الثورة نت:
2025-03-15@10:42:09 GMT

الثورة المُلهمة

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

 

بداية.. باسمي واسمكم ارفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى السيد القائد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد مسيرتنا القرآنية- حفظه الله – والمشير مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، ورئيس وأعضاء مجلس الوزراء بهذه المناسبة العظيمة.
دعونا هنا بداية نقول بكل شفافية وصدق ووضوح، أن ثورة 21 من سبتمبر لم تأتِ عبثاً، ولم تكن فكرةً لإقصاء أو تهميش أي طرف سياسي، بل أسهمت ثلاثية القهر الاجتماعي والفساد المؤسسي والسياسة الخارجية المرتهنة للوصايا الغربية، إلى جانب فشل ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م من تقديم الحلول الجذرية لتلك الثلاثية المتراكمة منذ عقود الاستغلال والحرمان في دفع الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومكوناته الاجتماعية والسياسية إلى الثورة والخروج الجماهيري إلى الشوارع، ومن هنا جاء وعي القيادة الثورية المتمثلة في سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) إلى إدراك حجم المؤامرة الانقلابية على مخرجات ثورة فبراير وهيمنة قوى الاستكبار على مقاليد القرار السيادي اليمني للعودة بالشعب اليمني مرة أخرى إلى مستنقع التخلف والتبعية، فلهذا كانت توجيهات القيادة الثورية بضرورة الاستمرار في الثورة حتى تصحيح المسار وتحقيق الانتصار المتوّج بالعزة والكرامة والاستقلال.


وعلى الرغم من انتشار ظاهرة ما عُرف بثورات الربيع العربي في المنطقة تحت شعارات وطنية وقومية، إلا إنها فشلت عن تحقيق مقاصدها الثورية على أكمل وجه، في الوقت الذي برزت فيه ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كثورة حقيقية رائدة ذات طابع سلمي وأهداف وطنية متحررة من قيود الارتهان والتبعية، فكانت بحق ثورة الشعب، وثورة الحرية والاستقلال التي أذهلت العالم بأحداثها ووقائعها وطابعها السلمي الحر النزيه، وأبعادها الإنسانية المتعالية على جميع التوصيفات والتصنيفات الطائفية والجهوية، فهي الثورة التي استوعبت جميع شرائح المجتمع اليمني تحت راية الثورة والقيادة، واختزلت جميع التقسيمات الجغرافية تحت عنوان كبير اسمه اليمن الحر العزيز المستقل.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة تشكل امتداداً حقيقياً لتاريخ اليمن العظيم، المناهض لكل عوامل الاستلاب والتبعية والخضوع، والمتطلع إلى الحرية والاستقلال والحياة العزيزة والكريمة، وصفحات التاريخ مليئة بالشواهد التي سطر خلالها أبناء اليمن في الشمال والجنوب أروع صور التضحية والثورة ضد مظاهر الظلم والاستبداد والفساد والتبعية، وما بين الأمس واليوم ترابط وامتداد ثوري صنعه أبطال اليمن بأهداف إنسانية، ومنطلقات حضارية تتعالى على عوامل الطمس والتغييب والاختزال في فئة معينة أو منطقة جغرافية محددة، وها هي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة تتوشح بوشاح الوحدة اليمنية الخالدة، وتهتف بلسان كل مظلوم، وترفع راية الانتصار لمظلومية الإنسان ولقضايا الأمة المصيرية مهما كانت العواقب والتحديات، فهي ثورة الإنسان والتاريخ والحضارة والقيم، ثورة الحرية والاستقلال التي كُسرت على أعتابها قيود التبعية والتدخلات الخارجية، وتهاوت أمام انتصاراتها كل مؤامرات الغرب الاستكباري ومشاريعه في اليمن والمنطقة، وتطهرت اليمن بها من كل مرتزق وعميل وخائن وستفعل.
من منجزات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، أنها سترغم العالم كل العالم والعرب على وجه التحديد إلى النظر إليها على أنها الثورة المُلهمة للتحرر من قيود التبعية والخضوع للهيمنة الخارجية والتدخلات الاستكبارية، فهي الثورة الوحيدة التي رفضت الخضوع والتبعية للشرق والغرب، وتعالت بكل عزة واقتدار على جميع الإغراءات، ودفع الشعب اليمني ثمن الانتصار والحرية والاستقلال باهضاً من أجلها، حيث تعّرض لعدوان سعودي أمريكي مدعوم بتحالف دولي انتقاماً من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
إن ما يميز هذه الثورة الخالدة، هو بُعدها القومي والإنساني كالدفاع عن المقدسات الإسلامية، وحمل راية قضية الأمة المركزية المتمثلة في القضية الفلسطينية، وها هي المواقف التاريخية الخالدة التي شيدتها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقطاع غزة ضد العنجهية والعدوان الإسرائيلي الغاشم، ظاهرة للعيان وبشكل لم يشهد التاريخ له مثيلاً، وهذا الموقف الإنساني والديني والقومي يعتبر من أبرز منجزات هذه الثورة الخالدة.
لقد استطاعت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة، أن تؤسس لوعي مقاوم متحرر من كل قيود التبعية والانهزامية، وأن تفضح كل المؤامرات في اليمن والمنطقة لتكون قبلة لكل أحرار العالم ومُلهمة لهم، ولقد أصبح اليمن اليوم وثورته المباركة عنواناً لكل الأمة العربية والإسلامية، ومفخرة لكل أحرار العالم ومنارة للانتصار لكل المظلومين في كل مكان، ونحن نشهد على ذلك وسيشهد غداً العالم الحُر.

