محادثات باكستانية وأفغانية لكسر الجمود في قضية "طالبان"
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أكد متحدثون عن مشاورات بين مسؤولين من باكستان وأفغانستان في إسلام آباد على حاجة البلدين الملحة لاستئناف المفاوضات بينهما.
وتهدف الخطوة إلى تجاوز المأزق السائد، فيما يتعلق بحركة "طالبان الباكستانية" والإرهاب عبر الحدود.
وذكرت تقارير أن خبراء ألقوا الضوء على نهج السياسة الباكستانية غير المتسق تجاه أفغانستان، مؤكدين على حاجة إسلام آباد إلى تطوير سياسة شاملة وعملية للبلد المجاور له.
وعبر أكاديميون وسياسيون وصحافيون وعلماء دين وخبراء في الشؤون الأفغانية من كل من باكستان وأفغانستان أمس الجمعة في إسلام آباد، عن وجهات نظرهم، خلال مشاورات، ركزت على "السلام والمصالحة الأفغانية: المصالح الباكستانية وخيارات السياسة".
ومثّلت تلك المشاورات الجزء التاسع من سلسلة من المناقشات، التي نظمها معهد "باك لدراسات السلام" وهو مؤسسة بحثية ، مقره إسلام آباد.
ونصح المشاركون باكستان على التعامل مع الحكومة المؤقتة لطالبان دبلوماسيا، مؤكدين على أهمية المفاوضات.
وسلط المشاركون الضوء على الدور المهم للعلماء، واقترحوا أيضا تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب، خارج السياج الحدودي.
وكانت باكستان قد اتهمت مراراً كابول بعدم اتخاذ إجراء حاسم ضد مخابئ حركة طالبان الباكستانية، في البلاد.
وفي الوقت نفسه، رفض حكام طالبان في أفغانستان جميع المزاعم، وطالبوا المسؤولين الباكستانيين بإجراء حوار مع الحركة.
وكان المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، قد أكد أن "تورط بعض الأشخاص في جريمة معينة لا يعفي حكومة إسلام آباد من مسؤوليتها، ويجب على السلطات الأمنية الباكستانية التركيز على تعزيز الأمن في بلادهم".
ووصف مجاهد قضية طالبان الباكستانية (المتهمة بتنفيذ الهجمات) بأنها "داخلية" لإسلام آباد، موضحاً أنه متمسك بموقفه بعدم السماح لأي شخص باستخدام الأراضي الأفغانية لزعزعة استقرار الدول الأخرى، قائلاً: "نحن جادون في هذا الشأن".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة باكستان طالبان الباكستانية أفغانستان إسلام آباد
إقرأ أيضاً:
القاعدة في جنوب آسيا.. استراتيجية التخفي بين الجماعات الإرهابية الإقليمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه تنظيم القاعدة في جنوب آسيا أزمة وجودية غير مسبوقة، إذ أجبرته الضغوط الأمنية المتزايدة والضربات النوعية التي استهدفت قياداته على التحول إلى العمل السري، والاحتماء تحت مظلة جماعات إرهابية إقليمية أكثر نشاطًا مثل حركة طالبان باكستان.
التنظيم بين الضغوط الأمنية والتحالفات الجديدة
منذ مقتل زعيمه أيمن الظواهري في غارة أمريكية على كابول في أغسطس 2022، والتنظيم يعاني من فقدان القيادة والتشتت العملياتي. ومع تزايد الضربات الاستخباراتية والعسكرية، اضطر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية إلى اللجوء إلى المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان، حيث عزز تحالفاته مع جماعات أخرى لضمان استمراره.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير، فإن التنظيم وسع تعاونه مع حركة طالبان باكستان، التي نفذ معها عمليات مشتركة تحت راية حركة الجهاد الباكستانية، مما يعكس نمطًا متزايدا من الاندماج بين الحركات الإرهابية الإقليمية.
دور القاعدة في العمليات الإرهابية الإقليمية
بحسب تقارير أمنية منشورة فإن كبار قادة القاعدة أقروا تقديم دعم مباشر لحركة طالبان باكستان، بما في ذلك تدريب 15 قائدا للمشاركة في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. كما وفر التنظيم مقاتلين لدعم عمليات الحركة، لا سيما في هجوم تشيترال في سبتمبر 2023.
وفي خطوة تكتيكية أخرى، أمرت قيادة القاعدة في يوليو 2023 بالتخلي عن المركبات الخاصة بها لصالح طالبان باكستان، في محاولة للتهرب من الاستهداف الأمريكي.
محاولات الاندماج ومحدودية التأثير
شهدت السنوات الأخيرة اندماج عدة جماعات إرهابية باكستانية مرتبطة بالقاعدة داخل حركة طالبان باكستان، من أبرزها جماعة أمجد فاروقي في محاولة لتعزيز النفوذ في مواجهة تراجع القدرات اللوجستية للقاعدة.
لكن رغم هذه المحاولات، لا تزال قدرة القاعدة على شن عمليات مستقلة محدودة، حيث تعاني من فقدان الموارد البشرية والمالية، بجانب الاستهداف المستمر من قبل الأجهزة الأمنية.
تراجع النفوذ: هل انتهت القاعدة؟
يؤكد المراقبون والخبراء أن مقتل الظواهري لم يكن مجرد ضربة رمزية، بل أدى إلى انحسار نفوذ التنظيم في المنطقة بشكل واضح. فبخلاف الخسائر القيادية، فإن الاستهداف المستمر لعناصره، مثل اعتقال القيادي البارز أمين الحق في 2024، قلل من قدرته على إعادة التموضع.
وفيما تحاول القاعدة الحفاظ على وجودها عبر دعم الجماعات الإرهابية الإقليمية، فإن استراتيجيتها باتت دفاعية أكثر منها هجومية، ما يعكس حجم التراجع الذي أصاب التنظيم مقارنة بسنواته السابقة.
في النهاية يمكننا القول أن القاعدة في جنوب آسيا تعيش مرحلة حرجة، حيث تتحول من لاعب رئيسي في المشهد الإرهابي إلى مجرد داعم لجماعات أخرى. ورغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على نفوذها عبر التحالفات، فإن مستقبلها يظل مرهونا بقدرتها على التكيف مع الضغوط الأمنية المتزايدة، والتي تجعل من استمرارها تحديًا صعبًا في ظل البيئة الأمنية المشددة.