بوابة الوفد:
2025-01-16@22:13:22 GMT

مجتمع النفايات الفكرية «٤»

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

طرأت على المجتمع العربى بصفة عامة والمجتمع المصرى تحديداً تغيير جذرى فى الطبيعية الفسيولوحية والادبية للرجل خلال السنوات الاخيرة... ومع تزايد اختراعات حروب الجيل الرابع والخامس وانتشار هوس كافة مواقع التواصل الاجتماعى بأشكاله وأنواعه والمنصات الالكترونية الهلامية خلال الفضاء الخارجى الذى يتاح للشباب والفتيات الدخول والخروج بحرية ويسر فى عالم فارغ تماما من مضمونه.

. عالم غارق فى مستنقع الملذات والشهوات.. فى وحل التقليد الأعمى لمعتقدات وتقاليد وعادات السيئة لشياطين الغرب.. للأسف لم نأخذ منهم فى تطورهم الأخير التكنولوجى إلا أسوأ ما جاءوا به حتى تعدى النفايات فى تدهور مستوى الذوق العام... والانهيار الأخلاقي...وتراجع كل مستويات الحياء وانتشار معدل الوقاحة حتى أصبحت السمة السائدة فى المجتمع الذى يتمتع على غيره من المجتمعات العربية حتى والاسلامية بطابع التدين وأقصى درجات الطيبة والبساطة والضحكة الحلوة اللى طالعة من القلب... المصرى الجدع الشهم الذى مهما عاش غارقاً فى أعاصير تقلبات الحياة الصعبة لحصوله على أبسط متطلبات الحياة فى توفير الحياة الكريمة لزوجته وأولاده... الرجل الشقيان أبو دم خفيف يظل ضحوكا مبتسماً أمام موجات الشقاء... بل فى عز مواقف القهر والظلم المجتمعى له حول وصلة النكد إلى نكته وابتسامة وقفشات دمها خفيف.... للأسف اختفت أيضا بسبب الفرز الجديد لمخلفات التطور والتكنولوجيا للمنصات الالكترونية منذ أن انتشرت  «أجهزة الاندرويد الذكية»... بين كافة طبقات المجتمع لا فرق فيها بين الغنى والفقير...الشيطان الغبى الذى أباح الفاحشة ودمر معالم الفضيلة بين الرجل والمرأة.. واختفت محاسن الفطرة كلها... وطمست الهوية الحقيقية التى تميز الصفات التى خلقهما الله عليهما منذ نشأة الكون... فلا فرق بين الرجل والمرأة فتاهت الهبات والمميزات.. فاختلطت المسئوليات وتبادل الأدوار وأصبح مفهوم النوع الاجتماعى «الجندر» مختلف ليس له علاقة بالناحية الفسيولوجية والبيولوجية لطبيعة كليهما... حيث طالبت الجمعيات النسوية بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الواجبات والحقوق. لذلك فهو مفهوم يعد غربى الجنسية وشرقى الملامح... وهو يعتمد على العلاقات الاجتماعية والأدوار التى يحددها المجتمع بين الرجل والمرأة.. فمنذ أن طالبت المرأة بالمساواة بين الرجل المرأة، نسى الرجل الدور الحقيقى له فى مجتمع ذكورى كما يشاع شكلا فقط... ولكن مفروغ من المضمون... ظاهرة عجيبة بدأت تنتشر فى مجتمعنا انهيار النخوه والشهامة والرجولة حتى أصبح الرجل اتكاليا يعتمد على المرأة ليس فقط فى المواقف الصعبة حتى فى اكل العيش... وتوفير وسد احتياجات الأبناء فانتشرت ظاهرة المرأة المعيلة خاصة فى المستويات الاجتماعية المتدنية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والامية التى تخرج من الصباح الباكر وتعود لأسرتها «شايلة البطيخة» التى كان يحملها الرجل لبيته بعد من عودته من عمل شاق كمان فى أفلام العربى زمان، تغيرت الأدوار للأسف.. وبكل برود أصبح الرجل لا يتمنى عند اقباله حتى فى الارتباط للزواج إلا الله أن يلهث وراء الفتاة التى تعمل ولها مرتب آخر الشهر... او تتعاون معه فى تدبير أثاث الزوجية ومتطلبات البيت، و«ممكن يفضل يدور على البنت اللقطة اللى تشيله من كله ومفيش مانع تصرف عليه وتأكله وتشربه»...هى الشهامة والنخوة راحت فين... قصص وحكايات لسيدات معدمات يروين يوميات مأساوية استمع لهن يومياً. والله أصبت بذهول من هول ما أسمع وأرى... والسؤال أين أنتم يا معشر الرجال.. والناس الشقيانة راحت فين!!؟.

عفوا يا معشر الرجال!!.. لا شك أن الرجل يمثل جذع الشجرة الذى يقيمها ويوقفها.. وهو كذلك الفروع والأغصان والورق الذى يضلها ويحميها من كل جانب... وتأتي المرأة لتكون ثمار هذه الشجرة.. يفر الناس من المخاطر ويخشونها.. وتفر المخاطر من الرجال وتخشاهم وتخافهم، فالرجل الحقيقى هو الذى يستطيع أن يبنى برجولته أكبر جدار ممكن لتختبئ خلفه أنثاه وتشعر بالأمان... الرجل هو الذى يلجم نفسه عن الانقياد خلف شهواته.. بل يوجهها لكل ما هو خير حتى لو كان فى ذلك مشقة... تُعتبر الفحولة شكلًا من أشكال الذكورة المرتبطة بالقوة وتجاهل العواقبس والتهرب من المسئولية... يا للعجب، فمن أكبر صفات الرجل الحقيقى أنه طفل.. إذا ما احتاج الموقف وكهل إذا تطلب الأمر.. الرجل يتحمل الصعاب ويتجاوز العقبات ويستمر بالمحاولة مهما حاولت الدنيا افشاله... الرجل الحقيقى يحفظ أعراض الناس ويخاف عليها كما يخاف على عرضه تمامًا...الشجاعة كنز الشجاع ورأس ماله وسلاحه الذى يجابه به كل صعاب الدنيا مهما تكررت ومهما حاولت أن توقفه، فلا توجد امرأة على وجه الأرض لا تتمنى أن يكون الرجل الذى ترتبط به حنونا على قدر كبير من المسئولية.. ويتمتع بقدر كبير من الحنان لأنه صفة مهمة من صفات الرجل ومطلب أساسى من متطلبات المرأة.. وهو لا ينقص من قدر الرجل على الإطلاق.. لأن الرجولة الحقيقية لا تعنى أن يكون الرجل جافا قاسيا على أنثاه.. للأسف الواقع أليم انتشرت خلال السنوات الاخيرة ظاهرة العنف ضد المرأة أهم أسبابها إجبار الزوجة على الخروج للعمل ومهما كان نوعه حتى ولو كان شيئا حقيرا للحصول على أموال وليس فقط لسد جوع أولاده بل لكى تصرف عليه وتلبى طلباته لأنه «الفحل» الاتكالى بيشرب مخدرات... ولو رفضت المسكينة أو أنها تدخر بعض الأموال لعيش أولادها انهال عليها بالضرب... وممكن كمان يحرقها.. حكت لى سيدة ثلاثينية تعمل خادمة فى البيوت.. أنها كانت تقلى بطاطس لأولادها ودخل عليها زوجها طالبا منها مبلغا لتعاطى أردأ أنواع المخدرات القاتلة «الاستروكس» رفضت لقلة الأموال لديها  بل أكدت له انها بحاجة الى أموال أخرى لسد جوع أطفالهم... بمجرد أن أنهت الحديث.. هاج وماج ولم يشعر بنفسه وإلا وهو يقذف مقلة الزيت فى وجه المسكينة واحترق وجهها وبعض جسدها... ففرت لأهلها الذين نصحوها بالعودة لبيتها بسبب فقرهم المدقع.. وقالوا لها «إحنا مش لاقيين ناكل لما نأكل أولادك» فعادت المسكينة لقدرها المحفوف بكل أشكال العذاب وبعيدة تماما عن مفهوم الانسانية.. حكايات مأساوية تكشف عن الانهيار الأخلاقى والإنسانى وتخلى الرجل عن كافة مسئولياته الدينية والادبية أمام أسرته وأولاده، أسباب كثيرة أدت إلى هذا التدهور فى تبادل الأدوار والمسئوليات وتخلى الرجل عن رجولته، حتى انتشر مفهوم «ست بألف رجل».. حتى أصبح المجتمع الرجولى يتجه نحو التخنث والتميع، بسبب استيراد الأخلاق الغربية وميزة الرجولة فى الشباب والذكور ضاعت بسببها.

وكما انعكست سلباً على علاقة الرجل والمرأة، والحديث بقية.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجتمع النفايات الفكرية ٤ المجتمع العربي بین الرجل والمرأة

إقرأ أيضاً:

"خطورة الشائعات على الأمن القومى" .. ندوة لإعلام طنطا

نظم مركز اعلام طنطا، بالتعاون مع مديرية الزراعة بمحافظة الغربية برئاسه الدكتور ناجح هو فوزى، ندوه توعويه تحت عنوان (التنشئة الأسرية وأهميتها فى مواجهة الشائعات)  اليوم الأربعاء وذلك بمقر مديرية الزراعة بطنطا .

 


حاضر فيها الاستاذة الدكتوره رانيا الكيلاني استاذ علم الاجتماع  الثقافى بكلية الآداب جامعة طنطا  وبمشاركة الإعلامي إبراهيم عبد النبي مدير المركز الإعلامي بطنطا.

استهلت الدكتوره رانيا، حديثها بالتأكيد على ضرورة فهم السلوك الإنساني الداخلي لانه سبب فى السلوك الاجتماعي الخارجى، وان ثقافه المجتمع موروث يتوارثه الأجيال فلابد من عمل تنقيه له.

 

 واوضحت أن حروب الجيل الرابع تستخدم ادوات مختلفة تسيطر بها على العقول واول الأدوات المستخدمة هى وسائل التواصل الاجتماعي التى تعتبر أكبر وسيلة لنقل الشائعات التى تستهدف تدمير الأمم وبث الخوف وعدم الولاء وتشتت الأسرة وتقليل قيمة المرأة و المستهدف دائما من هذه الشائعات هم الشباب والمرأة والطفل .


كما أوضحت اهميه التنشئة الأسرية فى مواجهة الشائعات حيث أكدت على دور الأب والام فى وضع قواعد داخل الأسرة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأبنائهم وتوضيح مميزاتها وعيوبها  .


واضافت أن حمايه أفراد الأسرة من الانجرار وراء الشائعات أو حتى تصديق ما تقع عليه أعينهم لهو من الأمور التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار واوصت الحضور بضرورة التحقق من صدق المعلومات التى تصل لهم ومن مصدرها .


و فى نهاية اللقاء أكدت على أهمية دور وسائل الإعلام فى رفع وعى المجتمع بمواجهة الشائعات وخاصة التى تمس الأمن القومى

خلال الندوة توضيح أن الشائعات تنهار منها المجتمعات وهى أخطر ما يواجه المجتمع، وأن الشائعات الهدف منها هو الفتنة والفتنة أشد من القتل لأن القتل يمكن أن ينال من شخص واحد فقط ولكن الشائعات الهدف منها قتل المجتمع، كما تم التأكيد على أن مواجهة الشائعات هو أمر يهم الأمن القومي المصري.

 

وحذر المتحدثون من خطورة تداول الشائعات على الأمن القومى .


اعد اللقاء ونفذه فريق العمل الاعلامى  ، همت انور ، دينا محمد -ايهاب ابو طالب تحت إشراف ا. ابراهيم عبد النبى مدير مركز اعلام طنطا ،و ا. ابراهيم زهره مدير عام اعلام وسط الدلتا

مقالات مشابهة

  • فاطمة بنت مبارك تشيد بدور المرأة المصرية والاهتمام الذي توليه مصر بالأسرة والمرأة
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • إدمان الهواتف.. شياطين «التيك توك»!! «٢»
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • "خطورة الشائعات على الأمن القومى" .. ندوة لإعلام طنطا
  • دور المواطن في محاربة الشائعات وبناء مجتمع واع.. ندوة جديدة بإعلام المنيا
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • رفقًا بورثة الأنبياء