*وزير الثقافة والسياحة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية

يحكي زياد الرحبانى في إِحدي الحوارات التلفزيونية، أنه عندما كان يسجل أغنية زوروني كل سنة مرة لسيد درويش بصوت السيدة فيروز فى ألمانيا، أنبهر الموسيقيين الألمان باللحن مما دفعهم للسؤال عن صاحبه، و اِرتسمت علامات الدهشة عندما عرفوا أنه لموسيقارمصرى عاش فى أوائل القرن الماضى، فكانوا يظنون أنه لحنا من مقطوعة عالمية .
ويخطئ من يتصور أن سيد درويش أغنية ولحن فقط ،بل هو مفجر الثورة الموسيقية وفكراً متطوراً قامت علي أكتافه المدرسة المصرية فى تجديد الموسيقي الشرقية، نجح في نقل الألحان الشرقية من عليائها البعيدة عن المزاج المصرى, والمنفصلة عن واقعها بمقاماتها التركية المليئة بالجمل اللحنية المعقدة والزخارف التى تعانى الجمود الفنى ،أسيرة التحفظ شبيهة محبيها من الطبقة الأرستقراطية، ليتجه بها خالد الذكر من القصورإلى قارعة الطريق نحو الأصول الشعبية والهوية المصرية .


فشعرالمصريون لأول مرة بأن لهم موسيقاهم المعبرة عنهم ،من خلال جملة موسيقية درويشية تحمل عبق مزيج حضارى متنوع تميزت به الاسكندرية وتشم معه فى نفس الوقت رائحة ملح الأرض الذى ينتمى إليه عموم الشعب ،فجمع بين التنوع والأصالة والحداثة في آن واحد بعد أن نقلها لمرحلة الواقعية، التى إستلهمها من واقع المصريين بجميع طوائفهم وطبقاتهم فكانت أعماله المرآة العاكسة لهمومهم وقضاياهم .


جاءت ألحان فنان الشعب لتشعل جذوة الروح الوطنية بين المصريين، والتى كانت تسرى بينهم كالنارفى الهشيم ،وسرعان ما يتداولها الشعب بجميع فئاته فى الشوارع والمقاهى ،وظهرت البصمة الموسيقية المتفردة لسيد درويش التى لا تخطأها أذن أثناء ثورة 1919، فكانت ألحانه وكلمات بديع خيري بمثابة منشور سياسى مؤجج للضمير الوطنى والشرارة التى أشعلت ثورة الشعب الذى يتنظر الاِنتهاء من تلحينه حتي يتغنى به في مظاهراته .


وبدأ يؤرخ لصناعة الأغنية السياسية التى وقفت ضد الإحتلال الإنجليزى، وجاءت أغنية بلادى بلادى التى لحنها سيد درويش بكلمات مستوحاة من كلمات الزعيم مصطفى كامل ،لتكون نشيد الشعب فى ثورة 1919 وتصبح النشيد الوطنى لمصر بعد أكثر من 90 عاما.


اِستطاع سيد درويش التعبير باللحن عن الكلمات والمواقف الدرامية لأول مرة فى تاريخ الموسيقى العربية، و أدخل على الألحان الشرقية الأسلوب التعبيري ،وأحدث ثورة بكسر المقامات المتجاورة فى لحنه فكان يقفز قفزات غير مؤلوفة ومن مقامات مختلفة ليصيغ مقاماً موسيقاً جديداً، يدخل القلب ويتسلل إلى الروح متجاوزاً وعابراً حدود الزمان والمكان وهو ما كتب لها الخلود والتفرد.   
ورغم عمره الفنى الذى لم يتعدى العشر سنوات، إلا أن التراث الإِبداعى لسيد درويش أصبح بمثابة الشعلة المغناطيسية ،التى تجتذب إليها كل من يستمع لها واِستطاع من خلالها أن يصبح جزءًا هاماً من تاريخ الأمة ووجدان الشعوب العربية.    


سيد درويش حالة إبداعية شكلت الهوية الموسيقية المصرية، وعاشت أعماله لأكثر من قرن من الزمان وستعيش لقرون عديدة لتسجل إسمه كعلامة فارقة فى تاريخ الموسيقي ،تحية لروح خالد الذكر الشمس التى لم ولن تغيب عن الوجدان .

مقالات مشابهة

  • بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة
  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • تايمز: ما قصة الثورة التي يريد ستارمر إطلاق شرارتها في بريطانيا؟
  • تكريم الفائزين في ختام مسابقة أولاد آدم للقرآن الكريم في نسختها الحادية والعشرين
  • طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
  • أكاديميون من جامعات عالمية يطالبون بالإفراج عن الناشط المصري علاء عبد الفتاح
  • اختتام برنامج الإحسان الرمضاني في هيئة مستشفى 26 سبتمبر
  • اختتام برنامج الإحسان الطبي الرمضاني بهيئة مستشفى 26 سبتمبر بصنعاء
  • قائد الثورة الاسلامية في ايران: لا جدوى من التفاوض
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية