بين الفقر والمرض والجهل سقطت العديد من القرى والنجوع من ذاكرة الوطن، وبين الروتين والمركزية والفساد الإدارى ستجد قرى أخرى كثيرة نفسها قريبا على خريطة النسيان بسبب الاهمال الحكومى وتجاهل المسئولين..
الكثير من القرى محرومة من أساسيات الحياة حيث يعيش الأهالي بلا صرف، ومياه، وبدون طرق ممهدة. لم يسلم الإنسان ولا الحيوان من تجاهل المسئولين للقرى، فعند قدومك إلى تلك القرى تستقبلك أكوام القمامة وتصدع جدران المنازل بسبب استخدام الطرق البدائية فى التعامل مع مياه الصرف الصحي.
نرصد فى السطور التالية معاناة الأهالي فى بعض القرى التى لم تشملها مبادرة حياة كريمة والعمل على توصيل صوتهم للمسئولين ونضع الصورة الحقيقة للحياة التى يعيشونها أمام مسئولى الوحدات المحلية، وكذلك وزارة التنمية المحلية علنا نجد حلولًا لتلك الأزمات التى تؤرق أصحابها.
الشرقيةالأحلام ممنوعة في كفر هربيط
كفر هربيط هى إحدى قرى مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، يعانى أهلها من عدة أزمات متراكمة عبر العصور الماضية، منها: أزمة عدم اكتمال شبكة الصرف الصحى ومحطة الرفع، وعدم وجود مبنى للمدرسة الإعدادية، وسوء حالة الطريق الرئيس بالقرية وطريق الجبانات، ويطلب أهلها من محافظ الشرقية الجديد المهندس حازم الأشموني؛ الانتهاء من هذه المشاريع كون أن قريتهم من القرى الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية فى الحصول على هذه الخدمات الأساسية، خاصة وأننا بدأنا فى الجمهورية الجديدة للدولة المصرية ولا يجوز أن تبقى تجمعات سكانية كبيرة بدون هذه الخدمات.
يقول محمد سعيد سكر من أهالى قرية كفر هربيط بمركز أبو كبير، إن قريته هى إحدى قرى الوحدة المحلية بقرية هربيط وهي: « الأحراز، كفر هربيط، أبو ياسين، هربيط، كفر النصيري» ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألف نسمة، وتعد قريته هى الأعلى فى نسبة التعليم الجامعى لأبنائها على مستوى قرى المنطقة المحيطة، ورغم ذلك لا يوجد مبنى للمدرسة الإعدادية فى القرية، لافتًا إلى أن طلاب المرحلة الإعدادية مُلحقون على المدرسة الابتدائية «مدرسة الشهيد محمد مصطفى حسينى للتعليم الأساسي» فى الفترة المسائية.
وأشار مسلم الشبراوي، إلى أن الأهالى بالقرية تكاتفوا مع بعضهم البعض كمشاركة مجتمعية لبناء مدرسة جديدة للمرحلة الإعدادية، وقاموا خلال عام 2016 بشراء قطعة أرض ملاصقة للمدرسة الابتدائية مساحتها 419 مترا منها 264 مترا أملاك دولة والمساحة المتبقية الـ 154 مترا تابعة لهيئة الأوقاف المصرية، والمساحتان متداخلتان فى بعضهما البعض، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما، لافتًا إلى أنهم خلال إجراءات الحصول على الترخيص اللازم لادراجها ضمن خطة الأبنية التعليمية للبدء فى أعمال البناء؛ ظهرت أزمة مع هيئة الأوقاف بعد الموافقة على طلب الاستبدال بالشراء بضرورة دخول المحافظة فى المزاد المُعد للشراء بدلا من أهالى القرية كجدية للتعاقد، وهو ما يضع محافظ الشرقية الجديد فى اختبار حقيقى لإنهاء هذه الأزمة وانهاء حالة المماطلة التى كانت مُتبعة معهم خلال الفترات السابقة حتى يتم الحصول على الموافقة اللازمة لبناء المدرسة، مؤكدا أن أهالى القرية متعهدون بدفع وسداد كل المبالغ المالية التى تطلبها هيئة الأوقاف من المحافظة لإنهاء هذا الأمر وحتى يشعر طلاب القرية بالانتماء نحو بلدهم بأن تمت الموافقة على بناء مدرسة إعدادية جديدة لهم كباقى البلاد الأخرى.
وطالب أحمد العربي، بسرعة بناء مجمع خدمات بالقرية يضم مكتبا للشئون الاجتماعية، وآخر للبريد لحماية كبار السن من مخاطر الانتقال من القرية للقرى الأخرى عند صرف معاشاتهم ومعاملتهم المالية، مشيرًا إلى أن المكان المقترح لبناء مجمع الخدمات هو مكان دار الضيافة الخاص بأهالى القرية، متمنيًا من محافظ الشرقية توجيه مسئولى الرصف بالمحافظة بسرعة رصف الطريق الرئيس المار فى شوارع القرية، وطريق الجبانات والذى شهد حوادث عدة وتسبب فى إصابة العديد من أبناء القرية، ورد الشيء لأصله خاصة وأن شبكتى الصرف ومياه الشرب المارين فى شوارع القرية انتهت منذ عدة سنوات، وما زال الطريق على حالته السيئة والتى قد تتسبب فى وقوع حدوث أخرى للطلبة وأهالى القرية مع سقوط الأمطار الغزيرة والمتوقعة فى فصل الشتاء القادم.
الفيوم الإنترنت ورصف الطريق .. أبسط أحلام عزب إطسا
تشهد قرى وعزب مركز إطسا بمحافظة الفيوم، تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، والتى تشمل تطوير البنية التحتية بقرى المركز.
وبالرغم من تغطية المبادرة لعدد كبير من القرى والعزب والنجوع، إلا أن هناك بعض الخدمات الضرورية لم يتم تنفيذها ببعض المناطق رغم أهميتها القصوى للمواطنين.
ويشكو أهالى عزب شاكر ومجاور وشاكر الشرقية وعبداللطيف التابعة للوحدة المحلية بقرية منية الحيط بمركز إطسا، عدم وجود طريق لهذه المناطق بالرغم من وجود الطرق المرصوفة فى المناطق المحيطة بها، وتتبقى مسافة 2 كيلو متر على بحر البشوات بداية من عزبة على بك وحتى طريق مصرف الغرق الرئيسي، وهى المسافة التى قام الأهالى بأعمال التوسعة والتمهيد بالجهود الذاتية، وكذا ما تزال هذه المناطق محرومة من خدمة الانترنت بسبب عدم توصيل خطوط التليفون الأرضى حتى الآن.
معاناة يومية للطلاب بسبب عدم توصيل الانترنت بعزب إطسا فى الفيوم
فى البداية يقول عمر مجلى سالم، من أهالى عزبة شاكر أننا تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى الوحدة المحلية بمركز ومدينة إطسا والشركة المصرية للاتصالات بالفيوم، حتى يتم توصيل خدمة الانترنت الأرضى ضمن مبادرة حياة كريمة، نظرا لوجود أعداد كبيرة من الطلاب بكافة المراحل التعليمية، وخاصة فى المرحلة الثانوية والتى تعتمد على التابلت المدرسي، وتسبب عدم وجود خدمة الانترنت فى عدم تمكن الطلاب من تحصيل دروسهم خلال فترات الحظر أثناء تأثر البلاد بجائحة كورونا، وهو الأمر الذى إضطر معه الطلاب إلى الذهاب إلى المناطق المجاورة التى يوجد بها خدمة الإنترنت، وكانوا يعودون ليلا وسط الزراعات، ما يعرضهم للحوادث والسرقة وحدوث المشكلات العائلية بسبب رجوع الطالبات فى هذا التوقيت، وبالرغم من المناشدات والشكاوى التى تقدمنا بها من أجل الحصول على خدمة الانترنت نظرا للكثافة السكانية العالية بهذه المناطق، إلا أن طلباتنا لم يتم النظر إليها حتى الآن، مع العلم بأن خطوط التليفون الأرضى تعمل بالمناطق المجاورة لنا والتى تبعد عنا بمسافة 600 متر فقط.
وأضاف طه إبراهيم حسن «محام» من أهالى عزبة شاكر الشرقية أن القرية تعانى من سوء حالة الطريق المؤدى إلينا بالإضافة إلى زيادة حالات التعدى عليه أثناء قيام الحفارات بأعمال التطهير وكذا من أصحاب الأراضى الزراعية الملاصقة للطريق، موضحا أنه تم معاينة وتسليم الطريق وعمل محضر التسليم بتاريخ 24 ديسمبر 2022 وتم ادراجه فى خطة الرصف ضمن مبادرة حياة كريمة، تمهيدا لبدء أعمال الرصف ضمن المبادرة الرئاسية، وذلك ضمن الطرق التى شهدت نهو أعمال المرافق والبنية التحتية بها، ومنها طريق بحر البشوات بداية من عزبة على بك حتى مصرف الغرق بطول 2 كم مرورا بالعزب المذكورة، إلا أن أعمال الرصف لم تبدأ حتى الآن، بالرغم من أهمية الطريق وحيويته وأصبح الطريق حائرا بين مديرية الطرق والوحدة المحلية لمركز ومدينة إطسا.
