إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أفادت ثلاثة مصادر غربية وإقليمية، إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو، وتؤكد المصادر أن إتمام الصفقة مرتبط بتزويد الغرب لأوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.
وقالت مصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم "بي-800 أونيكس"، والتي قال خبراء إنها ستسمح للجماعة المسلحة بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.
ونقل موقع ميدل ايست عن صحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا تدرس إرسال الصواريخ. ولم تتحدث التقارير الصحفية عن الوساطة الإيرانية من قبل.
وشنت جماعة الحوثي هجمات عديدة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في مسارات الشحن المهمة في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني دعما للفلسطينيين في الحرب التي تخوضها إسرائيل بقطاع غزة.
صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا
وتسببت هذه الهجمات في غرق سفينتين على الأقل والاستيلاء على ثالثة، مما عطل التجارة البحرية العالمية من خلال إجبار شركات الشحن على تحويل مسار السفن، وفقا لمصادر في القطاع. ورفع ذلك تكاليف التأمين على السفن التي تبحر في البحر الأحمر.
وردا على ذلك، ضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع للحوثيين لكن الضربات لم تفلح في وقف هجمات الجماعة. وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات، إن الحوثيين والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام، وإن المحادثات جارية لتوفير العشرات من الصواريخ، التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة.
وسبق أن زودت روسيا حزب الله اللبناني المتحالفة مع إيران بصواريخ "ياخونت". وقال أحد المصادر، إن المحادثات بدأت في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار.
وبحسب مصدر مخابرات غربي فإن "روسيا تتفاوض مع الحوثيين بشأن نقل صواريخ ياخونت الفرط صوتية المضادة للسفن... الإيرانيون يتوسطون في المحادثات لكنهم لا يريدون أن يوقعوا عليها".
وقال محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي "لا علم لدينا بما ذكرتم". بينما رفض مسؤول أميركي كبير تسمية الأنظمة المحددة التي يمكن نقلها، لكنه أكد أن روسيا كانت تناقش تزويد الحوثيين بالصواريخ، ووصف هذا التطور بأنه "مقلق للغاية".
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن "تقوض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع".
وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق، من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وتحدثت ثلاثة مصادر إن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.
وقال المسؤول الأميركي الكبير، إن المحادثات بين روسيا والحوثيين "تبدو مرتبطة بموقفنا في أوكرانيا وما نحن على استعداد أو غير مستعدين للقيام به"، فيما يتعلق بطلبات كييف برفع القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة بعيدة المدى التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو/حزيران من أن موسكو قد ترسل أسلحة متقدمة بعيدة المدى، مماثلة لتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا، إلى خصوم الغرب في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت مما يجعل اعتراضه صعبا.
وقال فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه "تغيير قواعد اللعبة" بالنسبة للأمن الإقليمي.
وأضاف "قدرة بي-800 أكثر بكثير من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن". وتابع إن هذه الصواريخ لا يمكن فقط أن يطلقها الحوثيون على السفن الحربية الأميركية والبريطانية وغيرها من السفن التي تحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من الهجمات التي تشنها الجماعة بالطائرات المسيرة والصواريخ، بل يمكن استخدامها كأسلحة هجومية برية قد تعتبرها السعودية تهديدا.
وذكر المسؤول الأميركي الكبير أن وفدا من المسؤولين الأميركيين ناقش مع نظراء سعوديين المفاوضات بين روسيا والحوثيين خلال زيارة إلى السعودية في الصيف، وأن واشنطن أثارت القضية مع موسكو.
وقالت ثلاثة مصادر لرويترز، إن المسؤولين السعوديين أطلعوا الروس على مخاوفهم مباشرة. وصرح هينز إن روسيا ستحتاج إلى المساعدة في جوانب فنية لتسليم الصواريخ، بما في ذلك كيفية نقلها وتشغيلها دون أن تكتشف الولايات المتحدة الأسلحة وتدمرها. كما سيحتاج الحوثيون إلى التدريب على النظام.
