ميتا تكشف عن نظارات الواقع المعزز Orion AR
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
بجانب تحديثات Quest 3S والذكاء الاصطناعي، ألقينا نظرة خاطفة على مستقبل Meta في Meta Connect. بعد إثارة الجهاز عدة مرات في الأشهر الأخيرة، قدمت الشركة للعالم أخيرًا نظرة مناسبة على نظارات الواقع المعزز "الهولوغرافية الكاملة"، والتي تطلق عليها حاليًا اسم Orion. تحزم Meta الكثير من التكنولوجيا في تلك الإطارات الضخمة، والتي لم تصل إلى السوق بعد.
كشفت الشركة لأول مرة قبل خمس سنوات عن تطويرها لنظارات الواقع المعزز الهولوغرافية، لكنها في الواقع تعمل على المشروع منذ عقد من الزمان. تدعي أن هذا هو "أكثر زوج من نظارات الواقع المعزز تقدمًا على الإطلاق" وينتج عن "اختراعات رائدة في كل مجال تقريبًا من مجالات الحوسبة الحديثة". من ناحية، تستخدم أجهزة عرض صغيرة لعرض الصور المجسمة على النظارات.
تبدو هذه النظارات أقل صعوبة في الارتداء من منتجات الواقع المعزز السائدة السابقة مثل Magic Leap وMicrosoft's Hololens وحتى Google Glass. كما أنها لا تحجبك عن بقية العالم مثل سماعة الواقع الافتراضي (على الرغم من أن سماعات Meta تسمح لك برؤية ما حولك من خلال الكاميرات الموجودة على متنها). ونتيجة لذلك، يمكنك رؤية وجوه مرتديها بالكامل وأعينهم وتعبيراتهم دون الحاجة إلى اللجوء إلى حل غريب ومخيف مثل ما تفعله Apple مع EyeSight على Vision Pro.
قالت Meta إن Orion خفيفة الوزن وتعمل في الأماكن المغلقة والمفتوحة. تدعي الشركة أن النظارات تسمح بـ "تجارب رقمية غير مقيدة بحدود شاشة الهاتف الذكي" حيث إنها تراكب عناصر ثلاثية الأبعاد فوق العالم الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، قالت Meta إن Orion تدمج الذكاء الاصطناعي السياقي لمساعدتك على اكتساب فهم أفضل للعالم من حولك.
وأضافت الشركة أنه سيكون بإمكانك النظر داخل الثلاجة مع ارتداء النظارات وجعل Meta AI يتوصل إلى وصفة بناءً على ما لديك. يجب أن تكون قادرًا على الدخول إلى مكالمات الفيديو عبر Orion وعرض الرسائل وإرسالها على Messenger وWhatsApp. استنادًا إلى الصور التي شاركتها Meta، ستكون هناك أيضًا إصدارات ثلاثية الأبعاد لتطبيقات أخرى مختلفة، مثل Spotify وYouTube وPinterest.
هناك سبب رئيسي واحد وراء تمكن Meta من الحفاظ على Orion خفيفة الوزن: ليست كل التكنولوجيا المطلوبة موجودة بالفعل في إطار النظارات. يأتي Orion مع قرص لاسلكي مطلوب يتعامل مع الكثير من المعالجة ويرسل التطبيقات والمحتوى إلى الجهاز. هناك أيضًا سوار ستحتاج إلى ارتدائه للتحكم بالإيماءات.
من المحتمل أن تضطر إلى الانتظار لبضع سنوات للحصول على هذا الجهاز (أو على الأقل نسخة منه). في الوقت الحالي، يمكن لموظفي Meta و"الجمهور الخارجي المختار" استخدام Orion. وذلك لمساعدة الشركة على تعلم المزيد وتكرار المنتج أثناء عملها نحو إصدار المستهلك من نظارات الواقع المعزز.
ومع ذلك، تزعم Meta أن Orion ليس مجرد نموذج أولي بحثي ولكنه بدلاً من ذلك "أحد أكثر نماذج المنتجات المصقولة التي طورناها على الإطلاق، وهو يمثل حقًا شيئًا يمكن شحنه إلى المستهلكين". وقالت الشركة إنه من خلال الاستمرار في العمل على المنتج داخليًا، "يمكننا الاستمرار في البناء بسرعة ومواصلة دفع حدود التكنولوجيا، مما يساعدنا في الوصول إلى منتج استهلاكي أفضل بشكل أسرع". ويشمل جزء من هذا التكرار خفض سعر النظارات لجعلها أكثر بأسعار معقولة، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة Meta مارك زوكربيرج.
