تصريح الرئيس الإيراني: قراءة وابعاد
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
فيما كانت قاعدة "حزب الله" مشدودة تماما إلى مجريات المواجهة الضارية مع الإسرائيليين، استشعرت مرارة جديدة وأمرا مثيرا للريبة مع الموقف المفاجئ الذي أطلقه الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، واعتبر فيه صراحة أن ليس لـ"حزب الله" قدرة على أن يواجه بمفرده الإسرائيليين لأنهم يحظون بدعم ضخم متنوع من حلفائهم. وسارع البعض إلى الاستنتاج أن هذا الكلام في أوج المواجهات على الحدود الجنوبية ينطوي على دعوة الحزب إلى وقف المواجهات والتفاعل بإيجابية مع عروض الحل والتسويات المطروحة أو الموعودة.
وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": وفي معرض تحليله لهذا المشهد المستجد، يقول الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور #سامي نادرلـ"النهار": "القول إن إيران قد تخلت عن حزب الله أو أنها على وشك أن تبيعه، بلا قيمة. الجليّ أن طهران التي وصل إلى سدة الرئاسة فيها إصلاحي، بدأت تعتمد أولويات مختلفة ورؤية أوسع وأعمق. بمعنى آخر، نجد أن إيران التي انتخبت بفارق كبير مرشح التيار الإصلاحي، تريد أن تثبت لمن يهمه الأمر في هذا العالم أنها باتت منفتحة على ما من شأنه إحياء مفاوضاتها مع واشنطن والمعسكر الغربي عموما، وفي هذا السبيل تسعى إلى كل ما يعرقل وصول ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن، اقتناعا منها بأن ذلك يفضي إلى وقائع ترى طهران أنها ليست من مصلحتها، وخصوصا أن لها تجربة مريرة مع ترامب الذي كان رئيسا لمرة واحدة في واشنطن".
ويضيف: "لقد اتخذ بزشكين هذا الموقف الانفتاحي في لحظة كانت فيها كل الاستطلاعات تشير إلى أن حظوظ ترامب في تصاعد، وأنه واصل إلى حيث يسابق. لذا ثمة من يدرج موقفه في خانة تقديم دعم معنوي لمرشحة الحزب الديموقراطي المنافسة لترامب" .
ويتابع نادر: "ثمة توجه إستراتيجي عند طهران حاليا لمساعدة المرشحة المنافسة على بلوغها البيت البيضاوي، لأن ذلك إن تحقق فهو فرصة لإحياء المفاوضات النووية مع واشنطن".
وردا على ما يثيره ذلك كله على وضع "حزب الله"، يجيب: "في تقديري أن الحزب واع لهذا الأمر، فهو يعرف أنه في وضع عسكري صعب ومتورط في مواجهة غير متكافئة أكلت إلى حد بعيد من الرصيد الذي حققه في مواجهة 2006، لذا هو ملزم الاستمرار في ما بدأه، لكنه يحرص على ألا تكون هناك حرب شاملة، وخصوصا أن إسرائيل تجد نفسها وقد تحررت من عبء حربها في غزة وعليها توجيه كل جهودها نحو الشمال" .
ويشير إلى أن "إيران لن تتخلى عن حليفها الحزب، لكنها مع أولوياتها الجديدة مجبرة على اتخاذ هذا الموقف الذي ينم عن أمرين: الاستعداد لخفض منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، والتجاوب مع كل ما يسهل وصول مرشحة الحزب الديموقراطي للتقليل من فرص فوز منافسها".
ولكنْ للباحث والأكاديمي طلال عتريسي القريب من "الجو الإيراني" وجهة نظر مختلفة، إذ يقول لـ"النهار": "لا بد من الإشارة استهلالا إلى أن ثمة ماكينة إعلامية معادية استغلت تصريح بزكشيان وضخمت الموضوع رغبة منها في زيادة التأثير السلبي على معنويات بيئة المقاومة. ومع وصول بزكشيان وفريقه الإصلاحي إلى الرئاسة في طهران كنا نرتقب أن يجنح إلى بعض الحياد عن خط السياسة الخارجية المعروف في إيران، وأن يبدو غير منخرط كليا في المواجهات التي يخوض غمارها حلفاء إيران في الإقليم. وهو بذلك يحاول أن يحذو حذو الإصلاحيين الذين سبقوه إلى تولّي الحكم في طهران، ويسعى إلى تكرار تجاربهم بما فيها التفاوض مع واشنطن والغرب للتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات. لذا بادر إلى هذا الموقف المثير، ولم يتراجع عنه رغم الضجة المثارة حوله، وهو ما يعني أنه يترجم اقتناعا يبدو راسخا عنده".
ويقدم الباحث في الشأن الإيراني الدكتور حسن فحص تفسيرا مباشرا للأمر إذ يقول: "إن الموقف الإيراني بلسان بزكشيان هو تعبير صريح عن رغبة طهران حاليا في عدم الانجرار إلى الحرب، مع مضيها في تقديم الدعم المعهود للحزب والحلفاء. وفي تقديري أن الإيرانيين سيبقون مصرين على هذا الموقف ما دام الحزب قادرا بإمكاناته الحالية على المواجهة وإدارة المعركة. أما إذا استشعروا بأي تغيير أو خطر على الحزب فسيبادرون إلى رفع سقف تدخلهم لأنه عندها تسقط الحسابات الإقليمية ويبرز دور الحسابات الوجودية".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الموقف حزب الله
إقرأ أيضاً:
لعام آخر.. العراق يحتاج الغاز الإيراني ولا بدائل قريبة - عاجل
بغداد اليوم – بغداد
أكد النائب حسين حبيب، اليوم الأحد (9 آذار 2025)، أن العراق بحاجة الغاز الإيراني لمدة عام، حتى يتسنى له إيجاد بدائل مناسبة لرفد منظومة الطاقة العراقية.
وقال حبيب في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "موضوع استيراد الغاز من إيران يكتسب أهمية خاصة، كونه يشكل ضرورة لاستمرار إنتاج الكهرباء، حيث يغذي نسبة ليست قليلة من المحطات الرئيسة، رغم انخفاض هذه النسبة مقارنة بالسنوات الماضية، مع بدء العراق إنتاج الغاز محليا لتغذية محطات توليد الطاقة".
وأضاف أن "بغداد لديها علاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة مع واشنطن، مبنية على مصالح مشتركة منذ سنوات، ومن الضروري استثمار هذه العلاقات لإبرام اتفاق مع واشنطن يسمح باستيراد الغاز الإيراني لمدة عام، لتجاوز مرحلة صعبة من أزمة الكهرباء".
وأشار حبيب إلى أن "استثمار العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع واشنطن يعد ضرورة لتمديد الاستثناء على استيراد الغاز الإيراني، مما يمنح الحكومة فترة زمنية كافية لتوفير البدائل"، مبينا أن "عدم التوصل إلى اتفاق سيدفع الحكومة إلى البحث عن خيارات أخرى، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه دون حلول ليس منطقيًا، خصوصًا مع اقتراب العراق من ذروة الاستهلاك في صيف 2025".
وفي الشأن ذاته، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، على ضرورة أن تتوقف حكومة العراق عن الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية.
وأكد الوزير في تصريحات حصرية عبر قناة العربية وتابعتها "بغداد اليوم"، أن "الضغوط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة على طهران تأتي بهدف إنهاء التهديد النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أن "إيران تعد موردًا غير موثوق للطاقة".
وأضاف أن "التحول في قطاع الطاقة بالعراق يوفر فرصًا كبيرة للشركات الأمريكية" ، مؤكدًا "استعداد واشنطن لدعم هذا التحول بما يخدم مصالح العراق ويعزز أمن الطاقة في المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في شباط الماضي عقوبات جديدة على شبكة دولية تُتهم بتهريب النفط الإيراني إلى الصين، وهي أولى الإجراءات الجديدة في إطار سياسة ما يُعرف بـ"الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الشبكة قامت بنقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني، مما وفر مئات الملايين من الدولارات لتمويل القوات المسلحة الإيرانية وحلفاء طهران في المنطقة.
وانتهى يوم الخميس الماضي "الإعفاء" الأمريكي لتصدير الغاز الإيراني للعراق.