مشهد محرم آثم.. "الأزهر للفتوى الإليكترونية" يحسم الجدل حول سماع القرآن بالموسيقى
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، اليوم الخميس، إن القرآن الكريم هو معجزة سيدنا رسول الله ﷺ الخالدة، ولا يليق بجلاله وكماله أن تصاحب كلماتِه الموسيقى في مشهد مُحرَّم آثِم، وتعمّدُ إثارة الجَدَل بانتهاك حُرمَة المُقدَّسات الدِّينيَّة؛ بحثًا عن الشُّهرة، وزيادة المُشاهدات، أمر مُحرم شرعًا وجريمة منكرة يعاقب عليها القانون؛ وتأباه الفطرة السليمة، وتَحْرُم كذلك مشاهدته والترويج له؛ فضلًا عن إثارة للفِتن في المُجتمع.
وتابع، أن القرآنُ الكريم هو مُعجزة سيدنا رسول الله ﷺ الخالدة، ضربَ الله فيه للنَّاس مِن كُلِّ مَثَل، وجعله تبيانًا لكلِّ شيء، وحَوَاهُ من علوم السِّير، وأسرارِ الخَلْقِ، وأحكام الشَّرع، ودقائقِ صُنْع الكون، وأنباءِ الآخرة والغيب، والمواعظِ، والحِكَمِ، ومحاسنِ الأخلاقِ والشِّيم ما لم يشتمل عليه كتاب، أو يُحِطْ به من الخلق أحدٌ.
وأكد الأزهر العالني للفتوى الإليكترونية، أن كلام الله سُبحانه ليس ككلامِ غيره، ولا يتجلَّى إِعجازُه في إحَاطة عُلومه فحسب؛ بل في بديعِ نظمه، وأناقة لفظه، وتجانُسِ سَرْده، وروعة ائتلافِه، وجمال تركيبٍه، وحُسْنِ التخلُّص فيه من قصة لأخرى، وسلاسة الخُروج من بابٍ إلى غيره، وانقسام السُّورة الواحدة منه إلى أمرٍ ونهي، وخبر واستخبار، ووعْدٍ ووعيدٍ، وإثباتِ نبوَّةٍ وتوحيدٍ، وترغيبٍ وترهيبٍ دونَ خللٍ أو مللٍ أو اضْطِراب، وغيره مِنْ الكلام إذا اعتراه مثلُ هذا لانَتْ قُوَّتُه، وضَعُفَتْ جزالَتُه، وانطفأَ التِمَاعُه؛ ولكنَّه القرآن الكريم.
وأكمل، أن اللهُ سبحانه القرآنَ الكريم أودع الإعجازَ والإحاطةَ؛ ليكونَ للأُمَمِ كتابَ هدايةٍ ورحمةٍ، وعلمٍ وعملٍ، وتدبُّر، وحضارة، ما بقيت الدنيا، ولا يليقُ بهذه الغايات العُظمى أن يصرف بعضُ اللَّاهِين الناسَ عنه بلَهوٍ أو عَبَثٍ، ولا أن ينالوا من مهابته وعظمته في نفوسهم، أو يُهدروا آداب تلاوته، فلا يناسب جَلال القُرآن ولا قدسيَّته أن تصاحبَ كلماتِه الموسيقى، أو أن يطغى اللّحن والنَّغم على معنى الآية وأحكام تلاوتها، وهي أفعال مُحرَّمة يأثم فاعلها، ويزداد جُرمها إن قصَد فاعلها الاستهزاء بآيات الله سبحانه.
وتحسين الصَّوتِ بالقرآن الكريم من مُستحبَّات تلاوته، التي يستعين بها المُسلِم على تدبُّر معانيه، والتَّأثُّر بآياته، فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» [أخرجه البخاري]، وقال أيضًا: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ». [أخرجه أبو داود]
واستطرد، أن للقرآنِ على كلِّ مُسلم حقوقٌ كثيرة، منها التَّصديق به، والتَّحاكم إليه، وتدبّره، والعمل بما فيه، وتمثُّل أوامره، واجتناب نواهيه، وحفظه وتعظيمه، إجلاله وتكريمه، وتوقيره وتنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به، والقِيام بحقِّ تلاوته من تجويد حُروفِه ومعرفة وقُوفه.
