بوابة الوفد:
2024-11-23@17:18:58 GMT

محاكمات السوشيال ميديا

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

فى زمننا هذا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى ليست مجرد وسيلة للتواصل وتبادل الآراء، بل منصة للتحقيق والمحاكمة والإدانة الفورية، ربما لم تعد السوشيال ميديا مجرد مسرح للأخبار والنقاشات، بل أصبحت ساحة يتم فيها إعدام سمعة الناس قبل أن تقول العدالة كلمتها، وهذه الظاهرة باتت خطراً حقيقياً يهدد المبادئ الأساسية للعدالة.

قضية الشيخ التيجانى هى نموذج صارخ لهذه الظاهرة، فقبل أن تُعرض قضيته على القضاء وتُتاح له الفرصة للدفاع عن نفسه، وجد نفسه ضحية حكم المجتمع الإلكترونى، حيث تُحرك الأزرار، تتداول الأخبار، وتُطلق الأحكام دون تثبت، الجميع أصبح قاضياً، الجميع أصبح محامياً ومدعياً.

منذ اللحظة التى انتشرت فيها أخبار الحادثة، رأينا سيلاً من التعليقات والمنشورات التى أدانت الشيخ والتى أصبحت جزءًا من «الإعدام المجتمعي» الذى يتعرض له الأشخاص على السوشيال ميديا دون دليل واضح، ودون انتظار كلمة القضاء، يُسارع البعض إلى التشهير والإدانة، قد يكون الدافع هو الرغبة فى تحقيق مشاهدات أو جذب انتباه المتابعين، ولكن فى نهاية المطاف يكون الثمن هو سمعة الأشخاص وربما حياتهم.

ما حدث مع الشيخ التيجانى ليس حالة فردية، بل هو جزء من ظاهرة واسعة، باتت السوشيال ميديا منصة للتعذيب النفسى وإطلاق الشائعات، تلك التعليقات الحادة، والمواقف المتطرفة، تُصدر أحكاماً مسبقة بناءً على مقتطفات أو إشاعات غير مؤكدة، يصبح الشخص المتهم محاصراً بتلك الأحكام قبل أن تصل قضيته إلى قاعة المحكمة.

العدالة تستدعى التروي، الصبر، والاستماع إلى جميع الأطراف قبل إصدار الحكم ، نحن كمجتمع يجب أن نعود إلى قيمنا الأصيلة التى تدعو إلى العدل، والإنصاف، والتحرى، الأخلاقيات التى حكمت المجتمعات عبر التاريخ كانت دائماً تحترم حق كل شخص فى الدفاع عن نفسه والاستفادة من الإجراءات القضائية العادلة.

إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها أداة قوية لتوصيل الأفكار وفتح النقاشات، يجب أن تكون أيضاً منصة تعكس قيم الأخلاق والعدالة، ويجب أن نتذكر أننا لا نملك الحق فى الحكم على الآخرين قبل أن تقول المحكمة كلمتها، نحن بحاجة إلى ثقافة تستند إلى التحقق والتروى قبل إطلاق الأحكام، ثقافة تنبذ الشائعات وتدعو إلى الإنصاف والعدل.

ختاماً، لا بد أن ندرك أن «الإعدام المجتمعي» على السوشيال ميديا لا يضر فقط بالضحايا المباشرين، بل يهدد النسيج الاجتماعى بأسره. لذلك، دعونا نكون أكثر وعياً ومسئولية فى استخدامنا لهذه المنصات، ونُحكم العقل قبل العاطفة، ونترك للقضاء دوره فى تحقيق العدالة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السوشیال میدیا قبل أن

إقرأ أيضاً:

«السوشيال ميديا» ملاذ الانطوائيين أم سجنهم؟.. تُسبب اضطرابات نفسية خطيرة

الأشخاص الانطوائيين يغلقون نافذة الاجتماعية في وجه أنفسهم، إيمانا منهم بأن الأفراد يرفضونهم بلا سبب، باحثين عن مهرب للاندماج فيه، ويأتي العالم الافتراضي المنحبس وراء الشاشات الرقمية هو الخيار الأول لهم، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي هي التسلية المثلى لعقولهم، لعدم اضرارهم لتفسير أي موقف لهم، والرد على الأشخص وقتما شاءوا، وتكوين علاقات وصداقات جديدة باختلاف شخصيتهم على أرض الواقع، حسب ما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي.

مواقع التواصل الاجتماعي قادرة على تحويل الأشخاص لأفراد غير اجتماعيين

العالم الافتراضي يعتبر مصدر أمان للإنطوائيين، هذا ما أوضحه «فرويز» خلال لقائه ببرنامج «هذا الصباح» المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، لافتًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت قادرة على سحب الناس، فضلا عن تحويلهم من أشخاص اجتماعيين إلى أشخاص انطوائيين.

«الأشخاص الإنطوائيين لديهم نوع من الخجل الاجتماعي»، إذ أنه عند تعامله مع الناس تصيبه «الزغللة»، وجفاف الفم، والخنقة فضلا عن ارتفاع نبضات القلب، والرعشة، لذا فإنهم يهربون من كل هذه الأعراض بالتواصل عبر «السوشيال ميديا»، لأنه يستطيع التعبير عن مشاعره خلال محادثاته مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حسب حديث استشاري الطب النفسي.

«سوشيال ميديا» عملت على زيادة ارتفاع حالات الاضطرابات النفسية

«السوشيال ميديا» عملت على ارتفاع حالات الاضطرابات النفسية، وأشار جمال فرويز إلى أنها وصلت إلى 26 لـ30% على مستوى العالم، موضحًا أن الاضطرابات النفسية أسوء من الأمراض، والتكنولوجيا كان لها دور أساسي عمل على زيادة ارتفاع حالات الاضطرابات.

مقالات مشابهة

  • «السوشيال ميديا» ملاذ الانطوائيين أم سجنهم؟.. تُسبب اضطرابات نفسية خطيرة
  • السوشيال ميديا وسيلة للهروب من اكتئاب العزلة (شاهد)
  • مكشوف الظهر.. ملك قورة تشعل السوشيال ميديا في أحدث ظهور
  • أحمر جريء.. هند عبد الحليم تشعل السوشيال ميديا
  • 3 تهم قادت هدير عبد الرازق من السوشيال ميديا إلى المحكمة
  • من السوشيال ميديا إلى المعارض الكبرى: هل أصبحت الشهرة أسهل من الإبداع؟
  • هل يستطيع الفن أن يواكب سرعة الشهرة في عالم السوشيال ميديا؟
  • كلها شباب.. إلهام شاهين بإطلالة تشعل السوشيال ميديا
  • حقيقة تقديم الفنان تامر عبد المنعم بلاغ بسرقة حساباته على السوشيال ميديا
  • أخصائية نفسية تحذر من التنمر الإلكتروني على السوشيال ميديا