بوابة الوفد:
2024-11-16@07:41:16 GMT

مجتمع النفايات الفكرية «٤»

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

طرأت على المجتمع العربى بصفة عامة والمجتمع المصرى تحديداً تغيير جذرى فى الطبيعية الفسيولوحية والادبية للرجل خلال السنوات الاخيرة... ومع تزايد اختراعات حروب الجيل الرابع والخامس وانتشار هوس كافة مواقع التواصل الاجتماعى بأشكاله وأنواعه والمنصات الالكترونية الهلامية خلال الفضاء الخارجى الذى يتاح للشباب والفتيات الدخول والخروج بحرية ويسر فى عالم فارغ تماما من مضمونه.

. عالم غارق فى مستنقع الملذات والشهوات.. فى وحل التقليد الأعمى لمعتقدات وتقاليد وعادات السيئة لشياطين الغرب.. للأسف لم نأخذ منهم فى تطورهم الأخير التكنولوجى إلا أسوأ ما جاءوا به حتى تعدى النفايات فى تدهور مستوى الذوق العام... والانهيار الأخلاقي...وتراجع كل مستويات الحياء وانتشار معدل الوقاحة حتى أصبحت السمة السائدة فى المجتمع الذى يتمتع على غيره من المجتمعات العربية حتى والاسلامية بطابع التدين وأقصى درجات الطيبة والبساطة والضحكة الحلوة اللى طالعة من القلب... المصرى الجدع الشهم الذى مهما عاش غارقاً فى أعاصير تقلبات الحياة الصعبة لحصوله على أبسط متطلبات الحياة فى توفير الحياة الكريمة لزوجته وأولاده... الرجل الشقيان أبو دم خفيف يظل ضحوكا مبتسماً أمام موجات الشقاء... بل فى عز مواقف القهر والظلم المجتمعى له حول وصلة النكد إلى نكته وابتسامة وقفشات دمها خفيف.... للأسف اختفت أيضا بسبب الفرز الجديد لمخلفات التطور والتكنولوجيا للمنصات الالكترونية منذ أن انتشرت  «أجهزة الاندرويد الذكية»... بين كافة طبقات المجتمع لا فرق فيها بين الغنى والفقير...الشيطان الغبى الذى أباح الفاحشة ودمر معالم الفضيلة بين الرجل والمرأة.. واختفت محاسن الفطرة كلها... وطمست الهوية الحقيقية التى تميز الصفات التى خلقهما الله عليهما منذ نشأة الكون... فلا فرق بين الرجل والمرأة فتاهت الهبات والمميزات.. فاختلطت المسئوليات وتبادل الأدوار وأصبح مفهوم النوع الاجتماعى «الجندر» مختلف ليس له علاقة بالناحية الفسيولوجية والبيولوجية لطبيعة كليهما... حيث طالبت الجمعيات النسوية بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الواجبات والحقوق. لذلك فهو مفهوم يعد غربى الجنسية وشرقى الملامح... وهو يعتمد على العلاقات الاجتماعية والأدوار التى يحددها المجتمع بين الرجل والمرأة.. فمنذ أن طالبت المرأة بالمساواة بين الرجل المرأة، نسى الرجل الدور الحقيقى له فى مجتمع ذكورى كما يشاع شكلا فقط... ولكن مفروغ من المضمون... ظاهرة عجيبة بدأت تنتشر فى مجتمعنا انهيار النخوه والشهامة والرجولة حتى أصبح الرجل اتكاليا يعتمد على المرأة ليس فقط فى المواقف الصعبة حتى فى اكل العيش... وتوفير وسد احتياجات الأبناء فانتشرت ظاهرة المرأة المعيلة خاصة فى المستويات الاجتماعية المتدنية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والامية التى تخرج من الصباح الباكر وتعود لأسرتها «شايلة البطيخة» التى كان يحملها الرجل لبيته بعد من عودته من عمل شاق كمان فى أفلام العربى زمان، تغيرت الأدوار للأسف.. وبكل برود أصبح الرجل لا يتمنى عند اقباله حتى فى الارتباط للزواج إلا الله أن يلهث وراء الفتاة التى تعمل ولها مرتب آخر الشهر... او تتعاون معه فى تدبير أثاث الزوجية ومتطلبات البيت، و«ممكن يفضل يدور على البنت اللقطة اللى تشيله من كله ومفيش مانع تصرف عليه وتأكله وتشربه»...هى الشهامة والنخوة راحت فين... قصص وحكايات لسيدات معدمات يروين يوميات مأساوية استمع لهن يومياً. والله أصبت بذهول من هول ما أسمع وأرى... والسؤال أين أنتم يا معشر الرجال.. والناس الشقيانة راحت فين!!؟.

