عواصم "أ ف ب" "د ب أ": أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها سيطرت على مدينة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، مواصلة بذلك تقدمها المستمر منذ أشهر على حساب قوات كييف في هذه المنطقة.

وأفادت الوزارة في بيان بأن الجيش "حرّر" مدينة أوكراينسك التي كان يقطنها نحو 10 آلاف نسمة قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وتعلن روسيا بانتظام السيطرة على قرى، معظمها في منطقة دونيتسك، لكن سيطرتها على مدن نادر وأكثر أهمية بشكل عام.

وتقع أوكراينسك على مقربة من سيليدوفي وكوراخوفي، وهما مدينتان أخريان تقترب منهما قوات موسكو.

وكان الجيش الروسي أعلن في وقت سابق من سبتمبر، سيطرته على بلدة كراسنوغوريفكا الواقعة في المنطقة نفسها وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن أوكراينسك.

تعتزم روسيا السيطرة على مدينة بوكروفسك المنجمية الرئيسية في المنطقة، وهي تعد محورا استراتيجيا للوجستيات الجيش الأوكراني.

وشنت أوكرانيا التي تواجه صعوبات في الشرق هجوما كبيرا في 6 أغسطس في منطقة كورسك الروسية، وأعلنت السيطرة على مئات الكيلومترات المربعة.

وأعربت كييف عن أملها في إجبار موسكو على إعادة نشر قواتها في كورسك وبالتالي إبطاء تقدمها في منطقة دونيتسك، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع سبتمبر إلى أن غزو دونباس، الحوض الصناعي الأوكراني الذي يضم منطقة دونيتسك، يمثل "أولوية قصوى".

تعديل العقيدة النووية

عتبر الكرملين اليوم أن تعديل العقيدة النووية الروسية بشكل يتيح لموسكو استخدام هذه الأسلحة ضد دول لا تمتلكها، يجب أن ينظر إليه بمثابة تحذير للدول الغربية.

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء عن خطط لتوسيع قواعد بلاده المتعلّقة بالأسلحة النووية، بشكل يسمح لها باللجوء إليها في حال تعرّضها لهجوم جوي "مكثّف".

وتشمل هذه المقترحات السماح لروسيا باستخدام الأسلحة النووية ضد دول لا تحوز عليها، في حال كانت مدعومة من قوى نووية. ويعد ذلك إشارة الى أوكرانيا غير المزودة بسلاح نووي، لكنها تتلقى دعما عسكريا من دول غربية نووية تتقدمها الولايات المتحدة، في مواجهة الغزو الروسي لأراضيها الذي بدأ مطلع العام 2022.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التعديلات المقترحة "يجب أن ينظر إليها على أنها رسالة محددة".

وأوضح أنها "إشارة تحذّر هذه الدول من التداعيات في حال مشاركتها في هجوم على أراضيها بوسائل مختلفة، ليس بالضرورة أن تكون نووية".

ومن دون أن يسمّي أوكرانيا، قال بيسكوف إن "الردع النووي يجري تعديله بناء على عناصر التوتر التي تنشأ على امتداد حدودنا"، مؤكدا أن تعزيز روسيا ترسانتها هو أمر "لا شك" فيه.

وتأتي التعديلات المقترحة، وهي رهن موافقة بوتين بنفسه، في وقت تسعى أوكرانيا لنيل موافقة حلفائها الغربيين على استخدام أسلحة بعيدة المدى زوّدوها بها، لضرب عمق الأراضي الروسية. ولا يلقى ذلك حتى الآن موافقة هذه الدول، وفي مقدمها الولايات المتحدة.

وتؤكد كييف حاجتها لاستخدام هذه الأسلحة في استهداف قواعد خلفية ومطارات عسكرية تستخدمها روسيا لشنّ هجماتها في أوكرانيا، بينما يعمل البيت الأبيض على تفادي تصعيد إضافي في هذه الحرب بعد تحذيرات موسكو من الردّ على أي خطوات من هذا القبيل.

مباحثات بكين وكييف

أعلنت كييف الخميس أن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا بحث مع نظيره الصيني وانغ يي على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، سبل التوصل الى سلام دائم في أوكرانيا.

وكان وانغ الذي التقى في وقت سابق نظيره الروسي سيرغي لافروف، شدد هذا الأسبوع على أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد للنزاع المتواصل منذ بدء الغزو الروسي مطلع العام 2022.

وأعلنت الخارجية الأوكرانية أن وانغ يي اجتمع مع أندريه سيبيغا الذي عيّن في منصبه في سبتمبر الجاري، وكذلك أندريه ييرماك، مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وتخلل اللقاء مع وانغ تبادل "وجهات النظر حول مبادئ إقامة سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس ميثاق الأمم المتحدة" كما أعلن سيبيغا على شبكة تلغرام التابعة للوزارة.

وأضاف المصدر نفسه أن سيبيغا وييرماك "شكرا الصين على دعمها لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وتطرق اللقاء كذلك الى "الخطوات المقبلة لتطوير العلاقات الثنائية والتجارية"، بحسب كييف.

من جهتها اكتفت وزارة الخارجية الصينية بالقول في بيان نشر الخميس إن وانغ ونظيره "تبادلا وجهات النظر حول قضايا مثل الأزمة الأوكرانية".

وأضافت أنه خلال 75 عاما، شهدت العلاقات الصينية الروسية "تقلبات" لكن "الدرس المهم هو أنه طالما أننا نلتزم بمبادئ حسن الجوار الدائم"، فإن العلاقات الثنائية "ستواصل تقدمها المتواصل".

من جهتها، وصفت الخارجية الروسية هذا اللقاء بانه "بناء" لأنه تناول "آفاق تسوية الأزمة الأوكرانية".

وتعهدت الصين التي تدعو إلى محادثات السلام، بعدم تزويد روسيا بالأسلحة، ودعت إلى احترام سلامة أراضي كل الدول- بما يعني أوكرانيا أيضا.

لكنها لم تدن أبدا موسكو بسبب غزوها، وعززت علاقتها مع روسيا منذ بدء الحرب وقدمت لها خصوصا دعما اقتصاديا قيما في مواجهة العقوبات الغربية.

إجتماع رفيع المستوى

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيدعو إلى عقد اجتماع رفيع المستوى في ألمانيا في أكتوبر المقبل، حيث من المنتظر أن تبحث أكثر من 50 دولة في هذا الاجتماع تنسيق الجهود الرامية إلى دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وسيتوجه بايدن إلى ألمانيا في منتصف الشهر المقبل حيث من المنتظر أن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس ونظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، وفي أعقاب ذلك سيتوجه إلى القاعدة الجوية الأمريكية في مدينة رامشتاين.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يحدد موقع الاجتماع الرفيع المستوى لمجموعة دول الاتصال الخاصة بأوكرانيا والتي تقودها الولايات المتحدة، فإن من الممكن توقع أن هذا الاجتماع سينعقد في رامشتاين إذ يطلق على هذه المجموعة أيضا اسم مجموعة رامشتاين، وجرت العادة أن تعقد هذه المجموعة اجتماعاتها في رامشتاين برئاسة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

يذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا هما أكبر موردي الأسلحة لأوكرانيا.

ويأتي موضوع دعم أوكرانيا من بين الموضوعات الرئيسية التي سيبحثها بايدن خلال زيارته لألمانيا.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة ستكون هي أول زيارة ثنائية يقوم بها بايدن لألمانيا خلال فترة ولايته التي تمتد لأربع سنوات، كما أنها أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لبرلين منذ أن زار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في جولة وداع في نوفمبر2016.

ويستقبل بايدن غداً أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في واشنطن حيث يعتزم الأخير عرض تفاصيل خطته التي يطلق عليها "خطة النصر". وأعلن بايدن قبل اللقاء عن دعم جديد بمليارات الدولارات لكييف. وتشمل الحزمة نظام دفاع جوي إضافي طراز باتريوت وقنابل انزلاقية بعيدة المدى بالإضافة إلى طائرات مسيرة.

وأعرب زيلينسكي على الفور عن شكره لهذه المساعدة، وكتب على منصة تليجرام:" سنستخدم هذه المساعدة بأقصى قدر من الكفاءة والشفافية"، وتحدث عن الدعم الذي تحظى به بلاده في الولايات المتحدة سواء من الجمهوريين أو من الديمقراطيين.

كما أشاد زيلينسكي ببرنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات "إف16-" المقاتلة، ونوه أيضا إلى أهمية العقوبات المطبقة حديثا والتي تهدف إلى عرقلة قدرة روسيا على تمويل الحرب ضد أوكرانيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة منطقة دونیتسک البیت الأبیض السیطرة على فی منطقة

إقرأ أيضاً:

FP: لماذا يعتبر انتخاب ترامب خبرا مفرحا بالنسبة إلى السيسي؟

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، أعدّته نسوموت غابادموسي، قالت فيه إنّ: "رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، سوف يستفيد من انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يصبح مرة أخرى ديكتاتوره المفضل".

وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "ترامب لم يول اهتماما كبيرا لقارة أفريقيا في ولايته الأولى. ومع ذلك، هناك رابحون وخاسرون أفارقة، واضحون الآن، بعد أن أصبح على استعداد للعودة إلى الرئاسة". 

وتابع: "تعد جنوب أفريقيا وكينيا من بين الدول التي تشعر بالقلق إزاء العلاقات المتدهورة المحتملة، على عكس نيجيريا وأوغندا والمغرب ومصر، التي تتوقع زيادة التجارة وصفقات الأسلحة، بدون تلقي محاضرات عن حقوق الإنسان".

