أصحاب السبت.. طاحونة تدور بقضايا اجتماعية تملؤها التناقضات
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
احتشد الجمهور بمسرح العرفان لحضور العرض المسرحي "أصحاب السبت" الذي قدمته فرقة السلطنة للثقافة والفن. وتدور أحداث العرض حول "خلدون"، مالك الطاحونة، يواجه ضغوطا اقتصادية واجتماعية من العمال والسلطات التي تستغله وتستنزف موارده دون مراعاة.
تظهر المسرحية كيف يتعرض "خلدون" لضغوط وتهديدات من العمال الذين يعانون من عدم تلقي أجورهم ومن السلطات التي تفرض الضرائب عليه دون مراعاة لظروفه الصعبة، مع التركيز على الصراع الدائم بين البقاء على قيد الحياة ومواجهة الجشع والفساد في المجتمع.
وجاءت تسمية العمل بـ "أصحاب السبت"، على ما يقوم به جابي الضرائب يعقوب، الذي تتجسد فيه القوة والقساوة، باستغلال الضعفاء تحت مسمى العدالة، ويتميز ببرودته وثباته في تحصيل الضرائب كل سبت، ليعكس الصورة الذهنية للواقع المرير الذي يعيشه الفقراء والمظلومون في مجتمع لا يرحم. ومن جهة أخرى يواجه خلدون، صاحب الطاحونة تحديات الظلم الاقتصادي والاجتماعي مع عماله الفقراء، وبالرغم من ثراءه، فإنه يعاني من انهيار مالي وضغوطات الضرائب، مما جعله يضيق على عماله ويتجبر عليهم، حتى ينهار ويتحول إلى مأساة حية بأن يشعل الحريق في نفسه، بعد أن استنفد جميع المحاولات.
العمل من تأليف أسامة بن زايد الشقصي، وإخراج الدكتور مرشد راقي، وشارك في العمل كل من: هشام اليافعي، ومحمد باشعيب، ورامي المشيخي، وأفنان شاهر، ومریم عبد الله، وبدار بيت عون، وعبد العزيز الرزيقي، ومحمد الحمداني، وأيهم البلوشي.
وأقيمت بعد العرض المسرحي جلسة تعقيبية جمعت كل من الكاتب المسرحي هلال البادي، والدكتور يوسف الحمدان، وأدار الجلسة هلال الزيدي.
وأشار هلال البادي إلى التمايز بين النص المسرحي والعرض مبينا أن النص لم يعكس قصة أصحاب السبت كما توقع العديد، رغم الإشارات إلى أسماء ومما أشار إليه أن الخشبة كانت تحمل رموزا كثيرة تشير إلى العديد من التأويلات وإلى أن النص يستمد بعض معانيه من آيات قرآنية تذكر القرى الخاطئة التي لم تلتزم بالعهد، أما عن الشخصيات، فتمثل الشر والخير والتناقضات البشرية، وجميعها تتفاعل مع النص بشكل يتطلب تأملا عميقا من الجمهور.
من جانبه أوضح الدكتور يوسف الحمدان أن الجمهور كان متفاعلا بشكل رائع مع العرض الذي تناول قضايا مهمة، وكان المسرح وسيلة قوية لإيصال الأفكار، وبين أن الموضوع الرئيسي كان حول فكرة النفاق الاجتماعي والتناقضات التي يعيشها الأفراد بين المظاهر الخارجية وحقيقتهم الداخلية. كما أكد أن استخدام اللغة في المسرحية يجب أن يكون أكثر عناية ليسهل على الجمهور فهم الرسالة المباشرة، كما أن النص كان يفتح المجال لتفسيرات مختلفة حسب زوايا الرؤية. منوها أن النص المسرحي كان شديد التناص، مضيفا بأن الصراع الدرامي في العرض كان مكثفا، وتداخلت فيه العديد من الأفكار الفلسفية والدينية والاجتماعية، كما أن الأحداث تتنوع بين الخيال والواقع.
وشارك الحضور في النقاشات التعقيبية للجلسة، وشهد تفاعلا من الممثلين والضيوف والمختصين، وناقش عبد الله ملك الأداء المبهر في الرقص، وتحدث عبد الله التركماني عن جمالية استغلال كافة المساحات لصالح العرض، ونوه المخرج أحمد العويني بالانضباط لدى الشخصيات.
وأشاد عقيل الماجد بالموسيقى التي كانت تعبيرية عن الحالات المتقلبة بالعرض، وأوضحت شيماء سبت أن مخارج الحروف وأصوات الممثلين وتجانس العرض كان مبهرا، وأشار خليفة الهاجري إلى تكرار بعض الحوارات، أما أحمد معروف فتناول التقنيات المستخدمة في العرض.
من جانبه أعرب المؤلف أسامة زايد عن امتنانه العميق للجمهور، مؤكدا أن المسرح يمثل حركة إنسانية تتيح التعبير عن الأمور التي لا يمكن قولها في الحياة اليومية. أما المخرج رشاد راقي فأكد على أهمية المهرجان، وأشاد بفريق العمل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أصحاب السبت
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى يحتفل باليوم العالمي للغة برايل ضمن دعمه لأصحاب الهمم
يحتفل العالم في الرابع من يناير باليوم العالمي للغة برايل، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى ميلاد مبتكر هذه اللغة، الفرنسي لويس برايل، وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا في نوفمبر 2018، ضمن مساعيها لتعزيز الوعي بدور لغة برايل في تمكين المكفوفين وضمان حقهم في الوصول إلى المعرفة والقراءة، حيث يهدف هذا اليوم إلى دعم استخدام لغة برايل وتمكين المكفوفين من فرص التعليم والعمل، داعيًا المجتمع لدعم توفير الكتب والموارد بلغة برايل لفتح آفاق جديدة لهم.
الأزهر للفتوى يحتفل باليوم العالمي للغة برايل
ويحتفي مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بتلك الناسبة ويؤكد على أن الإنسان يستطيع الوصول إلى أهدافه إذا امتلك همة قوية وعزيمة صلبة، واستطاع تجاوز عقبات نفسه من تواكل وكسل وتسويف. وذكر المركز أن القوة في الإسلام ليست مقتصرة على الصّرعة والنِّزال، بل هي القدرة على غلبة النفس والتحكم في الهوى، حيث قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» (رواه البخاري ومسلم).
وأشار المركز في بيان له على موقعه الرسمي إلى أن تحقيق الغايات العظيمة يتطلب التضحية براحة البدن والذهن، والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف، مهما كانت الصعوبات والتحديات.
لغة برايل وسيلة تحدي وإنجازوأوضح المركز أن «لغة برايل» تمثل نموذجًا حيًا لإرادة أصحاب الهمم، فهي شعاع نور العلم وأداة تحصيل المعرفة التي مكنت كثيرًا منهم من مغالبة التحديات والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.
وأضاف أن أصحاب الهمم الذين يستخدمون هذه اللغة يقدمون للعالم دروسًا عظيمة في التفاني والإصرار، فهم مثال حي على أن الإرادة القوية قادرة على تجاوز أي عقبة.
دعم الأزهر لأصحاب الهممأكد المركز دعمه الكامل لمستخدمي لغة برايل من أصحاب الهمم، مشيدًا بقدراتهم الفائقة التي تسهم في بناء المجتمعات. كما دعا الجميع إلى تعزيز التكاتف والتعاون معهم لتحقيق المزيد من الإنجازات، وفتح المجال أمامهم للتفوق والإبداع في شتى المجالات.
وختم الأزهر بيانه بالدعاء لهم بمزيد من التوفيق والسداد، مؤكدًا أن الإسلام يُعلي من قيمة العمل والجهد، ويعتبر أصحاب الهمم قدوة في السعي لتحقيق الأهداف.
والجدير بالذكر أن ابتكار لغة برايل وقع في القرن التاسع عشر على يد لويس برايل، والذي جعلها تعتمد على ست نقاط بارزة لتمثيل الحروف والأرقام، مما ساعد المكفوفين على القراءة والكتابة باللمس. رغم أن الطريقة نُشرت عام 1839، إلا أنها اعتمدت رسميًا بعد وفاته بـ14 عامًا في فرنسا، وأصبحت لغة برايل أداة أساسية للمكفوفين حول العالم، حيث ساعدتهم في الوصول إلى التعليم والعمل، مما عزز استقلالهم واندماجهم في المجتمع.