بوابة الوفد:
2024-09-26@22:50:39 GMT

النداء الأخير

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

تحرص اسرائيل فى كل عملياتها القذرة التزام مبدأ الغموض الحذر، فلا تسقط فى غواية التفاخر الطفولى لأسباب أمنية وقانونية هدفها الواضح بث الرعب والهلع فى قلوب اعدائها، هكذا كانت أصداء انفجار آلاف أجهزة البيجر والراديو فى حادثين منفصلين بالضاحية الجنوبية كأنها واحدة من سلسلة أفلام جيمس بوند، عليك فقط  تتبع خط سير هذه الأجهزة وستلاحظ خطة خداع محكمة بغية تفريق دمها بين القبائل فى تايوان إلى اليابان، والمجر، وإسرائيل، حتى عادت إلى لبنان.

كلّهم يتبرأون منها خشية التورط فى لعنة الانتقام العبثي، تشير أصابع الاتهام إلى شركة إلكترونيات صغيرة فى تايوان تدعى جولد أبولو لكن مؤسس الشركة شو تشينج كوانج  نفى صلتة بها وصرح بأنه قد باع حقوق ترخيص العلامة التجارية إلى شركة بى ايه سى المجرية قبل ثلاث سنوات وتم تأسيس هذه الشركة الوهمية 2022، يعمل فيها شخص واحد وهى الايطالية كريستيانا بارسونى المدير التنفيذى والمؤسس التى أنكرت صلتها بالتصنيع و قالت انها مجرد وسيط تجارى من دون موقع تصنيع أو عمليات والعجيب أن هنالك كتيبا دعائيا نُشر على موقع لينكد إن ثمانى منظمات تزعم أنها عملت معها بما فى ذلك وزارة التنمية الدولية البريطانية!! ثم اختفت بارسونى ولا يستطيع احد الوصول إليها وقد ذكر تقرير صحفى لنيويورك تايمز يستند فيه إلى تصريحات منسوبة إلى ثلاثة مسئولين إسرائيليين سابقين أن الشركة المجرية المزعومة كانت فى الواقع واجهة اقتصادية للموساد وإنه تم إنشاء شركتين وهميتين أخريين للمساعدة فى إخفاء هويات عملاء الموساد الذين كانوا هم بالفعل الذين ينتجون ويوردون أجهزة البيجر المفخخة الى لبنان واللافت أنه تم تحويل مبلغ 1.8 مليون دولار مرتبطة بالعملية مرت عبر بلغاريا وتم إرسالها لاحقاً إلى المجر و قد كشف مسئولون أمريكيون كيف تم تفجير أجهزة البيجر وذلك عن طريق رسائل تلقتها قبل ثوانٍ من التفجير بدت وكأنها آتية من قيادة حزب الله، ويرجح الخبراء أن هذه الرسائل هى من  قامت بتفعيل بطارية الجهاز التى انفجرت فى أيدى وجيوب عناصر الحزب كما تظهر مقاطع الفيديو 

ونشر موقع اكسيوس ان لم إسرائيل لم تكن تنوى تنفيذ خطتها الخبيثة فى الوقت الراهن ولكنها اضطرت لذلك بعدما خشيت من أن المؤامرة على وشك أن تُكشف خيوطها وكانت الخطة الأصلية أن يكون هجوم أجهزة الإرسال هو الطلقة الأولى فى حرب شاملة تستهدف شللا كليا أو جزئيا لغرف قيادة العمليات والسيطرة لكن بعدما علمت إسرائيل أن حزب الله بدأ ينتابه الشك قررت تنفيذ الهجوم مبكراً. لا جدال ان هذه العملية المركبة نجحت فى إلحاق أضرار و خسائر عسكرية فادحة سواء على المستوى البشرى أو المعنوى وألقت بظلال الشك على مدى الاختراق الأمنى الكارثى ليس لحزب الله فقط وإنما لكل محور المقاومة وانعكس ذلك ايجابيا على معنويات المجتمع الاسرائيلى الذى كان يعيش أوقاتا عصيبة نتيجة خسائر حرب غزة التى سيمر عليها عام بعد أيام قليلة.

بعيدا عن تحليل نتائج هذه العملية على مستوى الصراع الجيوسياسى الدائر فى الشرق الأوسط، اعتقد أن هناك ثمة تداعيات خطيرة على مستقبل التجارة العالمية التى تعتمد على سلاسل الإمداد والتوريد وسيصبح عامل الثقة هو المحرك الرئيسى، حيث بدأت دول عديدة تتحسس خطورة نجاح هكذا عملية على امنها القومى وطرحت موخراً  أسئلة مشروعة حول مدى امكانية استخدام المنتجات المدنية فى الحروب العسكرية مثل السيارات الكهربائية والهواتف الناقلة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والكاميرات ربما قد تكون مزودة ايضاً بالمتفجرات ولم لا ففى وقت الحروب تصبح كل الوسائل مشروعة. لذا يبدر للأذهان سبب وجدوى مشروع طريق الحرير الصينى الذى اذا تم تفعيله سيعتبر المسمار الأخير فى نعش النظام العالمى القديم وبداية حقبة جديدة تحددها نتائج حرب اوكرانيا والشرق الأوسط وهو ما لن ترضى أو تقبل به واشنطن و حلفاؤها آنساتى سيادتى لقد بدأت مرحلة تكسير العظام بين الحيتان الكبيرة بعدما اصبح اللعب على المكشوف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النداء الأخير شركة إلكترونيات

إقرأ أيضاً:

"الكهرباء الإسرائيلية": حزب الله فشل في ضرب موقع استراتيجي

أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن حزب الله حاول استهداف أحد مواقعها الاستراتيجية، لكن بفضل الدفاعات، التي تم إقامتها سابقاً، فشلت محاولته، بحسب الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت.

ومن جهة أخرى، دوت صافرات الإنذار، تحسباً لإطلاق صواريخ في العديد من البلدات بجنوب مدينة حيفا، بشمال إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أنه اعترض صواريخ سطح - سطح، تم إطلاقها من لبنان، باتجاه وسط إسرائيل.

In first, Hezbollah fires missile at Tel Aviv area; no injuries as IDF intercepts it https://t.co/gU37QnHj9d

— The Times of Israel (@TimesofIsrael) September 25, 2024

وأصدر الجيش الإسرائيلي رسالة باللغة العربية إلى المدنيين اللبنانيين، الذين أخلوا منازلهم بسبب وجود أسلحة لحزب الله هناك، محذراً إياهم أنه ليس من الأمان بعد عودتهم، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.


مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: النداء لوقف إطلاق النار في لبنان أطلق بـالتنسيق مع إسرائيل
  • الإرهاب بطريق الأجهزة الذكية «البيجر»
  • واشنطن: النداء المشترك بشأن لبنان "اختراق مهم"
  • عادل حمودة يكتب: دروس الدم فى مجزرة “البيجر”
  • الفيسبوك كشف الجريمة.. سقوط عصابة سرقة أغطية ‏بالوعات الصرف الصحي بالدقهلية
  • "الكهرباء الإسرائيلية": حزب الله فشل في ضرب موقع استراتيجي
  • وزير خارجية لبنان يكشف عدد النازحين جرّاء "التصعيد الأخير"
  • فى المصيدة
  • ‏"يديعوت أحرونوت": إسرائيل منفتحة على تهدئة التوترات مع حزب الله إذا كان الأخير على استعداد للتوصل إلى تهدئة