مسارات إبداعية وتجارب تعزز قوة السياحة الثقافية في دبي
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
* منى القرق: مزيج يجمع بين الحداثة والتقاليد
تولي دبي التي تحتفي سنوياً بـ«يوم السياحة العالمي» اهتماماً كبيراً بالسياحة الثقافية لما تمتلكه من بنية تحتية قوية، وإمكانات وقدرات سياحية واسعة، مكنتها من الحصول على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز «اختيار المسافرين 2024» من موقع «تريب أدفايزر»، لتكون بذلك أول مدينة في العالم تحقق هذا الإنجاز للعام الثالث على التوالي.
تحرص هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» عبر فعالياتها وبرامجها على دعم قوة السياحة الثقافية، وإثراء تجارب زوار الإمارة وتمكينهم من استكشاف متاحفها ومواقعها التاريخية والتراثية التي تجسد جوهر المدينة الثقافي وتاريخها العريق، حيث تدير الهيئة خمسة متاحف وخمسة مواقع تراثية و17 موقعاً أثرياً، وفي مقدمتها متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي مفتوح في الإمارات، الذي يوصف بـ«جوهرة دبي الخفية»، لما يتضمنه من مقتنيات ومعروضات وقصص منقولة وصور فوتوغرافية قديمة توثق نشأة دبي وثقافتها، وما يقدمه لزواره من مسارات ثقافية تسهم في التعريف بعناصر الثقافة المحلية وإبراز أصالتها.
بينما يمتاز «متحف الاتحاد» بتفرد فكرته ومقتنياته، حيث يروي عبر أقسامه ومعارضه المختلفة قصة تأسيس الإمارات وازدهارها، ويقدم لزواره تسلسلاً زمنياً دقيقاً للأحداث التي رافقت فكرة الاتحاد، ويركز على الفترة الزمنية الواقعة بين 1968 و1974، كما يضيء المتحف من خلال معارضه وبرامجه التعليمية، على جهود الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعمل على تعريف زواره بأبرز المحطات الرئيسية التي أدت إلى ولادة الدولة، فيما يعتبر «حي الفهيدي التاريخي» من أفضل وجهات دبي السياحية، لما يتميز به من إمكانات ومقومات تبرز هوية دبي الفنية والإبداعية المستلهمة من تراثها الأصيل، كما يوفر الحي عبر أزقته وبيوته القديمة لزواره، فرصة استكشاف ومعايشة أنماط الحياة التقليدية التي كانت سائدة في الإمارة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبعينات القرن الماضي.
وتحتضن مدينة حتا التي اختارتها مجلة «كوندي ناست ترافيلر» الأمريكية واحدة من أجمل 50 بلدة في العالم لعام 2023، «قرية حتا التراثية» التي تمثل جسر تواصل بين الماضي والحاضر، حيث تجسد القرية تفاصيل العمارة التقليدية المميزة لـ«حتا»، وتتيح لزوارها فرصة اكتشاف تاريخ الإمارة ومقوماتها الطبيعية والثقافية والتاريخية، إضافة إلى ثقافة منطقة حتا وما تتميز به من عادات وتقاليد وتراث غني.
في حين تزخر دبي بالمواقع الأثرية التي تنقل زوارها في رحلة تاريخية طويلة لاستكشاف جذور الإمارة القديمة التي تمتد لأكثر من 300 ألف سنة، تبدأ من العصر الحجري القديم وحتى العصور الإسلامية المتأخرة (القرن التاسع عشر)، حيث يعتبر «ساروق الحديد الأثري» الذي اكتشف عام 2002 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واحداً من أغنى المواقع الأثرية الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتعرض كافة المقتنيات التي اكتشفت بالمكان في «متحف ساروق الحديد» الواقع في حي الشندغة التاريخي، فيما يرجع موقع «جميرا الأثري - العصر الإسلامي» (900-1800 ميلادية) بتاريخه إلى عصر الخلافة العباسية، ويعكس بآثاره الدور الحيوي الذي امتازت به منطقة جميرا قديماً.
وأكدت منى فيصل القرق، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث في «دبي للثقافة»، أن السياحة الثقافية تشكل جزءاً مهماً من تنويع اقتصاد دبي. وقالت: «تمتاز دبي بتعدديتها الثقافية، وتتفرد بمزيجها الذي يجمع بين الحداثة والتقاليد، ومعالمها السياحية والحضارية، وما تقدمه من فعاليات إبداعية تعزز قوة السياحة فيها، وتعكس جوهر هويتها النابضة بالحياة».
