البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ينظم حلقة نقاش حول أفضل الممارسات الدولية لمواجهة التحديات التنموية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
نظّم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، اليوم، حلقة نقاش حول أفضل الممارسات الدولية لمواجهة التحديات التنموية، على هامش أعمال الدورة الـ(79) للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تقام في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي.
وتطرقت حلقة النقاش إلى دور التنمية في تحقيق السلام، واستعرضت جهود المملكة التنموية في الجمهورية اليمنية عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بمشاركة متخصصين ومتحدثين وممثلي المنظمات الأممية والدولية، من بينهم مساعد المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن المهندس حسن العطاس, والمندوب الدائم لجمهورية اليمن لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي, ومساعد الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عبدالله الدردري, ونائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان ديون, ونائب الرئيس في الصندوق السعودي للتنمية المهندس فيصل القحطاني, وكبير المديرين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN Habitat) أندري ديزكس، وأدارت الحوار مدير البرامج التنموية في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الدكتورة هلا آل صالح.
وجرى خلال جلسة النقاش الإشادة بدور المملكة العربية السعودية بدعم الجمهورية اليمنية في الماضي والحاضر، والدور المحوري والمهم في تنمية وإعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع الحكومة اليمنية والشركاء من المجتمع الدولي، وبمنهجية وآليات عمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وركائزه الأساسية.
وأكدت أهمية التعاون المشترك الثنائي والمتعدد الأطراف في البرامج والمبادرات التنموية مع التركيز على مجالات التنمية الواعدة والنوعية مثل تعزيز الطاقة المتجددة والمستدامة، إلى جانب التأكيد أهمية التكامل في حفظ البيانات وتحديثها وتوظيفها بما يحقق الأهداف التنموية للأطراف.
وسلّطت الحلقة النقاشية الضوء على موضوعات مختلفة بهدف توفير فهم شامل للمساعدات التنموية المقدمة للجمهورية اليمنية ومدى فعاليتها، والعوائق التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة، كما استعرضت عددًا من الحلول والاستراتيجيات الفعالة للتغلب على هذه التحديات وتسهيل التقدم المستدام نحو التنمية.
وخلصت الحلقة إلى عدد من التوصيات للتأكيد على الأهمية الحاسمة لتنسيق وتوحيد الجهود الإنمائية والإنسانية، والحاجة إلى استثمارات استراتيجية وفعالة في الحلول والمنهجيات الرامية إلى معالجة تحديات التنمية.
واختتمت الحلقة النقاشية بالتأكيد على أهمية توحيد وتنسيق الجهود التنموية والإنسانية، وأهمية تذليل الصعوبات والتحديات التي تعيق تحقيق التقدم في التنمية المستدامة، ووضع حلولًا وأساليب فعالة لمواجهتها، ودعم التطلعات نحو مستقبل واعد ومشرق.
وتُعد المملكة العربية السعودية رائدةً في تقديم الدعم التنموي والإنساني للجمهورية اليمنية بمختلف أذرعها التنموية والإغاثية، حيث تأتي مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن امتدادًا للمسيرة التاريخية من الدعم التنموي السعودي للجمهورية اليمنية منذ عقود.
مما يذكر أن الحلقة النقاشية تأتي في إطار جهود البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل المعرفة والخبرات لتطوير الحلول الإنمائية لمواجهة التحديات المستقبلية، وإطلاع الجهات المختصة بمستجدات البرنامج ومشاريعه ومبادراته التنموية في 8 قطاعات أساسية وحيوية هي: التعليم، الصحة، الطاقة، النقل، المياه، الزراعة والثروة السمكية، البرامج التنموية، ودعم وتنمية قدرات الحكومة اليمنية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية البرنامج السعودی لتنمیة وإعمار الیمن
إقرأ أيضاً:
من "طريق إجباري" إلى تطور الدراما اليمنية: التحديات والفرص في الإنتاج الفني (تقرير)
لا تزال الدراما اليمنية تثير الجدل وتلقى تداولاً واسعاً بين المتابعين اليمنيين، خاصة مع تنافس القنوات اليمنية المنتجة للدراما التي تلتصق بها صفة "الدراما الموسمية".
ومن بين ردود الفعل المختلفة، يتساءل المشاهدون عن مدى تواجد قضايا وطنية ومجتمعية هادفة في الأعمال المقدمة للجمهور، ومساحة هذه القضايا في المسلسلات والبرامج التوعوية التي تعرض.
بالإضافة إلى ذلك، تحظى بعض الأعمال الدرامية بمتابعة واسعة وأصداء إيجابية، مثل مسلسل "طريق إجباري"، الذي يُعد أول عمل درامي تقدمه قناة بلقيس اليمنية، إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى التي برزت ولاقت استحسان المشاهدين.
تنحت قضايا المجتمع، مثل وضع المرأة اليمنية، وسلطة الشيخ القبلي على القرار، وزواج القاصرات، وصراعات الثأر، أحداث مسلسلات متعددة، لا تزال تُعرض باستمرار مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام. لكن طريقة تناول هذه القضايا في الدراما اليمنية تختلف من عمل محدد بعينه إلى آخر ومعها تتغير الوجوه الفنية المشاركة في هذه الأعمال.
اقرأ أيضا: مخرج مسلسل "طريق إجباري" عبد العزيز حشاد يكشف في حوار مع "الموقع بوست" تفاصيل الإخراج ويؤكد: كسر التابوهات وفتح آفاق جديدة للدراما اليمنية
ويلاحظ المشاهد اليمني هذا التغيير في كل عام، إذ يمتدح شخصيات فنية معينة ويفضل أعمالاً درامية محددة استناداً إلى ذائقته الخاصة التي يصعب حصرها.
لكن تظل قضية المسلسل وقصته وأحداثه هي التي تثير الجدل، حيث يتابع الجمهور اليمني حلقات المسلسل حتى نهاية الشهر الكريم، وقد يثني على مشاهد وأدوار معينة في حين ينتقد مشاهد أخرى، خاصة تلك التي وصفت بالضعيفة.
ولا يقتصر الحديث عن الدراما اليمنية على الصدى والجدل فقط؛ فهي بكل تفاصيلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئتها، واليمن، كأحد البلدان ذات الخصوصيات الثقافية والاجتماعية.
وتعتبر هذه القضايا جزءاً أساسياً من جوهر الأعمال الدرامية، حيث يسعى القائمون على الإنتاج الفني والدرامي إلى تسليط الضوء عليها من خلال السيناريو والأحداث والإنتاج الذي يتضمن الصوت، وتوزيع الموسيقى، والإضاءة، والتصوير وغيرها من العوامل التي تتكامل حتى الوصول إلى حلقات متواصلة تصل إلى المشاهد المتابع والمراقب من خلف الشاشة الذي يرى بأن هناك اختلالات كثيرة حد وصفه مقدماً آراء كثيرة حول مسلسلات متعددة تثير حديثه وذائقته بمسار يراه القائمون على هذه الأعمال بأنه في موضع عدم المعرفة الكاملة بتفاصيل الإنتاج ومراحل العمل المتعددة.
الدراما في اليمن ينقصها الوسائل الحديثة
وعن تطور الدراما ومراحل الإنتاج الفني في اليمن، قال خالد المرولة، مدير شركة النبيل للإنتاج الفني إن "الدراما اليمنية شهدت في السنوات الأخيرة تسارعًا في التطور، حيث توجد العديد من القنوات اليمنية التي تعمل على إنتاج الأعمال الدرامية".
اقرأ أيضا: أغنية الفنانة أماني يا وحشتاه في مسلسل طريق إجباري على قناة بلقيس تتصدر الترند في اليمن
في حديثه لـ "الموقع بوست" يضيف المرولة "هذه العملية تتسم بالجودة، وكل عام تسعى القنوات اليمنية لتطوير قدراتها وإمكاناتها. ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في الجانب التقني، خاصة فيما يتعلق بالمعدات والأدوات".