ويناشد أهالى العزب المذكورة الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، التدخل لإدراج الطريق بخطة الرصف ضمن مبادرة حياة كريمة، كما يناشدون مسئولى الشركة المصرية للاتصالات بالفيوم، توصيل خطوط التليفون الأرضى وخدمة الانترنت رحمة بالطلاب حتى يتسنى لهم التعامل مع أجهزة التابلت والذى أصبح عاملا رئيسيا لطلاب المرحلة الثانوية.
الجيزة أتريس محرومة من الصرف .. وملعب مركز الشباب «حظيرة ماشية»
«صرف صحي، وحدة محلية، وحدة إسعاف، حل أزمة المواصلات».. كلها آمال مشروعة طمح إليها أهالى قرية أتريس بمركز منشأة القناطر، طالبوا بها حتى بُحّ صوتهم، كانت لهم فى متطلباتهم صولات وجولات، تمنّوا لو وجدوا لها فى دنيا الواقع مجالًا، لا جديد يُذكر.. ولكن القديم يُعاد!، الأمور تسوء بلا انقطاع، والفارق بين اليوم والأمس كاد أن يكون طفيفًا، لم يبقَ أمامهم سوى انتظار الغد.. آمنوا به وأنه آتٍ بلا محالة حاملًا معه عيشًا هنيئًا وحياة كريمة.
تجددت تلك الآمال بعد تعيين المهندس عادل سعيد إبراهيم النجار، محافظًا للجيزة، خلفًا للواء أحمد راشد، وتعالت أصواتهم بمطالبهم، والتى ترتكز معظمها على توفير المرافق والخدمات الأساسية، خاصة فى قطاع الرعاية الصحية والطرق والمواصلات، وكذلك توفير الرعاية للصيادين، واضعين طلباتهم على طاولته، طامحين فى تنفيذها بأسرع وقت لتغيير وجه حياتهم، آملين ألا يخرجوا هذه المرة خاسرين، بل تتحقق مطالبهم على مرأى أعينهم وترتسم على وجوههم ابتسامة المنتصرين فى المعارك.
رصدت «الوفد»احتياجات أهالى أتريس، وقدمت عرضًا للمشكلات المتراكمة على مدار سنوات، والتى تؤرق أبناءها ما يتطلب إيجاد حلول جذرية لحسمها.
غرقت «أتريس» فى العديد من المشاكل وعلى رأسها مشكلة الصرف الصحي، «الطرنشات» تُحاوط البيوت إحاطة السوار بالمعصم، ما يُنذر بكارثة بيئية وأمراض بالجُملة، ناهيك عن تسربها إلى مياه الشرب.
فى هذا الصدد، قال «مصطفى مبروك» أحد أهالى أتريس، إنهم طالبوا المسئولين عدة مرات بضرورة النظر لأحوال القرية، وإدخال شبكة الصرف الصحي، خاصة وأن القرية تعانى من مشاكل إضافية مثل عدم وجود وحدة إسعاف ووحدة محلية ومعهد دينى إعدادى رغم التبرع بالأرض وحتى الآن لم تأتِ الموافقة، ولكن ضُرب بطلباتهم عُرض الحائط.. 30 سنة معاناة ولا حياة لمن تنادي!
وأضاف أن التخلص من مياه الصرف عن طريق سيارات الكسح يُشكل عبئًا كبيرًا على الجميع، ويكلفنا ذلك مبالغ طائلة، مما يزيد من العبء المادى على الأهالي، مؤكدًا أن أزمة انعدام شبكة الصرف الصحى بالمنطقة أصبحت تشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا على المواطنين دون وجود أى اهتمام من المحافظة.
التقط أطراف الحديث «يوسف أيمن»، أحد أبناء أتريس، وأضاف: «توجد عربة لجمع قمامة تغطى القرية والقرى المجاورة، ولكنها خارج التغطية، ورغم أننى أدفع الاشتراك الشهرى بشكل منتظم إلا أنها غير منتظمة، مما يؤدى إلى تراكم القمامة بالبيوت، وهذا يدفع البعض لإجراء سلوكيات خاطئة مثل إضرام النيران بها، ما ينتج عنه ارتفاع ألسنة الأدخنة والنيران التى تسبب الحساسية والربو لدى الأهالى وخاصة الأطفال».
«وأكد محمد سعيد أن أتريس تعانى من كوارث تتمثل فى عدم وجود وحدة محلية بالقرية، فضلًا عن عدم وجود وجود وحدة إسعاف، ما يتسبب فى تأخير الإنقاذ الفورى للحالات الطارئة التى ينتهى بها الحال للموت السريع فى الحال، رغم كِبر مساحة الوحدة الصحية بأتريس حيث تصلح لأن يتوفر بها وحدة إسعاف.
وأضاف: «أتريس مُهمشة من المرافق والخدمات، فالصرف الصحى لم يتم إدارجه للقرية ضمن برنامج حياة كريمة، علاوةً على أن الطرق متهالكة داخليًا، ومركز شباب أتريس غير مؤهل للأنشطة الرياضية، المبنى متهالك تمامًا ويحتاج للتطوير، لا توجد أنشطة ثقافية أو اجتماعية، فـ مركز الشباب خارج الخدمة.. وكذلك نعانى من عدم توافر ماكينات الصراف الآلي، فلا توجد سوى ماكينة واحدة بأتريس تابعة للبنك الأهلي، ما يؤدى إلى تكدس الأهالى عليها والزحام الشديد، ونناشد المحافظ الجديد والمسئولين سرعة التدخل وتوفير ماكينات - بالأخص ماكينة ATM تابعة لبنك مصر فأغلب رواتب العاملين عليها – وذلك للتيسير على العملاء والمواطنين ورحمتهم من المعاناة أثناء عملية سحب الرواتب والمعاشات.
من جانبه، استغاث «محمد رجب»، أحد شباب قرية أتريس بمحافظ الجيزة ووزير الشباب والرياضة، بخصوص ملعب مركز شباب العبور، الشهير بـ«ملعب البحر»، والذى تحوّل لحظيرة ماشية، حيث قام مجموعة من الأشخاص بالتعدى على أرضية الملعب، واقتطاع أجزاء منها، وضمّها إلى أرضهم المجاورة للملعب، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل منعوا الشباب من اللعب على أرضية الملعب، ووصل بهم الأمر إلى تعدّيهم على من يشرع فى النزول إلى أرضية الملعب بحُجّة حماية ماشيتهم.. مشيرًا إلى أن هذا المركز المخصص رسميًا من وزارة الشباب والرياضة على ضفاف نهر النيل ولكن للأسف لم تؤخذ خطوة جدية فى تنفيذ هذا التخصيص منذ عام 1993، ما أدى إلى تعدى الجار عليه وأخذ قطعة كبيرة من أرض الملعب وضمها لأرضه، و»كلنا أمل فى محافظ الجيزة الجديد ووزير الشباب والرياضة بأن يحظى الموضوع باهتمامهما، وأن تُرد الحقوق إلى أصحابها، فالأرض ملك للدولة خُصصت لرعاية شبابها وبراعمها، وليست حظيرة لتربية الأغنام والماشية دون وجه حق».
كاميرا «الوفد»، تجوّلت داخل قرية أتريس بمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وسلّطت عدستها على مظاهر الإهمال بها وتهالك طرقها ومبانيها، وانتشار القمامة بنواحيها، وأجابت عن سؤال «ماذا ينتظر أهالى أتريس لتغيير مجرى حياتهم؟».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفساد الإداري الفقر والمرض القرى والنجوع مبادرة حیاة کریمة خدمة الانترنت أهالى القریة الحصول على وحدة إسعاف العدید من من القرى حتى الآن من أهالى عدم وجود ا إلى أن محافظ ا إلا أن
إقرأ أيضاً:
خوري: ناقشت مع ممثلي الأحزاب تمهيد الطريق للانتخابات
التقت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري، اليوم السبت، بممثلين من مختلف الأحزاب السياسية في ليبيا.
وقالت خوري، عبر حسابها على منصة «إكس»:” التقيتُ صباح اليوم بممثلي مختلف الأحزاب السياسية لمناقشة العناصر الرئيسية للعملية السياسية التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة بهدف التغلب على الجمود الحالي وتمهيد الطريق للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة”.
وأضافت خوري:” اتفقنا على تأكيدهم على أهمية المشاركة الشاملة والهادفة للأحزاب السياسية، بما في ذلك النساء، في الحياة العامة لأي عملية ديمقراطية يقودها الليبييون”.
الوسومالطريق للانتخابات خوري ممثلو الأحزاب