أبعاد عديدة لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الرسمية الى الولايات المتحدة الأمريكية تصب جميعها في مصلحة شعوب العالم، وذلك لما تحمله من أهداف كبيرة، منها التنمية المستدامة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والتجارة والاقتصاد والاستثمار وأيضا تصب في مصلحة مجال الفضاء والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي وفي مجال تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات والصراعات التي يشهدها العالم في الفترة الحالية.
ومن أجمل ما حوته هذه الزيارة، تفقد سموه مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن حيث اطلع على مختلف الأقسام التخصصية والتي تقدم للأطفال وفق أعلى المعايير الطبية العالمية وقد ساهمت دولة الإمارات في دعم المستشفى لإنشاء “معهد الشيخ زايد للابتكار في جراحة الأطفال” من أجل تحسين حياة الأطفال من مختلف أنحاء العالم وتطوير العلاجات وتعزيز مستوى الخدمات الصحية لهم، حيث التقى الأب بأبنائه الصغار وعائلاتهم المرافقين لهم، وهرع الأطفال لاحتضان سموه بكل حب وفرح وبادلهم نفس المشاعر الفياضة بالسرور متمنياً لهم الشفاء العاجل والعودة إلى وطنهم الإمارات وهم في أحسن صحة في القريب العاجل.
إن رؤية اندفاع الأطفال للسلام على صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” من أجمل المشاهد التي أثارتنا جميعاً في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي حيث تبادلها الجميع بكل شوق وحب وفي هذه المشاهد اغرورقت أعيينا بالدموع على هذا القائد والأب القدوة الذي يحتضن أبنائه ويضع من أولوياته السلام عليهم والتي كانت من ضمن جدول زيارته الاطمئنان عليهم ومعرفة أحوالهم واحتياجاتهم والاستماع إليهم بكل حنان الأب القائد فخرنا وعزنا.
كما التقى قائدنا بأبنائه الطلبة الدارسين في الجامعات والمعاهد الأمريكية ورائدي الفضاء الإماراتيين ودعاهم إلى “المثابرة وبذل أقصى جهد في تحصيل العلوم، والتركيز على التخصصات التي تخدم رؤية التنمية الوطنية، حتى يعودوا إلى الوطن بحصيلة من المعارف والخبرات التي ينفعون بها أنفسهم وبلادهم، وأكد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”: “إن العالم اليوم يتقدم بسرعة كبيرة وغير مسبوقة خاصة في التكنولوجيا، والذي يمتلك التكنولوجيا اليوم خاصة الذكاء الاصطناعي يمتلك القوة والثروة لأن الثروة في المستقبل هي ثروة العلم والمعرفة”.
إن القائد الحقيقي هو الذي يتابع أخبار أبنائه المغتربين سواء للعلاج او الدراسة والتدريب وهو المحك الحقيقي أن يكون القائد والشعب على قلب رجل واحد، وهذا ليس بجديد على قيادتنا الرشيدة التي تحرص دوماً على الالتقاء بأبنائها في داخل الدولة وخارجها وفي المحافل ومشاركتهم في الفعاليات المختلفة مما يعزز علاقة القيادة بالشعب مما يجعلنا أسعد شعب، فنحن جميعاً فداء للوطن وللقيادة المعطاءة دوماً وأبداً.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق "نداء أبوظبي" لحماية الطفل
اختتمت في أبوظبي أعمال المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، الذي استضافه تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، بإصدار "نداء أبوظبي"، بحضور قادة أديان ومفكرين ومختصين دوليين شاركوا على مدار 3 أيام في حوارات معمقة تعزز جهود حماية الأطفال وتحفظ كرامتهم، من خلال توحيد الرؤى ووجهات النظر، وتعزيز دور قادة الأديان في إيجاد حلول للمخاطر التي تواجه الأطفال حول العالم.
وتم الإعلان عن البيان في حفل أقيم في واحة الكرامة، حضره الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والعلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، والقس كيشي مياموتو، رئيس منظمة أريجاتو الدولية ومنسق الشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، وكول غوتام، رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى السادس لشبكة العمل العالمية للأطفال، والريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ودانة حميد، الرئيس التنفيذي لتحالف الأديان لأمن المجتمعات، والدكتور مصطفى علي، الأمين العام لـ(GNRC)، مدير منظمة أريغاتو الدولية في نيروبي، والدكتور فينو أرام، نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدولية للمنتدى السادس لشبكة العمل العالمية للأطفال. تأملات وقدم الحائز على جائزة نوبل للسلام، كايلش ساتيارثي، تأملات في الاستجابة لنداء الطفل، وذلك بحضور أطفال من جميع أنحاء العالم.وتضمن إعلان أبوظبي بشأن بناء عالم مفعم بالأمل للأطفال، والذي تم إطلاقه في واحة الكرامة بالعاصمة أبوظبي، التأكيد على التزام جماعي بضمان حق كل طفل في مستقبل آمن ومستدام، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وموحدة عبر الأديان والحكومات والمجتمع المدني، وحدد خطة عمل تركز على بناء عالم آمن ومستدام للأطفال، مع التركيز على الحوار بين الأديان وأنظمة الحماية، ودعم الصحة العقلية، والسياسات الشاملة، ومكافحة الممارسات الضارة.
وتعهد الموقعون على الإعلان الذي تم وضعه بالتشاور مع أكثر من 100 من كبار القادة من المنظمات الدينية والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية؛ برفع أصوات الأطفال، والحفاظ على كرامتهم، والعمل بتعاطف ومسؤولية لخلق مستقبل أكثر إشراقاً. أولوية دائمة وقال العلامة عبدالله بن بيّه، في كلمته في الحفل الختامي، إن حماية الأطفال أولوية دائمة في كل وقت وحين، لأنه من المواضيع التي تمس الإنسان (الفرد والعائلة) في أقرب البشر وأحبهم إليه وهم الأطفال، وتمس وتخص المجتمع والدولة ككل لأنها تُعنى بالمستقبل بكل معانيه، مشيراً إلى أن مبادرات حماية الأطفال تصبح أكثر تعيناً وأعظم إلحاحاً في المناطق التي تشهد صراعات وحروباً مسلحة، والتي يتعرض جراءها الأطفال إلى أخطار كبرى تهدد حياتهم وتمزق كيانهم؛ إذ ينبغي أن تعطى هذه المناطق الأولوية في كل المشاريع الموجهة للأطفال.
وأضاف أن الدين الإسلامي اعتنى بالطفل تربية لجسمه وعقله وتنمية لمواهبه ورعاية لجميع أحواله، وأن التعاليم النبوية في شأن الأطفال كانت مرجعاً للعلماء في تصنيف الكتب وتخصيص بنود كثيرة، مشيداً بما تقوم به دولة الإمارات من رعاية للأيتام ووقفات إنسانية لمساعدة الأطفال وخصوصاً في الدول التي تشهد نزاعات وهو أمر يتماشى مع القيم والتعاليم الدينية السمحة، وهي أول دولة عربية تنضم إلى الشراكة العالمية لـ "إنهاء العنف ضد الأطفال".
كما أشاد بجهود الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للعناية بالطفل على المستويين المحلي والدولي. مناقشات معمقة وكان المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال الذي نظمته منظمة أريجاتو الدولية، واستضافه تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، قد شهد على مدار ثلاثة أيام، مناقشات معمقة حول التحديات التي تواجه الأطفال حول العالم، وسبل حمايتهم من الجوع والفقر والإيذاء والاستغلال والاتجار بالبشر، ودور قادة الأديان في لعب دور محوري لإيجاد حلول شافية وكافية؛ بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وقوى إنفاذ القانون، وصانعي القرارات، وغيرهم من القوى الفاعلة في المجتمع.
وشارك في المنتدى متحدثون ومشاركون وضيوف مسؤولون من الأمم المتحدة، ومن وكالات عالمية وقادة عالميون، وعدد من كبار القادة الدينيين والروحانيين، وصناع السياسات والممثلين الرئيسيين من المنظمات الحكومية الدولية والمتعددة الأطراف، والخبراء الرائدين في مجال حقوق الطفل، وممثلي المنظمات غير الحكومية التي تركز على الأطفال والشباب والناشئة.
وتمحورت النقاشات حول معالجة القضايا المتعلقة بكرامة الطفل في العالم الرقمي، والدور الحيوي للأسر والمجتمعات التعاونية، وتعزيز الصحة العقلية في مواجهة الصدمات العالمية والأزمات الناشئة والأوبئة، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات، وكراهية الأجانب وجرائم الكراهية والتطرف، والمشاركة التكاملية بمعالجة أنماط الحياة المسؤولة، والجوع، وفقر الأطفال، وعدم المساواة والقيم الأخلاقية والتعليم من أجل التنمية المستدامة والإدارة الواعية للمناخ.
وإلى جانب مشاركتهم ومن خلال برامج متخصصة، أتيحت الفرصة للوفود المشاركة من أنحاء العالم كافة، والأطفال الدوليين المشاركين، للاطلاع على عدد من الأماكن الثقافية والتاريخية والسياحية في الإمارات، حيث حرص تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات، على إطلاع المشاركين على الثقافة الإماراتية، وما تشهده الدولة من تطور في المجالات كافة، وتعريفهم بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، بما تمثله من التسامح والتعايش السلمي، والأخوة الإنسانية واحترام الآخرين.