أشارت خريطة الطريق التي تسربت العام الماضي إلى أن Meta تخطط لإطلاق أول نظارات AR للمستهلكين في عام 2027، على الرغم من أن الشركة تقول إنها تهدف إلى القيام بذلك "في المستقبل القريب". كما حدث، أطلقت Snap مؤخرًا نظارة AR Spectacles من الجيل الخامس، ولكن في الوقت الحالي، لا تتوفر هذه النظارات إلا للمطورين الذين يرغبون في دفع رسوم شهرية قدرها 99 دولارًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نظارات الواقع المعزز
إقرأ أيضاً:
حين يتكلم الأسد عن المقاومة
الشيزوفرانيا أو الانفصال عن الواقع، ظاهرة منتشرة بين زعماء الدول الاستبدادية بشكل ملحوظ، حيث ينشأ لدى الزعيم إعلاء وهمي للذات، يتخيل من خلاله أنه ما يشبه المسيا / المُخلص في التراث الديني اليهودي، وهو بذلك يرى في أقواله وسلوكياته عبارة عن مثال أو قدوة، وفيهما مناط الحقيقة والخير العام.
في عالمنا العربي اليوم ثلاثة شواهد فجة على ذلك، أولا من الرئيس التونسي قيس سعيد حين يتحدث كثيرا عن الديمقراطية ودور المؤسسات في الدولة، ثن نراه يُجهض الديمقراطية ويخنق الحريات وعمل المؤسسات.
ونشاهد الحالة الثانية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حالة الحرب الإسرائيلية على غزة، فيتحدث عن الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم ودعمهم، في وقت يتواطأ مع الإسرائيليين علنا دون أدنى اعتبار لقضية العرب الأولى.
أما الحالة الثالثة، فهي حالة رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي لا يفتأ دائما في التفلسف السياسي، حتى على الزعماء العرب، واستخدام مفردات وتوصيفات لا تتطابق إطلاقا مع سلوكيات النظام.
النظام السوري وقف منذ السابع من أكتوبر العام الماضي موقف المتفرج السلبي، وكأن القضية ليست قضيته ولا معني بها، وبقي هذا الحياد السلبي مستمرا حتى في عز المقتلة الإسرائيلية لقادة وجمهور "حزب الله" اللبناني.ليست حالة الشيزوفرانيا السياسية حالة ملازمة دائما للمستبدين، فقد مر معنا مستبدون واقعيون جدا، يدركون حقيقة الواقع وموازين القوى، بما ينعكس على خطابهم وسلوكهم المُعبر عن هذا الواقع.
في حالتنا السورية، أُذكر بالرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان يتمتع بواقعية سياسية شديدة، انعكست في أقواله وسلوكياته، فلم نجد في خطاباته كلها أي نوع من الميتافيزيقا السياسية، حتى مع إسرائيل كان يستخدم عبارات سياسية بامتياز خالية من أي شحنات أيديولوجية، باستثناء التذكير بالقومية العربية وقضية العرب الأولى، وهذا تذكير سياسي وليس أيديولوجي.
أما حالات الشيزوفرانيا عند الأسد الأب، فكانت تظهر فقط في المجال الاجتماعي حصرا، وليس في المجال السياسي، لأن الهدف دغدغة مشاعر الناس البسطاء، في نوع من الشعبوية التي تلامس أحاسيس الناس.
الأسد.. أمثلة تاريخية
مع بشار الأسد اختلف الأمر، حيث إننا هنا أمام حالة انفصال شديدة جدا عن الواقع، ظهرت منذ تسلمه السلطة في سوريا، حين قال في إحدى خطاباته أنه سيحول سوريا إلى يابان المنطقة، ثم ظهر هذا الانفصال الحاد في أول خطاب له بعد الثورة السورية بأسبوعين، حين ذكر كلمة المؤامرة 13 مرة، ثم أخذ هذا الانفصال يزداد قوة وحدة خلال الثورة ـ لا يتسع المجال لذكرها ـ.
