الدويري: حزب الله لا يزال قادرا على إدارة المعركة وهذا الدليل
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن متقاعد فايز الدويري إن حزب الله لا يزال قادرا على إدارة المعركة الدفاعية بنجاعة وقوة رغم الضربات الإسرائيلية التي أضرت بالبعد البشري، لكنها لم تقوض قدراته القتالية.
وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري في لبنان- أن حزب الله وجّه اليوم 5 رشقات صاروخية كبيرة رغم الحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة وعمليات الاغتيال التي طالت قادة عسكرين بارزين، بينهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، وتفجيرات أجهزة البيجر وووكي توكي.
ووفق الخبير الإستراتيجي، فإن التنظيمات المقاتلة التي تخوض حربا لا متناظرة مع جيش نظامي يملك مقدرات كبيرة "يكون في حساباتها التعرض لضربات مؤلمة قد تجهض قوتها القتالية إذا اتجهت للنسق التقليدي".
وبناء على ذلك، توجد تعليمات ثابتة للمقاتلين بأنه في لحظة ما قد يتم فقد الاتصالات وضرب سلسلة القيادة عبر اغتيالات مركزة، "ولكن هذا لا يعني انهيار القوة القتالية، فالتخطيط مركزي ولكن التنفيذ لا مركزي"، وفق المتحدث.
وتطرق الخبير العسكري إلى المقدرات القتالية التي يمتلكها حزب الله، وفي مقدمتها القدرة الصاروخية بسبب تأثيرها على إسرائيل، إضافة إلى المدفعية والمسيرات والقوات الميدانية المنتشرة بالجنوب والبقاع الأوسط والهرمل، بجانب قوة الرضوان التي صممت لتنفيذ عمليات داخل فلسطين المحتلة.
وتتراوح القوة الصاروخية لحزب الله بين 100 ألف و200 ألف صاروخ، 80% منها غير موجه -وفق الدويري- الذي قال إن الحزب لم يستخدم بعدُ صواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
في الجهة المقابلة، يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما حققه -حتى اللحظة- من ضربات استباقية واغتيالات مكثفة وتفجيرات أجهزة الاتصالات واللاسلكي "إنجازات عسكرية قد تتلاشى حال دخل في حرب برية"، وفق الدويري.
ويضيف الخبير العسكري أن حزب الله -بعد 18 عاما من حرب 2006- لديه حضور كبير بالجنوب اللبناني، ونجح بتطويع الطبيعة الجغرافية لخدمة خطته الدفاعية، مشيرا إلى أنها تتركز على السيطرة على العقد القتالية بجانب بنك أهدافه.
وخلص إلى أن دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب لبنان "لن يكون نزهة صيفية"، لافتا إلى أن ضربات إسرائيل استهدفت قدرات حزب الله وبيئته الحاضنة، حتى الآن، "لذلك يسير الحزب على حبل مشدود بين الحفاظ على موازنة الردع وعدم الانجرار لحرب برية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
الدويري: ضرب مقر الموساد تحوّل نوعي لكنه لا يعني ضرب تل أبيب
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن قصف حزب الله اللبناني مقر الموساد في تل أبيب يمثل تحولا نوعيا ومنضبطا في الوقت نفسه حتى لا تذهب الأمور إلى معركة برية واسعة يحاول الطرفان تجنبها حتى الآن.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلن حزب الله استهداف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع "قادر1″، في سابقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عام.
وقال الحزب إن مقر قيادة الموساد المستهدف "مسؤول عن اغتيال القادة وتفجير أجهزة الاتصال".
ووفقا للدويري، فإن الحزب لم يستهدف تل أبيب وإنما استهدف مقرا عسكريا يقول إنه مسؤول عن تفجيرات أجهزة البيجر، مما يعني أنها عملية مماثلة لعمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل في الضاحية.
وبالتالي، فإن هذه العملية -وفق الدويري- لا تعني إدخال تل أبيب للمعركة، كما أن عمليات إسرائيل لا تستهدف تدمير الضاحية عشوائيا، مما يعكس حرص الطرفين على عدم التصعيد بطريقة تقود لحرب برية مفتوحة وإن كانت الحرب الشاملة قائمة بالفعل.
تأجيل الحرب البريةوأوضح أن العملية البرية هي الجزء الناقص من الحرب الشاملة بين الجانبين، مرجحا أن تواصل إسرائيل الإبقاء على هذا الوضع لمدة أخرى أملا في كسر إرادة حزب الله وإخضاعه للإملاءات.
وقال إن إسرائيل تستخدم مقاربة قطاع غزة في لبنان، مؤكدا أن الحسم العسكري لن يتحقق وأن حزب الله لن يتراجع لما وراء نهر الليطاني كما تريد إسرائيل.
ووصف الدويري عمليات حزب الله بأنها حرب ضاغطة على الاقتصاد والمجتمع وليست حرب استنزاف، لافتا إلى أن هذه الأخيرة تقوم على استهداف البعدين المدني والعسكري وأنها لن تكون إلا بمواجهة برية.
ورجح أن تندلع حرب برية إذا شعر نتنياهو بأن الضغط الحالي لن يجبر حزب الله على التراجع، لكنه أشار إلى أن إسرائيل سبق أن بقيت 20 عاما في منطقة الليطاني ثم أخرجتها المقاومة اللبنانية.
على حزب الله الاعتماد على نفسهوقال إن الوضع في جنوبي لبنان مختلف تماما عن غزة، مشيرا إلى أن حزب الله لن ينشر قواته على كل متر مربع وإنما سيعتمد على العقد القتالية التي تمنحه النصر المطلوب في النهاية، لأن المواجهة البرية تعني خسائر كبيرة لجيش الاحتلال.
وعن أوراق قوة حزب الله في حرب برية، قال الدويري إنها تتمثل في قدرته على إدارة المعركة وتفعيل وحدة الساحات في اليمن والعرق بشكل فاعل وليس رمزيا كما هي الحال الآن.
وقال إن الخطاب السياسي الإيراني واضح في دعوته إلى تجنب التصعيد، مما يعني أن حجر الزاوية (طهران) لم تقدم شيئا يمكن الاعتماد عليه، وبالتالي على الحزب الاعتماد على قدراته وحاضنته الشعبية.