بعد واقعتي طنجة وشفشاون.. خبير يسرد العقوبات المتوقعة للمتورطين في جرائم التحرش والاختطاف
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
التحرش بالنساء في المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان، يمثل قضية اجتماعية معقدة تتعلق بعدة عوامل ثقافية، اجتماعية، واقتصادية. ورغم أن الحكومة المغربية قد اتخذت خطوات مهمة لمكافحة التحرش الجنسي، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، حيث تستمر التربية المجتمعية والمفاهيم التقليدية حول دور المرأة في تعزيز هذه الظاهرة، إذ يُنظر أحيانًا إلى التحرش على أنه سلوك طبيعي أو مقبول.
وكانت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بداية الأسبوع الجاري قد أثارت ضجة واسعة، حيث يظهر في أحد المقاطع فتاة تتعرض لتحرش جنسي جماعي باستعمال العنف أمام أنظار المواطنين من طرف مجموعة من القاصرين بمدينة طنجة. أما المقطع الثاني، فيوثق لقيام رجل بإجبار امرأة على الركوب معه في سيارة أجرة صغيرة عنوة وتحت التهديد في أحد شوارع مدينة شفشاون. وقد تم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات هذه الوقائع، قصد متابعة المتورطين طبقًا لمقتضيات القانون الجاري به العمل.
وفي هذا السياق، صرّح الدكتور كريم احليحل، المتخصص في القانون الجنائي، أن الفتاة التي تعرضت لجريمة التحرش الجنسي ستتم متابعة المتورطين وفقًا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، وخاصة القانون رقم 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء. هذا القانون أطر جريمة التحرش الجنسي من خلال مقتضيات الفصلين 1-1-503 و2-1-503. وقد أعطى تعريفًا لمفهوم العنف ضد المرأة من خلال المادة الأولى، معتبرًا أنه: "كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس، يترتب عليه ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي للمرأة".
وأضاف الدكتور في تصريحه لـ"أخبارنا" أن المتورطين في هذه الجريمة سيتم متابعتهم بناءً على الفصل 1-1-503 الذي ينص على أن: "يعتبر مرتكبًا لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة تتراوح بين 2.000 إلى 10.000 درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أمعن في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية". وتضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميلًا في العمل أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية أو غيرها.
أما بالنسبة للفتاة التي تعرضت لجريمة الاختطاف الموثقة بالفيديو في شفشاون، فقد أكد الدكتور احليحل أن المتورط سيتم متابعته من أجل جريمة الاختطاف استنادًا لمقتضيات الفصل 436 من مجموعة القانون الجنائي الذي ينص على أنه: "يعاقب بالحبس من خمس إلى عشر سنوات كل من يختطف شخصًا أو يقبض عليه أو يحبسه أو يحجزه دون أمر من السلطات المختصة وفي غير الحالات التي يجيز فيها القانون أو يوجب ضبط الأشخاص". وإذا استغرقت مدة الحبس أو الحجز 30 يومًا أو أكثر، تكون العقوبة السجن من 10 سنوات إلى 20 سنة. وتكون العقوبة السجن من 20 إلى 30 سنة إذا ارتكب الفعل إما عن طريق ارتداء بذلة أو حمل شارة نظامية، أو عن طريق انتحال اسم كاذب، أو تقديم أمر مزور، أو استعمال وسيلة من وسائل النقل ذات المحرك، أو تهديد بارتكاب جريمة ضد الأشخاص أو الممتلكات.
واختتم الدكتور احليحل حديثه بالإشارة إلى أن العقوبات المشددة تطبق إذا كان مرتكب الفعل من الأشخاص الذين يمارسون سلطة عمومية أو أحد الأشخاص المنصوص عليهم في الفصل 225 من القانون الجنائي، متى ارتكب الفعل لغرض ذاتي أو بقصد إرضاء أهواء شخصية.