لكن لا مانع من ذكر أمثلة سريعة: تحدث أكثر من مرة عن الديمقراطية السورية وظاهرة التعددية السياسية والحزبية في سوريا، وتحدث مرة أن سوريا لا توجد فيها معتقلات، ثم بلغت انفصاله عن الواقع إلى درجة قال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" العربية في أغسطس العام الماضي، أن والده الرئيس حافظ الأسد لم يكن له أي دور في وصوله إلى منصب الرئاسة.
بعد التطبيع العربي مع النظام السوري، وبدء الأسد حضور القمم العربية، وبدأ يقدم نظريات فلسفية للقادة الحاضرين عن العروبة، ففي القمة العربية في جدة العام الماضي، قال الأسد "أما سوريا فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة.. لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان.. فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم.. وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما.. لكنه لا يغير انتماءه أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن وسوريا قلب العروبة وفي قلبها".
ومنذ هذه القمة، خلا خطاب الأسد من الحديث عن المؤامرة الكونية التي استهدفت سوريا، وركز على أهمية التوحد العربي ـ العربي، وهذا أمر مفهوم لنظام يسعى إلى العودة للحاضنة العربية.
قمة الرياض
في القمة العربية الأخيرة بالرياض، بلغ الانفصام لدى الأسد مبلغا كبيرا، ففي ظل المقتلة الإسرائيلية لسكان غزة وأهل الجنوب اللبناني، وفي ظل صمت سوري على المستوى السياسي والعسكري، لم يتوان الأسد في استعادة سردية "المقاومة والممانعة" والعمل العربي المشترك لمواجهة إسرائيل، فقال إن "الأولوية حاليا هي لإيقاف المجازر والإبادة وإيقاف التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل.".
في ظل القوة والتفوق الإسرائيلي العسكري، والضعف العسكري الشديد للنظام السوري، يرى الأسد ويؤمن أن ما يقوم به النظام في هذا الظرف التاريخي هو عمل مقاوم فعلا، بل قد يكون أكثر تقدما من باقي الدول العربية، فمن خلال أرضه تحاول إيران تمرير السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، وأن بلده يتلقى الهجمات الإسرائيلية بشكل متكرر ودائم.وعلى ما في هذا الكلام من دعوة فضفاضة لا تحمل أية قيمة أخلاقية وسياسية، إلا أنها تٌعبر عن واقع العجز السوري دون أن يقولها الأسد جهارة، فبخلاف خطاباته قبل الثورة التي كان يتحدث فيها عن الدور السوري في دعم القضية الفلسطينية، تحدث هذه المرة عن عمل عربي مشترك، لأنه لا يستطيع الحديث عن دور سوري، هو غائب تماما منذ أربعة عشر عاما.
بل الأدهى، أن النظام السوري وقف منذ السابع من أكتوبر العام الماضي موقف المتفرج السلبي، وكأن القضية ليست قضيته ولا معني بها، وبقي هذا الحياد السلبي مستمرا حتى في عز المقتلة الإسرائيلية لقادة وجمهور "حزب الله" اللبناني.
ومن شدة سوريالية خطاب الأسد، أنه لم يكتف بكل ذلك، بل انتقد غياب خطة تنفيذية للدول العربية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
ليس الفصام السياسي إلا عملية جعل الإمكان الواقعي حالة مطلقة ومثالية، بمعنى أنه في ظل القوة والتفوق الإسرائيلي العسكري، والضعف العسكري الشديد للنظام السوري، يرى الأسد ويؤمن أن ما يقوم به النظام في هذا الظرف التاريخي هو عمل مقاوم فعلا، بل قد يكون أكثر تقدما من باقي الدول العربية، فمن خلال أرضه تحاول إيران تمرير السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، وأن بلده يتلقى الهجمات الإسرائيلية بشكل متكرر ودائم.
أما مسألة الرد العسكري على إسرائيل، أو دعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح، أو السماح للشعب السوري بالتظاهر دعما لغزة ولبنان، أو تقديم موقف سياسي حاد، فكل ذلك بالنسبة لدمشق غير مهم، لا لأنه لن يغير من الواقع شيئا فحسب، بل لأن مثل هذه الخطوة إذا ما تمت فإنها قد تكلفه نظامه بالكامل.. مع رداءة الواقع تتعاظم الأيديولوجية وتتفاقم الأوهام.