وتابع "في شركة النبيل للإنتاج الفني، لدينا تجارب متعددة في الإنتاج، وقد عملنا على تطوير ذلك الإنتاج في اليمن على مدار السنوات الخمس الماضية من خلال اشتغال بعض أعمالنا في جمهورية مصر العربية. وكان هناك فارق ملحوظ في الإنتاج الفني مقارنة ببقية الشركات من حيث الجودة والتقنية".
اقرأ أيضا: الكاتبة يسرى عباس في أول تصريح لها حول طريق إجباري: المسلسل يضم لأول مرة 17 وجها نسائيا ويظهر المرأة في مواجهة الرجل
وأشار إلى أن الدراما اليمنية تفتقر للطواقم الفنية المتخصصة، وهو جانب حيوي يتطلب التركيز على العنصر البشري والتقنيات الحديثة في الوقت نفسه.
وبشأن مراحل الإنتاج الفني للدراما وعلاقتها بالألحان والموسيقى التصويرية يقول المرولة "هذه الجزئية ليست بالأمر الصعب، لكنها تحتاج إلى دراسة دقيقة، من الضروري قراءة السيناريو بشكل جيد واختيار موزع موسيقى محترف يتمتع بمهارات عالية. في بعض المشاهد، نقترح إضافة أغاني هادفة تتناسب مع أجواء المشهد ، بحيث تكون الكلمات والألحان ملائمة تمامًا له".
واستدرك "الموسيقى التصويرية جزء أساسي من العمل الدرامي، وإذا لم تكن متوافقة مع السياق، فقد يفقد العمل تأثيره". وقال "في اليمن، لدينا قدرات متميزة في توزيع الموسيقى، لكنها بحاجة إلى التوجيه الصحيح".
وأعرب المرولة عن شكره للزميل إبراهيم بن طالب والموسيقار محمد برشان على تعاونهم معنا في عدة أعمال سابقة، وكذلك هذا العام، بالإضافة إلى الشعراء مثل أحمد أشرف المطري، الذين قدموا أعمالًا رائعة. العملية بأكملها تتطلب تناغمًا دقيقًا بين جميع العناصر، ثم يأتي دور المنتج الذي يقوم بتركيب المقاطع وتنسيقها وتوظيفها في سياق الحلقات والمشاهد الدرامية.
أدوات تصوير جاءت من مصر لتنفيذ "طريق إجباري"
وعلى الرغم من تشابه الملامح المجتمعية في البيئة المحلية بشكل عام، والتي تظهر بوضوح في الفن الدرامي الذي يصفه الكثيرون بأنه مجرد نقل وتكرار للواقع المعاش، فإن الفريق اليمني القائم على إنتاج الفنون المقدمة عبر مختلف الشاشات يشير إلى أن خطوات ومراحل الإنتاج التي يتم من خلالها تقديم الأعمال الدرامية اليمنية لا تختلف عن الأساليب المتبعة في إنتاج فنون الدراما في البلدان العربية والعالمية، سوى في نقص الإمكانيات والأدوات المتوفرة محلياً، بالإضافة إلى محدودية الخبرة اليمنية في مجالات التقنية والإنتاج.
اقرأ أيضا: انطباعات الجمهور بعد بث أول حلقتين من مسلسل طريق إجباري.. عمل فني رهيب يكسر المألوف
ويقول المرولة في حديثه عن بعض تفاصيل فريق العمل، موضحًا إسهام الكادر المصري الذي تم استدعاؤه من مصر للعمل على المسلسل "في هذا العام، كنت المنتج المنفذ لمسلسل "طريق إجباري". القصة وطريقة السيناريو جذبتني بشكل كبير، وقمنا بإجراء العديد من المعالجات الفنية.
