سرايا - تمحور حديث وسائل إعلام إسرائيلية حول ضرورة شن عملية برية محدودة في العمق اللبناني، في حين رفض مسؤولون أمنيون سابقون الذهاب لما وصفوه بـ"إغراءات تسوية سياسية".

ويقول قائد الفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي سابقا نوعام تيبون إن حزب الله يتبع إستراتيجية خوض حرب استنزاف، مضيفا "حزب الله مستعد للاستمرار حتى يحقق هدفه بإنهاء الحرب على غزة".



ولفت تيبون إلى أن العملية الجوية في حرب لبنان الثانية كانت رائعة لكن إسرائيل لم تتوقف باللحظة المناسبة وبدأت عملية برية عقدت الوضع برمته، معتقدا أن الحل يكمن بإبرام صفقة تبادل أسرى مع قطاع غزة ووقف الحرب في الشمال.

وفي السياق ذاته، قالت ميكي أهرونسون -وهي مسؤولة رفيعة بمجلس الأمن القومي سابقا- إن حرب الاستنزاف ستكون أسوأ ما يمكن أن يحدث، مشيرة إلى أن احتمال التورط في الدخول البري كبير رغم أهميته.

ويعتقد رئيس إدارة الاستخبارات في الموساد سابقا زوهر بلتي أن القدرات التي بنيت على مدى 20 عاما "لا يمكن القضاء عليها خلال أسبوع، فالحرب طويلة المدى".

ويؤمن بلتي أن "حزب الله بعيد عن الانكسار"، مستدلا بالأقاويل التي كانت تثار حول الحزب خلال حرب لبنان الثانية ولم يحدث شيء وقتها.

في سياق متصل، قال محلل الشؤون العسكرية يوسي يهوشوع إن قادة في الجيش يعتقدون أنه لا مناص من عملية برية محدودة وقصيرة تستهدف البنى التحتية لحزب الله الموجودة على خط المواجهة وتهدد البلدات الإسرائيلية خشية تكرار هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وحذر عضو الكنيست ألموغ كوهين من الذهاب إلى أي اتفاق مع حزب الله الذي قال إنه لم يطبق القرار الأممي "1701"، مشيرا إلى أنه لا فرق بين الحزب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي الإطار ذاته، حذر المسؤول السابق في الشاباك عميت آسا من الذهاب إلى تسوية سياسية في المرحلة الحالية، مطالبا بتحقيق أهداف القضاء على قدرات حزب الله ودفعه إلى وضع يطلب فيه بنفسه الاستسلام والانسحاب حتى نهر الليطاني.

في الجهة المقابلة، يقول رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا يسرائيل زيف إن إسرائيل بحال توقفت في النقطة الزمنية الحالية فإن حزب الله سيستغرق وقتا طويلا لترميم نفسه.

وخلص إلى أن الوقت الحالي يعد الأفضل لكي يكون نقطة انطلاق للخروج من الحرب "وعدم الانتظار حتى ينقلب حظنا ويسقط لدينا قتلى بإصابة مبنى متعدد الطوابق".

بدوره، يميل الخبير في الشؤون الاستخبارية العسكرية يوسي مليمان إلى التوصل لتسوية سياسية وعدم الانخراط في عملية برية عسكرية، محذرا من إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: عملیة بریة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟

أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن.

تقرير للصحفيين كلوي كورنيش وريتشارد سلامة في صحيفة "فايننشال تايمز" يسلط الضوء على اشتداد المعارك في جنوب لبنان بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.

وفق التقرير، يخوض الجيش الإسرائيلي وحزب الله قتالا عنيفا حول قلعة مسيحية ذات موقع استراتيجي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، في واحدة من أقصى تقدمات إسرائيل إلى الشمال في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري في سبتمبر (أيلول) الماضي.
اندلعت اشتباكات متكررة بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة في قرية شمع، وهي قرية جبلية تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
وتشتهر القرية بأطلال قلعة مسيحية تاريخية تمثل مزاراً دينياً مهماً، وتحمل قيمة دينية وتاريخية كبرى. استهداف قوات اليونيفيل

قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن أربعة من جنودها الإيطاليين نقلوا إلى المستشفى يوم الجمعة بعد سقوط صاروخين على قاعدتها في بلدة شمع للمرة الثالثة هذا الأسبوع، وقالت القوة إن الهجوم جاء "وسط قصف عنيف ومناوشات برية" في المنطقة.

