حبس 5 من مأموري جهاز الردع بتهمة قتل مواطن
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أعلن مكتب النائب العام حبس 5 مأمورين بجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بتهمة قتل المواطن ربيع أبو عجيلة.
وبحسب ما أفاد المكتب في بلاغ، فقد حركت النيابة العامة الدعوى الجنائية في مواجهة مرتكبي واقعة تعذيب أفضى إلى موت المواطن ربيع أبو عجيلة.
وأَرسل مأمور جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، إخطاراً، بواقعة وفاة المجني عليه إثر تعرضه لإصابات لقي بسببها حتفه؛ فأجرى نائب النيابة، بمكتب النائب العام، تحقيقاً، صورت نتائجه واقع تعرض المجني عليه إلى عنف تمثل في ضربٍ بأداة صلبة نجم عنه نزفٍ؛ وفشل في وظائف الكلى لم ينجُ من مضاعفاته.
وعلى إثر ذلك، استجوب المحقق من أوكل إليهم الاستدلال قِبل المجني عليه؛ فتثبَّت من مسؤولية 5 مأمورين، وبذلك قررت النيابة العامة حبسهم على ذمة التحقيق.
وفي وقت سابق، أفادت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بأن مكتب النائب العام باشر في إجراءات التحقيق في واقعة قتل المواطن ربيع أبوعجيلة أحمد نصر تحت التعذيب، وذلك بعد حجز حُريته تعسّفياً، وتعذيبه، حتى فارق الحيآة، من قبل عناصر أمن تابعين لجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
وسبق أنْ رصَد ووثّق قسمُ تقصّي الحقائق والرَّصْد والتوثيق بالمؤسسة واقعة وفاة المواطن ربيع أبوعجيلة أحمد نصر والبالغ من العمر 46 عاماً، وذلك جرّاء تعذيب جسدي مُبرح أفضى إلى ازهاق رُوحه ووفاته تحت التعذيب، وذلك بتاريخ يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر 2024م، بمقرّ جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، وذلك بعد حجز حُريته تعسّفياً، وتعذيبه، حتى فارق الحياة من قبل عناصر تابعين للجهاز، وبدون إذن من النيابة العامة بالاحتجاز والقبض، وبدون أساس ومسّوغ قانوني لاحتجازه، بحسب المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.
???? سُلطة التحقيق تُحرّكِ الدعوى الجنائيّة في مواجهةِ مُتهمَيْن نُسب إليهم فعل قتل جراء التعذيب تعمَّداً، واحتجاز تعسّفي "…
تم النشر بواسطة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا – Nihrl في الخميس، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الردع لمکافحة
إقرأ أيضاً:
تراجع ترامب عن تهديداته.. قوة الردع تُعيد رسمَ المعادلات
فضل فارس
خلال الأيّام الماضية، تصاعدت التهديدات الصادرة عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة، ما أثار جدلًا واسعًا على المستويين الإقليمي والدولي، لكن المثير للاهتمام كان التراجع السريع والمفاجئ عن موقفه المتشدّد، ليعلن لاحقًا أن الولايات المتحدة “ستدعم القرار الذي ستتخذه إسرائيل”، في تحول واضح عن لهجته السابقة، فما الأسباب الحقيقية التي أجبرته على إعادة النظر في قراراته؟
قد يعتقد البعض أن الموقف العربي، سواء الرسمي أَو الشعبي، هو الذي شكَّل ضغطًا على ترامب ودفعه للتراجع، غير أن الواقع يشير إلى أن المواقف َالرسمية العربية، رغم بعض الاعتراضات اللفظية، لم تتجاوز حدودَ الإدانة المعتادة ولم تشكل تهديدًا حقيقيًّا للمصالح الأمريكية في المنطقة، أما على المستوى الشعبي، فقد كان هناك غضبٌ واسع، لكنه ظل في إطار التظاهرات والتنديد دون أن يتحول إلى ضغط سياسي ملموس قادر على تغيير المعادلة.
ما فرض نفسه بقوة على المشهد كان الموقف اليمني، حَيثُ أعلن السيد عبد الملك الحوثي بوضوح أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي إذَا ما تم فرضُ التهجير القسري على الفلسطينيين، هذا التهديد لم يكن مُجَـرّد تصريح عابر، بل جاء في سياق استراتيجية يمنية أثبتت فاعليتها خلال السنوات الأخيرة، من خلال استخدام القوة العسكرية في استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، الرسائل العسكرية اليمنية، سواء عبر استهداف السفن أَو توجيه التهديدات المباشرة، كانت أكثر تأثيرا من بيانات الشجب والإدانة التي تصدر عن العواصم العربية الأُخرى.
تراجع ترامب لم يأتِ من فراغ، بل جاء ضمن سياق إقليمي متغير، حَيثُ فرضت تداعيات عملية “طوفان الأقصى” واقعًا جديدًا على الأرض، المقاومة الفلسطينية، إلى جانب الدعم المباشر من قوى إقليمية مثل حزب الله في لبنان واليمن، نجحت في إرباك الحسابات الأمريكية والإسرائيلية، وجعلت تكلفة أي قرار تعسفي بحق الفلسطينيين مرتفعة للغاية.
هذا التوازن الجديد جعل من الصعب على واشنطن المضي في قراراتها دون أن تواجه تداعيات غير محسوبة.
ومع فشل المخطّطات الأمريكية في فرض الهيمنة بالقوة، تتشكل معادلات جديدة في المنطقة، حَيثُ لم يعد بإمْكَان واشنطن وتل أبيب فرض إرادتهما دون مواجهة ردود فعل غير متوقعة، المقاومة، سواء في، فلسطين أَو لبنان أَو اليمن، باتت تمتلك أوراق ضغط تجعل أي قرار استراتيجي مكلفًا لمن يسعى لفرضه، في ظل هذا الواقع، لم يكن تراجع ترامب مُجَـرّد تبدل في الخطاب السياسي، بل كان اعترافا ضمنيًا بتغير موازين القوى في المنطقة، حَيثُ لم يعد بإمْكَان الولايات المتحدة فرض سياساتها دون أن تواجه مقاومةً حقيقيةً على الأرض.
ما حدث يؤكّـدُ أن لُغةَ القوة هي التي تُسمَعُ في السياسة الدولية، وأن الهيمنة الأمريكية لم تعد مطلقة كما كانت في السابق، التراجع عن قرار تهجير الفلسطينيين لم يكن نتيجة استنكار دبلوماسي، بل جاء بفعل معادلة ردع جديدة، ساهمت فيها قوى المقاومة في المنطقة، وعلى رأسها اليمن، الذي بات لاعبًا رئيسيًّا في رسم ملامح الصراع في الشرق الأوسط.