وبحسب التقرير: "كان السيسي من بين أول زعماء العالم الذين هنأوا ترامب على فوزه، حتى قبل أن تعلن وكالة أسوشيتد برس عن الانتخابات، في صباح يوم 6  تشرين الثاني/ نوفمبر".  

"نشر السيسي منشورا على مواقع التواصل الإجتماعي جاء فيه: "نتطلع إلى تحقيق السلام معا والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي". ولاحقا في مساء ذلك اليوم، اتّصل السيسي بترامب وقدم له المزيد من التهاني" وفقا للتقرير نفسه.

وأردف: "إن كلا الزعيمين يحترمان سياسة الرجل القوي. وأثار ترامب الجدل خلال ولايته الأولى عندما نادى بصوت عال في 2019: أين ديكتاتوري المفضل؟؛ بينما كان ينتظر وصول السيسي إلى اجتماع خلال قمة مجموعة السبع، التي عقدت في فرنسا؛ في ذلك الوقت، أشاد ترامب بالسيسي لكونه "رجلا قويا جدا" وأضاف: "لقد فهمنا بعضنا البعض جيدا". 


واسترسل التقرير: "كانت مصر سابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم من عام 2019 إلى عام 2023، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. استوردت القاهرة العديد من تلك الأسلحة من الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب، ولكن في السنوات الأخيرة، استوردت المزيد من روسيا وإيطاليا وألمانيا".

وأبرز: "تعرضت مصر لتدقيق كبير واتهامات بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية. فيما ذكر تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن نظام السيسي عرض على ترامب 10 ملايين دولار لتعزيز حملته الرئاسية لعام 2016".

ووفق التقرير ذاته، "دعا بايدن إلى: "عدم منح المزيد من الشيكات الفارغة لـ"الديكتاتور المفضل" لترامب" خلال حملته الانتخابية في عام 2020. كما جمّد بعض أموال المساعدات في أيلول/ سبتمبر الماضي بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان".

وأردفت: "دور مصر كوسيط بين إسرائيل وحماس على مدار العام الماضي عزّز أهميتها كحليف للولايات المتحدة، مما دفع واشنطن إلى تجاهل النظام الاستبدادي للسيسي، حيث منحت القاهرة 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية هذا العام. وهناك الآلاف من السجناء السياسيين في مصر، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، وفقا لتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 عن البلاد".

وقالت وزارة الخارجية في أيلول/ سبتمبر الماضي إنّ: "واشنطن تدير حوارا صارما مع الحكومة المصرية بشأن إجراء تغييرات ملموسة لحقوق الإنسان والتي تعد حاسمة للحفاظ على أقوى شراكة ممكنة بين الولايات المتحدة ومصر".


وفي عهد ترامب، لا يمكن لمصر أن تتوقع مثل هذه التوبيخات بشأن حقوق الإنسان. من خلال التركيز على اتفاقيات -إبراهام- كمحرك رئيسي للسياسة الخارجية في المنطقة، يمكن لترامب أن يمنح مصر عن غير قصد حرية التصرف لتعزيز دورها كلاعب مهم في الجغرافيا السياسية في القرن الأفريقي. 

وتدعم مصر عسكريا ما يوصف بـ"مظالم" الصومال وإريتريا ضد إثيوبيا. كما تدعم الجيش السوداني وحربه ضد قوات الدعم السريع. ويأمل المسؤولون المصريون أن يؤدي أسلوب ترامب إلى نهاية حاسمة لحروب الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان، والتي أدت خلالها هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض مستوى الملاحة الدولية عبر قناة السويس وألحقت ضررا بالاقتصاد المصري.

مقالات مشابهة

  • تحذير إيراني لإسرائيل حال هاجمت منشآتها النووية
  • مجموعة السبع: روسيا هي العقبة الوحيدة أمام السلام في أوكرانيا
  • روسيا تعلن السيطرة على قريتين في شرق أوكرانيا
  • FP: لماذا يعتبر انتخاب ترامب خبرا مفرحا بالنسبة إلى السيسي؟
  • روسيا مستعدة للتفاوض حول أوكرانيا إذا بادر ترامب بذلك
  • روسيا تكثف الضغوط على مدينة استراتيجية في أوكرانيا
  • ‏الجيش الروسي يعلن سيطرة قواته على بلدة جديدة في شرق أوكرانيا
  • الجيش الروسي: وضعنا أقدامنا كوبيانيسك بإقليم خاركيف شمال أوكرانيا
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو 716 ألفا و70 جنديا منذ بداية الحرب
  • وزير الخارجية الروسي: روسيا لن تغلق باب الحوار مع الولايات المتحدة