وأردف المركز، أن تعمّد إثارة الجَدَل بانتهاك حُرمَة المُقدَّسات الدِّينية؛ بحثًا عن الشُّهرة، وزيادة المُشاهدات؛أمر مُحرم شرعًا وكذلك مشاهدته والترويج له؛ قال الله تعالى:"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ" النساء ١٤٠، وقال جلّ جلاله:"وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ " الأنعام ٦٨
كما أنّ هذا الفعل جريمة منكرة يعاقب عليها القانون؛ وتأباه الفطرة السليمة؛ واعتداء على حقِّ كلام المولى سبحانه في التقديس والتوقير، وإيذاء لمشاعر المُسلمين، وإثارةٌ للفتن في المجتمعات، في وقتٍ تدعم الدَّولة المصرية بمؤسساتها استقرارَ المُجتمع وسلامه الوطنيّ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القرآن القرآن بالموسيقى موسيقى القرآن
إقرأ أيضاً:
آيات الشفاء من الحسد والأمراض.. علاج من القرآن الكريم لكل مبتلى
الإنسان بطبيعته يلجأ إلى الله عز وجل في أوقات الشدة والمحن، يبحث عن الأمل والراحة في ظل ألمه ومعاناته. وفي الدين الإسلامي، نجد أن القرآن الكريم يمثل الملاذ الأول لكل مسلم يعاني من الحسد أو الأمراض المستعصية.
فقد وصف الله عز وجل كتابه الكريم بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين. وفي هذا التقرير، نستعرض بالتفصيل آيات الشفاء من الحسد والأمراض المستعصية كما وردت في القرآن الكريم وأقوال العلماء.
أهمية قراءة القرآن بنية الاستشفاء
أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن بنية قضاء الحوائج والاستشفاء أمر مشروع ومحبب، مشيرة إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾.
كما استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» (رواه مسلم).
آيات الشفاء من الحسد والأمراض المستعصية
القرآن الكريم يحتوي على آيات مخصوصة تُقرأ بنية العلاج من الحسد أو الأمراض، حيث ذكرت دار الإفتاء المصرية بعض هذه الآيات، ومن بينها:
1. سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن الكريم، ولها فضل كبير في الشفاء. نص السورة:
(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7).
دار الإفتاء نصحت بقراءتها يوميًا بنية الشفاء.
2. آية الكرسي:
قال النبي صلى الله عليه وسلم عن آية الكرسي: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» فأجاب: «الله لا إله إلا هو الحي القيوم».
نص الآية:
«اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...» (البقرة: 255).
3. خواتيم سورة البقرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا الآيتين من آخر سورة البقرة فإنهما كافيتان». النص:
«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ...» (البقرة: 285-286).
4. سورة الإخلاص والمعوذتين:
تعتبر هذه السور حصنًا منيعًا للمسلم. نص سورة الإخلاص:
«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)...»
أما المعوذتين:
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...» (الفلق).
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...» (الناس).
آيات الشفاء من الأمراض المستعصية
1. سورة الشعراء الآية 80:
«وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ».
هذه الآية تحمل وعد الله بالشفاء.
2. سورة الإسراء الآية 82:
«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ...».
3. سورة النحل الآية 69:
«يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ...».
أحاديث وآثار عن فضل قراءة القرآن للاستشفاء
استشهدت دار الإفتاء بروايات عديدة تؤكد فضل القرآن، مثل ما رواه العلماء عن سيدنا جبريل عليه السلام، حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «أُوتِيتَ نُورَيْنِ، فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ».
كما نقلت عن ابن مفلح الحنبلي قوله: "شكت امرأة وحشتها، فنصحها بكتابة سورة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي".
كيفية قراءة الآيات بنية الشفاء
لتحقيق أفضل النتائج، ينصح العلماء بالتالي:
1. الوضوء قبل القراءة.
2. استحضار النية الخالصة لله.
3. قراءة الآيات على ماء للشرب أو زيت للدهان.
4. المداومة اليومية.
القرآن الكريم هو النور الذي يهدي قلوب المؤمنين ويشفي صدورهم. قراءة آياته بنية الشفاء والطمأنينة تعد من أعظم الوسائل التي يثبت بها المسلم إيمانه ويطلب من الله الشفاء والتيسير.