زيارة البابا لبلجيكا: إرث الانتهاكات الجنسية يلقي بظلاله على الرحلة البابوية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
في خضم الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى بلجيكا هذا الأسبوع، تعود قضية الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها رجال الدين الكاثوليك إلى الواجهة مجددًا، فبعد جولة ناجحة في أربع دول آسيوية، يصل البابا إلى بلد كان يومًا ما معقلًا للكاثوليكية، ليواجه إرثًا مؤلمًا من الانتهاكات والتستر المؤسسي.
وقد وجه الناجون من الاعتداءات رسالة مفتوحة إلى البابا، يطالبونه فيها بإنشاء نظام عالمي للتعويضات الكنسية وتحمّل المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بحياتهم.
ومن المقرر أن يلتقي البابا بـ 15 من الناجين خلال زيارته التي تستمر أربعة أيام.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث كشف وثائقي من أربع حلقات بعنوان "المنسيون من الله" عن حجم المأساة في المجتمع البلجيكي، مما أدى إلى فتح تحقيقات برلمانية.
وقد تم الكشف عن فضيحة الانتهاكات في بلجيكا تدريجيًا منذ عام 2010، عندما سُمح لأقدم أسقف خدمة في البلاد بالاستقالة دون عقاب بعد اعترافه باعتدائه جنسيًا على ابن أخيه. وفي وقت لاحق، أصدرت الكنيسة تقريرًا يكشف عن 507 حالات اعتداء على أطفال من قبل رجال دين.
ورغم الإجراءات التي اتخذها الفاتيكان مؤخرًا، مثل تجريد الأسقف فانغيلوي من رتبته الكهنوتية بعد 14 عامًا من اعترافه، إلا أن الأجواء لا تزال متوترة في بلجيكا قبيل زيارة البابا.
Relatedأوكرانيا تحظر أنشطة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية: "امتداد لأيديولوجية المعتدي"إيطاليا: انخفاض قياسي في عدد المواليد والبابا يوصي بالإنجاب لحل معضلة تمس كل أوروباإلغاء مشاركة البابا فرانسيس في موكب درب الصليب لأسباب تتعلق بصحتهوفي تطور لافت، أعلن أسقف ليمبورغ الشمالية أنه لن يشارك في الاحتفالات البابوية بعد الانتقادات التي وُجّهت له لتأبينه كاهنًا متورطًا في قضية اعتداء. كما تم تغيير الترنيمة الختامية للقداس الرئيسي في اللحظات الأخيرة لتجنب عزف لحن لكاهن معروف بتورطه في الانتهاكات.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس لبلجيكا رسميًا للاحتفال بالذكرى الـ 600 لتأسيس جامعتي البلاد الكاثوليكيتين، لكنها ستكون محفوفة بالتحديات أمام مطالب الضحايا بالعدالة والتعويض.
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية البابا فرنسيس يعتزم زيارة تيمور الشرقية.. هل سيلتزم الصمت حيال فضيحة الاعتداء الجنسي؟ في حدث تاريخي.. البابا فرنسيس يحضر قمة مجموعة السبع في إيطاليا ويحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي أنقرة وبروكسل تعيدان 3 متطرفات بلجيكيات إلى بلادهن بعد فرارهن من سوريا تحرش جنسي كاثوليكية الفاتيكان بلجيكا البابا فرنسيسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حزب الله غزة لبنان روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حزب الله غزة لبنان روسيا تحرش جنسي كاثوليكية الفاتيكان بلجيكا البابا فرنسيس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حزب الله روسيا غزة لبنان الأمم المتحدة إسرائيل قطاع غزة جنوب لبنان اعتداء إسرائيل فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية البابا فرنسیس زیارة البابا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
زيارة البابا فرانسيس لمصر عام 2017.. رسالة سلام وإرث ثقافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قام البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في أبريل 2017، بزيارة تاريخية إلى مصر وسط تحذيرات أمنية من بعض الجهات، بسبب التوترات الإقليمية آنذاك. إلا أن زيارته حملت رسائل عميقة عن السلام والتعايش، مستلهمةً من الإرث الديني لمصر.
الخلفية التاريخية والدينية لمصرمصر ملجأ الأنبياء حيث ارتبطت مصر بتاريخ مسيحي عريق، حيث احتمت بها العائلة المقدسة (السيد المسيح والعذراء مريم) هربًا من الاضطهاد، وفقًا للرواية الإنجيلية.
أرض التعايشتعد مصر موطنًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدى أقدم الكنائس في العالم، وتضم أيضًا مجتمعًا مسلمًا كبيرًا، مما يجعلها رمزًا للحوار بين الأديان.
قرار الزيارة رغم التحذيراتففي ذلك الوقت، شهدت المنطقة أحداثًا متوترة، بما في ذلك هجمات إرهابية على الأقباط. نصح بعض المقرَّبين البابا بتأجيل الزيارة.
رد البابا المُلهم أجاب، قائلًا: كيف أخاف في بلد احتمى به السيد المسيح وعاش على أرضها بسلام؟" مؤكدًا ثقته بمصر وشعبها.
الهدية التذكارية: رمز للوحدة والإيمانأحضر البابا معه أيقونة ترمز إلى السلام والتعايش مُهداةً إلى الشعب المصري، لتكون تذكيرًا بدور مصر كجسر بين الشرق والغرب، وبين الأديان. كما أشار إلى أن الهدية تجسيد لـ"بركة أرض مصر التي احتضنت الإنسانية عبر العصور".
رسالته إلى العالم: زوروا مصردعوة للتعرف على التراث: فخلال زيارته، وجه البابا نداءً عالميًا لزيارة مصر، قائلًا: "هنا تُلمس حضارة عمرها آلاف السنين، وتُرى روعة التعايش".
تشجيع السياحة الدينيةأكد أهمية زيارة الأماكن المقدسة في مصر، مثل دير سانت كاترين ومسار العائلة المقدسة.
تأثير الزيارة على صورة مصر الدوليةتعزيز الأمن الروحي حيث ساهمت الزيارة في إبراز مصر كدولة تسعى لاستقرار المنطقة ونبذ العنف.
الحوار الإسلامي-المسيحي: حيث التقى البابا مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأطلقا معًا "إعلان القاهرة" لدعم الحوار بين الأديان.
إنعاش السياحة حيث ساعدت دعوته في كسر الصورة النمطية عن مصر كوجهة خطرة، مما أسهم في زيادة الاهتمام العالمي بتراثها.
زيارة البابا فرانسيس لمصر لم تكن مجرد حدث ديني، بل كانت رسالة عالمية عن قوة الإيمان والتعايش وعبرت عن ثقة عميقة في شعب مصر وقدرته على أن يكون نموذجًا للسلام، مستحضرًا إرثًا يمتد من زمن السيد المسيح إلى يومنا هذا.