ولفتت إلى حرص الهيئة عبر مشاريعها المختلفة على تحفيز السياحة الثقافية في الإمارة، بما يتماشى مع التزاماتها ومسؤولياتها الثقافية الهادفة إلى صون وحفظ التراث المادي وغير المادي. وقالت: «تسعى الهيئة من خلال فعالياتها وبرامجها الإبداعية المتنوعة إلى تلبية تطلعات الباحثين عن تجارب سياحية مميزة تجمع بين الثقافة والتراث والفن والابتكار، ووفقاً لمنصة دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، فقد أسهمت الأصول الثقافية بالإمارة في زيادة السياحة الثقافية بنسبة 10% على أساس سنوي، ما يعكس حجم الجهود التي تبذلها الهيئة لرفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وترسيخ مكانة دبي وجهة مفضلة للعيش والعمل والترفيه».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبي السیاحة الثقافیة
إقرأ أيضاً:
تقنية رائدة لتتبع مسارات المذنبات “المدمرة” قبل سنوات من اقترابها من الأرض
يمن مونيتور/قسم الأخبار
طور علماء الفلك طريقة جديدة لتتبع مسارات المذنبات التي يحتمل أن تكون “مدمرة للمدن” قبل سنوات من اقترابها من الأرض.
وتعتمد هذه التقنية الجديدة على تتبع “آثار المذنبات” التي تتركها في مداراتها في صورة “زخات شهب”. فعندما يمر المذنب بالقرب من الشمس، يتبخر الجليد الموجود عليه ويطلق كميات من الصخور والغبار في الفضاء، ما يشكل مسارات شبيهة بالفتات يمكن أن تصبح “زخات شهب” عندما تمر الأرض عبر هذه المسارات.
وتظل معظم “المذنبات طويلة الأمد” (أو LPC)، التي تستغرق أكثر من 200 عام لإكمال مدار واحد حول الشمس، غير مكتشفة حتى تقترب من الأرض.
ويتم تصنيف بعض هذه المذنبات التي تمر بالقرب من الأرض على أنها “محتملة الخطر”.
وقد تتسبب “المذنبات طويلة الأمد” (LPC)، في ما يصل إلى 6% من جميع التأثيرات على الأرض، ويمكن لتلك التي يبلغ حجمها حجم ناطحة سحاب أن تدمر مدينة كبيرة.
ولكن تم العثور على عدد صغير فقط من “المذنبات طويلة الأمد” (أو LPC) التي يمكن أن تمر بالقرب من الأرض.
وتنتج المذنبات التي تمر بالأرض، حتى تلك التي لها فترات مدارية طويلة للغاية تصل إلى نحو 4000 عام، مسارات شبيهة بالفتات يمكن اكتشافها على أنها زخات شهب.
وتتشكل المسارات عندما تبخر حرارة الشمس جليد المذنب. وقد تتناثر تيارات الصخور والغبار المنبعثة من المذنب نتيجة لذلك على شكل زخات نيازك على الأرض عندما يمر الكوكب عبر مسارات الحطام.
ويمكن للعلماء الآن تحليل زخات الشهب لتحديد موقع المذنب الأم. ويمكنهم العثور على سرعة الصخرة واتجاه سفرها من خصائص خط النيزك.
ويقول العلماء إن مشروع Legacy Survey of Space and Time project في مرصد “فيرا روبين” في تشيلي قد يعزز اكتشاف المذنبات بهذه الطريقة قبل سنوات من تشكيلها تهديدا للأرض.
ولاختبار التقنية الجديدة، حلل العلماء 17 من زخات شهب كانت فيها المذنبات الأم معروفة بالفعل.
وقاموا بتقييم خصائص زخات الشهب وأنشأوا نماذج اصطناعية لـ”المذنبات طويلة الأمد” الخاصة بها، عنقود مذنبات واحد لكل زخة شهب.
ووضعوا هذه العناقيد افتراضيا في الفضاء على مسافات يمكن رؤيتها من مرصد روبين.
وقد قارنوا مواقع عناقيد المذنبات الافتراضية بمواقع المذنبات الحقيقية لمعرفة مدى تطابقها.
ووجد علماء الفلك أن مواقع المذنبات الأم الفعلية كانت إلى حد كبير داخل مواقع الإسقاطات الافتراضية.
وقال العلماء: “إن زخات الشهب تخبرنا عن المنطقة من السماء التي سيكون فيها المذنب الأم وكذلك سرعته واتجاه حركته”. ويمكن أن يساعد هذا في تحديد المذنبات التي يمكن أن تؤثر على الأرض عندما تكون على بعد مليارات الأميال، ما يمنح العلماء الوقت الكافي لتتبعها والتخطيط لإجراءات مواجهتها.
المصدر: إندبندنت