الثورة نت:
2024-09-26@23:17:18 GMT

الثورة المُلهمة

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

 

بداية.. باسمي واسمكم ارفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى السيد القائد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد مسيرتنا القرآنية- حفظه الله – والمشير مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، ورئيس وأعضاء مجلس الوزراء بهذه المناسبة العظيمة.
دعونا هنا بداية نقول بكل شفافية وصدق ووضوح، أن ثورة 21 من سبتمبر لم تأتِ عبثاً، ولم تكن فكرةً لإقصاء أو تهميش أي طرف سياسي، بل أسهمت ثلاثية القهر الاجتماعي والفساد المؤسسي والسياسة الخارجية المرتهنة للوصايا الغربية، إلى جانب فشل ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م من تقديم الحلول الجذرية لتلك الثلاثية المتراكمة منذ عقود الاستغلال والحرمان في دفع الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومكوناته الاجتماعية والسياسية إلى الثورة والخروج الجماهيري إلى الشوارع، ومن هنا جاء وعي القيادة الثورية المتمثلة في سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) إلى إدراك حجم المؤامرة الانقلابية على مخرجات ثورة فبراير وهيمنة قوى الاستكبار على مقاليد القرار السيادي اليمني للعودة بالشعب اليمني مرة أخرى إلى مستنقع التخلف والتبعية، فلهذا كانت توجيهات القيادة الثورية بضرورة الاستمرار في الثورة حتى تصحيح المسار وتحقيق الانتصار المتوّج بالعزة والكرامة والاستقلال.


وعلى الرغم من انتشار ظاهرة ما عُرف بثورات الربيع العربي في المنطقة تحت شعارات وطنية وقومية، إلا إنها فشلت عن تحقيق مقاصدها الثورية على أكمل وجه، في الوقت الذي برزت فيه ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كثورة حقيقية رائدة ذات طابع سلمي وأهداف وطنية متحررة من قيود الارتهان والتبعية، فكانت بحق ثورة الشعب، وثورة الحرية والاستقلال التي أذهلت العالم بأحداثها ووقائعها وطابعها السلمي الحر النزيه، وأبعادها الإنسانية المتعالية على جميع التوصيفات والتصنيفات الطائفية والجهوية، فهي الثورة التي استوعبت جميع شرائح المجتمع اليمني تحت راية الثورة والقيادة، واختزلت جميع التقسيمات الجغرافية تحت عنوان كبير اسمه اليمن الحر العزيز المستقل.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة تشكل امتداداً حقيقياً لتاريخ اليمن العظيم، المناهض لكل عوامل الاستلاب والتبعية والخضوع، والمتطلع إلى الحرية والاستقلال والحياة العزيزة والكريمة، وصفحات التاريخ مليئة بالشواهد التي سطر خلالها أبناء اليمن في الشمال والجنوب أروع صور التضحية والثورة ضد مظاهر الظلم والاستبداد والفساد والتبعية، وما بين الأمس واليوم ترابط وامتداد ثوري صنعه أبطال اليمن بأهداف إنسانية، ومنطلقات حضارية تتعالى على عوامل الطمس والتغييب والاختزال في فئة معينة أو منطقة جغرافية محددة، وها هي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة تتوشح بوشاح الوحدة اليمنية الخالدة، وتهتف بلسان كل مظلوم، وترفع راية الانتصار لمظلومية الإنسان ولقضايا الأمة المصيرية مهما كانت العواقب والتحديات، فهي ثورة الإنسان والتاريخ والحضارة والقيم، ثورة الحرية والاستقلال التي كُسرت على أعتابها قيود التبعية والتدخلات الخارجية، وتهاوت أمام انتصاراتها كل مؤامرات الغرب الاستكباري ومشاريعه في اليمن والمنطقة، وتطهرت اليمن بها من كل مرتزق وعميل وخائن وستفعل.
من منجزات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، أنها سترغم العالم كل العالم والعرب على وجه التحديد إلى النظر إليها على أنها الثورة المُلهمة للتحرر من قيود التبعية والخضوع للهيمنة الخارجية والتدخلات الاستكبارية، فهي الثورة الوحيدة التي رفضت الخضوع والتبعية للشرق والغرب، وتعالت بكل عزة واقتدار على جميع الإغراءات، ودفع الشعب اليمني ثمن الانتصار والحرية والاستقلال باهضاً من أجلها، حيث تعّرض لعدوان سعودي أمريكي مدعوم بتحالف دولي انتقاماً من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
إن ما يميز هذه الثورة الخالدة، هو بُعدها القومي والإنساني كالدفاع عن المقدسات الإسلامية، وحمل راية قضية الأمة المركزية المتمثلة في القضية الفلسطينية، وها هي المواقف التاريخية الخالدة التي شيدتها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقطاع غزة ضد العنجهية والعدوان الإسرائيلي الغاشم، ظاهرة للعيان وبشكل لم يشهد التاريخ له مثيلاً، وهذا الموقف الإنساني والديني والقومي يعتبر من أبرز منجزات هذه الثورة الخالدة.
لقد استطاعت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة، أن تؤسس لوعي مقاوم متحرر من كل قيود التبعية والانهزامية، وأن تفضح كل المؤامرات في اليمن والمنطقة لتكون قبلة لكل أحرار العالم ومُلهمة لهم، ولقد أصبح اليمن اليوم وثورته المباركة عنواناً لكل الأمة العربية والإسلامية، ومفخرة لكل أحرار العالم ومنارة للانتصار لكل المظلومين في كل مكان، ونحن نشهد على ذلك وسيشهد غداً العالم الحُر.

