ويلات الحرب.. هجمات حزب الله تُبدد حلم النازحين في إسرائيل
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
عندما رأت أورلي غافيشي سوتو، صوراً لقوات تقودها حماس تهاجم جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كانت قلقة بشأن كيبوتس تمتلكه على بعد 450 متراً فقط من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
صحيفة "نيويورك تايمز" تروي قصة غافيشي سوتو (46 عاماً)، التي أمضت أكثر من عقدين في هانيتا، (كيبوتس على قمة تل يطل على البحر الأبيض المتوسط)، وعندما رأت حماس تهاجم إسرائيل في الجنوب، كانت تخشى أن يكون حزب الله، قادراً على فعل الشيء نفسه في الشمال.غافيشي-سوتو هي الآن من بين ما يقرب من 60 ألف إسرائيلي نزحوا من منازلهم في شمال إسرائيل، وهي عملية إجلاء مدفوعة بهجمات حزب الله التي بدأت مباشرة بعد هجوم حماس، والتي أعقبتها تبادل لاطلاق النار أعنف من أي وقت مضى.
فخلال العام الماضي، عاشت هي وبناتها الثلاث خارج هانيتا، وتتنقل بين فندق وشقة مستأجرة وكيبوتس آخر. تصعيد واسع في الأسبوع الماضي، صعدت إسرائيل الضغط على حزب الله من خلال بدء عملية قصف كبرى، بهدف معلن وهو السماح للسكان في الشمال بالعودة إلى منازلهم.
ويأمل بعض الإسرائيليين النازحين أن يعيد التصعيد العسكري الهدوء إلى مسقط رأسهم. لكن آخرين عبروا عن شكوكهم بشأن هذا الاحتمال، قائلين إنهم فقدوا الثقة في الحكومة الإسرائيلية منذ وقت طويل.
وتزعم تلك المجموعة أن الحكومة لم تقدم الدعم الكافي للنازحين، وأنها لم تتخذ حتى الأسبوع الماضي إجراءات قوية بما يكفي لدفع حزب الله بعيداً عن مجتمعاتهم.
"This is the only way to bring our people back to their homes."
Former Mossad official Sima Shine tells @C4Ciaran Israel will continue its attacks on Hezbollah until its 65,000 residents are allowed to return to the north.
Read and watch here: https://t.co/0OsIPesOxv
وبدأ حزب الله إطلاق النار على شمال إسرائيل قبل نحو عام تضامناً مع حليفته حماس. منذ بداية الحرب في غزة، تبادل مقاتلوها والجيش الإسرائيلي الضربات في الشمال، مع إحداث فوضى في الجانب الآخر من الحدود مثل سقوط قتلى بين المقاتلين والمدنيين، وتدمير المنازل وإشعال النار في الأراضي الزراعية.
خلال الأسبوع الماضي، زادت الهجمات الإسرائيلية بشكل كبير. وفي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فجرت إسرائيل أجهزة الاستدعاء والاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله قبل أن تبدأ الضربات الأكثر عنفاً وشدة ضد حزب الله منذ حرب 2006 في لبنان.
دمار هائل دمرت حملة القصف مخازن أسلحة وقتلت كبار قادة حزب الله الذين قالت إسرائيل إنهم يطورون خططاً لغزو شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب يوم الاثنين وحده نحو 1600 هدف تابع لحزب الله، بحسب الصحيفة.
في الوقت نفسه، أطلق حزب الله أيضاً النار في عمق إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار الجوية في تل أبيب وحيفا، وهما من أكبر المدن في البلاد.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 558 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 1800 يوم الاثنين، مما يجعله أكثر أيام الهجمات دموية في البلاد منذ عقدين على الأقل.
Hezbollah doesn’t want you to watch this video.
And they really don’t want you to share it. pic.twitter.com/aN9kE42a2L
في شمال إسرائيل، ازداد الإحباط بين النازحين وهم يشاهدون جنود جيشهم يقاتلون حزب الله لكنهم فشلوا في تهيئة الظروف التي يشعرون فيها بالراحة عند العودة إلى ديارهم.
ويدعو البعض إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، وهي منطقة عازلة من شأنها أن تبقي إسرائيل وقوات حزب الله متباعدتين. وتم إنشاء مثل هذه المنطقة في عام 2006 كجزء من قرار لمجلس الأمن الدولي تم تمريره في المرة الأخيرة التي خاضت فيها إسرائيل وحزب الله حرباً، على الرغم من اتهام الجانبين بانتهاكها. "لا أحد يريد الحرب" وقال زامي رافيد، وهو من سكان بلدة ميتولا الواقعة في أقصى شمال الجليل، إن منزله تعرض لأضرار بالغة جراء صاروخ الأسبوع الماضي.
وأضاف "الحرب هي كارثة؛ لا أحد يريد الحرب"، وهو صاحب متحف للأدوات النادرة الذي يعيش في تل أبيب منذ أكتوبر (تشرين الأول)
What Lebanon Looks Like After Israel’s Historic Airstrikes
❝After nearly a year of back-and-forth attacks between Israel and Hezbollah, the fighting along the border in the last two days has been remarkably one-sided.
