فى زمننا هذا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى ليست مجرد وسيلة للتواصل وتبادل الآراء، بل منصة للتحقيق والمحاكمة والإدانة الفورية، ربما لم تعد السوشيال ميديا مجرد مسرح للأخبار والنقاشات، بل أصبحت ساحة يتم فيها إعدام سمعة الناس قبل أن تقول العدالة كلمتها، وهذه الظاهرة باتت خطراً حقيقياً يهدد المبادئ الأساسية للعدالة.
قضية الشيخ التيجانى هى نموذج صارخ لهذه الظاهرة، فقبل أن تُعرض قضيته على القضاء وتُتاح له الفرصة للدفاع عن نفسه، وجد نفسه ضحية حكم المجتمع الإلكترونى، حيث تُحرك الأزرار، تتداول الأخبار، وتُطلق الأحكام دون تثبت، الجميع أصبح قاضياً، الجميع أصبح محامياً ومدعياً.
منذ اللحظة التى انتشرت فيها أخبار الحادثة، رأينا سيلاً من التعليقات والمنشورات التى أدانت الشيخ والتى أصبحت جزءًا من «الإعدام المجتمعي» الذى يتعرض له الأشخاص على السوشيال ميديا دون دليل واضح، ودون انتظار كلمة القضاء، يُسارع البعض إلى التشهير والإدانة، قد يكون الدافع هو الرغبة فى تحقيق مشاهدات أو جذب انتباه المتابعين، ولكن فى نهاية المطاف يكون الثمن هو سمعة الأشخاص وربما حياتهم.
ما حدث مع الشيخ التيجانى ليس حالة فردية، بل هو جزء من ظاهرة واسعة، باتت السوشيال ميديا منصة للتعذيب النفسى وإطلاق الشائعات، تلك التعليقات الحادة، والمواقف المتطرفة، تُصدر أحكاماً مسبقة بناءً على مقتطفات أو إشاعات غير مؤكدة، يصبح الشخص المتهم محاصراً بتلك الأحكام قبل أن تصل قضيته إلى قاعة المحكمة.
العدالة تستدعى التروي، الصبر، والاستماع إلى جميع الأطراف قبل إصدار الحكم ، نحن كمجتمع يجب أن نعود إلى قيمنا الأصيلة التى تدعو إلى العدل، والإنصاف، والتحرى، الأخلاقيات التى حكمت المجتمعات عبر التاريخ كانت دائماً تحترم حق كل شخص فى الدفاع عن نفسه والاستفادة من الإجراءات القضائية العادلة.
إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها أداة قوية لتوصيل الأفكار وفتح النقاشات، يجب أن تكون أيضاً منصة تعكس قيم الأخلاق والعدالة، ويجب أن نتذكر أننا لا نملك الحق فى الحكم على الآخرين قبل أن تقول المحكمة كلمتها، نحن بحاجة إلى ثقافة تستند إلى التحقق والتروى قبل إطلاق الأحكام، ثقافة تنبذ الشائعات وتدعو إلى الإنصاف والعدل.
ختاماً، لا بد أن ندرك أن «الإعدام المجتمعي» على السوشيال ميديا لا يضر فقط بالضحايا المباشرين، بل يهدد النسيج الاجتماعى بأسره. لذلك، دعونا نكون أكثر وعياً ومسئولية فى استخدامنا لهذه المنصات، ونُحكم العقل قبل العاطفة، ونترك للقضاء دوره فى تحقيق العدالة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السوشیال میدیا قبل أن
إقرأ أيضاً:
ياسر جلال ينفي امتلاكه حسابات على «السوشيال ميديا»: أي صفحات باسمي مزيفة
نفى الفنان ياسر جلال امتلاكه لأي حسابات أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار عدة حسابات باسمه خلال الفترة الماضية.
وقال ياسر جلال في بيان، لتهنئة الشعب المصري والأمة الإسلامية بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج، «كل سنة والشعب المصري والشعب العربي والعالم الإسلامي بألف خير بمناسبة ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، وأحب أقول للناس اللي مهتمة تعرف أخباري أنا مليش أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا فيسبوك ولا تويتر اللي هو إكس ولا إنستجرام ولا حتى تيك توك».
وأضاف: «ولا كان ليا حسابات على مواقع التواصل ولا هيكون ليا إن شاء الله، عمر ما كان ليا علاقة بالسوشيال ميديا نهائيا، وأي حسابات موجودة أو كانت بتنزل قبل كده زمان مزيفة وأنا نفيت ده أكتر من مرة».
ياسر جلال يكشف انتماءه الكرويوتابع: «كمان أحب أقول بالمناسبة دي أنا لا أهلاوي ولا زملكاوي، أنا بشجع منتخب مصر أو أي فريق بيلعب باسم مصر في بطولة إفريقيا في أي بطولة عالمية سواء كان الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي أو المصري أو بيراميدز، أي فريق بيلعب باسم مصر».
واختتم: «وأنا متشكر جدا وبحذر أي حد على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا يفتكر إن أنا ليا صفحات أو حسابات نهائي».
يذكر أن ياسر جلال انتهى من تصوير أحداث ومشاهد الجزء الثاني من مسلسل جودر المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل 2025.
قصة مسلسل جودرتدور أحداث مسلسل جودر حول جودر بن التاجر عمر وما حدث له ولأخويه، فجودر الصياد كان بارا بأمه ومحبا لإخوته، ويدخل في مغامرات تذهب به بعيدًا في عالم سحري مليء بالإثارة والتشويق، فيتحول من صياد بسيط إلى أحد أغنى أغنياء الدولة.
مسلسل جودر فانتازيا فريدة من نوعها تعتبر من أهم وأضخم إنتاجات في الموسم الرمضاني، وتدور الأحداث حول جودر المصري الذي تعقدت مقادير حياته قبل قدومه إلى الدنيا، حيث إنه المفتاح الوحيد للعدو شمعون للوصول إلى الكنوز الحكيم شمردل الأربعة.
ويتكون المسلسل من 15 حلقة فقط ويتسم العمل بالأجواء الأسطورية الساحرة، ويعد من أضخم الأعمال الرمضانية إنتاجيا، حيث يعتمد بشكل كبير على أعمال الجرافيك والإكسسوارات والملابس الأسطورية.
أبطال مسلسل جودرمسلسل ألف ليلة وليلة (جودر) بطولة الفنان ياسر جلال والفنانة نور اللبنانية، بمشاركة الفنانة ياسمين رئيس، أحمد فتحي، وليد فواز، وفاء عامر، آيتن عامر، سامية الطرابلسي، عبد العزيز مخيون، أحمد بدير، محمد التاجي، جيهان الشماشرجي، أحمد ماهر، عايدة رياض، محمود البزاوي، فتوح أحمد، محمد علي رزق، إسلام حافظ، مجدي بدر، هنادي مهنى، تأليف أنور عبد المغيث وإخراج إسلام خيري.