الجيش الروسي يعلن السيطرة على مدينة شرق أوكرانيا .. والكرملين يعتبر تعديل العقيدة النووية بمثابة تحذير للغرب
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
عواصم "أ ف ب" "د ب أ": أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها سيطرت على مدينة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، مواصلة بذلك تقدمها المستمر منذ أشهر على حساب قوات كييف في هذه المنطقة.
وأفادت الوزارة في بيان بأن الجيش "حرّر" مدينة أوكراينسك التي كان يقطنها نحو 10 آلاف نسمة قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتعلن روسيا بانتظام السيطرة على قرى، معظمها في منطقة دونيتسك، لكن سيطرتها على مدن نادر وأكثر أهمية بشكل عام.
وتقع أوكراينسك على مقربة من سيليدوفي وكوراخوفي، وهما مدينتان أخريان تقترب منهما قوات موسكو.
وكان الجيش الروسي أعلن في وقت سابق من سبتمبر، سيطرته على بلدة كراسنوغوريفكا الواقعة في المنطقة نفسها وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن أوكراينسك.
تعتزم روسيا السيطرة على مدينة بوكروفسك المنجمية الرئيسية في المنطقة، وهي تعد محورا استراتيجيا للوجستيات الجيش الأوكراني.
وشنت أوكرانيا التي تواجه صعوبات في الشرق هجوما كبيرا في 6 أغسطس في منطقة كورسك الروسية، وأعلنت السيطرة على مئات الكيلومترات المربعة.
وأعربت كييف عن أملها في إجبار موسكو على إعادة نشر قواتها في كورسك وبالتالي إبطاء تقدمها في منطقة دونيتسك، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع سبتمبر إلى أن غزو دونباس، الحوض الصناعي الأوكراني الذي يضم منطقة دونيتسك، يمثل "أولوية قصوى".
تعديل العقيدة النووية
عتبر الكرملين اليوم أن تعديل العقيدة النووية الروسية بشكل يتيح لموسكو استخدام هذه الأسلحة ضد دول لا تمتلكها، يجب أن ينظر إليه بمثابة تحذير للدول الغربية.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء عن خطط لتوسيع قواعد بلاده المتعلّقة بالأسلحة النووية، بشكل يسمح لها باللجوء إليها في حال تعرّضها لهجوم جوي "مكثّف".
وتشمل هذه المقترحات السماح لروسيا باستخدام الأسلحة النووية ضد دول لا تحوز عليها، في حال كانت مدعومة من قوى نووية. ويعد ذلك إشارة الى أوكرانيا غير المزودة بسلاح نووي، لكنها تتلقى دعما عسكريا من دول غربية نووية تتقدمها الولايات المتحدة، في مواجهة الغزو الروسي لأراضيها الذي بدأ مطلع العام 2022.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التعديلات المقترحة "يجب أن ينظر إليها على أنها رسالة محددة".
وأوضح أنها "إشارة تحذّر هذه الدول من التداعيات في حال مشاركتها في هجوم على أراضيها بوسائل مختلفة، ليس بالضرورة أن تكون نووية".
ومن دون أن يسمّي أوكرانيا، قال بيسكوف إن "الردع النووي يجري تعديله بناء على عناصر التوتر التي تنشأ على امتداد حدودنا"، مؤكدا أن تعزيز روسيا ترسانتها هو أمر "لا شك" فيه.
وتأتي التعديلات المقترحة، وهي رهن موافقة بوتين بنفسه، في وقت تسعى أوكرانيا لنيل موافقة حلفائها الغربيين على استخدام أسلحة بعيدة المدى زوّدوها بها، لضرب عمق الأراضي الروسية. ولا يلقى ذلك حتى الآن موافقة هذه الدول، وفي مقدمها الولايات المتحدة.
وتؤكد كييف حاجتها لاستخدام هذه الأسلحة في استهداف قواعد خلفية ومطارات عسكرية تستخدمها روسيا لشنّ هجماتها في أوكرانيا، بينما يعمل البيت الأبيض على تفادي تصعيد إضافي في هذه الحرب بعد تحذيرات موسكو من الردّ على أي خطوات من هذا القبيل.
مباحثات بكين وكييف
أعلنت كييف الخميس أن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا بحث مع نظيره الصيني وانغ يي على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، سبل التوصل الى سلام دائم في أوكرانيا.
وكان وانغ الذي التقى في وقت سابق نظيره الروسي سيرغي لافروف، شدد هذا الأسبوع على أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد للنزاع المتواصل منذ بدء الغزو الروسي مطلع العام 2022.
وأعلنت الخارجية الأوكرانية أن وانغ يي اجتمع مع أندريه سيبيغا الذي عيّن في منصبه في سبتمبر الجاري، وكذلك أندريه ييرماك، مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتخلل اللقاء مع وانغ تبادل "وجهات النظر حول مبادئ إقامة سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس ميثاق الأمم المتحدة" كما أعلن سيبيغا على شبكة تلغرام التابعة للوزارة.
وأضاف المصدر نفسه أن سيبيغا وييرماك "شكرا الصين على دعمها لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
وتطرق اللقاء كذلك الى "الخطوات المقبلة لتطوير العلاقات الثنائية والتجارية"، بحسب كييف.
من جهتها اكتفت وزارة الخارجية الصينية بالقول في بيان نشر الخميس إن وانغ ونظيره "تبادلا وجهات النظر حول قضايا مثل الأزمة الأوكرانية".
وأضافت أنه خلال 75 عاما، شهدت العلاقات الصينية الروسية "تقلبات" لكن "الدرس المهم هو أنه طالما أننا نلتزم بمبادئ حسن الجوار الدائم"، فإن العلاقات الثنائية "ستواصل تقدمها المتواصل".
