النزاهة: استقدام مدير فرع توزيع كهرباء الأنبار السابق وستة موظفين فيها
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة صدور أوامر استقدام بحقِّ مدير فرع توزيع الكهرباء في مركز الأنبار السابق وستة مُوظَّفين فيها؛ على خلفيَّة صرف أكثر من نصف مليار دينار بموجب معاملاتٍ صرفٍ مُزوَّرةٍ.
دائرة التحقيقات في الهيئة، وفي معرض حديثها عن تفاصيل القضيَّة التي حققت فيها الهيئة وأحالتها إلى القضاء، أفادت بأنَّ فريقاً ميدانياً من مكتب تحقيق الهيئة في محافظة الأنبار انتقل إلى فرع توزيع كهرباء مركز الأنبار وأثناء التدقيق لاحظ وجود معاملاتٍ تتعلَّق بصيانة الشبكة الكهربائيَّة يشوبها التزوير، موضحةً أنَّ الأوامر الإداريَّة الخاصَّة بتأليف لجان التنفيذ والاستلام تحمل أرقام صادر غير حقيقيَّةٍ.
وأردفت الدائرة مُبيّنةً أنَّ عمليَّات المُتابعة والتحرّي التي شملت المخزن التابع للمُديريَّة، بيَّـنت أنَّ مستندات الصرف الخاصَّة بالمواد العائدة للسلف غير واردةٍ إليهم ولم يتم إخراج هذه المواد من المخازن،لافتةً إلى أنَّ رؤساء وأعضاء لجان التنفيذ والاستلام أنكروا علمهم بهذه السلف، وأكدوا عدم قيامهم بتنفيذ واستلام هذه المشاريع، التي تمَّ صرف مبلغ قدره (٦٢٥،٧٧٨،٧٤٣) مليون دينار مقابل العمل على إنجازها.
ونوَّهت بتنظيم محضر أصولي بالعمليَّة وعرضه بصحبة المضبوطات على قاضي التحقيق المُختصّ، الذي قرَّر استقدام مدير الدائرة السابق، و(6) مُوظَّفين فيها أحدهم مسؤول الشؤون الماليَّة سابقاً، وذلك استناداً إلى أحكام المادة (٣٤٠) من قانون العقوبات.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
حيدر المكاشفي
من كوارث تاريخنا السياسي ما بعد الاستقلال وحتى يوم الحرب اللعينة هذا، تلك الدائرة الخبيثة التي أفرزها الأداء السياسي المعطوب والتناحرات الجهوية، التي كانت تتسبب في تقويض عملية الانتقال الديمقراطي، مفسحة بذلك المجال لتدخل القوات المسلحة (الجيش) في الشأن السياسي، بالا ستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري مسنود بظهير سياسي حزبي، وهكذا نشأت ما اصطلح على تسميته ب (الدائرة الخبيثة) في الادبيات السياسية، ووفقا لتاريخ الحكم الوطني بعد الاستقلال، بدأت الدائرة الخبيثة بقيام نظام حكم برلماني ديمقراطي (حكومة الازهري الاولى 1954_1956)، أعقبها نظام حكم عسكري (انقلاب عبود)، ثم ثورة شعبية أطاحت بالحكم الانقلابي وتشكيل حكومة انتقالية (ثورة أكتوبر 1964)، ثم نظام برلماني ديمقراطي، ثم انقلاب نميري، فانتفاضة شعبية اطاحت بالحكم الانقلابي (انتفاضة أبريل 1985)، ثم حكم ديمقراطي برلماني (حكومة الصادق ما بعد انتفاضة أبريل)، ثم انقلاب الاسلامويون العسكري في (1989)، ثم ثورة ديسمبر الباسلة وتكوين حكومة مدنية لانجاز التحول المدني الديمقراطي، ليقطع عليها الطريق انقلاب البرهان حميدتي في أكتوبر 2021، وصولا الى محطة الحرب الحالية، وهكذا دواليك استمرت الدوامة والدوران داخل الدائرة الخبيثة، وما تزال البلاد تدور في هذه الدائرة المغلقة ولم تعرف بعد طريق الخروج منها، كلما وضعت رجلا على عتبة الخروج زلت وانزلقت مرة أخرى وعادت الى منتصف الدائرة، لتبدأ دورة جديدة من نوع اخر
