مخاوف من عودة «ترامب» للبيت الأبيض
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تدور فى كواليس الجمعية العامة للأمم المتحدة مخاوف وقلق إزاء عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، هذا القلق مخلوط بشعور نادر بعد دخول نائبة الرئيس كامالا هاريس فى السباق إنها ليست فرحة، وليست إثارة، وليست ثقة على الإطلاق، إنها كلمة يجد البعض صعوبة فى نطقها وكأنهم يخشون أن يجلب لهم الحظ السيئ: «الأمل».
«أمل حذر»، هكذا وصف الأمر أحد موظفى الأمم المتحدة نظرتهم إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية شديدة التعقيد، حيث تعد موضوعاً رئيسياً للمناقشة بين العديد من المسئولين والدبلوماسيين فى نيويورك هذا الأسبوع. وهذه مجموعة ذات عقلية دولية تدرك جيداً النفوذ الذى يتمتع به الرئيس الأمريكى على بقية العالم، ويُعتَقَد على نطاق واسع أن هاريس أكثر ودية تجاه مجتمع الأمم المتحدة من ترامب، الذى يشتبك مع المؤسسات المتعددة الأطراف.
ومن المخطط له عقد لقاءات على هامش الاجتماع الأممى بين ترامب وهاريس مع زعماء العالم من بينهم الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى من بين القلائل الذين يمكنهم الحصول على مقابلة مع كلا المرشحين.
ويعود القلق من اختيار ترامب لولاية ثانية بحثه عن طرقا جديدة لفك الارتباط ــ وسحب التمويل ــ بهيئات ومبادرات الأمم المتحدة. ومن شأن مثل هذه التحركات أن تجعل من الصعب على دبلوماسيى الأمم المتحدة وعمال الإغاثة وغيرهم من المرتبطين بالمؤسسة القيام بوظائفهم، على الرغم من اعتراف كثيرين بأن الأمم المتحدة بحاجة إلى إصلاحات لكى تكون أكثر فعالية.
وحتى لو كان بعض الدبلوماسيين يأتون من بلدان معادية للولايات المتحدة، فإنهم يؤمنون إلى حد كبير بالحاجة إلى مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة. وتُرى الولايات المتحدة كلاعب حاسم فى مواجهة التحديات العابرة للحدود الوطنية التى تتطلب التعاون عبر الحدود، مثل تغير المناخ والأوبئة.
فى فترة ولايته السابقة، تحرك ترامب لسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أثناء جائحة كوفيد-19. كما خفض التمويل لوكالة الأمم المتحدة التى تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين وانسحب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بسبب مخاوف من تحيزها ضد إسرائيل. ومع ذلك، يمكن للكونجرس الحد من تخفيضات ترامب وخاصة الديمقراطيين.
وعلى الجانب الآخر تؤمن هاريس كرئيسها المنتهية ولايته جو بايدن، بالتحالفات والمنتديات مثل الأمم المتحدة. وهذا يشكل راحة خاصة لأقرب أصدقاء أمريكا، الذين يراقبون كيف أعطت الديمقراطيين الزخم منذ أن حلت محل بايدن فى التذكرة.
وبحسب بولتيكو يرى أحد المحللين فى الأمم المتحدة: «فيما يتعلق بالدبلوماسيين من حلفاء الولايات المتحدة، هناك بالطبع بعض التفاؤل فى خطواتهم. إن رئاسة هاريس تعنى أربع سنوات أخرى من الاحتضان الكامل والنشط للتعددية. ومع ذلك، يتذكر الجميع الصدمة التى أحدثها فوز ترامب فى عام 2016، ويؤكدون استعدادهم لأى من النتيجتين هذه المرة. وقال موظف الأمم المتحدة: «لا نريد أن نكون متفائلين للغاية، أو متحمسين للغاية، ثم نتلقى صفعة».
وبينما يشعر دبلوماسيون وموظفو الأمم المتحدة بالقلق لم يكن نفس الشعور لدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذى اعتاد التعامل مع مجموعة واسعة من الشخصيات والأنا، إزاء عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ويعتقد أنه كان على وفاق مع الجمهورى خلال رئاسته السابقة، كما يقول محللون فى الأمم المتحدة.
أكد خبراء ودبلوماسيون فى الأمم المتحدة إن غوتيريش كان يضغط على وكالات الأمم المتحدة لاتخاذ خطوات لحماية ميزانياتها لأسباب لا علاقة لها بترامب ولكنها قد تشكل حاجزا جيدا فى حال قرر سحب أى تمويل.
وكشف دبلوماسيون وآخرون فى نيويورك هذا الأسبوع أنه على الرغم من أنهم يعرفون قدرًا لا بأس به عن ترامب، إلا أن هاريس لا تزال تمثل لغزًا بالنسبة لهم. ويتساءل البعض عما ستكون عليه سياستها عندما يتعلق الأمر بالحرب بين إسرائيل وحماس وهو موضوع حساس بشكل خاص بين حشد الأمم المتحدة لأن الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 220 موظفاً من موظفى الأمم المتحدة ــ كلهم من الفلسطينيين ــ فى قطاع غزة.
وأوضح دبلوماسى أفريقى إن وفد القارة لم يكن حتى الآن على المستوى المتوقع من المرشحين الرئاسيين الأميركيين. وأشار الدبلوماسى إلى أن آراء هاريس التقدمية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا مثل حقوق المثليين جنسيا ومزدوجى الميل الجنسى ومغايرى الهوية الجنسية، قد لا تلقى قبولا دائما فى الدول الأفريقية. وقال الدبلوماسى إن الديمقراطية لا ينبغى لها أن تفترض أن الزعماء الأفارقة سيدعمونها تلقائيا، على الرغم من أصولها السوداء وعلى الرغم من الإهانات التى وجهها ترامب للدول الأفريقية عندما كان رئيسا.