عفوا يا معشر الرجال!!.. لا شك أن الرجل يمثل جذع الشجرة الذى يقيمها ويوقفها.. وهو كذلك الفروع والأغصان والورق الذى يضلها ويحميها من كل جانب... وتأتي المرأة لتكون ثمار هذه الشجرة.. يفر الناس من المخاطر ويخشونها.. وتفر المخاطر من الرجال وتخشاهم وتخافهم، فالرجل الحقيقى هو الذى يستطيع أن يبنى برجولته أكبر جدار ممكن لتختبئ خلفه أنثاه وتشعر بالأمان... الرجل هو الذى يلجم نفسه عن الانقياد خلف شهواته.. بل يوجهها لكل ما هو خير حتى لو كان فى ذلك مشقة... تُعتبر الفحولة شكلًا من أشكال الذكورة المرتبطة بالقوة وتجاهل العواقبس والتهرب من المسئولية... يا للعجب، فمن أكبر صفات الرجل الحقيقى أنه طفل.. إذا ما احتاج الموقف وكهل إذا تطلب الأمر.. الرجل يتحمل الصعاب ويتجاوز العقبات ويستمر بالمحاولة مهما حاولت الدنيا افشاله... الرجل الحقيقى يحفظ أعراض الناس ويخاف عليها كما يخاف على عرضه تمامًا...الشجاعة كنز الشجاع ورأس ماله وسلاحه الذى يجابه به كل صعاب الدنيا مهما تكررت ومهما حاولت أن توقفه، فلا توجد امرأة على وجه الأرض لا تتمنى أن يكون الرجل الذى ترتبط به حنونا على قدر كبير من المسئولية.. ويتمتع بقدر كبير من الحنان لأنه صفة مهمة من صفات الرجل ومطلب أساسى من متطلبات المرأة.. وهو لا ينقص من قدر الرجل على الإطلاق.. لأن الرجولة الحقيقية لا تعنى أن يكون الرجل جافا قاسيا على أنثاه.. للأسف الواقع أليم انتشرت خلال السنوات الاخيرة ظاهرة العنف ضد المرأة أهم أسبابها إجبار الزوجة على الخروج للعمل ومهما كان نوعه حتى ولو كان شيئا حقيرا للحصول على أموال وليس فقط لسد جوع أولاده بل لكى تصرف عليه وتلبى طلباته لأنه «الفحل» الاتكالى بيشرب مخدرات... ولو رفضت المسكينة أو أنها تدخر بعض الأموال لعيش أولادها انهال عليها بالضرب... وممكن كمان يحرقها.. حكت لى سيدة ثلاثينية تعمل خادمة فى البيوت.. أنها كانت تقلى بطاطس لأولادها ودخل عليها زوجها طالبا منها مبلغا لتعاطى أردأ أنواع المخدرات القاتلة «الاستروكس» رفضت لقلة الأموال لديها  بل أكدت له انها بحاجة الى أموال أخرى لسد جوع أطفالهم... بمجرد أن أنهت الحديث.. هاج وماج ولم يشعر بنفسه وإلا وهو يقذف مقلة الزيت فى وجه المسكينة واحترق وجهها وبعض جسدها... ففرت لأهلها الذين نصحوها بالعودة لبيتها بسبب فقرهم المدقع.. وقالوا لها «إحنا مش لاقيين ناكل لما نأكل أولادك» فعادت المسكينة لقدرها المحفوف بكل أشكال العذاب وبعيدة تماما عن مفهوم الانسانية.. حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقى والإنسانى وتخلى الرجل عن كافة مسئولياته الدينية والادبية أمام أسرته وأولاده، أسباب كثيرة أدت إلى هذا التدهور فى تبادل الأدوار والمسئوليات وتخلى الرجل عن رجولته، حتى انتشر مفهوم «ست بألف رجل».. حتى أصبح المجتمع الرجولى يتجه نحو التخنث والتميع، بسبب استيراد الأخلاق الغربية وميزة الرجولة فى الشباب والذكور ضاعت بسببها.