وزاد "من بين أروع القصص التي قمت بإنتاجها هي قصة "طريق إجباري". من الناحية الفنية، ونظرًا لعدم توفر الإمكانيات والأدوات المناسبة في اليمن، قمنا في شركة النبيل بإحضار معدات تصوير متطورة من جمهورية مصر العربية، كما استقدامنا طاقم مصري متخصص في التصوير. تعاقدنا أيضًا مع المخرج الكبير عبد العزيز حشاد، الذي قدم إلينا من القاهرة وكان له دور كبير في نجاح المسلسل".
واسترسل "الصورة كانت مكتملة من حيث الألوان والإخراج الفني، لكن أحد التحديات التي واجهتنا كانت مع بعض جمهورنا اليمني، حيث اعتقدوا في البداية أن طريقة التصوير السينمائي المتقدمة (الشولدر) هي اهتزاز مقصود. لكن بعد استيعابهم لهذه الطريقة مع مرور الحلقات، أصبحوا يتفهمون أن هذه طريقة تصوير عالمية مستخدمة في الأعمال السينمائية والمسلسلات الكبرى مثل "نتفليكس" و"شاهد" والمسلسلات التركية والأمريكية".
اقرأ أيضا: أغنية يا وحشتاه في مسلسل طريق إجباري تتجاوز 120 مليون مشاهدة في جميع المنصات
وقال "نحن نحرص على رفع مستوى الدراما اليمنية لتكون على مستوى الدراما العربية والعالمية، ونجح التعاون بين الكوادر اليمنية والمصرية في تقديم عمل درامي متميز". مشيرا إلى أنه تم تصوير المسلسل في مدينة تعز، التي أعتبرها مدينة إنتاج سينمائي، وأوجه الشكر لأهل قرية الدار في منطقة الضباب على فتحهم لنا أبواب بيوتهم.
واستطرد المرولة "ما يميز المسلسل هو القصة والإخراج والتصوير والإنتاج، حيث حرصنا على عدم تكرار المشاهد التي قد تُشعر المتابع بالملل، واعتمدنا على أسلوب الحدث السريع، مما أضاف إبداعًا للمسلسل وأسهم في نجاحه الكبير في الحلقات الماضية، وهو ما سيستمر في الحلقات القادمة."
ويؤكد المرولة في حديثه عن علاقة النص الدرامي بالإخراج والإنتاج الفني واحتياجات اليمن للتطوير في الجانب الفني قائلاً: "العلاقة بين الإنتاج الفني والسيناريو والحوار هي علاقة وثيقة ومترابطة. القصة والسيناريو والحوار تشكل الأساس لأي عمل درامي.
اقرأ أيضا: سالي حمادة تستذكر شخصيتها في أعمالها السابقة وتبشر: انتظروني في جسد وقلب امرأة جديدة بمسلسل طريق إجباري
وقال "إذا كان لديك سيناريو متميز، يمكنك تطويره بشكل احترافي وعرضه للمشاهد بطريقة متميزة. الدراما اليمنية تعاني من نقص كبير في الكُتّاب المتخصصين، لكن في الفترة الأخيرة بدأ يظهر العديد من الكتاب الموهوبين".
وأفاد "سنشهد في المستقبل أعمالًا من كتاب جدد ستترك أثرًا كبيرًا في الساحة الفنية، لأن الإنتاج الفني المحلي بحاجة إلى إمكانيات فنية متقدمة من أدوات تصوير وإضاءة، بالإضافة إلى ضرورة تأهيل الكوادر البشرية".
ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة لتمكين الكوادر اليمنية عبر التعاون مع إنتاجات عربية، وهذا ما قمنا به في شركة النبيل من خلال مسلسل "طريق إجباري"، الذي تم بالشراكة مع كوادر مصرية. وقال "استفاد الكادر اليمني من مهارات وخبرات الكادر المصري هذا العام".
وخلص المرولة بالقول "رسالتي إلى العاملين في الدراما اليمنية هي أن نتحمل جميعًا مسؤولية الارتقاء بالدراما اليمنية والوصول بها إلى المستوى العربي والدولي. يجب أن يكون لدينا كوادر متخصصة ورؤية متقدمة في اختيار النصوص وتخصيص الوقت الكافي لتحضير تلك النصوص واختيار الكوادر المتميزة."