حرب ثم أزمة فضائقة وبالعكس، ضائقة ثم أزمة فحرب، مثلها مثل البصات السفرية التي تقضي عمرها الافتراضي جيئة وذهابا بين محطتين، هذا اذا لم يقض عليها حادث قبل أن تهلك بفعل الزمن والاهلاك، لقد أرهقتنا هذه البلايا وأثخنت بلادنا بالجروح والندوب، ولكن رغم ذلك لن نقطع العشم ونظل نتمسك ولو بخيط أمل واه، ولن نقنط أبدا من رحمة الله، فلا بد أن تنتهي يوما كل الحروب ونحلحل كل الأزمات ونعبر الضوائق وينطلق المارد من قمقمه، فكلنا نعرف ونشهد أن بلادنا بما تحوز من خيرات ونعم دفينة وظاهرة، تملك كل مقومات الانطلاق والريادة لتحتل مكانها بين الأقوياء من الدول الناهضة بل والمتقدمة، فقط لو أن أهلها أحالوا ما علموه عنها الى برامج عمل، ولكن قبل ذلك عليهم أن يعرفوا قدرهم وقدر بلادهم، فيترفعوا عن الصغائر ويقبلوا بقلب رجل واحد على المهام الكبيرة، وهذا لن يتأتى الا اذا تساموا على حظوظ النفس الشخصية والذات الحزبية، والتقى الجميع على صعيد واحد، أما بغير ذلك فأبشر بطول سلامة يا فقر وبيضي وأفرخي يا حروب ومدي رجليك يا أزمات..
إن أي متأمل في حال البلاد منذ نيلها الاستقلال وإلى اليوم، لن يجدها إلا على حالها السيء وبؤسها المقيم، بل يجده مع هذه الحرب المدمرة المهلكة قد تدحرج إلى الأسوأ، وكأن قدر أهلها المسطور أن يعيشوا تاريخا دائريا حلزونيا لا مخرج منه، وهل يحتاج أحدكم إلى دليل يرشده إلى هذه الدائرة المفرغة التي ظلت البلاد تدور فيها كما يدور جمل العصّارة وهو مغمض العينين عكس عقارب الساعة، ويتأرجح بينها كما يتأرجح بندول الساعة مع الفارق، من حيث إن دوران الجمل وما يصاحبه من (عصر) له منتوج مفيد، وتأرجح البندول يحرّك الزمن إلى الأمام، بينما دوران بلادنا على نفسها لا يورثها غير إعادة إنتاج مشاكلها وأزماتها، وتأرجحها بين همومها وقضاياها يجذبها إلى الخلف ويدحرجها إلى الأسفل على عكس حركة التاريخ والحراك الإيجابي للمجتمعات، ولا أدل على ذلك من بعض أزماتنا المتخلفة التي ما نزال نرزح تحتها رغم أنها أصبحت عند كثير من الأمم والشعوب القريبة منا والشبيهة بنا من ذكريات الماضي الأليمة، فمشاكلنا ظلت هي هي، وأزماتنا هي هي، وخلافاتنا هي هي، وخيباتنا هي هي، منذ بداية تأسيس الدولة الوطنية وإلى يوم الناس هذا، ظلت مشكلة الكهرباء والمياه هي ذاتها، والمواصلات والوقود والغاز هي نفسها على مر العقود..فمتى يا الهي الخروج من هذا التاريخ الدائري..
الوسومالاستقلال الانقلابات التاريخ السياسي الدائرة الخبيثة حيدر المكاشفي