وكما انعكست سلباً على علاقة الرجل والمرأة، والحديث بقية.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجتمع النفايات الفكرية ٤ المجتمع العربي بین الرجل والمرأة

إقرأ أيضاً:

انفجار محول كهرباء يحول مزغونه إلى جحيم ورئيس شركة الكهرباء يرفض صرف 100 متر كابلات

ثمنية اعوام مرت دون عمل اي صيانة تذكر لمحول الكهرباء الملاصق لمنزلى بقرية مزغونة بالبدرشين ، رغم مناشدتنا المستمره لرؤساء الشبكه بالبدرشين، والذين يتغيرون بمعدلات سريعه، وكلما سمع احدهم شكواى من ضرورة صيانة المحول او نقله بعيدا عن منزلى يضع العراقيل ويطالبنى بمقايسه ظالمه بعشرات الآلاف من الجنيهات ، وتوفير قطعة ارض بديله للقطعه التى استولت عليها الشركه دون استذان ، ووقتها لم تتخيل ان الخدمه العامه التى نقدمها للشركه ستتحول الى كابوس يبتلعنا دون رحمه.


منذ حوالى اسبوعين هرع الاهالى الى صوت كلب يعوى ويتلوى  بطريقه غريبه، بجوار لوحة التوزيع التابعه للمحول والتى وضعتها الشركة ايضا على حائط منزلى ، واتضح الامر ان الكلب تعرض لماس كهربائي بسبب مياه مسكوبه بالقرب من نقطة شرطة مزغونه ، واجتمع الاهالى لتخليص الكلب من هذا المصير المؤلم عن طريق قطع من الأخشاب ، وقمنا بعمل نوبات حراسه انا واسرتى لتحذير اطفال المدارس الذين يلعبون حافيين الاقدام ولم يدم الامر كثيرا حتى فوجئت بانفجار ضخم في المحول الملاصق لمنزلى تبعته ادخنه وانفطع التيار وقام الاهالى معى بالقاء الاتربه والرمال حتى هدات ، بعد ساعات حضر الفنيون لفتح باب المحول فلم يفلحوا بسبب الأتربة المحيطه بالمحول الذى لم تجرى له صيانه طوال 8 سنوات ، وبعد استخدام الفؤس والعتلات الحديدية تم فتحه وتغيير المحول بالكامل فاحسسنا بالأهمية كمواطنين لنا حقوق لدى شركة كهرباء جنوب القاهرة تساوى الواجبات التى نتكبدها فى الفواتير الشهريه ، وتقدمنا بالشكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرئيس مجلس إدارة الشركه الذى احس بهول الازمه عندما رأى حالة المحول وملاصقته لمنزلى فوعدنى بنقل المحول الى قطعة ارض اخرى وبناء غرفه على نفقتى وستتحمل الشركه تكاليف مهمات النقل واكد لى تليفونيا تعاطفه مع حالة اسرتى التى لاتنام فشرحت له صعوبة تدبير قطعة ارض فى ظل غلاء الاراضى وارتفاع أسعار البناء ورغم ذلك تقدمت بطلب الى ادارة كهرباء البدرشين بهذا الشان يوم السبت الموافق 11/9 الماضي وفى مساء يوم الاثنين الموافق 11/11 كان موعدنا مع جحيم لم تره القريه من قبل ، بعد ان انفجر المحول الجديد الذين قاموا بتركيبه منذ ايام قليلة.
ولكن هذه المره لم تنطفىء النيران وينقطع الكهرباء كالعاده ، ولمحت نيران تنبعث من داخل دولاب الكشك الذى لم يتغير منذ 40 عاما ، فاجريت عدة اتصالات بالفنيين بالبدرشين لقطع الكهرباء عن كامل المنطقه وماهى الا لحظات ووجدنا السنة  النيران ترتفع الى عدة امتار لتلتهم الشجرة الضخمه التى تزيد عن عمر المحول والتى تتشعب اغصانها الى بلكونة منزلى ، وهنا بدأ صراخ جميع افراد اسرتى وهرولنا جميعا الى حديقة المنزل ونسينا ابنتى النائمه داخل المنزل والتى خرجت بعد غابت عن الوعى من هول الصدمه ، ظلت معركتنا مع اخماد هذا الحريق حتى لايمتد الى المنزل او نقطة الشرطه ساعه ونصف بسبب تعثر  سيارة المطافىء القادمه من البدرشين بسبب سوء حالة طريق مصر اسيوط