تفاصيل المبادرة الدولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
واشنطن– أعلنت إدارة جو بايدن مساء الأربعاء عن مبادرة تتيح وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، على أمل أن يتيح مثل هذا الاتفاق قصير الأجل الوقتَ للأطراف للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل لإنهاء القتال على الحدود الشمالية لإسرائيل، والسماح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة لديارهم.
وأثار تصاعد الصراع في لبنان قلقا دوليا، وسقط ما لا يقل عن 600 شهيد لبناني بسبب القصف الإسرائيلي لأهداف بالجنوب والعاصمة بيروت. ورد حزب الله باستهداف العديد من الأهداف العسكرية والاستخباراتية داخل إسرائيل.
وتتهم إسرائيل حزب الله بإطلاق حوالي 9300 صاروخ عليها منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، مما أدى لنزوح أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم. ومن جانبه يقول الحزب اللبناني إن الهجمات على إسرائيل لن تتوقف إلى أن يتوقف العدوان على قطاع غزة.
ويحذر الرئيس بايدن من أن هناك "حربا شاملة ممكنة" حتى عندما أعرب عن تفاؤله بشأن تسوية محتملة.
وتعرض الجزيرة نت، في صيغة سؤال وجواب، كل ما يتعلق بالمبادرة الجديدة، وموقف الأطراف منها.
الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان وبيروت أدت إلى نزوح جماعي شمالا (الفرنسية) ما أهم بنود المبادرة؟دعت المبادرة إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوما على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية حتى يتاح المجال للدبلوماسية، ولإبرام تسوية دائمة تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي تم التوصل إليه نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006، والذي يستلزم إبقاء قوات الأمم المتحدة عناصر حزب الله شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 18 ميلا شمال الحدود.
كذلك نصت المبادرة على تنفيذ القرار رقم 2735 بشأن وقف النار في غزة. ودعت كافة الأطراف، بما فيها الحكومتان الإسرائيلية واللبنانية، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت فورا بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701، وإعطاء فرصة حقيقية للتوصل إلى التسوية الدبلوماسية.
وشدد مسؤول في إدارة بايدن، في إفادة صحفية، على أن وقف النار قصير الأمد لا يمكن أن يكون الاتفاق النهائي لهذا الصراع، لأنه لا يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية على المدى الطويل.
من الطرف الذي بادر بإطلاق المبادرة؟قادت الولايات المتحدة وفرنسا المبادرة، وأيدتها حكومات أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
لماذا قدمت مبادرة وقف النار على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية؟قالت الدول الموقعة على بيان إطلاق المبادرة إن "الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يطاق، ويمثل خطرا غير مقبول بتصعيد إقليمي أوسع. وهذا ليس في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان".
ما موقف إسرائيل من المبادرة حتى الآن؟لم توافق إسرائيل على المبادرة، ونفى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الموافقة على المقترح الذي صاغته واشنطن وباريس، وذلك قبل مغادرته إسرائيل في طريقه لنيويورك لإلقاء كلمة بالجمعية العامة للأمم المتحدة. وأصدر نتنياهو تعليمات لجيشه بمواصلة القتال "بكل قوة" يوم الخميس، وذلك رغم بذل جهود دبلوماسية حثيثة لوقف الصراع مع حزب الله.
ما موقف الحكومة اللبنانية وحزب الله من المبادرة؟
وفي بيان صدر يوم الخميس، قال مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إنه لم يرد بعد على اقتراح وقف إطلاق النار، لكنه "يرحب" بالجهود الدولية لحل الأزمة. وأضاف المكتب أن "الاختبار الحقيقي يكمن في تنفيذه، لا سيما من خلال التزام إسرائيل بالقرارات الدولية".
ومن ناحية أخرى، لم يصدر بيان رسمي عن حزب الله يعبر فيه عن موقفه من المبادرة.
وما موقف المبادرة من حزب الله؟لم يذكر بيان المبادرة حزب الله بالاسم، وتعامل مع الدولة اللبنانية بصفتها الطرف القادر على التوقيع رسميا. وتصنف الولايات المتحدة، والكثير من الدول الأوروبية حزب الله بأنه "جماعة إرهابية"، لكن الكل يدرك أن موقف الحكومة اللبنانية يعكس موقف حزب الله، ولا يعرف على وجه التحديد طبيعة آلية النقاش بين هذا الحزب وحكومة لبنان.