*وزير الثقافة والسياحة

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الانقسام يخيم على مظاهر الاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر باليمن

تعز– حلت اليوم الخميس الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر/سبتمبر اليمنية، وسط حالة انقسام سياسي حاد خلف تباينا ملحوظا في مسار الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، في بلد ممزق جراء الحرب المستمرة منذ نحو 10 سنوات.

واندلعت ثورة 26 سبتمبر عام 1962 ضد النظام الإمامي الذي حكم شمالي اليمن لعقود، بينما كان حينها جنوبي البلاد يخضع لسيطرة الاستعمار البريطاني.

ومنذ أيام، بدأ الاحتفال بذكرى الثورة، وسط زخم كبير بالمناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية، بعكس المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين التي شهدت انتشارا أمنيا مكثفا رفضا لأي تجمعات احتفالية بهذه المناسبة. وواجهت هذه الجماعة اتهامات حقوقية وحكومية بتنفيذ اعتقالات بحق ناشطين دعوا للاحتفاء بذكرى الثورة.

وعبر حسابه على منصة إكس، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، يوم الاثنين، إن جماعة الحوثي "اعتقلت المئات من المشائخ والتربويين والسياسيين والإعلاميين والصحفيين والناشطين في مواقع التواصل لمنع الاحتفال بذكرى الثورة".

بدوره، رد عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي على هذه الاتهامات بتحدي الحكومة اليمنية أن تحتفي بالمناسبة في مدينة عدن، الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب البلاد عن شماله.

● تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، حملات الاختطاف التي طالت خلال الايام الماضية المئات من المشائخ والتربويين والسياسيين والاعلاميين والصحفيين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من المحافظات الخاضعة بالقوة لسيطرتها، محاولة لإرهاب المواطنين ومنع الاستعدادات… pic.twitter.com/qUpLd82yF1

— معمر الإرياني (@ERYANIM) September 23, 2024

الاحتفال كرسالة سياسية

نتيجة الانقسام في السيطرة الجغرافية والعسكرية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي والمجلس الانتقالي الجنوبي، بات من الصعب إيجاد وحدة في الموقف حول العديد من القضايا، بما في ذلك المناسبات الوطنية.

وفي السياق، يقول المحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي، في تصريح للجزيرة نت، إن "ثورة السادس والعشرين شهدت في ذكراها هذا العام انقساما كبيرا بالنسبة لليمنيين وتباينا في وجهات النظر بين من يؤيد الاحتفال بهذه الثورة ومن يعارض ذلك نتيجة الانقسام على الأرض والجغرافيا اليمنية بين مناطق تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليا وأخرى تحت سيطرة الحوثيين".

