وسّعت اسرائيل حملتها الجوّية ضدّ لبنان، وبدا جلياً أنها مستمر في عدوانه، وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف 75 هدفاً في الجنوب والبقاع، وهاجم بنى تحتية "يستخدمها حزب الله لنقل وسائل قتالية من الأراضي السورية إلى لبنان".
في المقابل، لا تزال بعض الأوساط المعنية ترصد نتائج المشاورات الكثيفة المستمرة في نيويورك علها تفضي إلى احداث اختراق يوقف دورة الهرولة نحو انفجار شامل للحرب علماً أن التصعيد الجنوني في الهجمات الجوية الإسرائيلية أمس وسقوط عشرات الشهداء والضحايا والجرحى والمصابين والدمار المخيف الذي تخلفه الغارات لا يترك أدنى هامش للتعويل على الجهود الأميركية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال وجوده في نيوريورك.


ذاك أن نتنياهو أعلن تكراراً "أننا سنواصل ضرب "حزب الله" بكل قوتنا حتى نعيد سكان الشمال إلى منازلهم". وقال عقب وصوله إلى نيويورك: "سياسة إسرائيل واضحة ولن تتوقف حتى يعود سكان الشمال". وكان مكتبه نفى تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه "أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته"، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي- الفرنسي لوقف إطلاق النار. ونقل موقع اكسيوس عن مسؤول في وفد نتنياهو إلى نيويورك "التقدير أننا لن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وسنواصل القتال". ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين أنه كان من المفترض أن يرحب نتنياهو من نيويورك باقتراح وقف اطلاق النار لكنه غيّر رأيه.
كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن بدوره "أننا سنواصل استهداف تشكيلات "حزب الله" وقدراته العسكرية والعمليات الهجومية ضده ستستمر ولا تزال هناك مهام إضافية يجب إنجازها في الجبهة الشمالية" وهو صادقَ على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.
وأفادت معلومات أنّ المندوب الإسرائيليّ أبلغ الجميع في نيويورك، بوضوح أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لدى إسرائيل تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ. كما أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أبلغ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بأن إسرائيل مستمرة في حربها في لبنان ولن توافق على المقترحات المقدمة لإسرائيل.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في نيويورك "القيام بكل ما يلزم لحماية لبنان، وإنجاز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان". وقال إن "العبرة الآن بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو البيان الأميركي - الفرنسي، لأنه سبق أن رفض أكثر من مبادرة سواء جاءت من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي". وختم: "ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي، فليس في أيدينا".

وكان سبق لميقاتي أن عبّر عن ترحيبه بالنداء المشترك الصادر بمبادرة من الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف موقت لإطلاق النار في لبنان" وقال: "تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام اسرائيل تنفيذ القرارات الدولية".
وكتبت" الاخبار"؛ بحسب مصادر مطّلعة على عملية التفاوض، «لم تشهد الساعات الأخيرة أي طروحات جديدة غير تلك التي سُرّبت في الإعلام». كما أن «هذه المقترحات وصلت إلى بيروت وأدخل حزب الله تعديلات عليها، أهمّها تمسّكه بربط جبهتي غزة ولبنان ببعضهما، وهو ينتظر الجواب».
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام زواره أمس، لقد «فعلنا ما علينا، والكرة اليوم في ملعب العدو»، وذكر أن الطرح الذي تقدّم به لبنان «يقوم على مبدأ أساسي، وهو وقف إطلاق نار متزامن في لبنان وغزة، وقد أبدت الدول الكبيرة تأييده». وفي السياق، استكمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقاءاته الدبلوماسية في نيويورك، حيث التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي وضعه في صورة المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النّار في غزة. كما التقى رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ووزير خارجيّة بريطانيا دافيد لامي. ونفى ميقاتي أن يكون قد وقّع على أي اتفاق حول هدنة في لبنان منعزلة عن هدنة مفترضة مع غزة.

ونُقل عن مصادر مواكبة للقاءات نيويورك أن الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين يتصرف وفق قاعدة «أن لبنان وحزب الله ليسا في وضع يسمح لهما بوضع شروط، وأن عليهما القبول فوراً بفصل الاتفاق حول لبنان عن مصير جبهة غزة».