كيف يُتعامل مع حزب الله كونه مصنفا جماعة إرهابية بأميركا؟لا تتواصل واشنطن مباشرة مع حزب الله، بل مع ممثلي الحكومة اللبنانية، إلا أن واشنطن -طبقا لمسؤول كبير بإدارة بايدن- واثقة بأن حزب الله سيلتزم بالمبادرة إذا وافق عليها، وستقوم الحكومة اللبنانية بالتوقيع على الاتفاق، وليس حزب الله.
ماذا يجري الآن خلف الكواليس بخصوص المبادرة؟
تبذل إدارة بايدن، وغيرها من الحكومات الأوروبية والعربية، جهودا مع مختلف الأطراف حول تفاصيل المبادرة. ويقول المسؤول الأميركي بإدارة بايدن "لقد أجرينا هذه المحادثة مع الأطراف، وشعرنا أن هذه هي اللحظة المناسبة للرد على النقاشات التي أجريناها".
وأضاف "كل الأطراف على دراية بالنص، لقد كان هذا جهدا شاملا من قبل الإدارة للوصول إلى هذه اللحظة. نحن ممتنون لكل من الإسرائيليين والحكومة اللبنانية في العمل بلا كلل للوصول إلى هذه اللحظة".
هل تفي بنود المبادرة بشروط إسرائيل وحزب الله لوقف القتال؟لا. وسيكون من الصعب على أي من الجانبين قبول اقتراح وقف النار لمدة 3 أسابيع بين إسرائيل وحزب الله لأنه لا يرقى إلى مستوى شروط كل منهما للهدنة.
وذكر قادة حزب الله (المدعوم من إيران) مرارا أنهم سيواصلون القتال حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، قائلين إن وقف حرب الحزب مع إسرائيل بينما تقاتل حماس من شأنه أن يعرضهم لانتقادات -من أكثر مؤيديهم المتحمسين- بأن حزب الله يتخلى عن مبادئه وحليفه.
ويريد القادة الإسرائيليون من جانبهم أيضا أكثر من فترة قصيرة من الهدوء على طول حدودهم الشمالية. وكثيرا ما تحدثوا عن السعي إلى تغيير جوهري في الديناميكية الأمنية بالمناطق الحدودية، حيث تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق الصواريخ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن بدأ الحزب إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية تضامنا مع غزة.
هل استمرت إسرائيل في هجماتها بعد طرح المبادرة؟نعم، فقد قال جيش الاحتلال يوم الخميس إنه قصف أهدافا جنوب لبنان ردا على موجة من 45 صاروخا أطلقت على شمال إسرائيل. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 20 شخصا قتلوا في غارة جوية إسرائيلية في يونين، وهي بلدة بسهل البقاع، وإن 3 أشخاص قتلوا في منطقة صور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکومة اللبنانیة إطلاق النار وقف إطلاق وقف النار وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة.. عقبات ونقاط خلافية بين إسرائيل وحماس
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن صعوبات وعقبات مرتبطة بالمفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مصدر إسرائيلي قوله إنه "لا يوجد تقدم حقيقي في المفاوضات مع حماس لكنها مستمرة".
ووفق المصدر فإنه من الصعب توقع أن توافق حماس على صفقة "دون إنهاء الحرب بشكل كامل".
وأشار المصدر إلى أنه "لم تصل قائمة الرهائن الأحياء من حماس، ولم ترد بقبول الصفقة".
واختتم المصدر بالقول إن "التقييم الإسرائيلي يفيد بأنه من المشكوك فيه التوصل إلى صفقة خلال أسبوع، وأن الأمل هو موعد تنصيب دونالد ترامب في يناير".
أما صحيفة "هآرتس" فنقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن الصفقة مع حماس "ليست في متناول اليد".
وأكد المصدر أنه رغم التقدم في المفاوضات "لم يتم التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الخلافية الأساسية".
وأوضح المصدر أن إسرائيل "لم توافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا أو الإنهاء الكامل للحرب".
وكان مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون، قد أشاروا الإثنين، إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحماس بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
واكتسبت محاولة جديدة للوساطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب زخما هذا الشهر، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن أي تقدم حتى الآن.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض.
ورغم ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وصرّح شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية قائلا: "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض".
وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة.
وتريد حماس إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة حماس لقطاع غزة أولا.