وأشار الفاتكي إلى أن الاحتفاء المتصاعد في مناطق سيطرة الحكومة "يعد رسالة سياسية واضحة بأن ما تريده جماعة الحوثي لن يتحقق، وبأن هنالك جماهير شعبية رافضة لها ولما تريد فرضه على اليمنيين عن طريق عقيدتها السياسية أو توجهها".

وفي المقابل، لفت المحلل السياسي إلى أن "جماعة الحوثي ترى أن الاحتفاء في مناطقها بالثورة يعتبر رسالة تأييد للحكومة المعترف بها دوليا، ويمثل أيضا رسالة رفض لها خاصة بأنها عبرت أكثر من مرة عن عقيدتها السياسية القائمة على نظرية عودة الإمامة، وعملت على ممارسة اعتقالات في مناطق سيطرتها لمن يرفع شعار الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر سواء في الواقع أو مواقع التواصل".

ومع ذلك، ووفق الفاتكي، هنالك قطاع من اليمنيين يرون أن الأهمية في هذه المرحلة يجب أن تكون لإنهاء الحرب، لأنها أخذت من اليمن الكثير على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبأنه "آن الأوان لأن تضع الحرب أوزارها، ويخمد صوت البندقية ويعلو صوت السلام".

بدوره، يقول الباحث بمجموعة الأزمات الدولية أحمد ناجي، في تصريح للجزيرة نت، إن تحولا حدث في تعاطي اليمنيين مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر وفق شقين:

الأول يتمثل بالحنين إلى الماضي عند كثير من الناس خاصة أن البلد منقسم عسكريا وسياسيا، وفي حالة من الفوضى والتدهور الاقتصادي، وبالتالي تمثل ثورة 26 سبتمبر لمجموعة كبيرة من الناس لحظة تأسيس لفكرة العدالة والمساواة والجمهورية والتغيير، وهي العودة إلى حالة ترفض كل هذا الانقسام وكل هذا الوضع السيئ الذي تعيشه البلاد. الثاني يتمثل بأن الكثير من الناس ينظرون إلى الحوثيين بأنهم أتوا ليجهضوا فكرة النظام الجمهوري، وهي نوع من رفض هذا التوجه، وصارت الثورة لديهم مثل الأيقونة عند الكثيرين الذين يرفضون حكم الحوثيين، وبالتالي يصاحب الاحتفال بالثورة هجوم كبير جدا على الجماعة باعتبارها النقيض لهذا التوجه.

وتابع ناجي أن المناطق التي شهدت مواجهة مع الحوثيين تشهد احتفالات واسعة جدا وزخما كبيرا كما بمحافظتي تعز ومأرب، بينما المناطق التي لا يوجد فيها مواجهات مباشرة مع الحوثيين لم نشهد فيها هذه الاحتفالات، وهذا لا يعني، حسب المتحدث ذاته، أنها مؤيدة للحوثيين ولكن حالة الاشتباك الذي حصل حفز هذا التعاطي الكبير مع ثورة 26 سبتمبر وذكراها.

فيديو من احتفالات #تعز بعيد الثورة اليمنية.#اليمن pic.twitter.com/W6SfxPaqo2

— Maher Alabsi (@maheralabssi) September 26, 2024

البحث عن السلام

وفي السياق، يرى الدكتور عبد القادر الخلي، أستاذ التحليل السياسي بجامعة تعز (إحدى أكبر جامعات اليمن) أن الاحتفال بالثورة لم يظهر هذا العام في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، عازيا ذلك إلى منع الجماعة الاحتفاء بذلك، أو بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت الكثير من المواطنين ينشغلون في البحث عن لقمة العيش وتأمين حياتهم المعيشية عن الاحتفال بهذه الثورة.