من جهتها، وصفت الخارجية الروسية هذا اللقاء بانه "بناء" لأنه تناول "آفاق تسوية الأزمة الأوكرانية".
وتعهدت الصين التي تدعو إلى محادثات السلام، بعدم تزويد روسيا بالأسلحة، ودعت إلى احترام سلامة أراضي كل الدول- بما يعني أوكرانيا أيضا.
لكنها لم تدن أبدا موسكو بسبب غزوها، وعززت علاقتها مع روسيا منذ بدء الحرب وقدمت لها خصوصا دعما اقتصاديا قيما في مواجهة العقوبات الغربية.
إجتماع رفيع المستوى
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيدعو إلى عقد اجتماع رفيع المستوى في ألمانيا في أكتوبر المقبل، حيث من المنتظر أن تبحث أكثر من 50 دولة في هذا الاجتماع تنسيق الجهود الرامية إلى دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وسيتوجه بايدن إلى ألمانيا في منتصف الشهر المقبل حيث من المنتظر أن يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس ونظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، وفي أعقاب ذلك سيتوجه إلى القاعدة الجوية الأمريكية في مدينة رامشتاين.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يحدد موقع الاجتماع الرفيع المستوى لمجموعة دول الاتصال الخاصة بأوكرانيا والتي تقودها الولايات المتحدة، فإن من الممكن توقع أن هذا الاجتماع سينعقد في رامشتاين إذ يطلق على هذه المجموعة أيضا اسم مجموعة رامشتاين، وجرت العادة أن تعقد هذه المجموعة اجتماعاتها في رامشتاين برئاسة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
يذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا هما أكبر موردي الأسلحة لأوكرانيا.
ويأتي موضوع دعم أوكرانيا من بين الموضوعات الرئيسية التي سيبحثها بايدن خلال زيارته لألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة ستكون هي أول زيارة ثنائية يقوم بها بايدن لألمانيا خلال فترة ولايته التي تمتد لأربع سنوات، كما أنها أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لبرلين منذ أن زار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في جولة وداع في نوفمبر2016.
ويستقبل بايدن غداً أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في واشنطن حيث يعتزم الأخير عرض تفاصيل خطته التي يطلق عليها "خطة النصر". وأعلن بايدن قبل اللقاء عن دعم جديد بمليارات الدولارات لكييف. وتشمل الحزمة نظام دفاع جوي إضافي طراز باتريوت وقنابل انزلاقية بعيدة المدى بالإضافة إلى طائرات مسيرة.
وأعرب زيلينسكي على الفور عن شكره لهذه المساعدة، وكتب على منصة تليجرام:" سنستخدم هذه المساعدة بأقصى قدر من الكفاءة والشفافية"، وتحدث عن الدعم الذي تحظى به بلاده في الولايات المتحدة سواء من الجمهوريين أو من الديمقراطيين.
كما أشاد زيلينسكي ببرنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات "إف16-" المقاتلة، ونوه أيضا إلى أهمية العقوبات المطبقة حديثا والتي تهدف إلى عرقلة قدرة روسيا على تمويل الحرب ضد أوكرانيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة منطقة دونیتسک البیت الأبیض السیطرة على فی منطقة
إقرأ أيضاً:
طاقة النواب تقر اتفاقا مع روسيا حول محطات الطاقة النووية بالضبعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وافقت لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، برئاسة النائب طلعت السويدي، خلال اجتماعها اليوم الأحد، علي قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 515 لسنة 2024 بشأن الموافقة على "بروتوكول للاتفاقية المبرمة بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة روسيا الاتحادية لإنشاء محطة طاقة نووية في جمهورية مصر العربية في 19 نوفمبر 2015".
وأكد "السويدي" أهمية البروتوكول، حيث تساعد الاتفاقية مصر في إنشاء محطة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء من خلال البروتوكول، مشيراً إلي أن التعاقد مع روسيا 2015 تم خلال ثلاث تعاقدات منها تعاقد مع شركة روسية تتبع الحكومة قامت بعمل 16 محطة نووية على مستوى العالم بالفعل.
وأضاف "السويدي" أن الاتفاق لا يتضمن تحديد مكان معين لشراء المواد أو الأجزاء الخاصة بالمحطة النووية لافتا إلي أن كل دولة في العالم تكون متخصصة في تصنيع جزء من الأجزاء وبالتالي التعامل يكون مع دول العالم والاتفاق لا يفرض على مصر والشركة التي تعاقدت معها مصر متخصصة في إنشاء محطات وتقوم الشركة الروسية بإنشاء محطات نووية في العديد من الدول وتورد 20٪ من الوقود النووي للولايات المتحدة.
ونوه "السويدي" إلي إنه الاتفاق يأتي لاسيما مع ضرورة ربط التاريخ الفعلي لبداية استخدام القرض مع بداية تنفيذ المشروع مع ما هو منصوص عليه بالاتفاقية، حيث أنه تم استخدام القرض رسميا في عام 2018 وليس عام 2016، مما استدعى ضرورة ترحيل فترة السماح لمدة عامين.
وأضاف "السويدي" أن الاتفاقية تنص علي أن فترة السماح تبدأ في 2029 وهي الفترة التي لم تكن الأعمال قد اكتملت بكاملها فأصبح من الضروري ترحيل انتهاء فترة السماح إلي 2031.
وأكدت اللجنة البرلمانية وممثلي الحكومة أن الاتفاق بتمويل المحطة مع الجانب الروسي أعطي مصر فترة السماح حتى 2031 ويتم تشغيل المحطة.