الدبلوماسية الفرنسية تنشط لتجنب الحرب الواسعة وماكرون يريد حماية لبنان
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
كثّفت الدبلوماسية الفرنسية نشاطها في نيويورك؛ حيث حضر في وقت واحد الرئيس إيمانويل ماكرون ومستشاروه وكذلك وزير الخارجية الجديد جان نويل بارو. وبذلت باريس جهوداً في العمل من أجل احتواء التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل، والتوصل إلى وقف للعمليات العسكرية.
وكتب ميشال بو نجم في" الشرق الاوسط": يأتي هذا الحراك الدبلوماسي بدفع من الرئيس ماكرون، الذي يريد أن يكون لبلاده دور في حماية لبنان، بعد الإخفاق الذي واجهه منذ العام 2020 وقت انفجاري المرفأ، ورغم الزيارتين اللتين قام بهما إلى بيروت خلال أقل من شهر (في 6 آب والأول من أيلول) مقدماً خطة إنقاذ اقتصادية وسياسية ومالية واجتماعية، ودفع الطبقة السياسية من أجل التفاهم في ما بينها لإخراج البلاد من ورطتها متعددة الأشكال.
بيد أن شيئاً من هذا لم يتحقق، كما لم تنجح الجهود الفرنسية في الدفع لملء الفراغ على رأس المؤسسات اللبنانية، رغم تعاقب زيارات وزراء الخارجية الفرنسيين من جان إيف لودريان إلى كاترين كولونا وستيفان سيجورنيه، إضافة إلى المكلفين في قصر الإليزيه بالملف اللبناني.
لم يتوقف الحراك الفرنسي عند هذا الحد، إذ إن باريس ترى أن مساعيها لا يمكن أن تؤتي أُكلها من غير مشاركة أميركية فاعلة. من هنا، انكب فريقا البلدين على بلورة مبادرة مشتركة، كشف عنها وزير الخارجية في كلمته أمام مجلس الأمن؛ حيث قال إن «فرنسا عملت، في الأيام الأخيرة، مع شركائنا الأميركيين على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوماً لإفساح المجال أمام المفاوضات»، مضيفاً أن اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله» «ليس حتمياً» بشرط أن تنخرط كل الأطراف «بحزم» في إيجاد حلّ سلمي للنزاع.
ووفق القراءة الفرنسية، فإن «التوترات بين (حزب الله) وإسرائيل اليوم تُهدّد بدفع المنطقة إلى صراع شامل لا يمكن التكهن بعواقبه». وما كان للمبادرة المشتركة المستعجلة أن ترى النور من غير حصول اجتماع في نيويورك بين الرئيسين الفرنسي والأميركي. وما تتخوف منه باريس، وفق مصادرها، أن يكون الانخراط الأميركي في الملف اللبناني - الإسرائيلي شبيهاً بانخراطها فيما خص حرب غزة، حيث «الخطوط الحمراء» التي وضعتها واشنطن لإسرائيل ول نتنياهو تهاوت تباعاً، ولم تنجح واشنطن في إلزام الأخير بهدنة دعت إليها مراراً وتكراراً وتوقعت حصولها.
ويتضح مما سبق أن الرئيس ماكرون يريد أن يكون له دور فاعل في الأزمة الراهنة، وربما أنه استوحى الدور الذي لعبه جاك شيراك، الرئيس الأسبق، في وضع حد للحربين اللتين شنتهما إسرائيل على لبنان في 1996 وفي 2006. ففي الأولى، أرسل شيراك وزير خارجيته هيرفيه دو شاريت إلى المنطقة، وطلب منه البقاء فيها حتى انتزاع اتفاق. وفي الثانية، كان لباريس دور كبير في دفع مجلس الأمن لتبين القرار الشهير 1701 الذي وضع حدّاً للحرب، ولكن ليس للنزاع المستمر بين إسرائيل ولبنان، الذي ما زال الأساس الذي تدور حوله المناقشات في الأمم المتحدة.
وثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها؛ أولها يتناول مدى الجدية الأميركية، وثانيها الطريق إلى بلورة آلية تمكن من تنفيذ القرار المذكور، وثالثها الموقف الإيراني ورغبة طهران في المساعدة، ورابعها المدة الزمنية اللازمة للحصول على موافقة الأطراف المعنية المبادرة المشتركة، وآخرها معرفة ما يريده حقيقة نتنياهو من حربه الراهنة على لبنان، والأهداف التي يريد تحقيقها قبل أن يقبل الهدنة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب يريد تنازلات من روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب
دعت الولايات المتحدة، الأحد، كلا من روسيا وأوكرانيا لتقديم تنازلات من أجل وقف الحرب بينهما.
وأفاد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ بأنه سيتعين على كل من كييف وموسكو تقديم تنازلات لإنجاح أي مفاوضات لإيجاد حل للحرب الدائرة.
وقال كيلوغ الذي عاد مؤخرا من زيارة قام بها لأوكرانيا في مقابلة أجرتها معه "فوكس نيوز" "أعتقد أن الجانبين سيقدمان القليل من التنازلات".
واضاف كيلوغ أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أشار بالفعل إلى أنه سيخفف من حدة موقفه" مؤكدا أنه سيتعين أيضا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "التخفيف من حدة مواقفه أيضا".
ويرفض زيلينسكي تقديم أي تنازلات عن أراض لروسيا التي تسيطر قواتها على جزء واسع من جنوب شرق أوكرانيا، لكنه يواجه ضغوطا في ظل تفاقم الخسائر الميدانية والضبابية حيال إمكان تواصل الدعم الأميركي، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
من جانبها، سعت روسيا للحصول على تطمينات بشأن عدم انضمام أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي.
وأثناء حملته الانتخابية، تعهد ترامب بوضع حد سريع للحرب المتواصلة منذ 3 سنوات، لكنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن الكيفية التي ينوي من خلالها تحقيق ذلك.
وأفاد بوتين، الثلاثاء، بأن بلاده ستجري محادثات سلام مع أوكرانيا، لكنه استبعد التحدث مباشرة مع زيلينسكي معتبرا أنه "غير شرعي" نظرا إلى انقضاء مدة ولايته الرئاسية.
ولم تجر انتخابات في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب فيما فرضت الأحكام العرفية، وهو أمر لفت كيلوغ الأحد إلى أن الدستور الأوكراني يسمح به.
واعتبر زيلينسكي من جهته أن بوتين "يخشى" المفاوضات.
وقال كيلوغ لشبكة "فوكس نيوز" الجمعة إن ترامب "يريد أن ينجزها (المفاوضات)"، مؤكدا "لدي ثقة كبيرة بأننا قادرون على تحقيق أمر ما".
ولدى سؤاله عن المدة التي قد يستغرقها ذلك، رد "أرغب بالقول إنها مسألة شهور، لكنها لن تكون سنوات".
وهدد ترامب منذ توليه السلطة في 20 يناير بتشديد العقوبات على روسيا وأشار إلى أن زيلينسكي مستعد للتفاوض.