وأضاف الأكاديمي اليمني للجزيرة نت أن "العديد من المواطنين سئموا منذ 10 سنوات من الانقسام، ويرون ضرورة الخروج إلى حل سلمي يؤدي إلى التعايش والقضاء على كل المشاكل والمعضلات، وإعادة لحمة الجغرافيا اليمنية والأسرة اليمينة".

وتابع "اليمنيون يرغبون بوجود حل يعيد بلادهم إلى مسارها الطبيعي ويوحد شمل اليمنيين، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم لا يعشقون الثورة أو مبادئها، ولكنهم ليسوا مع العودة إلى النظام الإمامي أو تقسيم اليمن إلى ما قبل الوحدة اليمنية".

ولفت الخلي إلى أن "بعض اليمنيين باتوا يخشون على أنفسهم من أن يتعرضوا للقمع أو السجن أو انتهاك أعراضهم من قبل جماعة سياسية، ويجنحون إلى السلم ويبحثون عن خارطة طريق تؤدي إلى التعايش السلمي بين كافة أبناء المجتمع".

الاحتفال بثورة سبتمبر بهاذا الزخم وهاذا الكم وهاذا التحدي حتى من المناطق المحتله من الكهنوت برغم حملة الاعتقالات والحشود العسكريه في الشوارع والميادين والتهديد والوعيد هوا اكبر استفتا شعبي برفض هاذي الجماعه وعليه يجب ان يفهمو ان لامكان لهم في اليمن وعليهم الرحيل pic.twitter.com/sHS0uCma1R

— عفاشي ولي مع العز تاريخ (@FTarykh) September 25, 2024

انشغال بلقمة العيش

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول المواطن هائل الأحمدي الذي يقيم في محافظة تعز إن جراح الحرب ولدت لديه شعورًا في البحث عن السلام، مشيرا إلى أنه عزف عن الاحتفاء بالثورات الوطنية نتيجة توظيفها في مشاريع سياسية من قبل الحكومة الشرعية والحوثيين، حسب تعبيره.

وأضاف الرجل الخمسيني الذي يعمل بالأجر اليومي ويعول 10 أفراد "نتوق للسلام وإقامة دولة يمنية موحدة نستطيع فيها الحصول على مقومات العيش لأسرنا، ونرفض كافة العوائق التي تصنعها أطراف الصراع، ومحاولتها النيل من مكتسبات الثوار الأحرار، واستغلال ثورتهم سياسيا".

وفي حديثه مع الجزيرة نت، يرى المواطن عبد الله الصبري أن توفير متطلبات الحياة الأساسية للمواطنين هو أكبر احتفاء وطني لغالبية السكان.

وأضاف الصبري (60 عاما) وهو يقود دراجته النارية وسط تعز على بعد عشرات الأمتار من تجمع واسع يحتفي بذكرى ثورة 26 سبتمبر صباح الخميس "الواقع كله غلاء.. لا نستطيع توفير أدنى متطلبات الحياة.. لا يهمني الاحتفال بالثورة، فلست مع أو ضد الاحتفاء.. كل ما يهمني هو توفير القوت اليومي لأولادي الثمانية عبر عملي بدراجتي في نقل الركاب".

مقالات مشابهة

  • الزراعة والصناعة عشية ثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة في اليمن
  • 21 سبتمبر.. يومُ الثورة المباركة
  • الانقسام يخيم على مظاهر الاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر باليمن
  • اليمن في عام 2024.. احتفالات متواصلة بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر
  • هوامشُ على دفتر الثورة!
  • ثورةُ الـ 21 من سبتمبر تكملُ عقدَها الأول فاضحةً أعداءَ الأُمَّــة وأعداءَها
  • الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر وايقاد شعلتها في اليمن.. بين الانقسام والجدل
  • شخصيات عسكرية وسياسية وإعلامية لـ “الثورة”:”21 سبتمبر” أسقطت الوصاية وحررت القرار ورفعت اسم اليمن
  • في ورقته المقدمة لندوة “21 سبتمبر ثورة الحرية والتغيير” التي نظمتها ” الثورة ” العميد مجيب شمسان:الإنجاز العسكري لثورة ٢١ من سبتمبر أعاد السيادة ونقل اليمن للعالمية