في الختام، تظل الاعتداءات التي تطال النساء في المغرب تحديًا اجتماعيًا وثقافيًا يتطلب مواجهة شاملة من المجتمع والدولة. ورغم الجهود المبذولة من قِبل السلطات والجمعيات الحقوقية لتحسين وضعية النساء وحمايتهن من العنف، يبقى الطريق طويلًا لتحقيق المساواة الفعلية وضمان العدالة الاجتماعية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: التحرش الجنسی
إقرأ أيضاً:
مصير التحول الجنسي خلال ولاية ترامب الثانية
واشنطن- أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه يريد وقف "جنون التحول الجنسي"، المروج له في دوائر تقدمية وليبرالية كثيرة، منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض بعد تسلمه منصب الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني القادم.
وخلال فعالية للمحافظين الشباب في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، مساء الأحد الماضي، أكد ترامب أنه سيوقع بمجرد تنصيبه "أوامر رئاسية تنفيذية لإنهاء تشويه الأطفال جنسيا وإخراج المتحولين جنسيا من الجيش ومن مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية".
وتعهد بـ"إبعاد الرجال عن الرياضات النسائية"، مشددا على أن "السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة ستتمثل في أن ثمة جنسين فقط، ذكر وأنثى".
تعهدات ترامبيُذكر أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الأميركيين يملكون وجهات نظر معقدة حول الهوية الجنسية وقضايا التحول الجنسي. ويفضل معظمهم حماية الأشخاص المتحولين جنسيا من التمييز والتنمر. وفي الوقت ذاته، ترفض أغلبيتهم دعم السياسات والبرامج الداعمة للرعاية الطبية للتحولات بين الجنسين، وتشعر بعدم الارتياح لوتيرة التغيير السريعة في قضايا المتحولين جنسيا.
وجاءت انتقادات ترامب وتعهداته بعد عدة أيام من إعطائه الضوء الأخضر للجمهوريين في مجلس الشيوخ بتمرير ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) البالغة 895 مليار دولار لعام 2025، التي تتضمن بنودا تمنع تغطية تكلفة علاجات العمليات الجراحية للمتحولين جنسيا من أطفال العسكريين الأميركيين. وأقر المجلس القانون بأغلبية 85 صوتا مقابل 14، وامتناع عضو عن التصويت.
إعلانوتشير تقديرات إلى وجود نحو 10 آلاف طفل وشاب متحولين جنسيا تتراوح أعمارهم بين 6 و22 عاما آباؤهم عسكريون، وفقا لتقدير من الرابطة العسكرية الحديثة الأميركية.
ويؤكد شاول أنوزيس، المدير السابق للحزب الجمهوري في ولاية ميشيغان، وعضو الولاية للجنة الوطنية للحزب، أن ترامب سيتمكن من تنفيذ ما أعلنه مؤخرا ضد وجود المتحولين جنسيا في المدارس العامة وأفرع القوات المسلحة، والمنافسة الرياضية.
وفي حديث للجزيرة نت، ذكر أنوزيس أن ضغط اللوبي التقدمي الليبرالي في الجانب الثقافي جاء بنتائج عكسية مروعة على الديمقراطيين، و"يعتقد الناخب الأميركي أن اليسار التقدمي ذهب بعيدا جدا".
دور ماسكبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات، أعلنت ابنة مالك منصة إكس إيلون ماسك المتحولة جنسيا، فيفيان ويلسون، عن نيتها مغادرة الولايات المتحدة، قائلة إنها لا ترى مستقبلا لها في البلاد.
وفيفيان، التي ولدت كطفل اسمه أكسفير وكان أكبر أبناء ماسك، غيرت جنسها لتصبح فتاة وانفصلت عن والدها منذ عام 2022. ولا يُعرف على وجه التحديد حجم تأثير ماسك، الذي أصبح شديد القرب من ترامب، على قرارات الرئيس المنتخب المعادية للتحول الجنسي بسبب خبرته العائلية.
وعلى منصة "ثريدز"، قالت ابنة ماسك "حتى لو كان ترامب سيبقى في منصبه لمدة 4 سنوات فقط، وحتى لو لم يتم تبني لوائح مناهضة للمتحولين جنسيا بطريقة سحرية، فإن الأشخاص الذين صوتوا عن طيب خاطر له باقون، ولن يذهبوا إلى أي مكان في أي وقت قريب".
بعد أن أعلنت فيفيان عن خططها لمغادرة أميركا، رد ماسك في تغريدة على منصة إكس وقال "فيروس طريقة تفكير ووك قتل ابني"، ويُشار إلى أن "ووك" (Woke) هي النخبة الليبرالية التقدمية المرتبطة بالحزب الديمقراطي.
The woke mind virus killed my son
— Elon Musk (@elonmusk) November 7, 2024
واعتبر الجمهوري أنوزيس أن هناك مبالغة في توصيف حجم تأثير ماسك على ترامب فيما يتعلق بسياسات الهوية الجنسية.
إعلانومن أكثر القضايا المثارة حول حق التحول الجنسي والحقوق القانونية لهذه الفئة تلك التي استمعت إليها المحكمة العليا الأميركية في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويتوقع أن تستكمل المحكمة النظر فيها خلال الربع الأول من العام الجديد.
ونالت القضية اهتماما شعبيا واسعا إذ حظرت ولاية تينيسي، من خلال مشروع قانون مجلس الشيوخ رقم 1 (إس بي 1) لعام 2023، تقديم الهرمونات الجنسية ومعوقات البلوغ للقصر وإجراء عمليات جراحية للقصر الذين يعرفون بأنهم متحولون جنسيا.
وتينيسي هي واحدة من 26 ولاية سنت قوانين معارضة للتحول الجنسي عند الأطفال والشباب. ورفضت إدارة الرئيس جو بايدن موقفها ورفعت قضية عرفت باسم "الولايات المتحدة ضد سكرميتي" نيابة عن والدي 3 مراهقين، مدعية أن الحظر ينتهك بند الحماية المتساوية في التعديل الـ14 للدستور.
تعقيد وعرقلةوعلى عكس حظر التمييز على أساس الجنس بين النساء والرجال، لا يتم الاعتراف دستوريا بالهوية الجنسية المتغيرة، وهو ما من شأنه تعقيد وعرقلة الوضع القانوني للمتحولين جنسيا من حيث التمييز على أساس الجنس.
ومع تمتع المحافظين الجمهوريين بأغلبية 6 أصوات مقابل 3 لليبراليين الديمقراطيين، من المرجح أن تؤيد المحكمة العليا الحظر الطبي الذي يؤثر على مصير وحقوق الشباب والأطفال المتحولين جنسيا.
يُشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، توسعت المعارك بشأن حقوق المتحولين جنسيا في أميركا. ولعبت الخلافات حول حق الوصول إلى المراحيض العامة وتنافس الأشخاص المتحولين جنسيا الذين يلعبون في الفرق الرياضية النسائية، دورا كبيرا ومؤثرا في الانتخابات الرئاسية.
ودفع الجدل حول حقوق تقديم الرعاية الصحية للقاصرين المتحولين جنسيا إلى تحريك قضايا كثيرة، مما أدى إلى تبني 26 ولاية محافظة لقوانين مقيدة للتحولات الجنسية.
وعن إستراتيجية الديمقراطيين والتيار التقدمي اليساري لمواجهة جهود ترامب في هذا الصدد، قال أنوزيس إنه "سيتعين عليهم العثور على أصوات جديدة وذات مصداقية لإثبات وإبراز وجهة نظرهم. ومن الواضح أن قادة اليسار التقدميين بعيدون عن المزاج الشعبي، وغالبية الأميركيين لا يستمعون إليهم".
إعلانوتابع "يميل معظم الأميركيين إلى أن يكونوا معتدلين ومتسامحين، لكن هذا يعني أيضا احترام آرائهم حول الدين والثقافة والمعايير. ومع صعود جيل جديد من القادة الديمقراطيين، سيكون عليهم تغيير نهجهم والابتعاد عن ضغوط التيار اليساري التقدمي، وإلا فسيستمرون في الخسارة".