مخاوف داخل جيش الاحتلال من انتفاضة ثالثة بسبب المستوطنين المتطرفين
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تتواصل أصداء الهجوم الذي شنه المستوطنون اليهود المتطرفون على عدد من كبار قادة الجيش والشاباك، وردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة عليهم، متهمين الوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش بأنهم يشجعان أعمال الميليشيات المسلحة من المستوطنين.
واعتبروا أن الهجوم على قادة الجهاز الأمني خطير جدا، ما يعني أن الانتفاضة الثالثة التي يفترض أن تأتي من أصحابها الفلسطينيين، ستأتي بسبب ممارسات هؤلاء المستوطنين اليهود هذه المرة.
وأكد الجنرال غيرشون هكوهين خلال مقابلة نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21" أن "الحديث يدور عن فتيان التلال الذين يتم رعايتهم من قبل عتاة المستوطنين، وليس من الواضح عددهم بعد، رغم أنهم قد لا يزيدون عن 120 فقط، ممن يرتدون الكيبا على رؤوسهم".
وأضاف، "أن هؤلاء المتطرفون يحاولون إدخال الجيش في قلب الفتنة السياسية التي تجتاح الدولة، رغم أنهم يعيشون تحت رعايته كل يوم، ومع ذلك فإن ما يقومون به عمل خطير للغاية يلحق ضررا جسيما بالدولة، ويستدعي ردعهم، خصوصا أن ما يحصل ليس جيدا للصهيونية".
من جانبه حذر الجنرال تامير هايمان الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية، من انتقاد قادة الجهاز الأمني، لأنه يجعل الاسرائيليين يسيرون على شفا الفوضى، ومن الضروري إزالة هذا التهديد.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، "في ضوء معاناة رؤساء الأجهزة الأمنية من موجة انتقادات مهينة، لا أعرف ما إذا كانت هذه سلسلة تصريحات مؤسفة أم استراتيجية متعمدة للسير على حافة الفوضى، لأن هذه الطريقة سوف تنتج فقدان التوازن الأمني المهتز والمشين الذي نحن فيه في مواجهة الوضع الداخلي المستقطب والساخن".
وأوضح، "أننا لسنا على دراية بنقطة اللاعودة التي نحن بصددها، خاصة إذا واصلنا الإساءة للأجهزة الأمنية لأنها ستكون ضعيفة، وتعيش حالة من الإهمال والنقص والشعبوية، بالإضافة لاهتزاز ثقة المجتمع بالجيش، وتقسيم نصف المجتمع ضد الأجهزة العسكرية والأمنية".
وتابع، "في كلتا الحالتين تتعرض الأجهزة الأمنية لضربات شديدة في الواقع الأمني، لأنه عندما تضعف، فإننا جميعًا سنخسر، لأنه بعد إدخال الاستقطاب السياسي في الوحدات العسكرية والأمنية، فإننا ندق إسفينًا بينهم".
بدوره نقل تال ليف رام محرر الشئون العسكرية بصحيفة معاريف، عن مسئولين كبارا في الجيش قولهم، "إنه في القرارات المتعلقة بالضفة، فإن نتنياهو يعطي دعمه لسموتريتش، ما يجعلها القطاع الأكثر توترا حاليا أكثر من القطاع الشمالي أمام حزب الله، كما أن هناك انزعاج من اتجاهات العنف والإرهاب المتزايد من قبل المتطرفين اليهود".
وتابعوا ، "أن المؤسسة الأمنية أقرت بحدوث تغيير جوهري في الأشهر الماضية في التعامل مع المستوى السياسي، خاصة في توزيع الصلاحيات داخل الحكومة بين الوزيرين يوآف غالانت وبيتسلئيل سموتريتش، مما يصعب العمل على القوات في الميدان".
وأضاف رام في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في بعض الأحيان يكون هناك تضارب في المصالح بين اعتبارات غالانت الأمنية، واعتبارات الاستيطان التي يمثلها سموتريتش، الذي زاد تأثيره بشكل كبير، لأنه منذ الأزمة في العلاقة بين غالانت ونتنياهو على خلفية الانقلاب القضائي حدث تغيير جوهري، حيث انعكس الصراع على الصلاحيات في الضفة، وغالبا ما أخذ موقف سموتريتش زمام المبادرة على حساب المؤسسة الأمنية".
في ذات الوقت شارك قرابة 250 من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين السابقين بمؤتمر نيابة عن "الحركة من أجل جودة الحكم"، واتهموا الحكومة بالإضرار بالجيش، لأنها تعمل كعصابة مافيا، معتبرين أن تمرير الانقلاب القانوني يتسبب بأضرار لجنود الجيش، وللأمن القومي.
وأكد الجنرال دان هارئيل نائب رئيس الأركان والمدير العام السابق لوزارة الحرب، في تقرير نشرته صحيفة معاريف، "أن الحكومة تتخلى عن الجنود في المحاكم الدولية، ومنها محكمة الجنايات في لاهاي، بمن فيهم عناصر الجيش والشاباك والموساد والشرطة لارتكاب جرائم حرب، لأن القبة الحديدية الوحيدة التي كانت لدينا هي المحكمة العليا المستهدفة اليوم من الانقلاب القانوني".
