ما يحدث للبنان على مدار الأيام والساعات الماضية والحالية يعد كارثة قومية حقيقية، أو بالأحرى جريمة تاريخية هائلة بكل المعايير، جريمة قد تكون هى الأفظع والأخطر من بين كل ما تعرض له خلال عقود طويلة من صراعات وحروب، إبادة وتدمير وتهجير واجتياح برى وشيك قد يفضى سريعاً الى احتلال أراضيه لفرض الواقع الأمنى الجديد الذى ظلت تخطط له إسرائيل تحت ذرائع أمنية واهية، هجوم الاحتلال الصهيونى على لبنان ما هو إلا دليل على نواياه الإجرامية، وسعيه ليل نهار لتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة للحروب، وتوسيع رقعة الصراعات، لتشمل دولًا ومناطق أخرى، بعد أن حول غزة إلى تلالٍ من الركام وشلالات من الدماء، وآلاف من الضحايا المدنيين والأبرياء بما يهدد مصير شعوب بأكملها.
ما يحدث فى المنطقة من عربدة، وحرب إبادة، ومذابح ومجازر، وآلاف الشهداء، والكوارث الإنسانية، والقصف العشوائى للمدنيين الأبرياء، والحصار والتجويع والانتهاكات الصارخة، دون حساب أو عقاب وخارج أدنى المعايير القانونية والإنسانية والأخلاق، فاق خيال وتوقعات البشر. فهذا الدمار والخراب والقتل لآلاف النساء والأطفال والمدنيين، ليس أمراً عادياً، بعد أن تحولت المنطقة إلى مسرح للأحداث من أجل تنفيذ ما يسمى بـمشروع الشرق الأوسط الجديد، تكون السيادة فيه لإسرائيل على حساب الدول العربية، ذلك المشروع أنفق عليه التحالف الصهيوأمريكى مليارات الدولارات وجند له آلاف العملاء.
لذا لا نستغرب ما يجرى فى العراق وسوريا، وما يحدث فى غزة ولبنان، وما يتم فى السودان وليبيا والتحركات فى الصومال، وأزمة سد النهضة الإثيوبي، والتطبيع الصهيونى مع الإمارات والبحرين والمغرب كل تلك التحركات والأحداث المتتالية الغريبة ما هى إلا حصار لمصر وتقويض لأطرافها وهو ما يدركه صناع القرار وينتبهون له، لذا تتحرك مصر بهدوء شديد لأن المنطقة عبارة عن حقل من الألغام ممكن أن ينفجر فى أى لحظة، ندعو الله أن يوفق القيادة السياسية فيما تتخذه من قرارات من شأنها تجنيب البلاد والمنطقة جمعاء ويلات الحروب التى لن نجنى جميعاً من ورائها إلا الدمار والخراب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يحدث للبنان تاريخية هائلة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات فلسطينية من خطورة إنذارات الإخلاء الإسرائيلية في رفح
حذّرت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، من خطورة إنذارات الإخلاء القسري التي أصدرها الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، داعية دول العالم لتحمل مسؤولياتها حفاظا على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.
وقالت في بيان، إنها "تحذر من خطورة أوامر الإخلاء القسري لمدينة رفح بالكامل، مترافقاً ذلك مع استشهاد أكثر من 80 مواطنا منذ بدء عيد الفطر المبارك"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأكدت "أن عملية التهجير الداخلي مدانة ومرفوضة، وهي مخالفة للقانون الدولي تماما كدعوات التهجير للخارج"، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد "الذي لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد".
وفي وقت سابق الاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بمناطق واسعة في جنوبي القطاع بينها كامل مدينة رفح بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، إن الجيش ينذر الفلسطينيين في مدينة رفح ومنطقتي المنارة وقيزان النجار شرقي مدينة خان يونس، بإخلاء منازلهم فورا.
وأضاف في منشور على منصة "إكس": "عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي"، غرب مدينة خانيونس.
في سياق آخر، حذرت الرئاسة الفلسطينية "من الاستهداف المتعمد للطواقم الطبية من قبل جيش الاحتلال، والذي يشكل خرقاً كبيراً للقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف القطاع الطبي"، وفق "وفا".
والأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، هم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف أممي.
جاء هذا بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع عدد قتلى المجزرة إلى 15.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 آذار/ مارس الجاري، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن 80 شهيدا فلسطينيا و305 إصابات وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة، "بينهم 53 شهيدا و189 إصابة، في اليوم الأول لعيد الفطر".
وأشارت الرئاسة الفلسطينية إلى أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة، خاصة في المخيمات شمالًا، بما يشمل القتل والاعتقالات وهدم المنازل والبنية التحتية، واعتداءات المستوطنين على المقدسات، ستدفع نحو التصعيد وعدم الاستقرار، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ستدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار".
وأكدت أنه "على الجميع أن يفهم أنه دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، فإن المنطقة ستبقى في دوامة حروب، وعلى دول العالم كافة أن تتحمل مسؤولياتها حفاظا على القانون الدولي والمواثيق الإنسانية".