وحذر المسؤول الأميركي الكبير من تداعيات وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة. وقال "السعوديون منزعجون. ونحن منزعجون، والشركاء الإقليميون الآخرون منزعجون. يتسبب الحوثيون بالفعل في الكثير من الأضرار في البحر الأحمر، وهذا سيتيح لهم فعل المزيد
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ترامب يزعم: توصلنا إلى 200 صفقة بشأن الرسوم الجمركية ورئيس الصين اتصل بي
(CNN)-- ادعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية، الجمعة، أنه توصل إلى "200 صفقة" بعد تعليق الرسوم الجمركية التبادلية الجديدة على دول، والتي لم يعلن عن أي منها.
وقال ترامب، وفقا لنص المقابلة التي أُجريت، الثلاثاء: "أنا أتعامل مع جميع الشركات، ودول صديقة للغاية. نجتمع مع الصين. نتعامل بشكل جيد مع الجميع. ولكن في نهاية المطاف، لقد أبرمت جميع الصفقات".
وردا على سؤال عن الموعد الذي سيعلن فيه عن هذه الصفقات، قال ترامب: "أبرمت 200 صفقة".
وكانت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة تلقت 18 مقترحا مكتوبا للتوصل إلى شروط تجارية جديدة من دول منذ بداية تعليق ترامب بعض رسومه الجمركية.
وعندما ضغطت عليه مجلة "تايم" عن إمكانية التوصل إلى "200 صفقة"، قال ترامب: "100%"، لكنه رفض الكشف عن هوية الدول التي توصل معها لاتفاقات. وقال ترامب: "لأن الصفقة هي صفقة أختارها بنفسي. أنظر إليها بشكل مختلف: نحن متجر كبير، ونحن من يضع السعر. أجتمع مع الشركات، ثم أحدد سعرا عادلا، ما أعتبره سعرا عادلا، ويمكنهم دفعه أو لا ينبغي عليهم دفعه. ليسوا ملزمين بالاستثمار في الولايات المتحدة، لكنني أفرض رسوما جمركية على الدول".
وردا على سؤال حول سبب عدم إعلانه عن الصفقات التي تم التوصل إليها ، قال ترامب: "أود القول إنه سيتم خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، وقد انتهينا بالمناسبة".
وأضاف: "سننتهي من الأمر، والآن، قد تعود بعض الدول وتطلب إجراء تعديل، وسأنظر في ذلك، لكنني سأكون مستعدا. نحن متجر كبير، أكبر متجر عملاق في التاريخ. الجميع يريدون أن يأتوا ويأخذوا منا".
كما زعم ترامب أن الرئيس الصيني، شي جينبينغ أجرى اتصالا به، قائلا: "لقد اتصل. ولا أعتقد أن ذلك يمثل علامة ضعف منه". ولم يقدم ترامب تفاصيل محددة عن الاتصال أو موعد إجرائه.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت للصحفيين، الأربعاء، إنه لم تبدأ المفاوضات الرسمية بين الصين والولايات المتحدة بعد. وأضاف بيسنت أن أكثر من 100 دولة تواصلت مع فريق ترامب للتفاوض بشأن صفقات.
وفي اليوم نفسه، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن هناك محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة والصين "كل يوم".
وبحسب ما ذكرته شبكة CNN في وقت سابق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، أن الصين والولايات المتحدة لا تجريان أي محادثات.
وقال قوه جيا كون، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في بكين: "بالأمس، أجبت أنا وزميلي من وزارة التجارة بوضوح على هذا السؤال. لم تكن هناك أي مفاوضات بين الصين والولايات المتحدة بشأن قضية الرسوم الجمركية".
ورفض التعليق عندما سألته شبكة CNN عما إذا كان قد تحدث إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ فرض الرسوم الجمركية على بكين.
وقال ترامب ردا على سؤال من ألينا ترين من شبكة CNN: "لا أريد التعليق على ذلك، لكنني تحدثت إليه مرات عديدة".
وردا على سؤال منفصل حول ما إذا كان قد تحدث إلى شي، قال ترامب بشكل عام إنه تحدث إلى شي "مرات عديدة"، دون توضيح متى تم ذلك.