عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، عدد 150 ندوة دعوية بالمساجد الكبرى بعنوان: "منهج النبي في الاقتصاد وترك الإسراف "الماء أنموذجا".

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل أوقاف الفيوم، وبحضور مديري إدارات الأوقاف الفرعية ونخبة من كبار العلماء وأئمة الأوقاف المميزين.

العلماء: الماء نعمة كبرى ومنة عظمى عليه تقوم الحياة

وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء المشاركون أن الماء نعمة كبرى، ومنة عظمى، عليه تقوم الحياة، وهو أساس الحضارة والرقي وعماد الاقتصاد، ومن أهم مصادر الرخاء وأصل النماء، وسبب البقاء،فالماء أغلى ما تمتلك الإنسانية، إنه الرزق النازل من السماء، يقول الله تعالى:{…وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]، فالمحافظة على المياه واجب شرعي ووطني وإلقاء القاذورات والمخلفات في النيل والترع ومجاري المياه إثم مبين، وأما الإسراف في استخدام المياه لغير حاجة ضرورية فدليل على انعدام التقوى ومراقبة الله تعالى.

وأشار العلماء أن الله تعالى تارة يسمى النازل من السماء ماءً وتارة يسميه رزقًا ليعلم العباد أن هذا الماء النازل من السماء يحمل الخير والبركة والنماء والبهجة، فالأرض ميتة والماء حياتها، يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [النحل: 65]، والأرض هامدة يابسة مقحلة حتى إذا نزل عليها الماء تحركت بالنبات وصارت مبهجة، يقول الله تعالى: {…وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[الحج: 5].

كما أوضح العلماء أن كثيرا من الناس يخالفون هدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين يسرفون في استخدام الماء حتى في الوضوء أو الاغتسال مخالفة كبيرة،فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ بمُدّ، ويغتسل بصاع، فعن أنس (رضي الله عنه) قال: “كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَغْسِلُ – أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ – بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ “، [والصاع أربعة أمداد والمُد ملء كفي الرجل المتوسط] وكَانَ عند جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (رضي الله عنهما) قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنِ الْغُسْلِ فَقَالَ:”يَكْفِيكَ صَاعٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مَا يَكْفِينِي، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ مِنْكَ”. وإنما كان هذا القدر القليل يكفي النبي (صلى الله عليه وسلم) لوضوئه أو اغتساله لشدة حرصه على الماء ، أما نحن فإن ذلك لا يكفي أحدنا لغسل يديه فقط، يا لنا من مسرفين !!! يجب علينا أن نقتدي برسول الله(صلى الله عليه وسلم) في الحرص على هذه النعمة العظيمة فلا نضيع منها ما يصلح لاستخدامٍ – أيّ استخدام- فما لا يصلح للشرب قد يصلح للغسل، ومالا يصلح للغسل قد يصلح لإزالة القاذورات، ولا يفعل ذلك إلا مؤمن يخشى الله تعالى ويدرك أن الماء نعمة كبرى وأنه أغلى من المال، بل أغلى من الدم الذي يجري في العروق، فهلّا حافظنا عليه؟!. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوقاف العلماء الماء الحياة الفيوم الأوقاف بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم الله تعالى

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: النبي محمد أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان وسيظل هاديا للبشرية، استطاع أن يتحول بها من الظلمات إلى النور، كما استطاع أن يؤسس دولة مكتملة الأركان، على أساس من العلم والبر والكرامة والإنسانية، في حقبة لا تزيد عن ٢٣ عاما، لتسود هذه الدولة العالم بالإنسانية والأخلاق الكريمة والدعوة الرشيدة التى جاء بها، وليس بحد السيف كما يدعي البعض.

الأزهر للفتوى: مصاحبة الموسيقى للقرآن الكريم مشهد مُحرم آثِم أمين البحوث الإسلامية يتفقد المبنى الجديد لمكتبة الأزهر المركزية

وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية الجامع الأزهر بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي استطاع أن يطّوع تلك النفوس الجاهلة التى آذته وحاربته وأخرجته من مكة، فكان خلقه وقت أن فتح الله عليه مكة، وسألهم: «ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وأبن أخ كريم»، حيث توسموا فيه الخير لما عرفوه عنه من مكارم الأخلاق منذ صباه، ولم يخجلهم حلم رسول الله وصدق ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: "أذهبوا فأنتم الطلقاء".

وأضاف وكيل الأزهر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كرّس لقيم وأخلاق نبيله يحملها الدعاة من بعده، ليبشروا بها الناس في كافة أنحاء الدنيا، فاتسعت الدولة الإسلامية شرقا وغربا، وحمل التاريخ لنا من تقدمها وتطورها ما حمل لأنها التزمت بما أنزله الله وجاء به محمد، فاتخذت العلم طريقا والأخلاق والقيم وسيلة تسير بها بين الناس، فقد خاطبه الله أن «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».

وأكد وكيل الأزهر، أن أمتنا لا يمكن أن تتحول من حالة الضعف التي تعيشها، إلا بالعودة لنهج رسول الله، حتى تصل إلى الريادة في مصاف الأمم، مشددا على أن الأزهر الشريف هو مشعل النور الذي شاءت إرادة الله أن يحمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي رحابه يقبل المسلمون على  دراستها وفهمها فهما صحيحا دون غلو أو تشدد، وأنه لا يزال على العهد منذ نشأته حتى الآن، لم يحد عن الطريق في نشر نهج رسول الله، موصيا المسلمين بالإكثار والمداومة على الصلاة على رسول الله، قائلا «ما علمنا شئ يستجاب صلاة الله على العبد مثل الصلاة على رسول الله».

احتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف

ونظم الجامع الأزهر احتفالية كبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان«قبسات من حياة النبي ﷺ في ذكرى مولده»، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، بالإضافة إلى عدد كبير من علماء وطلاب الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: النبي أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • وكيل الأزهر: النبي محمد أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • "الرسول القدوة في التعامل مع زوجاته".. ندوات بأوقاف الفيوم 
  • «الرسول القدوة في التعامل مع زوجاته».. ندوة أوقاف الفيوم في مبادرتي خلق عظيم وبداية
  • أوقاف الفيوم تواصل فعاليات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"
  • «خلق عظيم».. «أوقاف الفيوم» تعقد ندوة الرسول القدوة في التعامل مع غير المسلمين
  • الرحمة في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
  • حسن الخلق من صميم رسالة الإسلام
  • ندوات دعوية بأوقاف الفيوم ضمن مبادرة "بداية"