وفى سياق آخر، يشعر المسئولون البريطانيون بالقلق من أن كرة هدم على شكل دونالد ترامب تتجه نحو الهيئة العالمية.
وأكدت حكومة رئيس الوزراء البريطانى مرارا وتكرارا أنها ستعمل بشكل وثيق مع من سيفوز فى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. ويأتى ذلك فى ظل حالة الغليان بلندن تجاه خفض ترامب تمويل الأمم المتحدة بشكل جذرى.
ونقلا عن صحيفة ذا هيل أكد مسئولان بريطانيان شكوكهما بشأن أهداف ترامب على الساحة الدولية، وعلق أحدهما: «إنه متقلب، ولا تعرف أبدًا ما الذى ستحصل عليه».
وأشار ريتشارد جاوان، مدير الأمم المتحدة فى منظمة مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن العديد من الجمهوريين الأميركيين «غاضبون» من الطريقة التى انتقدت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومسئولو الأمم المتحدة إسرائيل بسبب الحرب فى غزة، قائلاً: «إذا كان الجمهوريون يسيطرون على الكونجرس والبيت الأبيض، فإن الأمم المتحدة ستكون بالتأكيد فى ورطة».
ويأمل الدبلوماسيون أن يعمل الديمقراطيون فى الكونجرس، إذا فاز ترامب بالرئاسة، على الحد من طموحاته. ففى فترة ولايته السابقة حيث رفضوا التخفيضات المقترحة فى ميزانيات حفظ السلام، وحافظوا على بعض التمويل لوكالة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وعندما سُئلت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب، عن خططه للأمم المتحدة، قالت: «سيعمل ترامب على استعادة السلام العالمى من خلال القوة الأميركية، وضمان قدرة الدول الأوروبية على تحمل ثقلها من خلال دفع حصتها العادل».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للبيت الأبيض ترامب مخاوف كواليس الجمعية رئاسة الولايات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الولایات المتحدة فى الأمم المتحدة للأمم المتحدة على الرغم من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة:اقتصاد سوريا يحتاج 50 عاما ليتعافى
سرايا - أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن حاجة سوريا إلى عشر سنوات على الأقل لاستعادة المستويات الاقتصادية للبلاد في مرحلة ما قبل الحرب في حال حققت نموا قويا.
وحذر التقرير الأممي من استمرار حالة النمو البطئ التي تعيشها سوريا (1.3 سنويا) في الوقت الحالي، مؤكدا أن حصول ذلك سيجعل من المدة اللازمة لتعافي الاقتصاد تمتد أكثر من نصف قرن.
وقال التقرير إن 9 من كل 10 أشخاص في سوريا يعيشون في فقر وإن واحدا من كل أربعة عاطل عن العمل.
ووفقا للتقرير، في العام الذي سبق اندلاع الحرب كان الناتج المحلي الإجمالي لسوريا 62 مليار دولار، وكان لديها معدل نمو يتجاوز 5% على مدار الخمس سنوات السابقة، أما حاليا، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي أقل من نصف ذلك.
وكشف التقرير عن تكلفة الحرب الاقتصادية حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي المفقود المقدر خلال الفترة من 2011 إلى 2024 حوالي 800 مليار دولار أمريكي.
ولفت التقرير الأممي إلى أن سوريا تأثرت أيضا من حيث التنمية البشرية، حيث تراجعت 40 عاما في متوسط العمر المتوقع، ومستويات التعليم، والدخل الفردي.
وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن ما بين 40-50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا لا يذهبون إلى المدرسة، وأنه دُمر أو تضرر بشكل شديد نحو ثلث الوحدات السكنية خلال سنوات النزاع، مما ترك 5.7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى دعم في مجال الإيواء.
وتطرق التقرير الأممي إلى التحديات البشرية واللوجستية التي تواجه الاقتصاد السوري حيث توفي أكثر من 600 ألف سوري في الحرب، بالتوازي مع الأضرار المادية، والانهيار الكامل لليرة السورية، ونفاد الاحتياطيات الأجنبية، وارتفاع نسب البطالة ورزوخ مايقدر بـ90% من السوريين تحت خط الفقر كما تشكل الأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة تحديا حقيقيا حيث انخفض إنتاج الطاقة بنسبة 80% وتعرضت أكثر من 70% من محطات الطاقة وخطوط النقل للتدمير، مما قلل قدرة الشبكة الوطنية بنسبة تزيد عن ثلاثة أرباع.
ويخلص التقرير الأممي إلى أن هذه العوامل كافة تجعل من التعافي مهمة شاقة تتطلب رؤية وطنية واضحة، وإصلاحات معمقة، وتنسيق فعال بين المؤسسات، فضلا عن توسيع الوصول إلى الأسواق فيما يشير مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر أن خروج سوريا من الوضع الحالي يستلزم إلى جانب المساعدات الإنسانية العاجلة، استثمارات طويلة الأجل في التنمية لبناء الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي واستعادة الإنتاجية للوظائف وإغاثة الفقر، وإعادة إحياء الزراعة من أجل الأمن الغذائي وإعادة بناء البنية التحتية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة.
المصدر: موقع الأمم المتحدة
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-02-2025 11:07 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية