إسرائيل وحزب الله.. الميدان يشتعل وواشنطن تتحرك نحو هدنة مؤقتة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
لليوم الرابع على التوالي، يستمر التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان، الخميس، الهجمات الصاروخية التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى تدمير مبان ومنشآت عسكرية ومدنية، في حين تتواصل الجهود الأميركية من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة.
وعقب غارات كثيفة في الجنوب اللبناني وفي الضاحية الجنوبية بالعاصمة، بيروت، قال الجيش الإسرائيلي إن "صفارات الإنذار دوت بكثافة في منطقة تل أبيب الكبرى".
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في جنوب لبنان والبقاع، كما نفّذت غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت شقة في حي القائم بمنطقة الجاموس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أنه نجح في قتل محمد حسين سرور، قائد الوحدة الجوية في حزب الله، عبر عملية استخباراتية دقيقة.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
مشهد يظهر موقع استهداف سروركما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق عام الكحالة، ما أسفر عن إصابة أحد عناصر حزب الله بجروح خطيرة.
ونقلت مراسلة الحرة عن مصدر أمني أن الطيران الحربي الإسرائيلي يشن موجة من الغارات الكثيفة مستهدفا عدة قرى في قضاء النبطية لاسيما كفرمان، النبطية الفوقا ، زوطر الشرقية وأطراف بلدات الشرقية ، شوكين وميفدون، وأن دوي الانفجارات سمع في مناطق عدة من الجنوب اللبناني.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلاته هاجمت "حوالي 220 هدفا إرهابيا تابعا لمنظمة حزب الله الإرهابية في لبنان. ومن بين الأهداف التي تم مهاجمتها: مبانٍ عسكرية، منصات إطلاق قامت بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مخربين ومستودعات ذخيرة تابعة للتنظيم في عمق وجنوب لبنان".
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
من جهة أخرى، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجر جنرال تومر بار، من قاعدة تل نوف الجوية: "نحن نعمل في لبنان على منع أي محاولات لنقل الأسلحة من إيران لتعويض ما دمرناه من مخزون حزب الله. قدرة نصر الله وحزب الله على التعافي تعتمد بشكل كبير على قناة الدعم المفتوحة القادمة من إيران".
وأضاف "نستعد بالتنسيق مع قيادة المنطقة الشمالية لإطلاق مناورة برية، ولكن تفعيل هذه الخطوة يعتمد على قرار القيادة العليا. التصعيد سيستمر ويتوسع كلما دعت الحاجة، دون اقتصار العمليات على مناطق محددة، سواء تحت الأرض أو فوقها، في جنوب لبنان أو حتى في بيروت، طالما بقي حزب الله يشكل تهديداً لسكان إسرائيل".
????قائد سلاح الجو من قاعدة تل نوف الجوية: نحن الآن في لبنان نسعى لمنع أي إمكانية لنقل الأسلحة من إيران تعويضاً عما قمنا بتقليصه الآن من مخزون حزب الله. أمن نصر الله وحزب الله وقدرتهم على التعافي مما تعرّضوا له قبل أيام قليلة يتوقفان على قناة التغذية المفتوحة القادمة من إيران.… pic.twitter.com/l8sg5hXmlG
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 26, 2024وخلال جلسة لتقييم الوضع الأمني، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على ضرورة مواصلة الهجمات ضد حزب الله، مشيراً إلى أن هذه اللحظة كانت منتظرة منذ سنوات. وأضاف "نعمل على مدار الساعة لتحقيق إنجازات، وتصفية قيادات حزب الله، وإحباط عمليات نقل الوسائل القتالية، وتجريده من قدرات نيرانه ومهاجمته في جميع أنحاء لبنان".
من جانب آخر، نشر حزب الله مشاهد مصوّرة زعم فيها استهدافه لمطار مجيدو وقاعدة عاموس ومصنع زخرون، إضافة إلى إعلانه عن قصف كريات آتا ومدينة صفد، وشن هجوم جوي على قاعدة شمشون.
كما أعلن الحزب عن قصفه لمقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، إلى جانب قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، واستهداف قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، وكذلك قصف كريات شمونة، ومجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال حيفا، إضافة إلى استهداف كريات موتسكين.
واشنطن.. جهود مكثفة لاحتواءالتصعيدفي إطار السعي لوقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، أكد البيت الأبيض، الخميس، أن لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين تجري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، من أجل التوصل لوقف إطلاق للنار لمدة 21 يوما، كانت قد دعت إليه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأربعاء.
وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، عاموس هوكستين، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الخميس، أن المحادثات تتواصل مع الإسرائيليين "وهناك شعور بأن إسرائيل ترغب في مناقشة خطة لوقف إطلاق النار في لبنان".
وقال المسؤولان الأميركيان: "لم نكن لنصدر بيانا بشأن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، ولم نكن لنعمل عليه لو لم يكن لدينا سبب للاعتقاد بأن المحادثات التي أجريناها مع الإسرائيليين على وجه الخصوص كانت مؤيدة لذلك الهدف".
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية، دعت إلى وقف إطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة 21 يوما، الأربعاء.
وجاء في البيان المشترك للولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر "إن الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 لا يحتمل ويشكل خطرا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقا وهذا لا يصب في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان".
وأكد البيان ضرورة "إبرام تسوية دبلوماسية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان. ولكن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح في ظل تصعيد هذا الصراع".
والخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه لم يقدم بعد رده على مقترح وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله في لبنان.
وأشار نتانياهو في بيان، إلى أنه "أصدر تعليماته للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته"، مضيفاً أن "الخبر المتعلق بوقف إطلاق النار غير صحيح".
وتابع "الخبر الذي يدور حول ما يسمى بالتوجيه لتهدئة القتال في الشمال هو أيضاً عكس الحقيقة. كما أن القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".
كذلك رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أي تهدئة مع حزب الله اللبناني قبل تحقيق "النصر"، حيث كتب عبر منصة "إكس" "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة".
לא תהיה הפסקת אש בצפון. נמשיך להילחם נגד ארגון הטרור חיזבאללה בכל העוצמה עד לניצחון והשבת תושבי הצפון בביטחון לבתיהם.
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) September 26, 2024وواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقاءاته الدبلوماسية في نيويورك.
وخلال اجتماعه بميقاتي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان، واستمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، وخطر اندلاع حرب إقليمية.
وناقش الطرفان أهمية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، وسلطا الضوء على مساهمة اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار. كما ناقشا الوضع الإنساني في لبنان.
وفي نفس السياق، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من "خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط قد تكون مدمرة لإسرائيل ولبنان"، مؤكدا أنه على "الطرفين استغلال فرصة الحل الدبلوماسي".
وقال أوستن في مؤتمر صحفي ثلاثي عقب محادثات مع نظيريه الأسترالي والبريطاني في لندن "يمكن لإسرائيل ولبنان اختيار مسار مختلف على الرغم من التصعيد الحاد في الأيام الأخيرة".
تداعيات كارثيةوأسفرت الغارات الإسرائيلية، الخميس، عن مقتل 26 شخصا وإصابة 42 آخرين في محافظة النبطية، بالإضافة إلى مقتل 14 شخصا وجرح 38 آخرين في محافظة الجنوب.
وفي محافظة البقاع، أدت الغارات إلى مقتل 48 قتيلا و44 جريحا في الغارات الجوية اليوم على البقاع.، بينما بلغت الحصيلة في محافظة بعلبك الهرمل 25 قتيلا و14 جريحا. كما أسفرت الغارات عن 4 قتلى و29 جريحا في محافظة جبل لبنان.
وأدى التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل كذلك، إلى نزوح كبير في صفوف اللبنانيين، حيث أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، أن "عدد المواطنين النازحين المسجلين رسمياً بلغ 70,100 نازح، موزعين على 533 مركز إيواء" في مختلف المناطق اللبنانية.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
الضربة وقعت في النبطية جنوبي لبنانوفي مؤتمر صحفي عقده في الوزارة، أشار مولوي إلى أن "وزارة الداخلية والجهات المعنية في لبنان تسعى لتأمين الرعاية الصحية للمرضى وذوي الحاجات الخاصة من النازحين، وتوفير أماكن لهم في مراكز الإيواء"، وأكد أن "الاستجابة تركز بشكل أساسي على النازحين اللبنانيين، لكن من منطلق إنساني ووطني، نقف إلى جانب كل محتاج، وهناك مراكز إيواء في البقاع مخصصة للنازحين السوريين".
من جانبه أصدر منسق لجنة الطوارئ الحكومية، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين، تقريرا جديدا عند حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء الخميس، حول الغارات الإسرائيلية على لبنان.
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد مراكز الإيواء في المرافق العامة إلى 565 مركزاً، تتضمن مدارس رسمية، مجمعات تربوية، معاهد مهنية، مراكز زراعية وغيرها، موزعة في مختلف المحافظات، ولفت إلى أن الأمن العام سجل خلال اليومين الأخيرين عبور 15,600 سوري و16,130 لبناني إلى الأراضي السورية.
وكان مصدران أمنيان سوريان أفادا وكالة "فرانس برس" بأن أكثر من 22 ألف شخص، معظمهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ بداية الأسبوع، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. وأوضح أحد المصادر أن "أكثر من ستة آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري عبروا معبر جديدة يابوس بشكل طارئ خلال الأيام الثلاثة الماضية حتى صباح اليوم".