الزراعى ولم نملك اى وسيلة لاطفاء السنة اللهب الا بالصعود لسطح  المنزل وكسر خزان المياه وإلقائها فوق المحول واستغاث الشباب بمن يمتلك طفاية حريق بسيارته او منزله وتم تفريغ محتويات 10 طفايات دون جدوى والنيران بدات في التهام السقف الخشبي للغرفه الملاصقه للمحول  وتصدى لها الشباب حتى لاتقترب من المنزل واستطاعوا اخمادها بالأتربة والرمال ، ولم يحسم هذا الامر إلا شهامة صاحب شونه لمواد البناء يمتلك لودر قام بتعبئته بالرمال ليخترق النيران ويسكب الرمال داخل فوهة المحول التى ذابت من السنة اللهب وتلقيت اتصال من رئيس مجلس ادارة شركة جنوب القاهره المهندس طارق عبدالشافي ليقدم لى الاعتذار ويعدنى بمحول جديد واقتراح اى مكان لنقل المحول اليه بعيدا عن الكتله السكنيه فهانت المصيبه علينا واحسسننا ان الشركة شعرت بمصابنا والكابوس المحيط بنا ، وجاءت سيارة المطافىء بعد اخمادد لتقوم بتبريد الأشجار وجدران المحول والمنزل فى وجود مايقرب من 500 شاب لم يتوقفوا لحظه على مدار ساعتين لاخماد النيران.
واقترح الاهالى مكانا مناسبا ملكا للدوله وملاصقا لمحول اخر بعيدا عن الكتله السكنيه حتى لا تتكرر الماساه، وفوجئنا برد الشركه الصادم باننا لن نتحمل تكاليف النقل ألا لمسافة 10 امتار والتى على اثرها يتم نقل المحول من جوار منزلى الى امامه وعلى بحجة ارتفاع نفقة نقل المحول مسافة مائة متر وعلى  اسرتى ان تخضع لخيارين كلاهما مر فقمت بتحرير المحضر رقم 6172 ادارى البدرشين بتاربخ 11/12 وارفاقه بالمحضر 9 احوال الذى حرره معاون مباحث البدرشين عبدالرحمن كامل وتم سماع اقوالنا بالنيابة لانصافنا من تبريرات الشركه ، بان قطعة الارض التى يضعون فيها المحول اصبحت ملكا للشركه بوضع اليد ، وان وضع هذين الخيارين امامى نابعه من كرم اخلاقهم ، فى نفس الوقت الذى تناسوا فيها جريمة الترويع والخوف والهروب من المنازل وتغاضوا عن  التحقيق في انفجار محول الكهرباء الذى لم يمر على تركيبه سوى  ايام  قليله ، ولم نسمع سوى ان السبب هو  عيب صناعه من الفنيين ليفلتوا من العقاب ، كما انهم تناسوا  مصير  ثلاثة اسر تعيش بالمنزل وكادت النيران تفتك بهم  لولا لطف الله عز وجل ووقوع الانفجار في الثامنه مساء وليس الواحده ليلا.
أطالب د. محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة التحقيق في هذا الانفجار ، ونقل هذا المحول خارج الكتله السكنيه ، وتذكير رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء جنوب القاهرة بأن حياة المواطنين وأمنهم اهم من مليارات الشركه التى تحصلها من جيوبنا  كما أوجه الشكر لاهالى القريه الذين ضربوا اروع الامثله فى الشهامه والفداء بعد ان جنبوا المنطقه من حريق مروع.
 

 


 

مقالات مشابهة

  • ميكالى: شباب مصر كانوا الأفضل والحظ ساند المغرب
  • هل يجوز للزوجة الوقوف بجوار زوجها في صلاة الجماعة بالمنزل؟.. الإفتاء توضح
  • عودة سوبر دونالد
  • محافظ أسوان: حققنا معدلات إنجاز بملف التقنين واسترداد أراضى الدولة
  • أسرة مستقرة و مجتمع أمن.. جامعة الأقصر تنظم ندوات توعوية للطلاب بالكليات
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • منتخب مصر ضد المغرب.. مواجهة صعبة على "شط القناة"
  • انفجار محول كهرباء يحول مزغونه إلى جحيم ورئيس شركة الكهرباء يرفض صرف 100 متر كابلات