بدوره ذكر الرئيس السابق للموساد تامير باردو ذكر في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الحكومة تخلت تماما عن هؤلاء الجنود، بحيث يمكن محاكمة أي جندي في أي مكان، ولا توجد سابقة كهذه في أي حكومة في العالم، لأن الحكومة تعمل أمام المحكمة العليا كعصابة مافيا".
وتابع، "سيخجل كل إسرائيلي مما فعلته هذه الحكومة في الأسابيع الماضية، لأنها تمارس ابتزازا عن طريق التهديد لدفع المحكمة إلى وضع لا يمكنها فيه قبول الالتماسات التي تأتي لإنقاذ الدولة".
في ذات السياق أكد الجنرال شلومو أهرونشكي مفوض الشرطة السابق، "بمجرد أن يقرر رئيس الوزراء وحكومته الوهمية أنهم لن يطيعوا القانون، فهم يدخلون الدولة في حالة من الفوضى، لكن الحكومة اليوم أدخلت الدولة في أسوأ فترة منذ 75 عاما، فلدينا وزير الأمن القومي ابن غفير، مجرم مدان، يقوم بحل الشرطة، ويتدخل في التحقيقات، ويخلق ميليشيات بدلا من قوة شرطة واحدة".
بدوره. ذكر كرمي غيلون الرئيس السابق للشاباك أن "أيلول/ سبتمبر القادم هو سبتمبر الأسود، شهر سيجد فيه جميع القادة والضباط الذين يعملون تحت قيادتهم أنفسهم في مأزق بشأن ما إذا كانوا يلتزمون بالقانون، أو لتعليمات الحكومة الحالية".
تكشف المخاوف الاسرائيلية المتصاعدة أن نتنياهو ر يمنح دعمه في القرارات المتعلقة بالضفة الغربية لسموتريتش وزير المالية المتطرف، ما يخلق مشاكل وتوترات كبيرة جدا في الميدان، مثل عدم إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، مرورا بدعم المستوطنين المجرمين في تنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المستوطنون الفلسطينيين نتنياهو فلسطين نتنياهو الاحتلال المستوطنون صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
قبل أن أطرح بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش- ربما ليست شاملة-، أود أن أضع استفساراً هنا في المقدمة -وضعته أيضاً كسؤال في هذه الحزمة للتأكيد عليه-، وذلك لأهميته في رأيي وحتى يكون مدخلاً إضافياً لتحفيز الذاكرة مع مرور ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في أواخر أيام شهر رمضان (وافق 3 يونيو 2019)، وذلك لطرح أسئلة والبحث عن إجابات مرتبطة به وهو:
اختلف قادة الجيش والدعم السريع على العديد من القضايا حتى وصلت البلاد للحرب، وخرجا وتبادلا الاتهامات بعد ذلك حتى أن حميدتي لم يتوان في خطاباته العامة عن إفشاء أسرار جلسات الندامى الخاصة وكرر الحديث عن ممارسات شخصية لقادة الجيش!
الحدث الوحيد الذي تفادى الجميع الخوض فيه هو مجزرة فض الاعتصام، حيث لم يجرؤ أحد منهم على الحديث علناً عن دقائق الاجتماعات التي سبقته ومواقف أصدقاء الأمس أعداء اليوم في تلك الاجتماعات، وأدوارهم ومن رفض ومن أيّد الفض، من جاء أرض الاعتصام ومن لم يكن على علم، ومن كذب على قادة القوى المدنية وأنكر معرفته بالمجزرة، أو اعترف وقال حدث ما حدث، في المنصات الإعلامية للعامة أو الاجتماعات المغلقة، وما هو دور وتأثير قيادة الإسلاميين وغيرهم في ذلك الحدث الذي غير وأثّر كثيراً في مستقبل مشروع الانتقال والاتفاق السياسي بل ومستقبل البلاد بعده!
هناك جهات صحفية تؤكد أن لديها شواهد بأن حميدتي مثلاً زار أرض المجزرة في صبيحة فض الاعتصام ووقف على ما جرى بنفسه، فهل لدى قادة الجيش أي شواهد أو أقوال مماثلة؟ وإن وجدت لماذا يصمتون عنها حتى اليوم وهو الذي فضح كل شيئ وسيفعل في كل سانحة؟ ما الذي لا يزال بينهم حتى يخفون أسرار هذا الأمر الجلل ويتفادون كشفه علناً حتى بعد وقوع الحرب؟!