Israeli army chief of staff from Kafr Kila, southern Lebanon:

"We will continue to fight, go forward, attack in depth and hit Hezbollah very hard" pic.twitter.com/AqqgI9iZEF

— Current Report (@Currentreport1) November 16, 2024

وتمثل هذه المعارك بعضاً من أعمق التقدمات المعروفة التي حققتها القوات الإسرائيلية في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري، فيما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ"الغارات المحدودة والمحلية والمستهدفة".
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام البرلمان هذا الأسبوع بأن هناك "توسعاً معيناً" في الحملة البرية، مشيراً إلى أن القوات تتجول الآن خارج ما يسمى "الحزام الأول" من القرى اللبنانية الأقرب إلى الحدود.
كان الهدف المعلن للهجوم هو "تطهير" المنطقة من مخابئ حزب الله ومخازن الأسلحة والمقاتلين الذين تقول إسرائيل إنهم يشكلون خطراً على مجتمعاتها الشمالية.
بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من غزة، والذي أودى بحياة المئات من الإسرائيليين، فضلاً عن أسر العشرات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على المعارك الدائرة في شمع، ورفض الكشف عن المواقع الدقيقة التي تتقدم فيها قوات الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ومن جانبه، قال حزب الله إنه استهدف دبابات ميركافا وجنود إسرائيليين في المنطقة عدة مرات.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء أن مدنياً إسرائيلياً وجندياً إسرائيلياً قتلا في قلعة شمع بعد أن نصب لهم مسلحون من حزب الله كمينا، كما أصيب ضابطان إسرائيليان آخران في الحادث.

عالم آثار بين القتلى

كان المدني زئيف هانوخ إيرليتش، وهو عالم آثار هاوٍ يبلغ من العمر 71 عاماً ويعيش في الضفة الغربية، قد حاز على اهتمام إعلامي واسع النطاق في إسرائيل ودفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى بدء تحقيق في كيفية وسبب تمكنه من الوصول إلى خط المواجهة في منطقة حرب نشطة.
كانت التفسيرات الأولية التي قدمتها قوات الدفاع الإسرائيلية أن وحدة المشاة كانت بحاجة إلى خبرته الأثرية في الموقع القديم.
وتكهنت تقارير إعلامية أخرى بأن إيرليش كان يبحث عن آثار أو رفات يهودية توراتية.
وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قلعة شمع تحت "الحماية المعززة" هذا الأسبوع، إلى جانب 33 موقعاً آخر في لبنان.

Israel’s attacks have devastated Hezbollah. How is it still fighting back?
➡️ https://t.co/NH8t51jJ9n pic.twitter.com/K80NTzJSZy

— FRANCE 24 (@FRANCE24) October 24, 2024

وكان الجنود الإسرائيليون قد استخدموا القلعة خلال احتلالهم لجنوب لبنان الذي استمر عقدين من الزمن وانتهى عام 2000.
وتبدو صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة "فاينانشال تايمز" وكأنها تظهر أضراراً لحقت مؤخراً بالمباني في بلدة شمع، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على أراض في المنطقة.
لكن وسائل الإعلام اللبنانية أفادت بتقدم إسرائيلي نحو بلدة البياضة، التي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.

أهمية بلدة شمع

تتمتع بلدة شمع بأهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين الشيعة بفضل ضريح القديس بطرس المعروف أيضاً باسم شمعون الصفا.
وهناك مخاوف من تعرض الضريح لأضرار، حيث أفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية بتدميره.
وأفاد حزب الله عن وقوع اشتباكات في قرى وبلدات أخرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن الحدود، بما في ذلك طلوسة والخيام في الشرق.

Lebanon: Israeli media published a US-drafted ceasefire proposal to end the fighting in Lebanon. The success of the proposal depends fully on Hezbollah’s agreement and cooperation. The proposal does not explicitly require Hezbollah to withdraw from south of the Litani River.… https://t.co/XOrHbG8BGA pic.twitter.com/wGjGYS0wYV

— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) November 1, 2024

وواصلت الجماعة المسلحة القوية المدعومة من إيران القتال في الجنوب على الرغم من استهداف قياداتها العليا من خلال الاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة، كما أنها لا تزال تطلق الصواريخ على شمال إسرائيل - وإن كان بحجم أقل بكثير، من السابق.
وفي خطاب متلفز هذا الأسبوع، قلل الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أهمية التقدم الإسرائيلي، مؤكداً أن المسلحين يستخدمون تكتيكات المتمردين.
وأضاف نعيم قاسم أن "المقاومة لا تعمل على منع جيش العدو من التقدم، بل تعمل على قتل العدو ومنع استقرار احتلاله".

مقالات مشابهة

  • السيسي يدعو لبدء عملية سياسية تقود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟
  • أستاذ دراسات سياسية: طبيعة الأرض الجغرافية في لبنان تربك الاحتلال الإسرائيلي 
  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • بصواريخ نصر 2.. هذا ما استهدفه حزب الله في حيفا (فيديو)
  • بشأن الحرب مع لبنان... ماذا يُريد الإسرائيليّون؟
  • ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
  • هل يتحول حزب الله إلى قوة سياسية فقط؟
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • حزب الله ينفذ 34 عملية في عمق العدو.. ويعرض مشاهد لاستهداف قاعدتَي «تل حاييم» و «بيت ليد»