Israel has waged one of the most intense air raids in… pic.twitter.com/pfq1Fkn7Jh
وقد أثارت رؤية الجيش يكثف عملياته في لبنان الآمال لدى البعض في الشمال بأن الضربات قد تجبر حزب الله على التراجع، أو تمهد الطريق لإنهاء القتال بوساطة.
في نتوا كيبوتس على بعد أقل من ميل من الحدود، قال سيث ديكانو إن الهجوم الموسع على حزب الله مكنه من تنفس "الصعداء" حتى عندما اعترف بأن الحرب وارتفاع عدد القتلى المدنيين كان "مأساوياً".
كعضو في فريق الأمن في الكيبوتس، تمكن السيد ديكانو من مغادرة الموقع مرة واحدة في الأسبوع في العام الماضي، لرؤية زوجته وابنيه الصغار، الذين تم إجلاؤهم. "الحروب تولد الحروب" وقال ديكانو، أحد السكان القلائل المتبقين في نتوا: "منذ بداية الحرب، كنا نجلس هنا، في انتظار التعرض للهجوم.. الآن نحن أخيراً في قلب الهجوم".
وقال أمير عدري، من سكان يفتاح، وهو كيبوتس يقع بين لبنان ومرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل في جزء مترامي الأطراف من شمال إسرائيل يعرف باسم الجليل، إنه يؤيد الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حزب الله. لكنه شدد على أنه يجب على الحكومة الاستفادة منها للتوصل إلى حل دبلوماسي مع المجموعة.
ورفض إسرائيليون آخرون فكرة أن العمل العسكري سيجلب الهدوء على المدى الطويل، مشيرين إلى فشل الحروب السابقة في عامي 1982 و2006 في تحقيق هذا الهدف.
وقالت دانييلا بورات بينسو المتحدثة المتطوعة باسم كيبوتس يفتاح: "الحروب تولد الحروب.. لقد عشت هنا طوال حياتي ورأيت حرباً تلو الأخرى وما زلنا نتعامل مع هذا الوضع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس إسرائيل حزب الله حماس إسرائيل إسرائيل وحزب الله الأسبوع الماضی شمال إسرائیل فی الشمال حزب الله
إقرأ أيضاً:
لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
تروج إسرائيل إلى وجهة نظر محددة بشأن استئناف حربها على قطاع غزة، حيث تشير إلى أن هدف العملية التي أطلقت عليها اسم "جهنم" الضغط على حركة حماس لإعادتها إلى طاولة المفاوضات وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى.
لكن كشف سياسيون عن الأسباب الخفية التي دفعت إسرائيل إلى استئناف الحرب والتي تتعارض تماماً مع وجهة النظر الإسرائيلية المتعلقة بالإفراج عن الرهائن، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن خلال الأسابيع الماضية.
أزمات داخليةوقال السفير الفلسطيني السابق في القاهرة الدكتور بركات الفرا إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعاني من أزمات داخلية أبرزها إقالة رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار وتداعيات هذه الأزمة على تماسك الحكومة، إلى جانب استمرار محاكمة نتانياهو في قضايا الفساد ومحاولة الهروب منها بأي طريقة من أجل لفت النظر عنها، وما دفعه إلى استئناف الحرب في غزة.
وأوضح بركات الفرا لـ24 أن حكومة نتانياهو المتطرفة تريد تحقيق أهدافها الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني عن طريق استئناف الضربات العسكرية لصرف النظر عن أزماتها الداخلية.
كما أكد الدبلوماسي الفلسطيني أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير كشف عن نيته للعودة إلى الحكومة الإسرائيلية بشرط استئناف الحرب على قطاع غزة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا يهمها إطلاق سراح الرهائن، لكنها تحقق أهدافها الشخصية فقط.
إسرائيل تغلق معبر رفح أمام المرضى والمصابينhttps://t.co/P7FOOePikA
— 24.ae (@20fourMedia) March 18, 2025 إسرائيل تقتل الأسرىوانتقد السفير الفلسطيني السابق الدكتور بركات الفرا وجهة النظر الإسرائيلية التي تشير إلى استئناف الحرب من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في الوقت التي تشن فيه ضربات عشوائية أسفرت عن مقتل أحد الأسرى وإصابة أخرين، فالأمر متناقض تماماً ولا يعبر عن الحقيقة.
وأوضح السفير بركات الفرا أن إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب لا تهتم بالأسرى ولا تعلم شيئاً عنهم، وتم خوض المرحلة الأولى من أجل الضغوط الأمريكية فقط، ولكن بعد تزايد الأزمات الداخلية في إسرائيل، حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي على الدعم الأمريكي من أجل استئناف الحرب وإقناع الرئيس دونالد ترامب بالعمل على الإفراج عن الأسرى من أجل الضغط على حركة حماس دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية.
وفجر اليوم، شن الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات عنيفة ومفاجئة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما خلف مئات القتلى والجرحى.
حماس: مقتل رهينة إسرائيلي جراء قصف غزةhttps://t.co/k1C9Vyv4m5
— 24.ae (@20fourMedia) March 18, 2025وأعلن مكتب نتانياهو اليوم استئناف الحرب في غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 350 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال.