صامدة على مر الزمان.. فكري سعد 55 عاما في صناعة منتجات جريد النخيل
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط، حيث يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه "قرمة" من الخشب مثبتة على الأرض من جريد النخيل ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة "مطرقة وسكين ومجردة وملقاط"، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.
صناعة الجريد من المهن التي مهما مرت عليها الأيام لا تندثر لحاجة السوق دائما لعدايات الخضار والفاكهة التي تعرف بإسم “القفص"
تحدثت البوابة نيوز مع أقدم صانع لمنتجات النخيل.
يحكي عم فكري سعد صاحب الـ63 عاما، عن عمله في صناعة جريد النخيل ، قائلا: بدأت حرفتي كصانع جريد النخيل في إحدى الورش بالقرية، والتي هي من أكبر قرى البدرشين زراعة للنخيل وصناعة الجريد.
يجلس عم فكري كل صباح داخل كوخ بسيط، يبدأ العمل في همة ونشاط، ليحافظ على صنعة الأباء والأجداد في صناعة الجريد، يتأمل بشغف واجتهاد ليصنع عشرات من الكراسي والطاولات والأقفاص، وأمامه "قرمة" من الخشب مثبتة على الأرض ، ممسكا بأدواته وعدده البسيطة "مطرقة وسكين ومجردة وملقاط"، ليشكل قطعا فنية يدوية متنوعة.
عن حال المهنة وما وصلت اليه صناعة جريد النخيل قال : "حرفة صناعة منتجات جريد النخيل صامدة بمراحل تصنيع يدوية كاملة، وتشكل مصدر رزق لعدد من صنايعية الجريد، تقاوم بمهارة وحرفية وأدوات بدائية بسيطة متوارثة لتحافظ على الهوية الريفية.
وتابع عم فكري: "لم استكمل تعليمي وكان كل أملي البحث عن مهنة حرفية أتعلمها وأواصل مسيرتي فيها، لم أعرف حرفة غيرها ، تعلمتها وتعلقت بها ومع مرور الأيام أتقنتها حتى أصبحت صنايعي مشهور وأمتلك ورشتي الخاصة. موضحا: "تخصصت في بداية عملي في صناعة أقفاص الخضروات والفاكهة والطيورمن جريد النخيل وبعد أن كبرت في العمر اتجهت إلى الفنيات وتصنيع الأعمال التي تتطلب إتقان وحرفية أكثر كالكراسي والترابيزات، حتى أصبح عملي مقتصرا عليهما".
واستطرد : " صناعة الجريد نعتمد على ما تنتجه القري من إنتاج النخيل "الشوبك والمرازيق وسقارة وميت رهينة" من الجريد في موسم الحصاد، والذي يبدأ من شهر سبتمبر وينتهي في شهر أكتوبر من كل عام، علما بأن سعر الجريد "عدد 1000 جريدة" يتراوح ما بين 1000 و1500 جنيه تقريبا.
يقول عن بدء العمل داخل الورشة من الساعة 8 صباحا حتي أذان العصر: "أنا شغال بمفردي، بنزل وبحكم سني دلوقتي ممكن أصنع كرسيين في اليوم، بصنع واركن ولو الزبون طلب أي كمية بأنواعها ومقاساتها بعملها، وببيع الكرسي الواحد بـ185 جنيها، شغلي مطلوب ولي أسم في السوق في البدرشين والقرى المحيطة وحلوان.
مراحل تصنيع جريد النخيل
وعن مراحل التصنيع، أفاد عم فكري: "نبدأ في نشر الجريد فى الهواء، وهي أولى خطوات التصنيع، حيث تترك للتليين نحو 10 أيام في فصل الصيف وما يقرب من 20 يوما في فصل الشتاء ، ثم تليها مرحلة تقطيع الجريد لأطوال وأحجام متنوعة وتقشيره وتنظيفه باستخدام السكين وتقسيمه إلى قطع باستخدام الساطور.
حيث بشتغل في الكرسي الواحد 12 مقاسا مختلفين، القصير والطويل، الطويل لأنه بيدخل في صناعة للتكيات والقوايم والباقي منه بعمله مقعد للكرسي، تقطيع الجريد وتخريمه مش بيتم عشوائي، أي غلطة الكرسي ما يركبش، فالكرسي الواحد بياخد في تركيبه حوالي 25 جريدة".
وأشار عم فكري إلى أن مرحلة التليين مهمة لتسهل المراحل الأخري مثل أعمال الصنفرة والتقطيع والتثقيب والتركيب، "لازم الجريدة تنضج الأول و"تطقطق" علشان الكرسي لما، الجريدة لازم تاخد وقت 15 يوما في الشمس في الأول ولما تنشف المياه منها وتلين نبدأ نخرمها".
وتابع: "مهنة صناعة منتجات الجريد بكل ما فيها من مراحل تحتاج إلى حرفي يمتلك مهارة فنية وقوة عضلية؛ للوصول إلى منتج أفضل في الإتقان والجودة، "أنا شغال بآلة حادة، لو سرحت واتشتت تركيزي ولو للحظة ممكن أجرح إيدي واعرض نفسي لأذى".
واختتم: "ماليش إلا هي وما قدرش أشتغل غيرها".. بهذه الكلمات اختتم عم فكري قائلا: "عندي 9 أبناء، 7 بنات وولدين، الحمدلله إني لسة قادر أكمل وأكافح، ولو كان في العمر بقية هكمل شغل وكفاح، ولو عمري انتهى في أي لحظة الحمدلله.. قضيت رسالتي علي أكمل وجه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صناعة الجريد جريد النخيل النخيل البدرشين صناعة الجرید جرید النخیل فی صناعة
إقرأ أيضاً:
بمهارة ودقة عالية.. شاب يطوع الأسلاك المعدنية لصنع مجسمات فنية راقية
حمص-سانا
في خطوة كانت تشكل له تحديا في بداياتها حقق الشاب أيهم زين الدين نجاحا لافتاً بتطويع الأسلاك المعدنية وتحويلها إلى مجسمات فنية تنطق بالقيم الإنسانية النبيلة رغبة منه بممارسة هذا الفن، نظرا لكونها فنا ليس شائعاً لتروي دقتها وجمالها قصصاً من الإبداع والتميز.
أيهم الطالب في المرحلة الثانوية أوضح في حديث لـ سانا الشبابية أن الأمر بدأ معه من مجرد فكرة، عمل عليها بكل مثابرة حتى أصبحت واقعاً بين يديه منذ نحو ستة أشهر حينما وجد أن لديه القدرة على تحويل الأسلاك المعدنية لمجسمات فنية، فبرع في صنع لوحة تمثل التعاون من خلال شخصين يساعد أحدهما الآخر.
وتلاها عدد من المجسمات التي نفخ فيها من روحه المفعمة بالفن والإتقان، فأنجز مجسماً تعبيرياً عن الأثقال التي تنهك الإنسان ومدى تحمله لها، وفي لوحة أخرى جسد موسيقياً يعزف على القانون، وآخر على العود وغيرها من اللوحات الجميلة، حيث وجد في مواقع التواصل الاجتماعي سبيلاً لنشر إبداعاته التي لاقت إعجاب واهتمام الكثيرين.
ويضيف الشاب “أيهم”: إنه يحتاج لساعات طويلة وهو يطوي الأسلاك بكل دقة وصبر حتى ينتهي من إنجاز ما يرغب وسط أفكار كثيرة تراوده لتجسيدها، حيث يعتزم عمل مجسم تكريمي للمعلم وفاء وإخلاصا منه لمعلميه، مبديا عدم رغبته حاليا بالتفريط بما أنجزه بمقابل مادي كونه في بداية الطريق لممارسة فن كهذا.
وأشار إلى أنه لم يجد عبر بحثه في الفضاء الإلكتروني إلا القليل ممن يمارسون فن طي الأسلاك، حيث يفكر مستقبلا بإدخال ومزج خامات عدة من الأسلاك، ما يزيد من جاذبية اللوحة المراد تجسيدها.
أيهم الذي شارك مؤخراً ضمن فعالية “بالفن بدنا نعمرها” في ساحة الكرامة بالسويداء نهاية العام الماضي يرى أنه على الشباب السوري أن يؤمن ويثق بقدراته، وألا يستسلم أمام المعوقات والتحديات التي تعترض طريقه.