاجمة اسرائيل.. فكيف ردت؟
  • بزشكيان في نيويورك.. نكسة دبلوماسية تنتظر الرئيس الإيراني