وتوقعت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» إطالة أمد الجولة القتالية الموسّعة بين حزب الله وإسرائيل لوقت غير قصير بالحد الأدنى حتى الانتخابات الأميركية المقبلة، في ظل الضوء الأخضر الأميركي لـ»إسرائيل» للاستمرار بالحرب على حزب الله، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستحصل على حزمة مساعدات أميركية قيمتها 8.7 مليار دولار لدعم جهودها العسكرية الحالية.
وبعد إقفال باب المساعي حتى الساعة، واصلت المقاومة عمليّاتها الجهادية ضد العدو الصهيوني دعمًا لشعبنا الفلسطينيّ الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه،
وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن استمرار إطلاق حزب الله للصواريخ بهذه الكثافة والدقة والنجاح بإصابة الأهداف مع قدرة المناورة أمام القبب الحديديّة يشكل إنجازاً عسكرياً كبيراً ما يعطّل الأهداف الإسرائيليّة المتمثلة بالقضاء على منظومة الإمرة في الحزب والتواصل مع الوحدات القتاليّة على الأرض، ووقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، والفصل بين جبهتي غزة والجنوب، واستعادة المستوطنين”.
وكتبت" اللواء":غدر بنيامين نتنياهو على عادته بالمساعي الدولية، والاميركية على وجه التحديد لوقف نار مؤقتاً، كان من الذين شاركوا في صياغته، حسب مصادر المعلومات الآتية من نيويورك، حيث وصل الى هناك للمشاركة في اجتماعات الدورة الحالية للأمم المتحدة.
وأدخل نتنياهو الدبلوماسية العالمية في متاهات الترحيب ببيان لوقف النار، وهدنة على جبهة الجنوب لنحو ثلاثة اسابيع، قبل ان يعلن انه اعطى موافقته على عملية استهداف في ضاحية بيروت الجنوبية لأحد قيادات المقاومة الاسلامية.. متبجحاً ان المفاوضات تجري تحت الدم.
وذكرت المعلومات ان الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وفرنسا تدعو إلى وقف القتال لثلاثة أسابيع وتحرك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة. وتهدف الخطة الأميركية- الفرنسية التي دعمها ممثلو الدول العربية، إلى تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية وإعادة بناء المناطق التي تضررت بسبب الغارات الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان. والمسؤولون الأميركيون يعتقدون أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ترغب في حرب أوسع في لبنان وتسعى لحل دبلوماسي.
المصادر المطلعة، التي تشمل مسؤولين لبنانيين ودبلوماسيين غربيين، بالإضافة إلى مصادر قريبة من حزب الله وأخرى مطلعة على المحادثات، أشارت إلى أن هذه المبادرة تمثل المرة الأولى التي يتم فيها محاولة ربط الجبهتين في إطار الجهود الدبلوماسية الأميركية.
 وفقاً للتقارير، يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس منذ هجوم السابع من تشرين الأول على إسرائيل..وأكدت المصادر أن الاتفاق قد يفتح الباب أمام حلول دبلوماسية تشمل قضايا غزة ولبنان معًا، مشيرة إلى أن حزب الله «منفتح على كل التسويات. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أنه لم يتحقق تقدم كبير حتى الآن في المفاوضات.
 لكن مكتب نتنياهو نفى لاحقاً «التقارير حول إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه «أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته، مشيراً إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار».
وكتبت" الديار": لا صوت يعلو على صوت سفك المزيد من دماء اللبنانيين في كيان الاحتلال. اليمين المتطرف والمعارضة توحدوا بالامس على رفض طرح وقف النار المؤقت تمهيدا لتسوية في غزة والجبهة اللبنانية. وكما حصل على مدار العام الدموي المنصرم في غزة، كرر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو العرض المسرحي المشترك مع الادارة الاميركية المتواطئة في الحرب، وبعد ساعات على ادعاء واشنطن الاقتراب من تحقيق تقدم في المقترح الذي صاغه في الاصل نتانياهو، قرر الاخير بعيد وصوله الى نيويورك التنصل من الاتفاق، واعلن ان الحرب ستستمر دون هوادة ضد حزب الله في ظل تسريبات وتحضيرات ميدانية توحي بنية الجيش الاسرائيلي البدء بمناورة برية وصفها بعض الاعلام الاسرائيلي «بالفخ»، محذرا من المغالاة في تقدير تاثير الضربات الجوية وعمليات الاغتيال على حزب الله الذي لم يستخدم بعد الا نحو 10 بالمئة من قدراته العسكرية، وفق تقديرات صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بنیامین نتنیاهو إطلاق النار فی نیویورک وقف إطلاق حزب الله فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو مستعد لمحادثات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان

أعطى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الضوء الأخضر" للمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، وسط نشاط سياسي للأمريكيين معه ومع وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر. 

وقالت "القناة 12" الإسرائيلية أن هدف هذه المحادثات "التوصل إلى تسوية أو وقف مؤقت لإطلاق النار يسمح بإجراء محادثات، فالأميركيون لا يستطيعون التحدث مباشرة مع حزب الله".

وذكرت أن "الاتصالات مع حزب الله تكون غير مباشرة مع الحكومة اللبنانية وأطراف أخرى، بما في ذلك الفرنسيون والأوروبيون الآخرون والذين لا يريدون خوض الحرب".


ونشر نتنياهو مساء الأربعاء فيديو حول المحادثات الجارية وليس "الإنجازات الإسرائيلية"، قائلا: "لا أستطيع أن أفصل كل ما نقوم به، ولكن يمكنني أن أقول لكم شيئا واحدا: نحن مصممون على إعادة سكاننا في الشمال بأمان إلى منازلهم. نحن نوجه ضربات لحزب الله لم يكن يتخيلها. نحن نفعل ذلك بقوة إننا نفعل ذلك بمكر، وأعدكم بشيء واحد، وهو أننا لن نرتاح حتى يعودوا إلى ديارهم"، بحسب موقع "وانيت".

وبهذا الشان، ذكرت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة تقود الآن "جهدًا جديدًا" في محاولة لإنهاء القتال في غزة وكذلك في لبنان، وهذا ما قالته ستة مصادر مشاركة في المبادرة الجديدة، وبحسب التقرير فيجري "ربط الحرب ضد حزب الله بالحرب في غزة ضد حماس".

وقالت ثلاثة من المصادر إن الصفقة قد تشمل في النهاية أيضًا إطلاق سراح الرهائن من غزة، هذه هي المرة الأولى التي تربط فيها الولايات المتحدة رسميًا بين غزة ولبنان في جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب (على الرغم من أن الأمل لعدة أشهر كان هو أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع غزة إلى تعزيز التسوية في الشمال).

تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مبادرة دبلوماسية جديدة لـ"وقف القتال" في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن اتفاق إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة ووقف إطلاق النار.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين ومسؤول إسرائيلي ومصدرين مطلعين أنه قد يتم اليوم الأربعاء الإعلان عن مبادرة من البيت الأبيض في محاولة لوقف التصعيد بين "إسرائيل" وحزب الله.


وأضاف الموضع أن "مناقشات المبادرة الجديدة بدأت بعد مكالمة هاتفية الاثنين الماضي بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين".

وقال مسؤول أمريكي ودبلوماسي أوروبي إن الولايات المتحدة "ناقشت الفكرة على مدار اليومين الماضيين مع فرنسا وإسرائيل ولبنان وعدة دول عربية أخرى.. ونحن نعمل مع عدة دول على اقتراح لحل دبلوماسي للشمال".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتراجع بشأن مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان
  • نتنياهو يتراجع عن تفاهمات مع واشنطن
  • نتنياهو بعد وصوله نيويورك: لن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا
  • نتنياهو من نيويورك: إسرئيل لن تتوقف حتى تحقق كل أهدافها
  • أول رد من نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار مع لبنان
  • إعلام عبري: نتنياهو أصدر توجيهاته بتخفيف الغارات على لبنان
  • نتنياهو مستعد لمحادثات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان
  • نتنياهو يرجئ زيارة نيويورك وغالانت: تهديدات حزب الله تؤخذ على محمل الجد
  • الغارات الاسرائيلية تدفع مئات اللبنانيين إلى سوريا