- لماذا تساهل قادة الجيش مع الد.عم السريع وأصروا على أنه جزء لا يتجزأ منهم ومن مشروعيتهم الدستورية التي نالوها منذ الاستقلال كممثل وحيد للقوة الضاربة في البلاد؟
- لماذا أصر قادة الجيش على أن تكون قوات الدعم الس.ريع جزءاً أصيلاً من دور الجيش في التغيير، فأتوا بقائدها في المجلس العسكري ونصبوه نائباً لرئيسه، وأدخلوه كمفاوض رئيسي، بل ووقع عنهم في الاتفاق السياسي مع القوى المدنية، رغم أن الثوار اعتصموا أمام القيادة العامة للجيش لا أي مكان سواها؟
- لماذا أذعن قادة الجيش لقائد الد.عم الس.ريع وضربوا له التعظيم والتحية العسكرية (التي لا يستحقها وفق الأشراط العسكرية)؟
- لماذا شاركه هؤلاء القادة في مؤامرة الانقلاب على الانتقال وهم يعلمون نواياه مسبقاً وكثيراً ما تحدثوا عنه وعن نواياه وأطماعه في السلطة في غرفهم المغلقة وفق إفادة العطا؟
- لماذا تساهل قادة الجيش مع المليشيا حين بدأت تبحث عن دور جديد عبر الاتفاق الإطاري، حسب وصفهم لاحقاً، وحين بدأت إعلان الحرب بالكلام والخطاب التهديدي من مثل ( العمارات دي إلا يسكنوها الكدايس)؟
- لماذا سمح قادة الجيش بوصول قوات الد.عم الس.ريع إلى تخوم قاعدة مروي العسكرية ومحاصرتها دون أن يعترضها أحد، مع أنها انطلقت من معسكر الزرق نحو مساحة مفتوحة يسهل استهدافها فيها، بل على العكس، خرج قائد الجيش في المدرعات معية مدير الاستخبارات يوم 13 أبريل 2023 وتحدث عن محاولات تهدئة رغم تصريحهم بأن هذه القوات خرجت عن السيطرة؟
- لماذا لم يرعو قادة الجيش وسمحوا بتفريخ مليشيات جديدة وتكبير كومها وتوفير الدعم العسكري لها خارج مظلة القوات المسلحة الرسمية، والإفساح لها في الإعلام الرسمي لتزويق وتزيين نفسها وتلميع قادتها وتحضيرهم لأدوار غير عسكرية عبر القيام بأدوار عسكرية؟ ولماذا حدث ذلك رغم التجربة المريرة التي دخلت فيها البلاد بسبب حدوث ذات الأمر مع مليشيات أخرى(الد.عم الس.ريع)
- لماذا وافق قادة الجيش على الاتفاق الإطاري أول أمره ودافعوا عنه، ثم نكثوا بعهدهم في آخره؟
- كانت هناك حالة قطيعة أو شبهة كراهية متبادلة ومنذ وقت مبكر بين بعض قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع، كيف تصرف قادة الجيش مع هذا الفتيل الذي كان قابلاً للاشتعال حينها؟ وهل لذلك صلة أو علاقة باشتعال الحرب؟
- حين قدم رئيس الوزراء الانتقالي مبادرة الطريق إلى الأمام في منتصف العام 2021، لماذا امتنع القادة العسكريين عن دعمها رغم أنها كانت مبادرة- أهم أهدافها- من أجل نزع فتيل الصراع بينهم وبين الد.عم الس.ريع؟ وهل لرفضهم علاقة بغضب حميدتي من مشروع المبادرة التي تحدثت عن مستقبل الد.عم الس.ريع ورفضه لها على هذا الأساس؟
- رغم الصراع الذي ظهرت بوادره منذ وقت باكر ذهب قادة الجيش نحو الانقلاب بالشراكة مع قادة الد.عم الس.ريع وتحالف الكتلة الديمقراطية. كيف كان الانقلاب نقطة تلاقي بين قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع رغم اختلافهم وتزعزع الثقة بينهم والذي كان مشهوداً خلال الشهور التي سبقت الانقلاب؟ ما هي المغريات التي دفعت بهم للانقلاب- خلاف إزاحة المدنيين- وهل كانت هناك أيادٍ خارجية أو أي دواعٍ أخرى جعلتهم يختلفون في كل شيئ ويتفقون فقط على تنفيذ الانقلاب؟
- اختلف قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع على أشياء كثيرة حتى وصلوا للحرب، لكنهم وحتى يوم الناس هذا لم يخرجوا ببيان ومعلومات واضحة حول فض الاعتصام، دورهم فيه، دور الد.عم الس.ريع، فلول النظام البائد، أخرى؟
- ما هي الإجراءات التي اتخذها قادة الجيش ضد من أعطوا الأوامر بإغلاق بوابات القيادة العامة في الخرطوم عندما لجأ إليها الفارون من قتلة المعتصمين؟! هل كانت هذه أوامر عليا، وممن، ولماذا صمت ويصمت الآخرون؟
في الفيديو المرفق جزء من المؤتمر الصحفي الذي تلى فض الاعتصام حيث كان كباشي يقدم إفادات عن ما جرى، ثم جاءته ورقة مطوية من العطا. أترك هذه الملاحظة العابرة هنا لفطنة القارئ!
#السودان_ماقد_كان_وسوف_يكون
#تفكيك_النص
#ذكرى_فض_اعتصام_القيادة
/