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني آخر بأن "نحو ألف لبناني وحوالي 500 سوري آخرين دخلوا عبر معبر جوسيه" منذ يوم الاثنين.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، عن خطة الطوارئ التي أعدتها الوزارة، مشيداً بالجهود التي يبذلها القطاع الصحي بشكل عام، خاصة خلال الأزمات. وأكد الأبيض أن "هذه الخطة جاءت نتيجة تعاون وثيق مع جميع الشركاء، بما في ذلك النقابات، وعلى رأسهم نقابة الممرضات والممرضين، الذين وصفهم بالجندي المجهول لدورهم الكبير في العمل بصمت وفعالية، خصوصاً في الأوقات الحرجة".
وأوضح الوزير أن الخطة تهدف إلى التعامل مع تداعيات الغارات الإسرائيلية، بما في ذلك معالجة الجرحى والاستجابة للاحتياجات الصحية للنازحين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مقترح وقف إطلاق النار الغارات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی إسرائیل ولبنان إطلاق النار فی بین إسرائیل وحزب الله فی محافظة من إیران فی لبنان حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
التعيينات الاسبوع المقبل.. وواشنطن: الجيش يقوم بواجبه
يتصدر ملف التعيينات واجهة الاهتمام السياسي، وأمس حضر تعيين المدير العام للأمن العام على طاولة قصر بعبدا في لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طرح اسم العميد مرشد الحاج سليمان، إلا أن رئيس الجمهورية أبدى بعض الملاحظات حول الاسم. ولذلك ترجح أوساط سياسية ان يكون المخرج بتعيين العميد حسن شقير، ورغم هذا التباين تشير الأوساط الى أن اللقاء كان إيجابياً وأطلع عون برّي على محادثاته في الرياض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكذلك على أجواء القمة العربية غير العادية في القاهرة. كما بحثا الأوضاع العامّة والوضع في الجنوب. وتم الاتفاق على البدء بالدفعة الاولى من التعيينات الاسبوع المقبل". واعتبرت الاوساط السياسية ان النقاش بين عون وبري ورئيس الحكومة نواف سلام لا يزال مستمراً حول منصب قائد الجيش، وان كان اسم العميد رودولف هيكل يتقدم على ما عداه من اسماء. وفي ما خص التعيينات الادارية فثمة توافق بين الرؤساء الثلاثة على ضرورة ان تعتمد الآلية المتفق عليها بين وزارة التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية لتعيين أصحاب الكفاءة بعيداُ عن المحاصصة.
وفي عين التينة التقى بري وزير الدّاخليّة والبلديّات أحمد الحجار، حيث جرى عرض لتطوّرات الأوضاع العامّة والمستجدّات السّياسيّة والأمنيّة ولشؤون متّصلة بعمل الوزارة والتعيينات.
إلى ذلك لم يكن الوضع جنوباً امس هادئاً، فالعدو الإسرائيلي شنّ ليلا غارات عدة تعتبر الأعنف منذ إعلان وقف إطلاق النار، مستهدفا وادي العزية والمنطقة الواقعة بين عيتا الجبل وبيت ياحون ومرتفعات الريحان وياطر وزبقين، فضلًا عن أنصار والزرارية إضافة إلى منطقة التبنا في البيسارية. وكان أصيب ثلاثة مواطنين صباح أمس جرّاء إطلاق القوّات الإسرائيليّة النار على تجمّع للأهالي قرب جدار كفركلا.
وربطا بالانتهاكات الإسرائيلية أدخلت عناصر من القوّات الإسرائيليّة مستوطنين لزيارة مقامٍ دينيّ مزعوم في منطقة العباد – حولا، ووصفت قيادة الجيش هذا التصرّف بأنّه انتهاكٌ سافر للسيادة الوطنيّة وللقرارات والاتفاقيات الدوليّة ذات الصلة، ولا سيّما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. وأكدّت القيادة أنّ دخول المستوطنين الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانيّة يُعَدّ أحد مظاهر تمادي العدوّ في خرق القوانين والقرارات الدوليّة. وأشارت إلى أنّها تتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسيّة للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
إلى ذلك أشار مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، في مقابلة تلفزيونية إلى أنّ "الجيش اللبناني يقوم بواجبه بشكل لا بأس به"، متمنيًا أنّ يكون العمل بشكل أسرع بخصوص ما يتضمه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وتعليقًا على مشروع قانون أميركي في الكونغرس بشأن اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة خلال 60 يوما لنزع سلاح حزب الله، ذكر بولس أنّ "هذا المشروع مطروح في الكونغرس ومن حيث المبدأ فلا بأس به كطرح، فقد حان الوقت لتحديد مهلة زمنية بهذا الخصوص".
المصدر: لبنان 24